تحقيقات
أخر الأخبار

«التعليم أولاً».. لإنقاذ ما تبقى من تعليم أبنائنا

لما للتعليم بشكله الحالي من أثر سلبي في زيادة مخاطر السمنة، والالتصاق بالشاشات الإلكترونية، وفقدان إيجابيات التفاعل الاجتماعي التي توفرها فصول الدراسة، تتنامى مطالب بافتتاح المدارس والعودة إلى المقاعد، بحسبان الجلوس في المنزل مرحلة مؤقتة لإعداد العدة وتوفير المتطلبات الاحترازية الكفيلة بمواجهة تفشي فيروس كورونا، ثم استئناف الدراسة بشكل طبيعي، من أجل ذلك أقيمت حملة «التعليم أولا» في مجمع الصالحية.. وإليكم التفاصيل:

دُنا المشعان:
التعليم عن بُعد.. استمراره يحمل كارثة لأبنائنا

أكدت الاختصاصية والمستشارة التربوية في التعليم المبكر والقيادة التربوية والإبداع د. دُنا المشعان أن طريقة التعامل مع (التعليم) خلال أزمة كورونا بدأت كارثية، وحاليا تحولت إلى جريمة، على الرغم من أن الكويت تمتلك كل المقومات والإمكانات المادية والبشرية لإيجاد الحلول الملائمة للمشكلات التي تواجهنا في ملف التعليم.
وبينت المشعان أهمية (التعليم عن بُعد) كجزء من التعليم المتكامل وأحد أعمدته، لكنه ليس الحل الأوحد، مشيرة إلى أن الجريمة في طريقة تطبيق (التعليم عن بُعد) وجعله حلا مؤبدا لحين انتهاء الأزمة.
وأضافت:
الحل الجوهري للأزمة الحالية يتمثل في (التعليم المدمج)، الذي يجمع بين التعليم الحضوري في المدارس، و(التعليم عن بُعد)، بحيث يتم على مراحل متعددة مع الأخذ في الاعتبار جهوزية المدرسة واستعدادها وإمكاناتها.
واستطردت:
إذا نظرنا إلى خريطة العالم في التعليم والعودة إلى المدارس بالوقت الحالي، فسنجد أن جميعها خضراء إلا الكويت ستظهر باللون الأحمر.
وأوضحت المشعان أن حملة (التعليم أولا) تهدف إلى طرح فكرة التعليم المدمج، وهو عبارة عن تقسيم عدد الطلبة إلى قسمين أحدهما يتواجد داخل الفصل الدراسي في المدرسة مع ترتيب المقاعد بشكل متباعد بطريقة آمنة، والقسم الثاني يتواجد في المنزل ويشارك عبر (الأونلاين)، ما يعطي أولياء الأمور حرية الاختيار بين وجود أبنائهم في المدرسة أو المنزل.
وأضافت د. المشعان:
إن التعليم المدمج مهم خلال فترة جائحة (كورونا) لأنه نظام يهدف إلى تقليل عدد الطلبة في المدرسة ويعتبر وسيلة للدراسة في المدارس بشكل آمن، مشيرة إلى أهمية عودة الطلبة إلى المدارس بطريقة آمنة مع الأخذ بالاعتبار الاحترازات الصحية كمطلب مهم.
وأوضحت د. المشعان أن الطالبتين بكلية العمارة قسم العمارة الداخلية: الزين المشعان ومريم العتيبي، قامتا بتصميم نموذج لفصل دراسي مدمج يظهر طريقة ترتيب المقاعد وتباعدها بشكل آمن وذلك في بهو مجمع الصالحية، موضحة أن التعليم المدمج معمول به في العديد من الدول.

خديجة الحرمي:
لا بد من إعطاء ولي الأمر حرية اختيار آلية التعلم

خديجة كامل الحرمي قالت:
كوني عضوا في حملة (التعليم أولا) وولية أمر.. أرى انه حان وقت السماح بعودة الطلبة تدريجياً إلى المدارس مع التقيد بالشروط والإرشادات الصحية التي تحددها السلطات المختصة، إعطاء ولي الأمر حرية اختيار آلية التعلم التي تناسب ظروفه وأبناءه إما التعلم عن بُعد (أونلاين) أو (التعلم المدمج)، لأنني ألمس أن التعليم في الكويت ليس من أولويات الدولة من خلال عدم الاهتمام بعودة الطلبة للمدارس لأي مرحلة من المراحل.
وتابعت:
من أجل هذا قررنا بالتعاون مع مجموعة من الناشطات إقامة هذه الحملة (التعليم أولا) وبدأنا بمنح حق الاختيار لأولياء الأمور ما بين تعليم أبنائهم في المدرسة والمنزل، والمعرض يعطي فرصة لأولياء الأمور وأصحاب القرار لأن يشاهدوا نموذجا للفصول المدرسية في زمن (كورونا).
وأضافت:
ولضمان سلامة أطفالنا عرضنا جهاز التعقيم عن طريق كرستوفر كوترزي من شركة Eco lyte الذي بيّن كيفية تشغيل جهاز التعقيم الذي كان ضمن نموذج المعرض، حيث إنه من السهل أن يوضع الجهاز في الفصل الدراسي لتعقيم الجو ويعمل بشكل مستمر قبل تواجد الطلبة، ويمكن تشغيله لفترة 10 دقائق كل ساعة، وهو آمن للطلبة والكبار خاصة مرضى الربو.

سندس حمزة:
الغش في التعليم عن بُعد.. أصبح مباحا!

قالت سندس حمزة عضو في حملة (التعليم أولا):
اليوم تعطينا وزارة التربية انطباعا بأنها ترغب فقط في إتمام العام الدراسي، واستمرار التعليم، أياً كان شكل هذا التعليم ودون الالتفات الى جودة التعليم الممنوح لأبنائنا، وتؤكد لنا الوزارة بقراراتها أن الغش أصبح مباحا، وتحت مرأى ومسمع منها، وكأن المراد هو أن يمر العام الدراسي على خير، ولكنها لن تعدي على خير تعليميا للأسف؛
وعن أبنائنا في الصفوف الأخيرة من الثانوية، فإنهم سيتخرجون متفوقين نعم، لكنه تفوق غالبا ما يكون بفعل عوامل عديدة، في مقدمتها الغش، وما بني على غش لن يستمر طويلا، فهؤلاء سيدخلون الجامعات والمعاهد، وسيتعثرون لأنهم لن يتمكنوا من الاستمرار في الغش طوال حياتهم، وان استمروا وتخرجوا في الجامعات فلن يفلحوا بالوظائف، لكونهم غير مهيئين بتعليم جيد.
وأبناؤنا في صفوف التأسيس كذلك، سينهون عامهم الدراسي هذا، بشهادة تؤهلهم للصف الذي يليه، لكن دون تحصيل علمي، دون تأسيس، بل ليست مبالغة إن قلنا إنهم سينتقلون للصف التالي دون أن يتعلموا حتى كيف يمسكون بالقلم.
وهدفنا في حملة التعليم أولا هو أن نقول للجميع أنقذوا ما يمكن إنقاذه من تعليم أبنائنا، فهي صحيح سنة واحدة، لكن إن أخفقت التربية في منح التحصيل العلمي للطلبة خلال هذا العام فستتراكم خيبات التعليم، وسيبنى على هذا العام أعوام تعليمية ركيكة بالمستوى والجودة، ستدمر مستقبل أبنائنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق