طـارق العلي يتخلى عن الكوميديا وينضم للمقاومة في «ساعة زمان»
تشارك في انتاجه الشيخة انتصار سالم العلي
تواصل السينما الكويتية عرض الفيلم الكويتي الروائي الطويل «ساعة زمان» والذي يقدم قضية مهمة من خلال قصة تجمع بين المغامرة الشائقة والسياق الدرامي الإنساني في تجربة ناضجة غنية بالرسائل الوطنية.
يتناول الفيلم قصة أحد رجال المقاومة الكويتية واسمه عبد اللطيف (طارق العلي) والذي يقوم وزملاؤه في الجيش والمقاومة بتنفيذ ما تبقى لهم من مهام، ويعد ابنه الصغير بأن يعود له بعد ساعة زمن وعند وصوله إلى مقر العمليات يخبرهم القائد بأن عليهم مهمة تنظيف الديرة من الألغام في البر والبحر وعليهم أن يذهبوا إلى منازلهم حتى يتم استدعاؤهم مرة أخرى لتنفيذ المطلوب منهم لكن «عبد اللطيف» يقرر ألا يعود لمنزله ويستقل مركبا سريعا ليكتشف الألغام بنفسه، ولكن تشاء الأقدار أن يغرق المركب وينجو هو على احد الشواطئ ليقع في أيدي قوة عراقية هناك تقوم بتعذيبه حتى يجد نفسه وحيدا بعد إخلاء هذه القوة للمكان وتركه فيه ويبدأ رحلة البحث عن سبيل للعودة، وأثناء ذلك يكتشف انه على جزيرة بوبيان الكويتية وليس في البصرة كما كان يعتقد ويرى مركبا سليما في البحر وأثناء اتجاهه إليه يقع في بركة من الطين فلا يستطيع الحراك فيقاوم الموت لأيام عديدة حتى تأتيه قوة من الجيش الكويتي كانت تبحث عنه لتنقذه ويعود ليعيش الأفراح مع أبناء وطنه.
ويقول المخرج رمضان خسروه: هذا الفيلم نتاج مجهود مجموعة من الشباب في الفرقة السينمائية الأولى والذين بدأنا العمل معهم منذ فبراير العام الماضي تحت رؤية وإدارة وتوجيهات الشيخة انتصار سالم العلي، وأنا لا أقول إنني مخرج جيد وان عملي مميز، ولكن أقول إنني مدرب ومعلم جيد لأني استطعت خلال سنتين أن أؤهل أكثر من 100 طالب ليعملوا في الوسط الفني الكويتي وان شاء تتحول الفرقة إلى أكاديمية ومن ثم جامعة لتقديم أعمال تظهر صورة الكويت المشرفة للعالم.
ويقول بطل الفيلم النجم القدير طارق العلي: «ساعة زمان» حالة سينمائية متكاملة العناصر ويمكن وصفه بأنه «أيقونة فنية» عالمية تضاف إلى أيقونات الفرقة السينمائية الأولى التي تقدمها للجمهور من وقت لآخر في ظل رؤية متفردة سابقة لزمانها من مؤسستها الشيخة انتصار سالم العلي والتي تنظر إلى المستقبل بعين إنسانة خبيرة مخلصة لوطنها وأبنائه فأعطت كل الدعم والتشجيع للمواهب الكويتية للتجمع في هذه الفرقة الواعدة التي أصبحت علامة فارقة في صناعة السينما في المنطقة.
إبداع متجدد
الفيلم اثبت أن رمضان خسروه مخرج سينمائي يسعى دائما إلى الإمساك بمواطن الجمال في كل ما له علاقة بالفن السابع فإبداعه واضح في كل كادر تصوير وحركة ولون وكلمة ليخلق جوا مغايرا ببصمة خاصة تبرز مكامن القوة في الفن الكويتي الرائد. وفي عمله الجديد يوثق خسروه برؤية إخراجية مختلفة قوة الشخصية الكويتية بعيدا عن أي تحيز مع إظهار جوانب الشجاعة والإقدام ورفض الاستسلام والترابط القوي بين الكويتيين وقت الأزمات متكئا على أداء النجم القدير طارق العلي الذي جمع في «ساعة زمان» حصيلة خبراته وأكد أن إبداعه متجدد ولا يمكن حبسه حيث ظهر في الفيلم بشكل مغاير تماما عما عهدناه عليه ككوميديان لا يشق له غبار يضحك من حوله في كل كلمة ينطق بها ولامس الوجدان وحرك المشاعر بأداء تراجيدي قوي مستخدما لغة تمثيلية عميقة مليئة بالقيم الإنسانية وتكفي تعابير وجهه في كل مشهد لتؤكد انه يصنع في «ساعة زمان» حالة خاصة تسجل في مشواره الفني.
ظهر في الفيلم مجموعة من النجوم ضيوف شرف أعطوا للأحداث زخما واضحا ومنهم الفنان القدير محمد جابر والد طارق العلي (عبد اللطيف) وزوجته النجمة هبة الدري وزملاؤه من الجيش والمقاومة الكويتية جمال الردهان ومحمد الحملي وطارق الفضالة وأيضا من الجانب العراقي رسول الصغير وفهد العبد المحسن وآخرون.