ثقافةعصير الكتب

كتاب الأوائل.. كويتيون نفخر بهم

«أوائل الكويت».. علامات الماضي للمستقبل

 

تكمن قيمة أي عمل في أهميته وفي الجهد المبذول لإنجازه، وبمدى ارتباطه بالنتائج النهائية المتحققة من ورائه.. وفي هذا الكتاب سرد موجز لأوائل الكويت في مختلف المجالات والتخصصات، والهدف من ذلك إلقاء الضوء على هؤلاء الأوائل كي يرسخوا في الذاكرة: ذاكرة الوطن والمواطن، ويستنير بعلمهم وإبداعاتهم الأجيال التي تأتي من بعدهم.. بعد أن مهدوا لهم الطريق بجهدهم وعرقهم، وتضحياتهم بأموالهم وأرواحهم، لتصبح الكويت الصغيرة في حجمها ومساحتها، كبيرة عزيزة بأبنائها.. فخورة بجهدهم وعطائهم واحتلالهم المراكز الأولى والمتقدمة في تخصصاتهم.. وليخلد التاريخ هذه التضحيات في عشقهم لوطنهم وعملهم الدؤوب على رفع اسمه ورايته عالياً.

إن كتاب «أوائل الكويت» يأخذنا في جولة على محطات عدة، تنّشط الذاكرة وتبعث في النفس العزة والفخار بأبناء هذا الوطن الذين لم يدخروا جهداً في سبيل نهضته ورفعة شأنه ومكانته، كتبته الإعلامية وسيدة الأعمال شيماء نبيل عبدالله الملا.

 

الأوائل والريادة

كلمة «أوائل» أصلها «أول»، وهي تعني الريادة والإبداع والمبادرة، وفي الكويت أوائل من الرجال والنساء والشباب والشابات، الذين كتبوا أسماءهم في أعلى الصفحة ليستنير بعلمهم وإبداعهم وتضحياتهم من يأتي بعدهم.

هم أناس مهدوا الطريق لغيرهم بتضحيات كبيرة وصعبة، وجهد وعرق، وفي أحيان أخرى بدم وروح.

وبما أن قيمة العمل والجهد والمثابرة والتضحية تكمن في أهميتها وترتبط بنتيجتها بغض النظر عن زمانها ومكانها..فإن قيمة الروح والدم تتصدر كل القيم الأخرى وتعلو عليها.

 

للكويت تاريخ.. بصمة في ذاكرة الوطن

هذا التاريخ كما يؤكد الكتاب: صنعه أوائل ورواد بمختلف المجالات السياسية والاجتماعية والأدبية والفكرية والثقافية والرياضية التي أبدعوا فيها وتركوا بصمة لا ينتهي أثرها من ذاكرة الوطن، إنهم نساء ورجال، شباب وشابات، وقد فرضوا أنفسهم في سجل التاريخ وتصدروا صفحاته، بعضهم كتب اسمه في صفحات بيضاء، وآخرون يحاولون وسينجحون لأنهم لا يقصدون أو يتعمدون ذلك، بل يعملون وبعنادهم وإصرارهم وطيبة قلوبهم يخلدهم التاريخ.

وكما يقول المثل الانجليزي: «هناك دائماً مرة أولى»، في هذا الكتاب الذي يعد الإصدار الأول من سلسلة تعنى بالمبدعين والرواد والأوائل في الكويت نلقي الضوء على مجموعة من الكويتيين الذين كان لهم قصب السبق في مجالات متعددة والمعلومات الواردة في هذا الكتاب تم جمعها ومراجعتها من مصادر مختلفة سواء من خلال المعرفة المباشرة أو من وسائل إعلامية متعددة.

 

للكويت تاريخ

الكويت كمنطقة جغرافية استضافت حضارات عدة تعود الى أزمان بعيدة جداً، فحضارة اليونان مرت من هنا وبقيادة رمزها الأكبر الاسكندر الأكبر الذي عسكر في الصبية ليفتح منها الهند وفارس، وتعايش مع حضارة دلمون وقبائل كندة، تماما كما عاشت الكويت كل الحقب سواء قبل الفتح الاسلامي أو بعده ومن مروا أو عبروا كالبرتغاليين والانجليز وسواهم.

ويرتبط تاريخ الكويت الحديث بأسرة آل الصباح وقدومهم إليها ليبنوا فيها البلد والدولة التي نراها اليوم، ويذكر الكثيرون من المؤرخين أن أسرة

آل الصباح وصلوا الكويت في بدايات القرن السابع عشر أو عام 1613 بالتحديد، بدليل ما ذكرته رسالة الشيخ مبارك الى المقيم البريطاني في الخليج حول تحديد حدود الكويت والتي استهلها بقوله «الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح 1022هـ».

 

وللتاريخ والسياسة صنّاع

عام 1649، أرسل أهل القرين، الاسم القديم للكويت، مدداً من سلاح وأموال الى سلطان عُمان «ناصر بن مرشد» لمساعدته في التصدي للبرتغاليين، وهذا المدد يدل على وجود كيان متماسك وموحّد فيه نظام سياسي وقيادة، إضافة الى الاستقرار الاقتصادي، وهو يذكرنا بما تقوم به بعض الدول في يومنا هذا عند دعمها لدول أخرى في حروب أو كوارث أو ما شابه ذلك.

وقد عُرفت الكويت تاريخيا باسم القرين وكذلك الكوت والتي تنسب الى الحصن الذي لجأ إليه بنو خالد ومن ثم استقر به آل الصباح عند مجيئهم الى الكويت، حيث تم اختيار الشيخ صباح بن جابر كأول حاكم سياسي عام 1752م، ومن ثم تحولت الى اسم «الكويت» لاحقاً، أما لفظ الكويت فهو تصغير لكلمة «كوت» أي القلعة أو الحصن.

 

وللسياسة أهلها من الأوائل

مرت الكويت بمراحل سياسية كثيرة ومهمة، وربما تكون اتفاقية عام 1899م مع بريطانيا من أبرزها، حيث تحقق بها الاستقرار الداخلي للكويت وحمايتها من الأخطار الخارجية، والتي هدفت لحماية الكويت من أطماع العثمانيين وقتها وغيرهم لاحقاً، فانصرفت القيادة في الكويت الى الإعمار والتنمية مستغلة حال الطمأنينة من الخارج لتبني في الداخل، فتم خلال فترة قصيرة بناء وإنشاء وتأسيس العديد من مؤسسات الدولة ورموزها العلمية والوطنية، وكانت الاتفاقية بطلب من الأمير الراحل سمو الشيخ مبارك الصباح – طيب الله ثراه – الحاكم السابع لدولة الكويت، الملقب بـ «مبارك الكبير» واستمرت حتى إعلان استقلال الكويت بشكل رسمي عام 1961م.

الكتاب ثري بالشخصيات الأوائل الرائدة في مختلف المجالات من التعليم الى الاختراعات، الى الطب والسياسة والدبلوماسية، إلى الإعلام والفنون والعمل والمجتمع والرياضة، وهو خطوة طموح الى عمل أكبر وأكثر بحثاً وعمقاً.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اول كتاب قراته كان سنة 1989 في حياتي هو للكاتب الكويتي جاسب .. و موضوغ الكتاب عن الامور الروحانية و احداث مع الاشباح و الجن فالكويت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق