النصف الحلو
أخر الأخبار

رحلة‭ ‬نجاح‭ ‬المليونيرة‭ ‬العصامية‭.. ‬ بدأت‭ ‬بـ‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬وتعدت‭ ‬المليار هدى‭ ‬قطان‭ ‬بدأت‭ ‬ببيع‭ ‬الرموش‭.. ‬وانتهت‭ ‬بأهم‭ ‬إمبراطورية تجميل‭ ‬عربية‭!‬

الرموش‭ ‬الصناعية‭.. ‬
كانت‭ ‬بداية‭ ‬الإمبراطورية
لم‭ ‬يعد‭ ‬تأثير‭ ‬رائدة‭ ‬الأعمال‭ ‬الأميركية‭ ‬ذات‭ ‬الأصول‭ ‬العراقية‭ ‬هدى‭ ‬قطان‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬مقتصًرا‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬التجميل‭ ‬الذي‭ ‬تبرع‭ ‬في‭ ‬صناعته‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬أيضًا‭ ‬حديث‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬موقفها‭ ‬الداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والمندد‭ ‬بشدة‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بسبب‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬

زاد‭ ‬من‭ ‬عدوانية‭ ‬المعارضين‭ ‬لقطان‭ ‬إعلانها‭ ‬التبرع‭ ‬بمبلغ‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لصالح‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬الداعمة‭ ‬للفلسطينيين

فهدى‭ ‬صاحبة‭ ‬إمبراطورية‭ “‬هدى‭ ‬بيوتي‭” ‬التي‭ ‬تغزو‭ ‬العالم‭ ‬بمنتجاتها‭ ‬التجميلية‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬والتي‭ ‬تقدر‭ ‬قيمتها‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬باتت‭ ‬تواجه‭ ‬حملات‭ ‬مقاطعة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ممنهجة‭ ‬لمنتجاتها‭ ‬بعد‭ ‬نشرها‭ ‬قصة‭ ‬على‭ ‬حسابها‭ ‬بمنصة‭ ‬إنستغرام‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬متابعيها‭ ‬الـ‭ ‬53‭ ‬مليون‭ ‬متابع،‭ ‬قالت‭ ‬فيه‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقتل‭ ‬الصحافيين‭ ‬عمداً‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬أثناء‭ ‬تغطية‭ ‬أحداث‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬يوميًا‭.‬
وبسبب‭ ‬موقفها‭ ‬الصلب‭ ‬والمؤثر‭ ‬قام‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الداعمين‭ ‬للاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬عريضة‭ ‬يطالبون‭ ‬فيها‭ ‬شركة‭ ‬سيفورا‭ ‬للتجميل‭ ‬بعدم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬منتجات‭ ‬هدى‭ ‬بيوتي‭ ‬وهددوا‭ ‬بمقاطعتها،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬واصلت‭ ‬التعاون‭ ‬معها‭ ‬موجهين‭ ‬لقطان‭ ‬تهمة‭ ‬إرسال‭ ‬رسائل‭ ‬كراهية‭ ‬لليهود‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬عبر‭ ‬مواقعها‭ ‬الإلكترونية‭.‬
وهدد‭ ‬أحد‭ ‬المنددين‭ ‬بموقف‭ ‬قطان‭ ‬قائلا‭: “‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬خائفة‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬أي‭ ‬شيء؟‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتخسر‭ ‬كل‭ ‬أعمالها‭ ‬وأموالها‭”‬،‭ ‬وذلك‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬منشور‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نشرته‭ ‬وقالت‭ ‬فيه‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬كل‭ ‬أموالها،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬بسبب‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الهمجية،‭ ‬ومن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬جيش‭ ‬العدو‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬
وزاد‭ ‬عدوانية‭ ‬المعارضين‭ ‬لقطان‭ ‬إعلانها‭ ‬التبرع‭ ‬بمبلغ‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لصالح‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬الداعمة‭ ‬للفلسطينيين‭.‬
وقالت‭ ‬قطان‭ “‬إنها‭ ‬تلقت‭ ‬تهديدات‭ ‬بسبب‭ ‬آرائها‭” ‬وأردفت‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للمخاطرة‭ “‬بعملي‭ ‬بأكمله،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬وبحثًا‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬والعدالة‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭ ‬لأننا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نضع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬فسوف‭ ‬نهان‭ ‬ونطمس‭”.‬
وقالت‭: “‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المضطهدين،‭ ‬وأن‭ ‬نستخدم‭ ‬منصتنا‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ظلم،‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬مكتوفي‭ ‬الأيدي‭ ‬ونتظاهر‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭”.‬
وأردفت‭ “‬توقفوا‭ ‬عن‭ ‬معاملتنا‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬أغبياء‭.. ‬لسنا‭ ‬أغبياء‭”.‬
ولكن‭ ‬من‭ ‬صاحبة‭ ‬إمبراطورية‭ “‬هدى‭ ‬بيوتى‭” ‬التي‭ ‬خاطرت‭ ‬بمستقبلها‭ ‬مقابل‭ ‬التمسك‭ ‬بمبادئها‭ ‬ومواقفها؟

لكي‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬القطان‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬القوية‭ ‬الصلبة‭ ‬ذات‭ ‬المواقف‭ ‬الحاسمة‭ ‬علينا‭ ‬أولًا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬بالزمن‭ ‬إلى‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬حيث‭ ‬ولدت‭ ‬الفتاة‭ ‬لأبوين‭ ‬عراقيين،‭ ‬وذلك‭ ‬بولاية‭ ‬أوكلاهوما‭ ‬سيتي‭ ‬الأميركية،‭ ‬وعندما‭ ‬بلغت‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬انتقلت‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬تينيسي،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬بوسطن‭.. ‬وفي‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬التحقت‭ ‬هدى‭ ‬قطان‭ ‬بجامعة‭ ‬ميشيغان‭ ‬ذ‭ ‬ديربورن،‭ ‬حيث‭ ‬درست‭ ‬هناك‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭.‬
وحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬الواردة‭ ‬عنها‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬ملامحها‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬المختلفة‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬زميلاتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬بشرتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬للاطلاع‭ ‬كثيرًا‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬منتجات‭ ‬التجميل‭ ‬والتعمق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬دراستها‭.‬
تزوجت‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬زميلها‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬كريستوفر‭ ‬غونكالو،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬انتقل‭ ‬الزوجان‭ ‬مع‭ ‬أسرتها‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وهناك‭ ‬وضعت‭ ‬ابنتها‭ ‬الوحيدة‭ ‬نور‭.‬

من‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬رائدة‭ ‬أعمال‭ ‬عالمية
عملت‭ ‬هدى‭ ‬قطان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬الأموال‭ ‬بمدينة‭ ‬دبي‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬ولكنها‭ ‬اضطرت‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬2008؛‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬آنذاك،‭ ‬وهنا‭ ‬قررت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬وتحديدا‭ ‬لوس‭ ‬أنجيليس‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمها‭ ‬الأزلي‭ ‬الخاص‭ ‬بدراسة‭ ‬فنون‭ ‬المكياج‭ ‬والتجميل،‭ ‬وتخصصت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استخدام‭ ‬مساحيق‭ ‬التجميل‭.‬

من‭ ‬‮«‬ريفلون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬هدى‭ ‬بيوتي‮»‬‭ ‬
عادت‭ ‬إلى‭ ‬دبي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهناك‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬ريفلون‭ ‬الأميركية‭ ‬لمستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬لتكون‭ ‬بمنزلة‭ ‬المرحلة‭ ‬التحضيرية‭ ‬لمستقبلها‭ ‬المهني‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬تعرفت‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬خبايا‭ ‬العمل‭ ‬وكيفية‭ ‬تسويق‭ ‬المنتجات‭.‬
في‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬2010‭ ‬قررت‭ ‬الفتاة‭ ‬الطموح‭ ‬نزولًا‭ ‬على‭ ‬نصيحة‭ ‬شقيقتها‭ ‬منى‭ ‬إنشاء‭ ‬مدونتها‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬اختارت‭ ‬لها‭ ‬اسم‭ “‬هدى‭ ‬بيوتى‭”‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬منصة‭ “‬وورد‭ ‬بريس‭”‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تنشر‭ ‬عليها‭ ‬مقاطع‭ ‬تعليمية‭ ‬ونصائح‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتجميل‭ ‬ومستحضراته‭ ‬وأفضل‭ ‬طرق‭ ‬تطبيقه،‭ ‬واستطاعت‭ ‬جذب‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭.‬

الرموش‭ ‬الصناعية‭ ‬بداية‭ ‬الإمبراطورية
كانت‭ ‬هدى‭ ‬دائمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬رموش‭ ‬مناسبة‭ ‬لزبائنها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تجد‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصناعة‭ ‬المهمة،‭ ‬فبدأت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬رموش‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬نالت‭ ‬إعجاب‭ ‬الكثيرات‭ ‬من‭ ‬المتابعات‭ ‬لها‭ ‬ممن‭ ‬طلبن‭ ‬منها‭ ‬توفير‭ ‬رموش‭ ‬مماثلة‭ ‬لهن‭ ‬وهنا‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬المشروع‭.‬

من‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬
على‭ ‬المليار
قد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬إمبراطورية‭ “‬هدى‭ ‬بيوتي‭” ‬بدأت‭ ‬بسلفة‭ ‬قدرها‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬طلبتها‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬شقيقتها‭ ‬منى‭ ‬لتضيفها‭ ‬إلى‭ ‬العشرة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬ادخرتها‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬عملها‭ ‬لتبدأ‭ ‬في‭ ‬2013‭ ‬بتأسيس‭ ‬علامتها‭ ‬التجارية‭ “‬هدي‭ ‬بيوتي‭” ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬متخصصة‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الرموش‭ ‬الاصطناعية‭.‬
استطاعت‭ ‬هدى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬علاقتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬التجميل‭ ‬بعرض‭ ‬منتجاتها‭ ‬في‭ ‬متجر‭ ‬سيفورا‭ ‬الفرنسي‭ ‬بمدينة‭ ‬دبي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لاقى‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬ونسب‭ ‬مبيعات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭.‬
لكن‭ ‬الشركة‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬فما‭ ‬لبث‭ ‬أن‭ ‬انتقلت‭ ‬الشركة‭ ‬لخطوة‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الرموش،‭ ‬حيث‭ ‬رمت‭ ‬الشقيقتان‭ ‬هدى‭ ‬ومنى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬فقد‭ ‬كانتا‭ ‬تطمحان‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الجمال‭ ‬والريادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬اللمسة‭ ‬العراقية‭ ‬العربية‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬لاكتساح‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل،‭ ‬فخلال‭ ‬سنوات‭ ‬معدودة‭ ‬تنوعت‭ ‬منتجات‭ ‬العلامة‭ ‬لتتضمن‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬140‭ ‬منتجًا‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حمرة‭ ‬الشفاه‭ ‬السائلة‭ ‬وأقلام‭ ‬التحديد‭ ‬الخاصة‭ ‬وكذلك‭ ‬ظلال‭ ‬العيون،‭ ‬وكريمات‭ ‬الأساس،‭ ‬والأظافر‭ ‬الصناعية‭ ‬والكونسيلر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستحضرات‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬مبيعاتها‭ ‬السنوية‭ ‬الـ‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬
وكانت‭ ‬القطان‭ ‬قد‭ ‬باعت‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬الشركة‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬لصالح‭ ‬شركة‭ ‬الأسهم‭ ‬الخاصة‭ “‬تي‭ ‬إس‭ ‬جي‭ ‬كونسمر‭ ‬بارتنرز‭” ‬الأميركية،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬معروفة‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬المنتجات‭ ‬التجميلية‭.. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬بمنزلة‭ ‬حلم‭ ‬أصبح‭ ‬حقيقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬تتمتع‭ ‬بمحفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬كبيرة‭.‬
والغريب‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬شراء‭ ‬علامة‭ “‬هدى‭ ‬بيوتي‭” ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬إطلاقها،‭ ‬ففي‭ ‬2014‭ ‬عرض‭ ‬أحد‭ ‬المستثمرين‭ ‬شراء‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬الشركة‭ ‬مقابل‭ ‬1.5‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬رفضت‭ ‬العرض‭ ‬لشعورها‭ ‬بأن‭ ‬الشركة‭ ‬تساوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬علامة‭ “‬هدى‭ ‬بيوتي‭” ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة‭ ‬مع‭ ‬كبرى‭ ‬المؤسسات‭ ‬العالمية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬نجاحاتها‭ ‬المتتالية‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬إدارتها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موزعة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬شقيقتاها‭ ‬عليا‭ ‬ومنى‭ ‬وزوجها‭.‬

أبرز‭ ‬محطات‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬
هدى‭ ‬قطان‭ ‬
‏٪‭ ‬صنفتها‭ ‬مجلة‭ “‬فوربس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭” ‬عام‭ ‬2018‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬النساء‭ ‬الأكثر‭ ‬نفوذًا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
‏٪‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬متابعيها‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬إنستغرام‭ ‬نحو‭ ‬39‭ ‬مليون‭ ‬متابع‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬3.5‭ ‬ملايين‭ ‬متابع‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬وتربح‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬محتوى‭ ‬إعلاني‭ ‬تنشره‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬حسب‭ ‬موقع‭ “‬Hopper‭”.‬
‏٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬صنفتها‭ ‬شبكة‭ “‬سيرمو‭” ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬لوكالات‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬والفخامة،‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أبرز‭ ‬10‭ ‬شخصيات‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬الجمال‭ ‬والأناقة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.‬
وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬أُدْرِج‭ ‬اسمها‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬مجلة‭ ‬تايم،‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الشخصيات‭ ‬الـ‭ ‬25‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬
‏٪‭ ‬اختارتها‭ ‬أيضا‭ ‬مجلة‭ “‬فوربس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭” ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أكثر‭ ‬عشر‭ ‬سيدات‭ ‬عربيات‭ ‬تأثيرًا‭ ‬ومُتَابَعةً‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬كما‭ ‬وضعتها‭ ‬المجلة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ‭ ‬37‭ ‬بين‭ ‬أغنى‭ ‬نساء‭ ‬أميركا،‭ ‬ممن‭ ‬صنعن‭ ‬ثروتهن‭ ‬بأنفسهن،‭ ‬حيث‭ ‬تُقدر‭ ‬ثروتها‭ ‬الشخصية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬
‏٪‭ ‬تمكنت‭ ‬منتجات‭ ‬هدى‭ ‬بيوتي‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬زبائنها،‭ ‬ومنهم‭ ‬إيفا‭ ‬لانغوريا‭ ‬ونيكول‭ ‬ريتشي‭.‬
ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المخيف‭: ‬هل‭ ‬يقضي‭ ‬النفوذ‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬هدى‭ ‬قطان،‭ ‬أم‭ ‬ستنجو‭ ‬وتعبر‭ ‬أزمتها‭ ‬معهم؟

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق