اكسسواراتالنصف الحلو
أخر الأخبار

لقبت‭ ‬بسلطانة‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود المصممة‭ ‬رانيا‭ ‬هلال‭: ‬ النحاس‭ ‬والجلد‭ ‬يوثقان‭ ‬التراث

شخصية‭ ‬مبدعة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معان،‭ ‬عشقت‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود‭ ‬والحلي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬حلما‭ ‬يراودها،‭ ‬حفرت‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬وكان‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬الإنجاز‭ ‬جواز‭ ‬المرور،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طموحها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬محطات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وأفكارها‭ ‬الإبداعية‭ ‬سلم‭ ‬الارتقاء‭ ‬نحو‭ ‬العالمية،‭ ‬لقبت‭ ‬بسلطانة‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود‭ ‬والحلي،‭ ‬وكانت‭ ‬جديرة‭ ‬بحمل‭ ‬هذا‭ ‬اللقب،‭ ‬إنها‭ ‬المبدعة‭ ‬المصرية‭ ‬مصممة‭ ‬الجلود‭ ‬والحُلي‭ ‬رانيا‭ ‬هلال‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬ضيفة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭:‬

القبول‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬ليس‭ ‬جماهيرياً‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬أخذ‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬الفن

بداية‭.. ‬أدخلينا‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬بدايتك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإكسسوارات‭ ‬والجلود‭.‬
‏‭- ‬دخولي‭ ‬لعالم‭ ‬الجلود‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أمتلك‭ ‬سواه،‭ ‬وكان‭ ‬حلمي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحلي‭ ‬بتشكيلات‭ ‬وتركيبات‭ ‬معينة،‭ ‬وكلها‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬خيالي،‭ ‬كنت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬الأداة‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أحقق‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬أو‭ ‬الطموح،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحلي،‭ ‬لأني‭ ‬خريجة‭ ‬فنون‭ ‬تطبيقية‭ ‬قسم‭ ‬زخرفة،‭ ‬وهذا‭ ‬القسم‭ ‬معني‭ ‬بالتصميم‭ ‬والتلوين،‭ ‬فكنت‭ ‬أفكر‭ ‬كيف‭ ‬أنفذ‭ ‬تصميما‭ ‬فريدا‭ ‬بخامات‭ ‬قوية،‭ ‬وكيف‭ ‬أصنع‭ ‬من‭ ‬الخامة‭ ‬أعلى‭ ‬إمكانات‭ ‬وبجودة‭ ‬عالية،‭ ‬وكيفية‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬التصميمات‭ ‬بتقنيات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وعلاقة‭ ‬العنصر‭ ‬بالاستخدام،‭ ‬وبتطبيق‭ ‬قوي‭ ‬ومناسب‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬درسته‭ ‬في‭ ‬الكلية،‭ ‬وتطبيقه‭ ‬العملي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭.‬
كما‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أود‭ ‬الوصول‭ ‬لمنتج‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ويحقق‭ ‬لي‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يراودني،‭ ‬وبدأت‭ ‬فعلا‭ ‬بالاكسسوارات،‭ ‬وبالفعل‭ ‬اشتريت‭ ‬سلوك‭ ‬النحاس‭ ‬وبدأت‭ ‬أعمل‭ ‬تشكيلات‭ ‬وكلها‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬خيالي‭.‬
قررت‭ ‬أتعلم‭ ‬تصميم‭ ‬النحاس‭ ‬والتقنيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحفر‭ ‬عليه،‭ ‬وأنتجت‭ ‬تصميمات‭ ‬للحلي‭ ‬النحاسية،‭ ‬واستطعت‭ ‬حينها،‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬أن‭ ‬تجتذب‭ ‬منتجاتي‭ ‬عملاء‭ ‬من‭ ‬المعارض،‭ ‬حتى‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬مركز‭ ‬الجزيرة‭ ‬للفنون‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭.‬
وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬زخم‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬كنت‭ ‬سريعة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬القطع،‭ ‬وبدأت‭ ‬أعمل‭ ‬تشكيلات،‭ ‬أحبتها‭ ‬الناس،‭ ‬ولاقت‭ ‬قبولا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجماهيري،‭ ‬ولكن‭ ‬أخذ‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬الفن،‭ ‬وفي‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬ترشيحي‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬وحضرت‭ ‬أول‭ ‬معرض‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

الخامات‭ ‬الطبيعية‭ ‬فيها‭ ‬طاقة‭ ‬حقيقية‮ ‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬عملك‭ ‬في‭ ‬الحلي‭ ‬والجلود‭ ‬وبأي‭ ‬منهما‭ ‬بدأت؟
‏‭- ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬شغل‭ ‬الحلي‭ ‬قبل‭ ‬الجلود،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬عملي‭ ‬موظفة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرية،‭ ‬وكنت‭ ‬معنية‭ ‬بالقسم‭ ‬الإعلامي‭ ‬والترويج‭ ‬للصناعات‭ ‬المصرية،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأنشطة‭ ‬الخاصة‭ ‬بعملي،‭ ‬أن‭ ‬أنزل‭ ‬وأزور‭ ‬مصانع‭ ‬بصحبة‭ ‬مصور‭ ‬وأبدأ‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬لكل‭ ‬عمليات‭ ‬التصنيع‭ ‬مبينة‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬العامل‭ ‬المهني،‭ ‬ومدى‭ ‬أهمية‭ ‬العامل‭ ‬الفني،‭ ‬ومدى‭ ‬أهمية‭ ‬العنصر‭ ‬اليدوي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬كان‭ ‬يغزي‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬شيئا‭ ‬مهما‭ ‬جدا،‭ ‬وهو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصناعات‭ ‬اليدوية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والشغف‭ ‬الشديد‭ ‬لفكرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والإنتاج‭ ‬والكميات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬وطاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭.‬
وبدأت‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬قمت‭ ‬بتغطيتها‭ ‬الصناعات‭ ‬الإبداعية،‭ ‬صناعة‭ ‬الأخشاب‭ ‬في‭ ‬دمياط،‭ ‬كما‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬والمحلة،‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج،‭ ‬والمراحل‭ ‬الفنية‭ ‬والأجزاء‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬وبدأت‭ ‬أجمع‭ ‬العلاقة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الماكينة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬العمل‭ ‬وحدها،‭ ‬والعامل‭ ‬البشري‭ ‬اليدوي‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بالإنتاج‭ ‬بفرده،‭ ‬فبدأت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬الشيء،‭ ‬وأنا‭ ‬لدي‭ ‬حلم‭ ‬الحلي،‭ ‬وبدا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬الحلي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬آخر،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كبرت‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬داخلي‭.‬

أصبحت‭ ‬عندي‭ ‬مقومات‭ ‬حقيقية‭ ‬لصناعة‭ ‬جيدة‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة

لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي؟
‏‭- ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬استمتاعي‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالصناعة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شغف‭ ‬آخر‭ ‬بالمعارض،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬وفي‭ ‬مكتب‭ ‬يسحب‭ ‬طاقة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وكنت‭ ‬أحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬بيدي،‭ ‬ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬تلك‭ ‬المعارض‭ ‬بدأ‭ ‬العبء‭ ‬يصبح‭ ‬ثقيلا‭ ‬عليّ،‭ ‬وقررت‭ ‬التفرغ‭ ‬لعمل‭ ‬فني‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة،‭ ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬أخذت‭ ‬خبرة‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬والذي‭ ‬وضعني‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬وعرفت‭ ‬المصانع‭ ‬وأي‭ ‬صناعة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مقومات،‭ ‬وهذا‭ ‬ساعدني‭ ‬جدا،‭ ‬
وحينما‭ ‬أردت‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود‭ ‬عرفت‭ ‬جيداً‭ ‬كيف‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬المدابغ‭ ‬وأتعامل‭ ‬معها،‭ ‬وأي‭ ‬المدابغ‭ ‬أفضل،‭ ‬وأصبحت‭ ‬لدي‭ ‬مقومات‭ ‬حقيقية‭ ‬لصناعة‭ ‬جيدة‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة،‭ ‬وتصديرها‭ ‬بمنتهى‭ ‬الأريحية،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭.‬
أخذت‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬بالتفرغ‭ ‬التام‭ ‬في‭ ‬2012،‭ ‬وبدأ‭ ‬مشروع‭ ‬Rania Hilal Designs‭ ‬يأخذ‭ ‬مسيرته‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تصميم‭ ‬المجوهرات‭ ‬والحلي،‭ ‬وخوض‭ ‬مجال‭ ‬الجلود‭ ‬أيضا‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬‮«‬سانت‭ ‬كاترين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬أخرى؟
‏‭- ‬مع‭ ‬سعيي‭ ‬نحو‭ ‬تأسيس‭ ‬مشروعي‭ ‬وضم‭ ‬فريق‭ ‬عمل،‭ ‬أخذتني‭ ‬المصادفة‭ ‬نحو‭ “‬سانت‭ ‬كاترين‭” ‬بجنوب‭ ‬سيناء،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬الصندوق‭ ‬الإنمائي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬إنتاج‭ ‬أهالي‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬العطرية‭ ‬والأعشاب‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬الرواج‭ ‬والانتشار‭ ‬لدى‭ ‬السائحين،‭ ‬الذين‭ ‬قل‭ ‬تواجدهم‭ ‬للتسوق‭ ‬أو‭ ‬التنزه‭ ‬في‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ (‬2012/2013‭) ‬،‭ ‬فصممت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬علامة‭ ‬تجارية‭ ‬تخص‭ ‬منتجاتهم،‭ ‬وتميزها‭ ‬لدى‭ ‬المستهلك‭ ‬الأوروبي،‭ ‬باستخدام‭ ‬تغليف‭ ‬صديق‭ ‬للبيئة‭ ‬ومعبر‭ ‬عن‭ ‬ثراء‭ ‬وجودة‭ ‬المنتج‭ ‬الذي‭ ‬يحتويه‭.‬
ومن‭ “‬سانت‭ ‬كاترين‭”‬،‭ ‬أصبحت‭ ‬مستشارة‭ ‬للمشروعات‭ ‬الإنمائية‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكانت‭ ‬محمية‭ ‬وادي‭ ‬الجمال‭ ‬محطتي‭ ‬التالية،‭ ‬حيث‭ ‬انتبهت‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬الجلد‭ ‬في‭ ‬التصميمات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬سيدات‭ ‬المحمية‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬التراث‭ ‬الذي‭ ‬أوشك‭ ‬على‭ ‬الاندثار‭ ‬لعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوثيقه،‭ ‬فاستخدمت‭ ‬مواد‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬المحمية‭ ‬لتعليم‭ ‬السيدات‭ ‬كيفية‭ ‬حرق‭ ‬النحاس‭ ‬على‭ ‬الجلد،‭ ‬لتعود‭ ‬محملة‭ ‬بأفكار‭ ‬تثمر‭ ‬مشروعي‭ ‬الخاص‭.‬
وكانت‭ “‬وادي‭ ‬الجمال‭” ‬طريقي‭ ‬لمحاولة‭ ‬استخدام‭ ‬الجلد‭ ‬في‭ ‬التصميم،‭ ‬فأنتجت‭ ‬الحقائب‭ ‬والمحافظ،‭ ‬وعملت‭ ‬لعامين‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭ ‬لأكون‭ ‬راضية‭ ‬عنها‭ ‬بشكل‭ ‬تام،‭ ‬وهكذا‭ ‬كانت‭ ‬تنميتي‭ ‬لمشروعات‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬بالثراء‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬مشروعي،‭ ‬كما‭ ‬تعود‭ ‬عليهم‭ ‬بالنفع‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المنتج‭ ‬المحلي‭ ‬اليدوي‭ ‬الذي‭ ‬يقدمونه‭.‬
وجاء‭ ‬ترشيحي‭ ‬للعمل‭ ‬استشارية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهذه‭ ‬ثاني‭ ‬مرحلة‭ ‬بعد‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة،‭ ‬وفكرة‭ ‬دمج‭ ‬المصممين‭ ‬الشباب‭ ‬مع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المصرية،‭ ‬لعمل‭ ‬تبادل‭ ‬خبرات‭ ‬بين‭ ‬الجهتين‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬المجتمعات‭ ‬المصرية‭ ‬لديها‭ ‬خلفية‭ ‬ثقافية‭ ‬قوية‭ ‬جدا‭ ‬نظرا‭ ‬للمنتجات‭ ‬اليدوية‭ ‬لديهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬صناعتها‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬فهم‭ ‬مجتمعات‭ ‬مترابطة،‭ ‬فالأم‭ ‬تسلم‭ ‬شغلها‭ ‬لابنتها‭ ‬أو‭ ‬حفيدتها‭.‬

من‭ ‬كان‭ ‬الداعم‭ ‬لك؟
‏‭- ‬بيتنا‭ ‬كان‭ ‬مشبعا‭ ‬بالفن،‭ ‬والدتي‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬المشجعات‭ ‬لي‭ ‬وشقيقتي‭ ‬الكبرى‭ ‬كانت‭ ‬تدرس‭ ‬الفنون،‭ ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬داعمين‭ ‬لي‭.‬

ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬سيدات‭ ‬محمية‭ ‬وادي‭ ‬الجمال‭ ‬وغيرهن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات؟
‏‭- ‬من‭ ‬الحلي‭ ‬التي‭ ‬كن‭ ‬يلبسنها‭ ‬تعلمت‭ ‬تشكيلها،‭ ‬وتعلمت‭ ‬من‭ ‬خبرتهن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حتى‭ ‬اني‭ ‬كنت‭ ‬أعرض‭ ‬عليهن‭ ‬بعض‭ ‬القطع‭ ‬فكن‭ ‬يعرفنها‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬أصلية‭ ‬أو‭ ‬مقلدة،‭ ‬وكن‭ ‬يحكين‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬التي‭ ‬يلبسها‭ ‬أجدادهن،‭ ‬وعشت‭ ‬معهن‭ ‬أجمل‭ ‬الحكايات،‭ ‬وغصت‭ ‬معهن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬ورجعت‭ ‬القاهرة‭ ‬بمخزون‭ ‬جيد،‭ ‬وحاولت‭ ‬أن‭ ‬أستفيد‭ ‬بكل‭ ‬معلومة‭ ‬تعلمتها‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مجموعات‭ ‬مثل‭ ‬مجموعة‭ ‬سيوة،‭ ‬ومجموعة‭ ‬سيناء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المجموعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

‮«‬الجمالية‮»‬‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬أحياء‭ ‬القاهرة‭ ‬الفاطمية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬موروث‭ ‬ثقافي‭ ‬وفنون‭ ‬معمارية

لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬حي‭ ‬الجمالية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الدرب‭ ‬الأصفر‭ ‬لانطلاقتك؟
‏‭- ‬الجمالية‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬الأحياء‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬الفاطمية،‭ ‬وهو‭ ‬قلب‭ ‬شارع‭ ‬المعز،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬موروث‭ ‬ثقافي‭ ‬وفنون‭ ‬معمارية‭. ‬القبول‭ ‬على‭ ‬المنتج،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجماهيري،‭ ‬ولكن‭ ‬أخذ‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬الفن،‭ ‬هذا‭ ‬أشعرني‭ ‬بالقرب،‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬أكون‭ ‬هناك،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فكرت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬خامة‭ ‬النحاس،‭ ‬لذا‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬النحاسين‭ ‬كناحية‭ ‬عملية،‭ ‬حتى‭ ‬أكون‭ ‬قريبة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الخامات‭ ‬التي‭ ‬أتعامل‭ ‬معها،‭ ‬وحتى‭ ‬يتحقق‭ ‬لك‭ ‬القرب‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أنزل‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬وهذا‭ ‬سيساعدني‭ ‬حينما‭ ‬أضع‭ ‬تصميما‭ ‬لصنايعي،‭ ‬ولا‭ ‬أسبب‭ ‬له‭ ‬التعب‭ ‬وهو‭ ‬ينفذه،‭ ‬فآخذ‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬التفاصيل‭ ‬والمواصفات،‭ ‬وأعرف‭ ‬منه‭ ‬المطلوب،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أرهقه‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭.‬
وحينما‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مشروع‭ ‬كبير،‭ ‬وأنتج‭ ‬وأصدر‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬استعنت‭ ‬ببعض‭ ‬الصنايعية‭ ‬كي‭ ‬يساعدوني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬النواحي‭ ‬للتصاميم‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء،‭ ‬وأشياء‭ ‬مبتكرة‭ ‬وجديدة‭ ‬لم‭ ‬يسبقني‭ ‬إليها‭ ‬أحد‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجزء‭ ‬التنفيذي‭ ‬هناك‭ ‬جزء‭ ‬إبداعي،‭ ‬وهو‭ ‬كيفية‭ ‬إخراج‭ ‬التصميم‭ ‬بأحلى‭ ‬طريقة‭ ‬ممكنة‭ ‬وبأقل‭ ‬جهد‭ ‬وأقل‭ ‬وقت‭.‬

النحاس‭ ‬أحس‭ ‬به‭ ‬وأراه‭ ‬لون‭ ‬رمل‭ ‬مصر‭ ‬ولون‭ ‬شمسها

لماذا‭ ‬معدن‭ ‬النحاس‭ ‬بالتحديد‭ ‬الذي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬غرامه؟
‏‭- ‬النحاس‭ ‬هو‭ ‬المعدن‭ ‬الأساسي،‭ ‬شمس‭ ‬القاهرة‭ ‬تذكرك‭ ‬به،‭ ‬خامة‭ ‬طيعة‭ ‬ولينة،‭ ‬عندما‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬المعدن‭ ‬يشعر‭ ‬بي‭ ‬وأشعر‭ ‬به،‭ ‬وله‭ ‬طاقة‭ ‬جميلة‭ ‬وإمكانات‭ ‬ممتازة،‭ ‬أراه‭ ‬بلون‭ ‬رمل‭ ‬مصر،‭ ‬ولون‭ ‬شمس‭ ‬مصر،‭ ‬فيه‭ ‬لمعة‭ ‬أشعر‭ ‬فيها‭ ‬بشيء‭ ‬جميل،‭ ‬بلونه‭ ‬الأصفر،‭ ‬وفي‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬استخدمه‭ ‬بحالته‭ ‬الأصلية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬التصميمات‭ ‬أضيف‭ ‬له‭ ‬طلاء‭ ‬الذهب‭ ‬حتى‭ ‬يعطي‭ ‬لمعة،‭ ‬وممكن‭ ‬أضيف‭ ‬طلاء‭ ‬الفضة،‭ ‬المهم‭ ‬أنني‭ ‬أحب‭ ‬ألعب‭ ‬بتقنياته‭ ‬المختلفة؛‭ ‬لأنها‭ ‬تعطي‭ ‬عمقا،‭ ‬وتظهر‭ ‬جماله‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الجلود‭ ‬المفضلة‭ ‬لديك؟‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬المعدن‭ ‬والجلد؟
‏‭- ‬أما‭ ‬خامة‭ ‬الجلد‭ ‬فهي‭ ‬خامة‭ ‬لينة‭ ‬طيعة،‭ ‬لها‭ ‬سطح‭ ‬ناعم‭ ‬وسطح‭ ‬خشن،‭ ‬وفيها‭ ‬تضاد‭ ‬غريب،‭ ‬يستخدم‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ (‬بولبلدر‭) ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬جلد‭ ‬نسميه‭ ‬جلدا‭ ‬تفاعليا،‭ ‬وهو‭ ‬يتأثر‭ ‬بالحركة،‭ ‬فحينما‭ ‬تفتح‭ ‬محفظة‭ ‬مثلا‭ ‬تجد‭ ‬جزءا‭ ‬أصبح‭ ‬غامقا،‭ ‬وجزءا‭ ‬آخر‭ ‬فاتحا،‭ ‬وهو‭ ‬يتصل‭ ‬بالذكريات،‭ ‬ونسميه‭ ‬جلدا‭ ‬يحتفظ‭ ‬بالذكريات،‭ ‬وكلما‭ ‬زاد‭ ‬الوقت‭ ‬زادت‭ ‬قيمته،‭ ‬وهذه‭ ‬مواصفات‭ ‬خاصة‭ ‬أحبها‭ ‬في‭ ‬الجلد‭.‬
أما‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬خامة‭ ‬لها‭ ‬شخصية‭ ‬قوية‭ ‬مثل‭ ‬النحاس،‭ ‬وخامة‭ ‬طيعة‭ ‬مثل‭ ‬الجلد،‭ ‬وهي‭ ‬خامة‭ (‬تروح‭ ‬وتيجي‭ ‬معك‭) ‬ولو‭ ‬أردت‭ ‬توسيعها‭ ‬تتسع،‭ ‬أو‭ ‬تطويلها‭ ‬تطول،‭ ‬فتحس‭ ‬الخامة‭ ‬متفاعلة،‭ ‬دمج‭ ‬جميل‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬الخامات‭ ‬الطيعة‭ ‬دائماً‭ ‬بتغير،‭ ‬وفيها‭ ‬طاقة‭ ‬حقيقية‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق