تكريماً لأيقونة غنّت وطناً.. كتاب «وطنٌ اسمه فيروز».. عبقرية فنية على مدى سبعة عقود
أطلقت مؤسسة الفكر العربي إصدارا خاصا من دوريّة “أفق”، يتضمّن مجموعةً من المقالات والدراسات والشهادات التي تتناول مختلف جوانب مسيرة فيروز الغنائيّة ورحلتها الفنيّة، وذلك بمشاركة كوكبةٍ من الكتّاب والباحثين والنقّاد العرب الذين أجمعوا على الاعتراف بفرادة فيروز، صوتًا وأداءً، وبعبقريّة الرحابنة، نصوصًا وألحانا وموسيقى. وزيَّنت الإصدار باقةٌ من الرسومات المستوحاة من حياة فيروز وأغانيها.
جاء في التقديم لهذا الكتاب المهم: يأتي هذا الإصدار بادرة تكريمٍ للسيّدة فيروز، وتقديرًا لجهود الذين أسهموا في اكتشاف موهبتها الفريدة وإطلاقِ مسيرتها الفنيّة المتألّقة وفي طليعتهم ثلاثيّ الرحابنة، عاصي ومنصور وزياد. ويسعى “وطنٌ اسمه فيروز”، من خلال تعدّد الكتّاب وتنوّع مقالاتهم ومقارباتهم، إلى الإحاطة بتجربة فيروز من زوايا متعدّدة، ما يجعله مرجعًا يرفد قرّاءه بالجديد والمفيد والممتع. أمّا اختيار ظاهرة فيروز والرحابنة بالذّات موضوعًا لهذا الإصدار الخاصّ، فلأنّهم خير مَن يمثّل وجهًا من ألمع وأجلى وجوه منظومة المشترَكات الثقافيّة العربيّة التي تسعى مؤسّسةُ الفكر العربيّ إلى إبرازها.
تقول مؤسسة الفكر العربي في هذا الكتاب:
احتفاءً بمسيرة فيروز الفنّية الاستثنائيّة وتراث الرحابنة الإبداعي في عملٍ جماعي هو الأول من نوعه، تطلّ مؤسسة الفكر العربي على العالم المدهش لأيقونة غنّت وطناً. هو لبنان والعالم العربيّ والعالم المثاليّ الذي تخيّله الرحابنة، وتولّت فيروز نقلنا إلى ساحاته وفضاءاته.
يأخذنا الإصدار في رحلة شائقة وممتعة نتعرّف خلالها على إرث فيروز والرحابنة. تبدأ الرحلة بإطلالات عامّة حول “امرأة شرقيّة أيقظت القلوب”، و”أعطت الأغنية اللّبنانيّة هويّةً مستقلّةً”. نعرّج بعدها على الكلمات في أغاني فيروز ونصوصها المستقاة من ديوان الشعر العربيّ، كما من تجارب الشعراء المعاصرين، وقد اجتمعت فيها بصورةٍ مبهرةٍ ثنائيّات التراث والحداثة، الرومانسيّة والواقعيّة، المحلّي والعربيّ، فضلاً عن الأبعاد الإنسانيّة الكونيّة. ويفرد المؤّلفون للكتاب حيّزاً واسعاً لرصد الدلالات الوطنية والقومية لألحان الرحابنة، وقوّة حضور المدن والبلدان العربيّة في الأغنية الفيروزيّة، ونجدُ في طيّات الإصدار إضاءةً على الصلاة في أغاني فيروز وما تجسّده تلك الأيقونة الروحيّة – الفنيّة من سابقةٍ قلّ نظيرها لجهة الجمع بين الغناء والترتيل. كما يعرض الكتاب دور السيدة فيروز في السينما وعلى خشبة المسرح، حيث نتعرّف على الشخصيّات التي أدّتها فيروز في الأعمال الدراميّة، فضلاً عن “ثلاثيّة فيروز السينمائيّة” التي أضفت على مسيرتها المزيد من التنوّع والنجاح. كما يتناول المؤلّفون علاقة فيروز بالجمهور المصري وموقعها لديه، فضلاً عن مساحةَ الضوء التي تحتلّها في الخليج العربيّ، ويقدّم آخر مقارنة فنية بين “فيروز” و”أمّ كلثوم” مبيناً أوجهَ الائتلاف والاختلاف التي أدّت إلى ولادة تيّار موسيقيّ لبنانيّ مستقلّ عن نظيره المصري.
كما يورد الكتاب آراء الجمهور والنقاد التي تتحدّث عن فيروز بوصفها “نجمة الأجيال المتعاقبة”، مسلطا الضوء على أسباب استمرارية هذه النجومية على مدى سبعة عقود متتالية، استقرت خلالها أغنيات فيروز بعمق الوجدان العربي.