تحقيقات
أخر الأخبار

لا صـوت يعلو فوق صوت النساء

في قبائل «تشامبولي» و«خاسي» و«موسو»

 

«لا صوت يعلو فوق صوت النساء».. كلمات تبدو غريبة على مسامعنا في مجتمعاتنا العربية، حيث السيادة والكلمة العليا للرجل بحكم الفطرة والدين والعادات والتقاليد، ولكن هناك شعوبا وقبائل تجعل المرأة صاحبة البيت والكلمة كلمتها، هي من تحمل مسؤولية الأسرة كاملة.. وإليكم التفاصيل:

 

 

شعب موسو في الصين

يعيش شعب الموسو في ظل جبال الهيمالايا وعلى حافة بحيرة لوغا جنوب غرب الصين، يتكون هذا الشعب من عدة قبائل، تفرض النساء سيطرتها في كل قبيلة على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الزوجية، إذ يسمح للنساء بتعدد الأزواج وتغييرهم كما يحلو لهن وفقا لما ذكره موقع National Geographic.

وأضاف الموقع أنّ نظرة النساء لاختيار الأزواج تختلف عن نظرة الرجال فالحب لديهنّ يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة في القائمة. وتوصف المرأة في هذه القبيلة التي توصف بأنها «مملكة النساء» بأنها ربّ الأسرة فهي صاحبة القرار الأول والأخير وهي من تعمل من أجل إطعام أبنائها وغالبية النساء هناك يتمتعن بقوة جسدية أكبر من الرجال.

كما تمتلك النساء الممتلكات ويرثنها ويزرعن المحاصيل في هذا المجتمع الزراعي، ويدرن شؤون الأسرة، الطبخ والتنظيف وتربية الأطفال.

 

شعب خاسي في الهند

تتمتع النساء في شعب خاسي، وهي جماعة من السكان الأصليين يبلغ تعدادها 1.3 مليون شخص يعيشون في ولاية ميغالايا في شمالي شرق الهند بمكانة خاصة.

ففي هذه الولاية الهندية الصغيرة الجبلية، يتم العمل بالنظام الأمومي بأسماء من خلال توريث الممتلكات والثروات من الأم إلى ابنتها بدلاً من الأب إلى الابن.

كما يحمل الأطفال المولودون في هذه القبائل أسماء أمهاتهم بينما ينتقل الرجال إلى منازل زوجاتهم بعد الزواج.

الوضع الخاص للمرأة ليس فقط داخل الأسرة، ففي الشعب الخاسي تتساوى النساء مع الرجال عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في الأنشطة الاقتصادية لا سيما نسج الحرير.

 

إذا كانت المولودة أنثى فستسمعون الهتافات والاحتفالات في الخارج

 

وتقول إحداهن انه في أجزاء كثيرة من الهند تعتمد النساء على الرجال من أجل العيش، أما نحن الخاسيات فمسؤولات في الأسرة وعندما يعمل رجالنا عليهم أن يعطونا ما يكسبونه لأننا نحن المسؤولات عن الإنفاق.

الشيء المثير للاهتمام أيضا في هذا الشعب أنّ هناك منظمات جديدة نشأت مهمتها الدفاع عن حقوق الرجل مثل منظمة Syngkhong-Rympei-Thymmai.

ويقول رئيس المنظمة:

“يجب أن نطمئن النساء بأننا لا نسعى لإسقاطهن ولكننا نسعى لأن يصل الرجال إلى مكانة النساء وتتم المساواة بينهما”.

وأضاف:

إذا أردتم أن تعرفوا مدى الفصل بين الرجال والنساء لدينا عليكم زيارة مستشفيات الولادة، إذا كانت المولودة أنثى فستسمعون الهتافات والاحتفالات في الخارج، أما إذا كان المولود ذكراً فستسمع الناس يتمتمون بكل أدب” كل ما يعطينا إياه الله هو خير”.

 

للمرأة الحق باختيار زوجها وبإمكانها متى شاءت أن تتركه وتتزوج أحداً آخر

 

شعب كلش في باكستان

يعيش أفراد شعب كلش في أودية شديدة الانحدار في مرتفعات جبلية تقع على الحدود الباكستانية مع أفغانستان، ويعتبرون أنفسهم من نسل جنود الإسكندر الأكبر الذين ضلوا طريقهم خلال توجههم من أفغانستان نحو الصين ضمن حملة فتح آسيا في القرن الثاني قبل الميلاد.

ورغم أنهم أحفاد جنود الإسكندر فإن للنساء الدور الأكبر في تسيير أمور الحياة، فهنّ من يقمن بالأعمال الزراعية من أجل إطعام العائلة إضافة إلى واجباتهن المنزلية.

ورغم ذلك فإن هناك بعض الأمور التي تراها النساء مزعجة مثل أن تعيش في منزل منفصل خارج القرية أثناء الحمل، ولكن يذهبن إلى الحقول للعمل من دون الدخول إلى منازلهن. كما أنّ للمرأة الحق باختيار زوجها وبإمكانها متى شاءت أن تتركه وتتزوج أحداً آخر دون قيد أو شرط ولا يحق لزوجها مقاضاتها أو الوقوف في وجه قرارها.

لكن في هذه الحالة على الزوج الجديد أن يدفع ضعف المهر لزوجها القديم كونه خسر زوجته وماله، أما في حال عدم زواج المرأة من رجل آخر فيحق للزوج السابق استرداد المال من والد العروس.

 

قبيلة «تشامبولي» في غينيا

يسود مجتمع قبيلة “تشامبولي” في دولة غينيا قاعدة قُلبت فيها كل الموازين، فالنساء يقمن بأدوار الرجال الحياتية والعكس، حيث تخرج نساؤهم للعمل في زراعة الأرض وحرثها ورعاية الأغنام وصناعة الأدوات والمنسوجات يوميا في الصباح، إلى جانب مسؤوليتهن في كل الأمور المادية الخاصة بالمنزل، أما الرجال فيقتصر دورهم على التواجد في البيوت لتربية الأطفال والتنظيف والطبخ.

النساء في “تشامبولي” يقمن بجمع الطعام وصيد الأسماك، أما الرجال فيقومون بترتيب أمور المنزل، كما أن جل اهتمامهم خصل شعرهم.

 

شعب مينانغ كابو في إندونيسيا

يعيش شعب مينانغ كابو في المرتفعات الجبلية غرب جزيرة سومطرة في إندونيسيا ويتجاوز عددهم التقريبي الـ 4 ملايين نسمة، وهو أكبر مجتمع أمومي في العالم.

زعيمهم ذكراً، ولكن من يختاره هنّ النساء ويمكنهن في أي وقت أن يقمن بعزله في حال شعرنّ أنه قد فشل في أداء واجباته.

يتم تشبيه المرأة لديهم بأنها العقدة التي تمسك “شبكة الصيد” فبدونها ستنهار الشبكة حتماً، كما يشيرون إلى أقدم قرية من قرى شعبهم بأنها القرية الأم، كما يتم التعامل مع المرأة خلال الاحتفالات كأنها ملكة الشعب الأسطورية.

ومن ناحية العمل عادة ما تحكم النساء المجال المنزلي بينما يأخذ الرجال الأدوار القيادية والروحية ليشعرا بأن هذا الفصل يبقيهما على قدم المساواة.

وتقوم الحياة لدى شعب المينانغ كابو بأن يغادر جميع الأطفال الذكور منازل أمهاتهم وهم في سنّ العاشرة للإقامة في منازل الرجال من أجل تعلم بعض المهارات، إضافة إلى تعلم تلاوة القرآن والرياضيات وبعض التعاليم الثقافية والدينية.

وعلى الرغم من أنهم مسلمون فإنهم لا يتبعون الشرع في توزيع الميراث، وإنما يتبعون قانونهم القبلي الذي ينص على توريث جميع ممتلكات العائلة من الأم للابنة لاعتقادهم أنّ المرأة هي أهم شخص في المجتمع.

أما من ناحية الزواج فتقوم العادة لدى غالبية شعوب العالم بأن يأتي الرجال لأخذ النساء من منازل أمهاتهن، هذا صحيح، ولكن ليس لدى شعب المينانغ كابو الذي تقوم المرأة فيه مع رفيقاتها وقريباتها بأخذ الرجل من منزل والدته إلى منزلها للعيش معها.

وفي حالة الطلاق يجب على الرجل أن يخرج هو من المنزل وليس المرأة كما جرت العادة لدى الشعوب الأخرى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق