ثقافة
أخر الأخبار

اجتمعت‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الوطن حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‭.. ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬الأهم

‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬‭… ‬الاسم‭ ‬واحد‭ ‬والكتب‭ ‬ثلاثة‭… ‬صدرت‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬الجنسية‭ ‬والتوجهات‭.. ‬لكنهم‭ ‬اجتمعوا‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الكويت‭.. ‬بل‭ ‬على‭ ‬قص‭ ‬حكاياتها‭ ‬سواء‭ ‬وقت‭ ‬محنة‭ ‬الغزو‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭.. ‬كما‭ ‬اجتمعت‭ ‬على‭ ‬حكايات‭ ‬للإنسان‭ ‬والمكان‭ ‬والزمان‭.‬

‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬‭ ‬
‏‭(‬Narrating Kuwait‭- ‬a collection of Kuwaiti short stories‭).. ‬
رحلة‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬تعرّف‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي‭ ‬عن‭ ‬كثب

في‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬‭ ‬تحتل‭ ‬العائلة‭ ‬المقام‭ ‬
الأول‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬الحميمة‭ ‬بحكايات‭ ‬الخطبة‭ ‬والزواج‭.. ‬لقاء‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر

‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬
‏‭ (‬Narrating Kuwait‭- ‬a collection of Kuwaiti short stories‭) – ‬ترجمة‭ ‬ليلى‭ ‬المالح،‭ ‬محمد‭ ‬فرغل

صدر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أو‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬التأليف‭ ‬والتعريب‭ ‬والنشر‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬النشر‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬ترجمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬د‭. ‬ليلى‭ ‬المالح،‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬فرغل‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬وآدابها‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭.‬

لقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ملخص‭ ‬الكتاب‭: ‬اعشرون‭ ‬حكاية‭ ‬من‭ ‬الكويت‭. ‬إنها‭ ‬رحلة‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬جيل،‭ ‬تستشرف‭ ‬أهم‭ ‬أحداثها،‭ ‬وتستنهض‭ ‬آمالها‭ ‬وتتمثل‭ ‬همومها‭ ‬ومخاوفها‭ ‬وتأججاتها‭.. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية،‭ ‬يتعرف‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬حيث‭ ‬تحتل‭ ‬العائلة‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الصيرورة‭ ‬اليومية،‭ ‬وحيث‭ ‬تنسج‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬شبكة‭ ‬حميمة‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬والأحداث،‭ ‬وحيث‭ ‬تنسج‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬شبكة‭ ‬حميمة‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭: ‬حكايات‭ ‬الخطبة‭ ‬والزواج،‭ ‬تحاور‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭. ‬كما‭ ‬تعرض‭ ‬المجموعة‭ ‬هموم‭ ‬وطن‭ ‬يغتصب‭ ‬وقلوب‭ ‬تنزف‭ ‬حزنا‭ ‬ودما‭.. ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬مجلس‭ ‬النشر‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت،‭ ‬المعنونب‭.‬

تم‭ ‬اختيار‭ ‬عشرين‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬لأهم‭ ‬الكتاب‭ ‬الكويتيين،‭ ‬ومعيار‭ ‬الاختيار‭ ‬رصد‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬العشرين‭ ‬ليس‭ ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬علاقات‭ ‬أفضل‭. ‬كما‭ ‬ترصد‭ ‬جيلا‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬بدأ‭ ‬يرتدي‭ ‬الزي‭ ‬المغاير‭ ‬العصري،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراض‭ ‬الجيل‭ ‬الأكبر‭ ‬سنا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يشتد‭ ‬صراع‭ ‬الأجيال‭ ‬داخل‭ ‬العائلة‭ ‬الكويتية،‭ ‬ويشتعل‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحملانه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وتداعيات‭-‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬جريدة‭ ‬القبس‭ ‬وقت‭ ‬صدوره‭.‬

إذن‭ ‬هي‭ ‬عشرون‭ ‬حكاية‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لم‭ ‬يزل‭ ‬منغلقاً‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬الغربيين‭ ‬أو‭ ‬الناطقين‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يتسن‭ ‬لهم‭ ‬الولوج‭ ‬إليه؛‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬ترجم‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬الكويتي‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬الروح‭ ‬الكويتية‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬أجنبية‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭. ‬فصار‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬رحلة‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬الكويتية‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جيل‭.‬

ما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬غياب‭ ‬وصف‭ ‬الطبيعة‭ ‬بشكل‭ ‬عـام،‭ ‬والالتفات‭ ‬بدلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬الداخلي‭ ‬للبيت‭ ‬الكويتي‭.. ‬فالمكان‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬يكتب‭ ‬عنه‭ ‬الروائي‭ ‬والكاتب‭ ‬طالب‭ ‬الرفاعي‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الجريدة‭ ‬بأنك‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬صوت‭ ‬الريح،‭ ‬أو‭ ‬وقع‭ ‬حبات‭ ‬المطر،‭ ‬غير‭ ‬أنك‭ ‬ستسمع‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أصوات‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬تترامى‭ ‬أصداؤها‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬البيت‭ ‬المختلفة،‭ ‬منبئة‭ ‬بدفء‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحميمة‭. ‬ولا‭ ‬يوحي‭ ‬الانكفاء‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬واللملمة‭ ‬العائلية،‭ ‬وتشرنق‭ ‬الأقــارب‭ ‬والأصحاب‭ ‬غياب‭ ‬لمسة‭ ‬تهكم‭ ‬أو‭ ‬همسة‭ ‬سخرية،‭ ‬فالتهكم‭ ‬يطول‭ ‬الوقار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المزيف‭ ‬والنفاق‭ ‬السياسي‭ ‬والسقوط‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والحرمان‭.‬

تعكس‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬طيفاً‭ ‬واسعاً‭ ‬من‭ ‬نبض‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬مصدراً‭ ‬ثرياً‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬وهموم‭ ‬هذه‭ ‬الرقعة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬للقارئ‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬الأجنبي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬اللاذع‭ ‬أحياناً،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬دائماً‭ ‬هو‭ ‬محبة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ – ‬الكويت‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يحوي‭ ‬ترجمة‭ ‬لعشرين‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬كويتية‭ ‬بأهم‭ ‬الأقلام‭ ‬الكويتية‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬فهد‭ ‬الدويري،‭ ‬إسماعيل‭ ‬فهد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬سليمان‭ ‬الشطي،‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬السريع،‭ ‬سليمان‭ ‬الخليفي،‭ ‬ليلى‭ ‬العثمان،‭ ‬وليد‭ ‬الرجيب،‭ ‬فاطمة‭ ‬يوسف‭ ‬العلي،‭ ‬فوزية‭ ‬الشويش‭ ‬وغيرهم،‭ ‬مع‭ ‬مقدمة‭ ‬بقلم‭ ‬الدكتور‭ ‬بروس‭ ‬سي‭ ‬ميري‭ ‬ولوحات‭ ‬لفنانين‭ ‬تشكيليين‭ ‬كويتيين،‭ ‬بتوافق‭ ‬جميل‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬القصصي‭ ‬والفن‭ ‬التشكيلي‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القصص،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مختلف‭ ‬المدارس‭ ‬الأسلوبية،‭ ‬قد‭ ‬سلطات‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي‭ ‬بهمومه‭ ‬وآماله‭ ‬وأحلام‭ ‬شبابه‭ ‬وأخيراً‭ ‬بمحبته‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬السمة‭ ‬الجامعة‭ ‬لقصص‭ ‬المجموعة‭.‬

‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬‭ -‬‮ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬النوري

حكايات‭ ‬واقعية‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬بأساطير‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬زمنها‭ ‬تشبه‭ ‬الأساطير

هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬أجداد‭ ‬وآباء‭ ‬الكويت‭ ‬القديمة‭.. ‬لذلك‭ ‬يقدمه‭ ‬الكاتب‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬النوري‭ ‬بالقول‭: ‬هذه‭ ‬حكايات‭ ‬عن‭ ‬أهل‭ ‬بلدنا‭ (‬الكويت‭) ‬حكايات‭ ‬واقعية‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬بأساطير،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬زمنها‭ ‬تشبه‭ ‬الأساطير،‭ ‬حكايات‭ ‬عايشت‭ ‬بعضها،‭ ‬وسمعت‭ ‬بعضها‭ ‬ممن‭ ‬عايشها‭ ‬أو‭ ‬وقعت‭ ‬له،‭ ‬أو‭ ‬حدثت‭ ‬لأحد‭ ‬من‭ ‬أصوله‭ ‬أو‭ ‬فروع‭ ‬عائلته،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬رواها‭ ‬عن‭ ‬أحدهم‭.‬
ثم‭ ‬يقدم‭ ‬كتابه‭ ‬قائلاً‭:‬
فإليكم‭ ‬أيها‭ ‬المواطنون‭ ‬الكرام،‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬عن‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬العبرة‭ ‬والدرس،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الأسوة‭ ‬الخيرة‭ ‬لمن‭ ‬أحب‭ ‬فعل‭ ‬الخير‭.‬

من‭ ‬حكايات‭ ‬المجموعة‭.. ‬حمدي‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬مغادرة‭ ‬الكويت‭ ‬وقت‭ ‬الغزو‭.. ‬فتحوّل‭ ‬منزله‭ ‬إلى‭ ‬مأوى‭ ‬كبير‭ ‬للطيور‭ ‬والحيوانات‭.. ‬أمانة‭ ‬عنده‭!‬

‮«‬حكايات‭ ‬من‭ ‬الكويت‮»‬‭ – ‬محمد‭ ‬المنسي‭ ‬قنديل

هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬كتبه‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحافي‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬وعاش‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وأحبها‭ ‬فكتب‭ ‬عنها‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬خاص‭ ‬هدية‭ ‬للعدد‭ ‬221‭.. ‬وهو‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬بحكم‭ ‬أنه‭ ‬كاتب‭ ‬قصصي‭ ‬أو‭ ‬روائي‭ ‬أيضاً‭.. ‬وقد‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬أو‭ ‬الحكايات‭ ‬رسوم‭ ‬صباح‭ ‬كلا‭.‬

مما‭ ‬كتبه‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬الكويت‭ ‬أيام‭ ‬الغزو‭ ‬والاحتلال‭ ‬حكاية‭ ‬رواها‭ ‬له‭ ‬رجل‭ ‬عايشها‭ ‬بنفسه،‭ ‬وهو‭ ‬زميل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬اسمه‭ ‬حمدي‭ ‬أبوزيد،‭ ‬ويعمل‭ ‬مديرًا‭ ‬ماليًا‭ ‬للمجلة‭:‬
اكان‭ ‬حمدي‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬مغادرة‭ ‬الكويت‭ ‬وقت‭ ‬الغزو،‭ ‬لقد‭ ‬فضَّل‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬رفاقه‭ ‬وأصدقائه،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬كانت‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة،‭ ‬كان‭ ‬الطعام‭ ‬شحيحًا،‭ ‬وجنود‭ ‬الغزو‭ ‬يقتلون‭ ‬ويقبضون‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬لمجرد‭ ‬الشبهة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فضل‭ ‬البقاء،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬فوجئ‭ ‬حمدي‭ ‬بمن‭ ‬يطرق‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬بيته،‭ ‬كان‭ ‬القادم‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬قفصًا‭ ‬مليئًا‭ ‬بعصافير‭ ‬الجنة‭ ‬الزاهية‭ ‬الألوان،‭ ‬قال‭: ‬أنا‭ ‬مسافر‭ ‬اليوم،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الكويت‭ ‬آمنة‭ ‬علي‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬أولادي،‭ ‬ولكني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬هذه‭ ‬الطيور‭ ‬معي،‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتركها‭ ‬تموت‭ ‬جوعًا‭.. ‬لذلك‭ ‬جئت‭ ‬بها‭ ‬إليك‭ ‬لتقوم‭ ‬برعايتها‭.. ‬دُهش‭ ‬حمدي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطلب،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬اقتنى‭ ‬طيورًا‭ ‬أو‭ ‬حيوانات‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬استضافة‭ ‬هذه‭ ‬الطيور‭ ‬المستأنسة،‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬أنها‭ ‬لو‭ ‬تركت،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أطلق‭ ‬سراحها‭ ‬فسوف‭ ‬تموت،‭ ‬لذلك‭ ‬أخذ‭ ‬القفص‭ ‬وودَّع‭ ‬صديقه،‭ ‬ووضع‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأركان،‭ ‬وانتظر‭ ‬أن‭ ‬تغني،‭ ‬فلم‭ ‬تغن،‭ ‬كان‭ ‬الزمن‭ ‬صعبًا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭…! ‬ولا‭ ‬يدري‭ ‬حمدي‭ ‬كيف‭ ‬انتشر‭ ‬الخبر،‭ ‬فبعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬فوجئ‭ ‬بزائر‭ ‬آخر‭ ‬يحمل‭ ‬قفصًا‭ ‬فيه‭ ‬ببغاء‭ ‬ملون،‭ ‬يرجو‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقبله‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ‬بسبب‭ ‬رحيله،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬آخر‭ ‬جاء‭ ‬قفص‭ ‬فيه‭ ‬مجموعة‭ ‬طيور‭ ‬الكناري‭ ‬الصفراء،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬سلحفاة‭ ‬ظهرها‭ ‬مطلي‭ ‬بالألوان،‭ ‬وقطة‭ ‬فارسية‭ ‬بيضاء‭ ‬وأطرافها‭ ‬سوداء،‭ ‬وكلب‭ ‬صغير‭ ‬ذو‭ ‬فراء‭ ‬كثيف،‭ ‬ظل‭ ‬جالسًا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأركان‭ ‬خائفًا‭ ‬من‭ ‬القطة‭. ‬تحوّل‭ ‬بيت‭ ‬أبوزيد‭ ‬إلى‭ ‬حديقة‭ ‬حيوانات‭ ‬صغيرة،‭ ‬وكانت‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬حمدي‭ ‬كل‭ ‬صباح‭.. ‬كيف‭ ‬يطعم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المخلوقات‭ ‬البريئة‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬طعامًا‭ ‬لنفسه؟‭ ‬كانت‭ ‬نقوده‭ ‬قد‭ ‬نفدت‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬واختفت‭ ‬الأطعمة‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬والمحلات،‭ ‬وبدأت‭ ‬الطيور‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬صوتها‭ ‬خافتًا‭ ‬تصدر‭ ‬أصواتًا‭ ‬عالية،‭ ‬وتتحرك‭ ‬في‭ ‬عصبية‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬جوعهاب‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق