تحقيقات
أخر الأخبار

ما‭ ‬لا‭ ‬نعرفه‭ ‬عن‭ ‬الملكة‭ ‬الأم‭ ‬مارغريت‭ ‬الثانية‭!!‬ ملكة‭ ‬متعددة‭ ‬المواهب‭.. ‬ فنانة‭ ‬تشكيلية ومصممة‭ ‬أزياء‭ ‬ورياضية

دخلت‭ ‬الدنمارك‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬المعاصر‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنازلت‭ ‬الملكة‭ ‬ذات‭ ‬الشعبية‭ ‬الجارفة‭ ‬مارغريت‭ ‬الثانية‭ (‬83‭ ‬سنة‭) ‬طواعية‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬لصالح‭ ‬ابنها‭ ‬الأكبر‭ ‬فريدريك‭ ‬العاشر‭ (‬55‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬التاريخ‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬اعتلت‭ ‬فيه‭ ‬الملكة‭ ‬العرش‭ ‬قبل‭ ‬52‭ ‬عامًا،‭ ‬حيث‭ ‬وقعت‭ ‬مرسومًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬بالتنازل‭ ‬عن‭ ‬العرش،‭ ‬وتولى‭ ‬الملك‭ ‬الجديد‭ ‬السلطة‭ ‬فورا،‭ ‬لتكون‭ ‬بذلك‭ ‬أول‭ ‬ملكة‭ ‬دنماركية‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬900‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬سبقها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الملك‭ ‬إريك‭ ‬الثالث‭ ‬لام‭ ‬عام‭ ‬1146‭ ‬كي‭ ‬يدخل‭ ‬الدير‭.‬

أول‭ ‬ملكة‭ ‬دنماركية‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬900‭ ‬عام

هل‭ ‬تخلت‭ ‬الملكة‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬لحماية‭ ‬زواج‭ ‬ابنها‭ ‬فريدريك‭ ‬من‭ ‬الانهيار؟
هذا‭ ‬السؤال‭ ‬كان‭ ‬مثار‭ ‬حديث‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬فاجئها‭ ‬خبر‭ ‬التنحي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أنها‭ ‬نفت‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬إمكانية‭ ‬تنازلها‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬إلا‭ ‬عند‭ ‬مماتها‭. ‬هذا‭ ‬النفي‭ ‬المتكرر‭ ‬الذي‭ ‬أعقبه‭ ‬قرار‭ ‬التنحي‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬التكهنات‭ ‬واسعًا‭ ‬أمام‭ ‬الصحافة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬أرجعته‭ ‬إلى‭ ‬مخاوف‭ ‬الملكة‭ ‬من‭ ‬انفصال‭ ‬وشيك‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬بين‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬آنذاك‭ ‬فريدريك‭ ‬العاشر،‭ ‬وزوجته‭ ‬الأسترالية‭ ‬الأصل‭ ‬الأميرة‭ ‬ماري؛‭ ‬بسبب‭ ‬شائعات‭ ‬الخيانة‭ ‬التي‭ ‬لاحقت‭ ‬الأمير‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬وبالأخص‭ ‬بعدما‭ ‬التقطت‭ ‬صور‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬الممثلة‭ ‬المكسيكية‭ ‬جينوفيفا‭ ‬كازانوفا‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نفي‭ ‬كازانوفا‭ ‬لتلك‭ ‬الشائعات‭ ‬ورفض‭ ‬القصر‭ ‬الملكي‭ ‬التعليق‭ ‬عليها،‭ ‬فإن‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬نهاية‭ ‬زواجها‭ ‬الذي‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬زوجته‭ ‬وأبنائها‭ ‬الأربعة‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا‭ ‬ازدادت‭ ‬كثيرًا‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرجح‭ ‬سبب‭ ‬تخلي‭ ‬الملكة‭ ‬المفاجئ‭ ‬عن‭ ‬العرش‭ ‬بغية‭ ‬إنقاذ‭ ‬زواج‭ ‬ابنها‭.‬
وبهذا‭ ‬التنحي‭ ‬يكون‭ ‬الحكم‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬الملوك‭ ‬الذكور‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الملكة‭ ‬مارغيت‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬آخر‭ ‬ملكات‭ ‬أوروبا‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭.‬

أهم‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الملكة‭ ‬الأم
لنبدأ‭ ‬أولًا‭ ‬بعلاقتها‭ ‬بشعبها‭ ‬الذي‭ ‬يحبها‭ ‬بجنون،‭ ‬فهي‭ ‬الملكة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬التي‭ ‬تتجول‭ ‬بدراجتها‭ ‬الهوائية‭ ‬بين‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬كوبنهاجن،‭ ‬وتشتري‭ ‬ما‭ ‬يلزمها‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬المختلفة‭ ‬دون‭ ‬حراسة،‭ ‬وتتحدث‭ ‬مع‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬بمنتهى‭ ‬البساطة‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬تفرضها‭ ‬عليها‭ ‬النظم‭ ‬الملكية‭.‬
هي‭ ‬أيضًا‭ ‬سيدة‭ ‬محبة‭ ‬للحياة،‭ ‬ويظهر‭ ‬لك‭ ‬جليًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختيارها‭ ‬لألوان‭ ‬ملابسها‭ ‬الزاهية،‭ ‬حيث‭ ‬تتمتع‭ ‬بحس‭ ‬فني‭ ‬عال،‭ ‬وتصمم‭ ‬بعض
أزيائها‭ ‬بنفسها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬الرياضية‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬عمرها‭ ‬الحقيقي‭.‬

والدها‭ ‬عَدَّل‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬أجلها
ولدت‭ ‬مارغريت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1940،‭ ‬وهي‭ ‬الابنة‭ ‬الكبرى‭ ‬لولي‭ ‬عهد‭ ‬الدنمارك‭ ‬آنذاك‭ ‬الأمير‭ ‬فريدريك‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الحبيبة‭ ‬الأميرة‭ ‬السويدية‭ ‬أنغريد،‭ ‬فعند‭ ‬ولادتها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بمقدورها‭ ‬أن‭ ‬تعتلي‭ ‬العرش‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقصورًا‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬فقط‭ ‬طبقًا‭ ‬لقوانين‭ ‬الخلافة‭ ‬هناك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬والدها‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تعتلي‭ ‬ابنته‭ ‬البكر‭ ‬العرش‭ ‬من‭ ‬بعده‭.‬
في‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬بُدِئ‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬المعقدة،‭ ‬ولكن‭ ‬شعبية‭ ‬الملك‭ ‬فريدريك‭ ‬التاسع‭ ‬وابنته‭ ‬ملكة‭ ‬المستقبل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنامي‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية‭ ‬في‭ ‬الدنمارك‭ ‬آنذاك‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تذليل‭ ‬العقبات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬على‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬البرلمانات‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬1953،‭ ‬لتصبح‭ ‬مارغريت‭ ‬الثانية‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬ولية‭ ‬عهد‭ ‬الدنمارك‭.‬

ولية‭ ‬العهد‭ ‬الزوجة
في‭ ‬10‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬احتفل‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الدنمارك‭ ‬بزواج‭ ‬ولية‭ ‬العهد‭ ‬الأميرة‭ ‬مارغريت‭ ‬من‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأصل‭ ‬هنري‭ ‬دو‭ ‬لابورد‭ ‬دو‭ ‬مونبيزا‭ “‬Count Henri de Laborde de Monpezat‭ ” ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشاركها‭ ‬حبها‭ ‬للفن،‭ ‬ولكن‭ ‬علاقتهما‭ ‬تعرضت‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬بسبب‭ ‬رفضها‭ ‬منحه‭ ‬لقب‭ “‬الملك‭” ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البروتوكولية‭ ‬مع‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بتلقيبه‭ ‬بـ‭ “‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬هنريك‭ ‬من‭ ‬الدنمارك‭”‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الخلاف‭ ‬العلني‭ ‬دفع‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يدفن‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬الملكة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬القصر‭ ‬الملكي‭ ‬الدنماركي‭ ‬في‭ ‬2016‭ ‬أن‭ ‬الأمير‭ ‬هنريك‭ (‬83‭ ‬سنة‭) ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬رفض‭ ‬أن‭ ‬يدفن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الملكة‭ ‬في‭ ‬المقبرة‭ ‬نفسها،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬مساويًا‭ ‬لزوجته‭ ‬الملكة‭ ‬في‭ ‬الدنيا،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كذلك‭ ‬عند‭ ‬الوفاة‭.‬
وكان‭ ‬التقى‭ ‬زوجته‭ ‬العام‭ ‬1965‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬لندن‭.‬

الأميرة‭ ‬مارغريت‭ ‬الأم
في‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬1968‭ ‬أصبحت‭ ‬الأمير‭ ‬مارغريت‭ ‬وولية‭ ‬العهد‭ ‬أمًا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عندما‭ ‬أنجبت‭ ‬ابنها‭ ‬الأكبر‭ ‬الأمير‭ ‬فريدريك،‭ ‬ثم‭ ‬أمًا‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬يونيو‭ ‬1969،‭ ‬مع‭ ‬ولادة‭ ‬الأمير‭ ‬يواكيم‭.‬

مارغريت‭ ‬الثانية‭ ‬أول‭ ‬ملكة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدنمارك‭ ‬الحديث
بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬1972،‭ ‬اعتلت‭ ‬مارغريت‭ ‬الثانية‭ ‬العرش‭ ‬لتصبح‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬تحكم‭ ‬الدنمارك‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬مارغريت‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1412‭.‬

الملكة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬رغم‭ ‬تقدم‭ ‬العمر
ومن‭ ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬الملكة‭ ‬مارغريت‭ ‬أنها‭ ‬سيدة‭ ‬ذات‭ ‬هوايات‭ ‬متعددة‭ ‬مازالت‭ ‬متمسكة‭ ‬ببعضها‭ ‬رغم‭ ‬تقدم‭ ‬عمرها،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬فنانة‭ ‬تشكيلية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬رياضية‭ ‬نشطة،‭ ‬فهي‭ ‬تجيد‭ ‬التزلج‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الدنماركية‭ ‬النسائية،‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬رياضة‭ ‬الجودو،‭ ‬كما‭ ‬خاضت‭ ‬اختبارات‭ ‬التحمل‭ ‬في‭ ‬الثلج‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬زارت‭ ‬الملكة،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬70‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬القوات‭ ‬الدنماركية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬مرتدية‭ ‬زيًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬من‭ ‬قطعة‭ ‬واحدة‭ ‬أذهلت‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬تماسكها‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬المتقدم‭.‬

عملية‭ ‬جراحية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬ظهرها
وفي‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬خضعت‭ ‬الملكة‭ ‬مارغريت‭ ‬الثانية‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الظهر؛‭ ‬بسبب‭ ‬معاناتها‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬مبرحة‭ ‬فيه‭ ‬تطلبت‭ ‬منها‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬النقاهة‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬كي‭ ‬تستعيد‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬كانت‭ ‬أيضا‭ ‬مثارا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬الدولة‭ ‬ومسألة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لنقل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬التالي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬إلى‭ ‬ابنها‭ ‬فريدريك‭ ‬العاشر‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬هو‭ ‬وزوجته‭ ‬الأميرة‭ ‬ماري‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الدنمارك،‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬5.9‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭.‬

الملكة‭ ‬الجدة‭ ‬تجرد‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬أحفادها‭ ‬من‭ ‬ألقابهم‭ ‬الملكية
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الملكة‭ ‬مارغريت‭ ‬جدة‭ ‬محبة‭ ‬لأحفادها‭ ‬الثمانية‭ ‬منهم‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬ابنها‭ ‬الأكبر‭ ‬وأربعة‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬الابن‭ ‬الأصغر،‭ ‬فإن‭ ‬علاقتها‭ ‬بأحفادها‭ ‬الأربعة‭ ‬من‭ ‬ابنها‭ ‬يواكيم‭ ‬تدهورت‭ ‬كثيرًا‭ ‬بعد‭ ‬إعلانها‭ ‬تجريدهم‭ ‬من‭ ‬ألقابهم‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭.‬
وعزت‭ ‬الملكة‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬النظام‭ ‬الملكي،‭ ‬وقالت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لها‭ ‬إنه‭ “‬مع‭ ‬مرور‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬كملكة‭ ‬أن‭ ‬أضمن‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬يشكل‭ ‬نفسه‭ ‬دائمًا‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬العصر‭”.‬
وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬أجرت‭ ‬ذلك‭ ‬التعديل‭ “‬للسماح‭ ‬لأفراد‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الصغار‭ ‬بأن‭ ‬يعيشوا‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬أكثر‭”‬،‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬أزعج‭ ‬كثيرًا‭ ‬ابنها‭ ‬الأمير‭ ‬يواكيم‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يُبلّغ‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬صدوره‭. ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬انزعاج‭ ‬أبنائه‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬منه‭ ‬كونهم‭ ‬لم‭ ‬يستعدوا‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬بعضهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتنمر‭ ‬بسببه‭”.‬
وقال‭ ‬الأمير‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬أسرته‭ ‬حاليًا‭ “‬معقدة‭” ‬حيث‭ ‬لن‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬ألقاب‭ ‬أمير‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي،‭ ‬بل‭ ‬سيعرفون‭ ‬بـ‭ “‬أصحاب‭ ‬السعادة‭”.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬الأمير‭ ‬يواكيم‭ ‬الغاضب،‭ ‬فإن‭ ‬والدته‭ ‬الملكة‭ ‬تمسكت‭ ‬برأيها،‭ ‬واكتفت‭ ‬بالاعتذار‭ ‬عما‭ ‬لحق‭ ‬بأحفادها‭ ‬من‭ ‬ضرر‭.‬
وقالت‭: “‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يشك‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أبنائي‭ ‬وزوجاتهم‭ ‬وأحفادي‭ ‬هم‭ ‬أعظم‭ ‬سعادتي‭ ‬واعتزازي‭.. ‬آمل‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬نتمكن‭ ‬كعائلة‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬السلام‭ ‬لنجد‭ ‬طريقنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭”.‬

فريديك‭ ‬العاشر‭ ‬ومملكة‭ ‬الدنمارك‭ ‬الجديدة
الآن‭ ‬وبعد‭ ‬تنحي‭ ‬الملكة‭ ‬تبدأ‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬جديد‭ ‬أكثر‭ ‬حيوية‭ ‬وشبابا‭ ‬بعد‭ ‬اعتلاء‭ ‬ابنها‭ ‬فريدريك‭ ‬العاشر‭ ‬الحكم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬هو‭ ‬وزوجته،‭ ‬الأميرة‭ ‬ماري‭ ‬بخبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمور‭ ‬الحكم‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق