ثقافة
أخر الأخبار

من‭ ‬أفضل‭ ‬الروايات‭ ‬الأجنبية‭ ‬لعام‭ ‬2022 الهروب‭ ‬إلى‭ ‬ الحرية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭.. ‬ وروميو‭ ‬وجولييت‭ ‬على‭ ‬الحدود‭!‬

من‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭.. ‬وروميو‭ ‬وجولييت‭ ‬على‭ ‬الحدود‭.. ‬إلى‭ ‬الحلم‭ ‬بالهروب‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬صعب‭ .. ‬اخترنا‭ ‬هذه‭ ‬الروايات‭ ‬العالمية‭ ‬المترجمة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬وراج‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬القراءة‭ ‬لعام‭ ‬2022‭. ‬

مغامرة‭ ‬حب‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬ممزقة‭ – ‬جين‭ ‬ساسون‭: ‬قصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لامرأة‭ ‬كردية
تدور‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬مبيعات‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬الطبعة‭ ‬العربية‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الطبعة‭ ‬السادسة،‭ ‬حول‭ ‬القصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لجوانا،‭ ‬وهي‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬كردستان،‭ ‬ومناضلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬هربت‭ ‬من‭ ‬العراق‭.‬
تقول‭ ‬المؤلفة‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭: ‬شهدت‭ ‬رحلة‭ ‬حياتي‭ ‬جولات‭ ‬قمتُ‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أنحاء‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬أسعدني‭ ‬الحظ،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬هذه‭ ‬الجولات،‭ ‬بلقاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬المميزات،‭ ‬والتعرف‭ ‬إليهن‭ ‬عن‭ ‬كثب‭. ‬تعرّف‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬كتبي‭ ‬التي‭ ‬لقيت‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً‭.. ‬وجدت‭ ‬نفسي،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬فريد‭ ‬سمح‭ ‬لي‭ ‬باستكشاف‭ ‬حضارة‭ ‬مثيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬إلى‭ ‬القصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للبطلة‭.. ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬كتابتي‭ ‬امغامرة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬ممزقةب،‭ ‬وهي‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لامرأة‭ ‬كردية‭.‬
تقول‭ ‬الرواية‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬الكردية‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬كثيراً‭:‬
انشأت‭ ‬جوانا‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬لكن‭ ‬قلبها‭ ‬تعلق‭ ‬بكردستان‭. ‬ملأت‭ ‬جوانا‭ ‬أفكارها،‭ ‬أثناء‭ ‬اتكائها‭ ‬على‭ ‬ركبتي‭ ‬والدتها،‭ ‬بالسحر‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬كردستان،‭ ‬واستمدت‭ ‬منها‭ ‬انبهارها‭ ‬بالتقاليد‭ ‬الكردية،‭ ‬والتأثر‭ ‬بفكرة‭ ‬الوطن‭ ‬الكرديب‭.‬
وعن‭ ‬طفولتها‭: ‬اأمضت‭ (‬جوانا‭) ‬عطلاتها‭ ‬أثناء‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬والدتها،‭ ‬مدينة‭ ‬السليمانية،‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬مدن‭ ‬كردستان،‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة،‭ ‬المفتونة‭ ‬بحب‭ ‬الحضارة‭ ‬الكردية،‭ ‬أثناء‭ ‬انشغالها‭ ‬باللعب‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتها‭ ‬الأكراد،‭ ‬ما‭ ‬تخبئ‭ ‬لها‭ ‬الأقدار،‭ ‬وللأكراد‭ ‬الآخرين،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬القسوة‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬يدعى‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬عنانها‭ ‬بعدب‭.‬
كما‭ ‬لم‭ ‬يفاجأ‭ ‬أحد‭ ‬حينما‭ ‬وقعت‭ ‬جوانا،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬شابة‭ ‬صغيرة،‭ ‬بغرام‭ ‬مناضل‭ ‬وسيم‭ ‬من‭ ‬المناضلين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الحرية،‭ ‬قررت‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬أحبته،‭ ‬والذهاب‭ ‬معه‭ ‬بعدما‭ ‬اختار‭ ‬ترك‭ ‬رغد‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬العراقية،‭ ‬آثر‭ ‬عليها‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬كردستان،‭ ‬نجت‭ ‬جوانا‭ ‬بصعوبة،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬عروساً‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬ابرغالوب،‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬الهجمات‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬بشنها‭ ‬على‭ ‬الأكراد‭. ‬بدا‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬أحلامها‭ ‬قد‭ ‬تحطمت،‭ ‬عندما‭ ‬اضطرت‭ ‬إلى‭ ‬الهرب‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬المجاورة،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭. ‬بدأت‭ ‬جوانا‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تجدد‭ ‬أحلام‭ ‬حصول‭ ‬الأكراد‭ ‬على‭ ‬حريتهم‭ ‬مع‭ ‬عزل‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭.‬
وتختم‭ ‬المؤلفة‭ ‬وصفها‭ ‬لعلاقتها‭ ‬بالبطلة‭ ‬في‭ ‬الرواية‭: ‬أعتبر‭ ‬تجربتي‭ ‬مع‭ ‬جوانا‭ ‬هدية‭ ‬عظيمة‭ ‬أرغب‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬غيري‭ ‬بها،‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭.‬

حياة‭ – ‬ديفيد‭ ‬فاغنر‭: ‬تفاصيل‭ ‬غير‭ ‬مهمة‭ ‬تشكل‭ ‬لب‭ ‬‮«‬الحياة‮»‬‭!‬
فازت‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬بجائزة‭ ‬امعرض‭ ‬لايبزيغ‭ ‬للكتابب،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أرفع‭ ‬الجوائز‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭. ‬كاتبها‭ ‬ألماني‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام‭ ‬1971‭ ‬درس‭ ‬الأدب‭ ‬المقارن‭ ‬وتاريخ‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬بون‭ ‬وبرلين‭ ‬وباريس،‭ ‬فاز‭ ‬بجوائز‭ ‬أدبية‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬أفضل‭ ‬رواية‭ ‬أجنبية‭ ‬للعام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬وجائزة‭ ‬كرانيشتاينر‭ ‬التشجيعية‭ ‬للأدب‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬وجائزة‭ ‬كوليك‭ ‬الأدبية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬جورج‭ ‬غلاسر‭ ‬الأدبية‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وجائزة‭ ‬ديدالوس‭ ‬للأدب‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وجائزة‭ ‬والتر‭ ‬زيرنر‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬ترجمت‭ ‬أعماله‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬لغة‭ ‬وهو‭ ‬يعيش‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬برلين‭.‬
تدور‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬الجميلة‭ ‬حول‭ ‬مريض‭ ‬مقعد‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬ويومياته‭ ‬التي‭ ‬يكتبها‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬والآخرين‭ ‬والحياة‭.. ‬فهو‭ ‬يتساءل‭: ‬اهل‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬أنا‭ ‬بسبب‭ ‬التسمم‭ ‬البطيء‭ ‬فحسب؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ألا‭ ‬أكون‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬أعتقد‭ ‬أنني‭ ‬هو؟‭ ‬هل‭ ‬لحزني‭ ‬أسباب‭ ‬كيميائية‭ ‬بسيطة‭ ‬للغاية؟‭ ‬هل‭ ‬تُحدد‭ ‬الكيمياء‭ ‬في‭ ‬جسدي‭ ‬مشاعري؟
شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬أتعلم،‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬المظهر‭ ‬السيئ‭ ‬الذي‭ ‬ينحو‭ ‬نحو‭ ‬التحسن،‭ ‬والمظهر‭ ‬السيئ‭ ‬الذي‭ ‬ينحو‭ ‬نحو‭ ‬النهاية،‭ ‬للأسف،‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أحكم‭ ‬على‭ ‬منظري،‭ ‬أنا‭ ‬أعمى‭ ‬أمام‭ ‬المرآةب‭.‬
الرواية‭ ‬تصف‭ ‬أفكار‭ ‬ومشاعر‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬بكبد‭ ‬مريضة‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬أحدهم‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬كبده‭ ‬وليُمنح‭ ‬فرصة‭ ‬عيش‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭.. ‬
يتابع،‭ ‬من‭ ‬سريره‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬حوادث‭ ‬السير‭ ‬القاتلة‭ ‬والجرائم‭ ‬وضحايا‭ ‬الحروب،‭ ‬وينتظر،‭ ‬ويحلم،‭ ‬بالهروب‭ ‬الكبير،‭ ‬بحبيبته،‭ ‬بمن‭ ‬يحبونه‭ ‬ويحبهم،‭ ‬بطفولته،‭ ‬برجل‭ ‬انتحر،‭ ‬وآخر‭ ‬قتله‭ ‬هو،‭ ‬بمركبته‭ ‬الفضائية‭ ‬البيضاء،‭ ‬وطبيبه،‭ ‬والممرضات،‭ ‬وكبده‭ ‬الجديدة،‭ ‬ويجعلك‭ ‬تقلّب‭ ‬الصفحات‭ ‬معه‭ ‬بسرعة‭ ‬جنونية‭.‬
هي‭ ‬رواية‭ ‬تتأمل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وجدواها،‭ ‬يتقاطع‭ ‬فيها‭ ‬الكاتب‭ ‬مع‭ ‬اكافكاب‭ ‬تارة،‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬والتحويل،‭ ‬ويضاهي‭ ‬اماركيزب‭ ‬طورا،‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬ولا‭ ‬نوليها‭ ‬أدنى‭ ‬اهتمام،‭ ‬لكنها،‭ ‬على‭ ‬بساطتها،‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬لب‭ ‬االحياةب‭.‬
هي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رواية‭.. ‬إنها‭ ‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬قدمها‭ ‬الروائي‭ ‬الألماني‭ ‬الأبرز‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬جيله‭ ‬بأسلوب‭ ‬سلس‭.‬

من‭ ‬فقرات‭ ‬الرواية‭ ‬الجميلة‭:‬
‮«‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يحالفني‭ ‬الحظ،‭ ‬المادة‭ ‬السحرية‭ ‬العدوانية‭ ‬لها‭ ‬مفعول‭ ‬جيد،‭ ‬نسبة‭ ‬الفيروسات‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬تتراجع،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يطول‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬بكثير‭. ‬ألقي‭ ‬نظرة‭ ‬خارج‭ ‬النافذة،‭ ‬أوراق‭ ‬الشجر‭ ‬تلونت‭ ‬وتتساقط‭. ‬قل‭ ‬لي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ما‭ ‬اسم‭ ‬هذا‭ ‬الفصل؟‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬تفرغ‭ ‬سفينة‭ ‬محملة‭ ‬بالفحم،‭ ‬أرى‭ ‬قطار‭ ‬الضواحي‭ ‬المعروف‭ ‬بقطار‭ ‬‮«‬الإس‭ ‬بان‮»‬‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬بعرباته‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأصفر‭ ‬والأحمر،‭ ‬وبعدها‭ ‬قطار‭ ‬بضاعة،‭ ‬سماء‭ ‬بيضاء‮»‬‭.‬
‮«‬رأيت‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة‭ ‬كلها‭ ‬تقريبا‭ ‬هنا،‭ ‬لا‭ ‬ينقصني‭ ‬سوى‭ ‬الشتاء،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أنتبه‭ ‬لأمنياتي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الثلج‭ ‬يبدأ‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بالهطل،‭ ‬يهطل‭ ‬بكثافة،‭ ‬ندفات‭ ‬سميكة،‭ ‬ثلج‭ ‬يجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬مبتهجاً،‭ ‬هكذا،‭ ‬بلا‭ ‬سبب‮»‬
‮«‬أحاول،‭ ‬المرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬تتبع‭ ‬طيران‭ ‬ندفة‭ ‬ثلج،‭ ‬قد‭ ‬تكونين‭ ‬أنتِ‭ ‬هذه‭ ‬الندفة‭. ‬يمر‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أنجح‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تبدو‭ ‬كلها‭ ‬متشابهة‭ ‬تماماً،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬قرأت‭ ‬مرة‭ ‬أنه،‭ ‬طوال‭ ‬تاريخ‭ ‬الأرض،‭ ‬لم‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬قط‭ ‬ندفتان‭ ‬متماثلتان،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬التبلور‭ ‬كبيرة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيله‮»‬‭.‬

رواية‭ ‬جزيرة‭ ‬الأشجار‭ ‬المفقودة‭ ‬–‭ ‬إليف‭ ‬شافاق‭: ‬الحب‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الانقسام
قال‭ ‬عنها‭ ‬الكاتب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬حنيف‭ ‬قريشي‭: ‬شافاق‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬كتاب‭ ‬العالم،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره،‭ ‬إذ‭ ‬نالت‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬عقب‭ ‬صدور‭ ‬روايتها‭ ‬اقواعد‭ ‬العشق‭ ‬الأربعونب‭.‬
في‭ ‬رواية‭ ‬اجزيرة‭ ‬الأشجار‭ ‬المفقودةب‭ ‬عادت‭ ‬الكاتبة‭ ‬إليف‭ ‬شافاق‭ ‬إلى‭ ‬فترة‭ ‬الصراع‭ ‬التركي‭ ‬ذ‭ ‬القبرصي،‭ ‬ولأحداث‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬انقسام‭ ‬وكراهية،‭ ‬وعنف‭ ‬عرقي،‭ ‬وتوارث‭ ‬لهذه‭ ‬الذكريات‭ ‬الأليمة‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭.‬
هي‭ ‬رواية‭ ‬عن‭ ‬أشياء‭ ‬تنتقل‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬مثل‭ ‬القصص‭ ‬والخرافات‭ ‬والطعام‭ ‬والموسيقى‭ ‬والطيور‭ ‬المهاجرة،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬
تقول‭ ‬إليف‭ ‬شافاق‭ ‬عن‭ ‬روايتها‭: ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬قبرص‭ ‬خط‭ ‬فاصل‭ ‬يحرسه‭ ‬ذوو‭ ‬الخوذ‭ ‬الزرق‭. ‬إنها‭ ‬حدود‭ ‬تفصل‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وتفصل‭ ‬بين‭ ‬المسيحيين‭ ‬والمسلمين‭ ‬واليونانيين‭ ‬والأتراك‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬التقسيم‭ ‬ترسمه‭ ‬الحدود‭ ‬الدينية‭ ‬والوطنية‭ ‬والعرقية،‭ ‬لكن‭ ‬الأدب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬للارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬الحواجز‭ ‬والتجزئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬أصابعنا‭ ‬على‭ ‬الأشياء‭ ‬المشتركة‭ ‬بيننا‭ ‬كبشر‭.‬
تتناول‭ ‬الرواية‭ ‬حكاية‭ ‬تبدأ‭ ‬أوائل‭ ‬السبعينيات‭ ‬حين‭ ‬التقت‭ ‬ديفني‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬وكوستاس‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬17‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحانات‭ ‬بقبرص‭ ‬لتبدأ‭ ‬علاقة‭ ‬غرامية‭ ‬بين‭ ‬دفني‭ ‬التركية،‭ ‬وكوستاس‭ ‬اليوناني،‭ ‬رغم‭ ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬قبرص‭ ‬بين‭ ‬اليونانيين‭ ‬والأتراك،‭ ‬الذي‭ ‬تفاقم‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭. ‬وتعيد‭ ‬إليف‭ ‬قصة‭ ‬مؤثرة‭ ‬للحياة‭ ‬تشبه‭ ‬قصة‭ ‬روميو‭ ‬وجولييت،‭ ‬وتصل‭ ‬عقدة‭ ‬الحكاية‭ ‬إلى‭ ‬ذروتها‭ ‬عندما‭ ‬أرسل‭ ‬اكوستاسب‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والدته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬توديع‭ ‬فتاته‭ ‬ادفنيب،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يريان‭ ‬بعضهما‭ ‬بعضا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭!‬

من‭ ‬العبارات‭ ‬المهمة‭ ‬الموحية‭ ‬في‭ ‬الرواية‭:‬
‮«‬لماذا‭ ‬نُحمِّل‭ ‬أطفالنا‭ ‬ماضينا،‭ ‬أو‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬صنعناها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الماضي؟‭ ‬هذا‭ ‬جيلٌ‭ ‬جديد‭. ‬صفحةٌ‭ ‬بيضاء‭. ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنشغل‭ ‬بتاريخٍ‭ ‬لم‭ ‬نأخذ‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬الألم‭ ‬والارتياب‮»‬‭.‬
‮«‬تظنُّ‭ ‬أنَّك‭ ‬قادرٌ‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬وطنك،‭ ‬لأن‭ ‬كثيرين‭ ‬غيرك‭ ‬تركوا‭ ‬أوطانهم‭. ‬والعالمُ‭ ‬مليء‭ ‬بالمهاجرين‭ ‬والهاربين‭ ‬والمنفيِّين‭. ‬يدفعك‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنفلت‭ ‬من‭ ‬قيودك،‭ ‬وتسافر‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مكانٍ‭ ‬تستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬ذات‭ ‬يومٍ‭ ‬حين‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬أنَّ‭ ‬وطنك‭ ‬لاحقك‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬المسافة،‭ ‬مثل‭ ‬ظلِّك‭. ‬ستلاحقنا‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة،‭ ‬أينما‭ ‬ذهبنا‮»‬‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق