تحقيقات
أخر الأخبار

أول‭ ‬فتاة‭ ‬مصرية‭ ‬تحترف‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة‭ ‬في‭ ‬مصر رضـوى‭ ‬سعـد‭ ‬الديـن‭:‬‭ ‬دائمًا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬الجمهور‭ ‬نظرة‭ ‬انبهار‭!‬

ظلت‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ولم‭ ‬تفكر‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬احتراف‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة،‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬رضوى‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أول‭ ‬راقصة‭ ‬تنورة‭ ‬مصرية‭ ‬تحترف‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬اللاتي‭ ‬فتحن‭ ‬المجال‭ ‬للمرأة‭ ‬لاختراق‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة،‭ ‬وهي‭ ‬تعشق‭ ‬التنورة‭ ‬بألوانها،‭ ‬وبدأت‭ ‬رقصها‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬والدها،‭ ‬حتى‭ ‬شاهدها‭ ‬مصادفة،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬احترافها‭ ‬بعد‭ ‬تشجيع‭ ‬الجماهير‭ ‬لها،‭ ‬التقيناها‭ ‬لنتعرف‭ ‬على‭ ‬بداياتها‭ ‬وكيفية‭ ‬احترافها‭ ‬وفلسفتها‭ ‬ومشاركاتها‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬والملتقيات‭:‬

تزدهر‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة‭ ‬ويزداد‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬العامة‭ ‬والأعياد

كيف‭ ‬جاءت‭ ‬البداية‭ ‬وقرار‭ ‬احتراف‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة؟
‏‭- ‬حكايتي‭ ‬مع‭ ‬التنورة‭ ‬بدأت‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬منذ‭ ‬انضمامي‭ ‬لمبادرة‭ ‬تكوين،‭ ‬وهو‭ ‬فريق‭ ‬‮«‬تنورة‮»‬‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬بقيادة‭ ‬سامي‭ ‬السويسي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مدربي‭ ‬التنورة‭ ‬في،‭ ‬مصر‭ ‬علمنا‭ ‬فنونها‭ ‬وكيفية‭ ‬الرقص‭ ‬بها،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الأمسيات‭ ‬والمناسبات‭ ‬العامة‭ ‬والأعياد‭ ‬التي‭ ‬يزدهر‭ ‬فن‭ ‬التنورة‭ ‬فيها،‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬رمضان‭ ‬يشترط‭ ‬فيها‭ ‬وُجود‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬أول‭ ‬حفل‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬السحيمي‮»‬‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الليالي‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وكنت‭ ‬خائفة‭ ‬و»مكسوفة‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬بمجرد‭ ‬بداية‭ ‬العرض‭ ‬تلاشت‭ ‬كل‭ ‬هواجسي،‭ ‬ومع‭ ‬تشجيع‭ ‬الجمهور‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬وجدت‭ ‬ضالتي،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فرقة‭ ‬النيل‮»‬‭ ‬للفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬فرقة‭ ‬المولوية‮»‬‭ ‬المصرية‭ ‬كأول‭ ‬فتاة‭ ‬تحترف‭ ‬رقص‭ ‬التنورة‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

كيف‭ ‬وجدت‭ ‬نظرة‭ ‬الجمهور‭ ‬لك‭ ‬كراقصة‭ ‬تنورة‭ ‬أنثى؟
‏‭- ‬لم‭ ‬يصبح‭ ‬الأمر‭ ‬غريبًا‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دخل‭ ‬عددًا‭ ‬ليس‭ ‬بالقليل‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬مجال‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة،‭ ‬ولكن‭ ‬دائمًا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬الجمهور‭ ‬نظرة‭ ‬انبهار‭ ‬وعقب‭ ‬العرض‭ ‬أجد‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬يطلب‭ ‬أن‭ ‬أتصور‭ ‬معه،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأجانب‭.‬

هل‭ ‬هاجمك‭ ‬البعض،‭ ‬وما‭ ‬موقف‭ ‬الأهل‭ ‬من‭ ‬احترافك‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة؟
‏‭- ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬أنني‭ ‬واجهت‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬دُهشت‭ ‬من‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬تحترف‭ ‬الدوران‭ ‬بالتنورة،‭ ‬لكنه‭ ‬مجرد‭ ‬اندهاش،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬علي‭ ‬كوني‭ ‬أنثى‭ ‬لأنها‭ ‬مجرد‭ ‬استعراض،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الأهل،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬أنني‭ ‬أرقص‭ ‬التنورة‭ ‬إلا‭ ‬والدتي،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الحفلات‭ ‬وجدت‭ ‬والدي‭ ‬يشاهدني‭ ‬في‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬السحيمي‮»‬‭ ‬واعترض‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬التنورة‭ ‬مهنة‭ ‬أساسية،‭ ‬لكنه‭ ‬وافق‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬دعمي‭.‬

هل‭ ‬رقصك‭ ‬للتنورة‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬صوفي؟
‏‭- ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أجرب‭ ‬نفسي؛‭ ‬لأنني‭ ‬قبل‭ ‬امتهانها‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬كورال‭ ‬أنغام‭ ‬الشباب،‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬وأنشطة‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬رقصة‭ ‬التنورة،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬فكر‭ ‬صوفي‭ ‬لدي،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬المنشد‭ ‬عامر‭ ‬التوني،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ ‬المولوية‭ ‬المصرية‭ ‬بدأت‭ ‬أستوعب‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬رقصة‭ ‬أو‭ ‬حركات،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬فلسفة،‭ ‬وبدأت‭ ‬أتعمق‭ ‬فيها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستعراض‭.‬

ما‭ ‬شروط‭ ‬تعلم‭ ‬فن‭ ‬التنورة؟
‏‭- ‬لا‭ ‬يشترط‭ ‬فيمن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تعلمها‭ ‬سوى‭ ‬التمتع‭ ‬بصحة‭ ‬عامة‭ ‬جيدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتظام‭ ‬النفَس،‭ ‬فوزن‭ ‬التنورة‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬كيلوجرامات،‭ ‬وما‭ ‬يجعلك‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬بهذا‭ ‬الوزن‭ ‬أثناء‭ ‬الدوران‭ ‬هو‭ ‬سرعة‭ ‬اللف،‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬أسرع‭ ‬في‭ ‬الدوران‭ ‬أصبحت‭ ‬التنورة‭ ‬أخف،‭ ‬وهذا‭ ‬يتوقف‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬التدريبات‭ ‬المستمرة‭ ‬والأكل‭ ‬الخفيف‭ ‬قبل‭ ‬تقديم‭ ‬الاستعراضات‭.‬

ما‭ ‬مدة‭ ‬الاستعراض‭ ‬لديك؟
‏‭- ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أدور‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬أو‭ ‬20‭ ‬دقيقة‭ ‬وثلث‭ ‬ساعة‭ ‬أشعر‭ ‬بعدها‭ ‬بالإرهاق‭ ‬والتعب،‭ ‬أما‭ ‬حاليًا‭ ‬فأصبحت‭ ‬ألف‭ ‬لمدة‭ ‬تتجاوز‭ ‬45‭ ‬دقيقة،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬الواحد،‭ ‬وهذا‭ ‬بفضل‭ ‬التدريب‭ ‬المستمر،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تفقد‭ ‬توازنك‭ ‬وتشعر‭ ‬بالدوخة‭.‬

هل‭ ‬سافرت‭ ‬بالتنورة‭ ‬للخارج‭ ‬مثل‭ ‬تركيا‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا؟
‏‭- ‬نعم‭ ‬مثلت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المهرجات‭ ‬والفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬منها‭ ‬تركيا،‭ ‬وفي‭ ‬مهرجان‭ ‬مقامات‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬بتونس،‭ ‬والتنورة‭ ‬لم‭ ‬تختلف‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فكلنا‭ ‬نؤديها‭ ‬بطريقة‭ ‬واحدة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬فقط‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق