ثقافةمرايا

الأب الروحـي لثورة 23 يوليو

 

«أهل الكهف»، «عودة الروح»، «شهر زاد»، «يوميات نائب في الأرياف»، «عصفور من الشرق»، «الطعام لكل فم»، و«يا طالع الشجرة»..

عناوين لأعمال كبيرة قدمها صاحبها الى الحركة الأدبية، والمسرحية، بالتأكيد نحن نعرف صاحب هذه الأعمال المسرحية الأدبية الكبيرة، إنه الكاتب الأديب المسرحي توفيق الحكيم.

ولد «توفيق الحكيم» في الاسكندرية عام 1898، وتوفي ودفن في القاهرة عام 1987،

لكنه رمز من رموز محافظة البحيرة بمصر.

تخرج توفيق الحكيم في كلية الحقوق بفرنسا، وعقب عودته عُين وكيلا للنيابة عام 1930، ثم أصبح مفتشا للتحقيقات.

ويقول النقاد:

على الرغم من أن توفيق الحكيم قد درس القانون وتخرج في فرنسا حيث أرسله والده للدراسة، إلا أن ميوله دفعته الى الاهتمام بالمسرح، لذلك فقد تم تعيينه رئيسا للمركز المصري للهيئة الدولية للمسرح.

 

بدأ توفيق الحكيم الكتابة المسرحية في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث أصدر مسرحية: «أهل الكهف» ومسرحية «عودة الروح»، ولهذه المسرحية دور بارز في الحياة السياسية المصرية،

وكان لهذه المسرحية دورها في حياة جمال عبدالناصر قائد ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث قرأها وتأثر بها وهو طالب في المرحلة الثانوية.

اعتبر عبدالناصر توفيق الحكيم الأب الروحي لثورة 23 يوليو 1952 بسبب هذه المسرحية، ومنحه ناصر في عام 1958 قلادة الجمهورية.

 

عشنا «العصر الشيكوكي» في الثقافة المصرية

يؤكد المؤرخون والنقاد أن توفيق الحكيم عاصر «فترة الانحطاط الثقافي المصري« وهي فترة امتدت من عام 1939 حتى ثورة 23 يوليو 1952، ويصفها توفيق الحكيم بفترة العصر «الشيكوكي» نسبة الى المنولوجست محمود شيكوكو، والذي كان في الأصل يعمل نجاراً!

انتهى عصر القلم..

وبدأ عصر القدم!

 

ويُنسب إلى توفيق الحكيم قوله:

انتهى «عصر القلم»، وبدأ «عصر القدم» في إشارة الى لاعبي كرة القدم الذين يكسبون الملايين بينما يكسب الأدباء والمفكرون والعلماء «الملاليم».

 

نعود الى توفيق الحكيم وعلاقته بعبدالناصر، وبالتجربة الناصرية، ولنرى أن رواية «السلطان الحائر بين السيف والقانون» التي أصدرها عام 1955 ورواية «بنك القلق» كانتا نقداً للنظام الناصري، ورغم موقف توفيق الحكيم من التجربة الناصرية، إلا أن عبدالناصر كان يعامل الحكيم معاملة طيبة، لقد كان عبدالناصر يستقبل توفيق الحكيم بدون تحديد مواعيد، وهذا ما أكده الحكيم نفسه في مقال كتبه في أهرام يوم 15 مارس من عام 1970، ورغم نقد الحكيم لعبدالناصر وتجربته في كتاب أصدره بعنوان «عودة الوعي».

ونتابع:

لقد بلغ الحزن العميق في نفس توفيق الحكيم مدى عميق حزناً على وفاة عبدالناصر.

ولعل كلماته في نعي جمال عبدالناصر تجسد هذه الحقيقة:

«اعذرني يا جمال.. القلم يرتعش في يدي.. الحزن يلجم العقل.. ويذهل الفكر.. لقد دخل الحزن كل بيت، لأن كل بيت فيه قطعة منك، لقد وضع كل فرد في قلبه لبنة في صرح بنائك».

 

عاش توفيق الحكيم بين عمالقة الكتابة والأدب أمثال:

مصطفى صادق الرافعي ودكتور طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد أمين، وسلامة موسى.

وعمالقة الشعر أمثال:

أحمد بك شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم.

وعمالقة الموسيقى أمثال:

سيد درويش وزكريا أحمد ورياض السنباطي والقصبجي.

وعمالقة المسرح أمثال:

جورج أبيض ويوسف بك وهبي ونجيب الريحاني.

 

النقاد: الحكيم أسس المسرح الذهني

 

الحكيم: نعم.. حولت أبطال مسرحياتي إلى المطبعة بعيداً عن خشبة المسرح

ويؤكد النقاد والمؤرخون استنادا الى ما قاله توفيق الحكيم أنه «أسس المسرح الذهني»، وهو المسرح الذي حوّل الممثلين الى أفكار تأخذ طريقها الى المطبعة، لا الى خشبة المسرح وتبتعد عنها، فمسرحيات الحكيم للقراءة وليست للتمثيل أو التحرك فوق خشبة المسرح.

ورغم ذلك ففي فبراير 1972 كتب الحكيم بيده بيان المثقفين المؤيدين لثورة الطلاب ووقعه معه نجيب محفوظ.

لقد ساءت العلاقة بين الحكيم والرئيس أنور السادات.

وقال عنه السادات:

«رجل عجوز استبد به الخرف.. يكتب بقلم يقطر حقدا أسود. إنها محنة رجل رفعته مصر لمكانة أدبية الى مستوى القمة.. لكنه ينحدر الى الحضيض في أواخر عمره…».

حاول بعدها محمود حسنين هيكل جمع الحكيم والسادات، ونجح في ذلك بعد حريق مبنى الأوبرا في ميدان الأزبكية في وسط القاهرة.

 

لست مجنوناً حتى أتزوج

لن أجد مجنونة ترضى بالمجنون زوجاً لها

 

لكن.. ماذا عن النصف الثاني لتوفيق الحكيم؟

كان توفيق الحكيم يقول لكل زملائه وتلاميذه عندما يسألونه:

متى تتزوج؟

«لست مجنوناً حتى أتزوج! وإذا أصبت بالجنون فلن أجد المجنونة التي تتزوجني»!

فجأة اتصلت سيدة بمؤسس الصحافة العربية الحديثة مصطفى أمين مؤسس وصاحب ورئيس تحرير ومجلات مؤسسة أخبار اليوم.

قالت له عبر الهاتف:

أنا أسكن في العمارة التي يسكن فيها توفيق الحكيم، لاحظت شيئا غريباً لا يصدقه عقل، سيدة فاتنة، طويلة القامة ممشوقة القوام تسكن في شقة توفيق الحكيم، ترتب كل يوم غرفة نومه! وتدخل المطبخ لتعد له الطعام..

 

الحكيم وضع 15 شرطاً للزواج!

 

المجنونة وقعت على جميع شروطه ثم خالفتها بعد الزواج

 

سأل مصطفى أمين المستشار الخاص لتوفيق الحكيم محمد الصاوي: هل تزوج الحكيم؟

أجاب الصاوي:

بالأمس كنت أتحدث مع الحكيم عن الزواج. قال لي:

«لن أتزوج حتى لو شنقوني»!

ويواصل مصطفى أمين:

تأكدنا أن الحكيم تزوج فعلا وأخفى زواجه عن الجميع، أوفدنا كبير مصوري أخبار اليوم والأهرام محمد يوسف، التقط صورة لهذه السيدة التي ترتب كل صباح غرفة الحكيم ونشرناها في الصفحة الأولى لـ «أخبار اليوم».

وفوجئ توفيق الحكيم بالصورة، فاعترف أنه قد أصيب بالجنون، وأنه تزوج فعلاً!

إذن.. من المجنونة التي وافقت على الزواج منه كما وصفها؟!

يقول مصطفى أمين:

«الحكيم وضع شروطا صعبة لزوجته.. وقعت الزوجة بالموافقة على جميع شروطه، وكشف الحكيم عن 15 شرطا لزواجه منها وقعت أمام كل شرط منها، وهذه هي الشروط:

1 – لا يعرف أحد أنهما تزوجا.

2 – لا يُنشر في الصحف خبر الزواج لا تلميحاً ولا تصريحاً.

3 – لا يخرج معها خارج البيت.

4 – لا يسافر معها.

5 – لا يستقبلان ضيوفاً في بيتهما.

6 – لا يصحبها في رحلة أو نزهة.

7 – أن يعطيها أول كل شهرة 200 جنيه تدفع منها إيجار الشقة ومصاريف الطعام والكهرباء ومرتبات الخدم، ولا تطلب زيادة.

8 – هي المسؤول عن حل مشاكل البيت والخدم والمطبخ.

9 – مشاكل الأولاد وتعليمهم وتوجيههم مسؤوليتها.

10 – أن تمنع عنه الشحاتين والمتسولين والنصابين الذين يطلبون منه نقوداً.

11 – لا تطلب منه سيارة وأن تمشي على قدميها وأن تستخدم الترام في تنقلاتها بشرط أن تجلس في غرفة الحريم في الترام أو المترو.

12 – أن ترعاه وتهتم به وتعامله كطفل صغير.

13 – أن توفر له الهدوء، لا ضجة، لا خناقات.

14 – أن تنام في غرفة وينام هو في غرفة أخرى.

15 – لا تتدخل في عمله، لقد وضع نفسه في سجن بدون أسوار يدخل إليه أو يخرج منه متى أراد.

ويقول مصطفى أمين:

السيدة سيدات حرم توفيق الحكيم وافقت على كل شروطه.

وسألناه:

لماذا اخترت «السيدة سيدات» زوجة لك؟

أجاب الحكيم:

«أحببت فيها حبها للفن والأدب. اكتشفت أنها قرأت كل كتبي».

 

الحكيم لزوجته:

الزوجات يُجِدْن نشل جيوب أزواجهن

الزوجة:

أنا أصرف نيابة عنك لأنك

لا تعرف كيف تصرف النقود

 

لكن.. ماذا قالت السيدة سيدات عن توقيعها على الشروط الخمسة عشر؟

قالت السيدة سيدات لصديقاتها المقربات:

«وقعت على كل الشروط بالموافقة لكنني خالفتها جميعا»!

وواصلت:

لقد أجبرته على شراء سيارة خاصة لي ثمنها 5 آلاف جنيه، وقلت له:

لا أعترف بالحد الأقصى للمصروفات، كنت أعرف كيف أكتشف النقود في جيبه.

وتواصل:

كان يقول لي:

«المرأة نشالة.. تخصصت في نشل جيوب زوجها».

وكنت أرد:

«أنت لا تعرف كيف تصرف النقود. دعني أنفقها نيابة عنك».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق