كيف وصلت هذه المقتنيات إلى باعة الروبابيكيا؟! مقتنيات عبد الحليم وعبد الوهاب ونجيب محفوظ ونور الشريف على أرصفة الشوارع!

من المسؤول عن إهدار تاريخ رموزنا؟ ولماذا لا تقام متاحف للحفاظ عليها؟
فجّرت أخيراً مقتنيات نور الشريف التي تباع مع تجار الروبابيكيا والكتب القديمة القضية من جديد بعد أن باع أقارب ومحامي أحمد زكي مقتنياته، كما طرحت مقتنيات شركة صوت الفن التي أسسها عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ للبيع بما فيه أشياء تخص عبدالوهاب والعندليب، وكذلك سيناريوهات نجيب محفوظ التي تحمل توقيعه وملاحظاته عندما كان رقيباً على المصنفات الفنية، وأحدث هذه المقتنيات هي الخاصة بنور الشريف، فكيف وصلت لتجار الروبابيكيا إذا كانت أسرته تنفي علمها بذلك، وكذلك مكتبة الإسكندرية التي أوصى الشريف بإهداء مكتبته لها، فهل سرقت من بيته ولم يكتشف أحد السرقة؟ فأين الحقيقة ومن المسؤول عن إهانة تلك الرموز العربية وإهدار تاريخها، التفاصيل في هذا الاستطلاع:
فوجئ الجميع بعرض مقتنيات الفنان والنجم نور الشريف للبيع سواء على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي أو مع تجار الكتب القديمة وباعة الروبابيكيا، آلاف من مقتنيات مكتبته وبيته بما في ذلك ألبومات الصور العائلية والجوائز والدروع والنياشين التي حصل عليها وكتبه وأوراقه وبوسترات أفلامه وصفحات بخط يده، وتفرق دم هذه المقتنيات بحيث يصعب جمعها مرة أخرى بعد أن اشترى منها من يرغب جزءا ليحتفظ به أو يعيد بيعه بسعر أغلى، وبالتالي نحن أمام جريمة أخلاقية وإهانة كبيرة لرموز لطالما أمتعونا بفنهم وأدبهم وحصدوا جوائز دولية.
مي نور الشريف عبرت عن صدمتها مما يحدث، خاصة أنها لا تعرف كيف ولا متى تم خروج هذه المقتنيات من المنزل ليتم عرضها بهذا الشكل على وسائل التواصل الاجتماعي دون علم العائلة أو الحصول على موافقتها، إلا أن مي نور الشريف وعدت بمعرفة تفاصيل تلك المشكلة.
ويؤكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية موضحا حقيقة سرقة مقتنيات الفنان المصري الراحل نور الشريف أن الحديث عن تسرب هذه المقتنيات من مكتبة الإسكندرية غير صحيح، لافتا إلى أن أسرة نور الشريف أهدت المكتبة 6200 كتاب و167 ورقة خاصة بشركة الإنتاج الخاصة به وعدداً من الكراسات المكتوبة بخط يده.
وشدد على أن هذه المقتنيات موجودة في مكتبة الإسكندرية، وأن لديهم أوراق تسلمها وبيانا كاملا لهذه المقتنيات، مشيرا إلى أن هذه الكتب في ركن معين بمكتبة الإسكندرية ومكتوبة باسم صاحبها.
وقال: نور الشريف كان فناناً مثقفاً وعنده كمية كبيرة من الكتب التي تسلَّمت المكتبة جزءاً منها ومكتبة الإسكندرية تتسع لأكبر عدد من الكتب، وكل وثيقة أو كتاب في المكتبة مسجلة.
وأخيراً يفسر الكاتب والإعلامي أيمن الحكيم كيفية وصول هذه المقتنيات للشوارع بأن نور الشريف كان يستأجر شقة في شبابه في منطقة ميت عقبة بالقرب من نادي الزمالك الذي كان يعشقه، ثم حول هذه الشقة إلى مخزن يضع فيه كل ما يزحمه في سكنه، وبالطبع امتلأت الشقة بكثير من المقتنيات والأشياء الخاصة بنور، فلما مات وانقطع عن دفع الإيجار رفع صاحب العقار قضية لتسلم الشقة وتمكينه منها، وعندما أخذ حكم بالتمكين منها أتى بباعة الروبابيكيا لكي يفرغوها من محتوياتها، وهكذا وصلت إلى الشوارع.
ويبقى سؤال: هل من المعقول أن أسرته لم تكن تعلم بأمر هذه الشقة طوال هذه السنوات، وكيف حصل صاحب العقار على الحكم دون علم الأسرة، وهل من الطبيعي ألا يخطر الرجل أسرة نور الشريف أو يطالبهم بالإيجار طوال هذه السنوات؟! مجرد أسئلة مشروعة، لكن تبقى الجريمة الأخلاقية باقية شاهدة على إهدار تاريخ رموزنا في الوقت الذي تقام متاحف في دور أوروبا للحفاظ على تاريخ الرموز والنجوم.