ثقافةزوايا

الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور: أحلم بتعريف العالم بماضي بلادي وحاضره

وثّقت 33 شخصية فنية بمعرضها «ذاكرة الصوت»

الفنون سبعة: موسيقى، معمار، نحت، مسرح، سينما، شعر وأدب، وفن تشكيلي.

والفنان هو الذي يحاكي بفرشاته الواقع أو يأخذنا إلى الخيال والأحلام تارة وتارة أخرى إلى الماضي الجميل.

وضيفتنا هي فنانة كويتية عشقت الفرشاة منذ طفولتها وتميزت كفنانة صغيرة بمدرستها. الحياة ومشاغلها أبعدتها عن الفن، حيث تزوجت والتزمت بتربية أولادها،

وها هي اليوم تعود لمملكتها وتلتحق بدورات لتصقل موهبتها، انها الفنانة ابتسام العصفور  التي نجحت وتميزت في معارضها وأشاد بها الجميع وشجعوها، وكان لنا معها هذا اللقاء:

من ابتسام العصفور؟

– ابتسام العصفور.. فنانة تشكيلية كويتية، تخصص إدارة أعمال.

 

كيف كانت البدايات؟

– البداية مع الرسم كانت هواية منذ الصغر، وكنت من المميزات في مادة التربية الفنية، لكن لظروف الدراسة والحياة الأسرية وتربية الأولاد توقفت.. وبعد أن دخل أصغر ابنائي المدرسة، عدت لممارسة هوايتي لكن بشكل مدروس عن طريق أخذ الدورات المتخصصة لفنانين رواد في الفن التشكيلي، رغبة مني في صقل الموهبة بالمهارات الأكاديمية، بعد ذلك بدأت مشاركتي  في الساحة التشكيلية والمعارض.

 

كم تأخذ اللوحة من وقتك؟

– موضوع اللوحة وحجمها هما اللذان يحكمان وقت إنجازها.

 

الفنان التشكيلي بحاجة إلى دعم من مؤسسات الدولة ما التحديات التي تواجه الفنان التشكيلي في الكويت؟

– يحتاج الفنان التشكيلي في الكويت إلى عدة أمور، منها دعم معنوي ومادي من مؤسسات الدولة، وتشجيع وتوفير الفرص للفنانين لعرض أعمالهم في مرافقها المختلفة بطريقة مدروسة ومنصفة، وتكون جودة  العمل المقياس  وليس اسم الفنان، كما يحتاج إلى مراعاة العدالة بين الفنانين  على أساس جودة العمل ومصداقيته، كما نحتاج كفنانين إلى توظيف كوادر متخصصة في مجال الفن التشكيلي ولها خبرة ومعرفة بالساحة التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كذلك نحتاج الى التعرف على احتياجات الفنانين والاستماع إلى آرائهم ومطالبهم عن طريق اجتماعات دورية مع  المسؤولين، كما أن هناك احتياجاً إلى تعيين لجان من مسؤولين أصحاب قرار وفنانين من مختلف الجهات الموجودة حاليا ومتخصصين لحصر المشاكل الموجودة في الساحة التشكيلية.

 

الفلكلور الشعبي جانب مهم في التراث الكويتي وسيكون له خط مهم في مسيرتي الفنية ذاكرة الأصوات معرض رائع..كيف جاءتك فكرة رسم كل المطربين؟ وكم استغرق وقت إنجاز المعرض؟

– «ذاكرة الأصوات» فكرة بدأت العمل بها منذ عامين، وهي توثيق المطربين الرواد  في الكويت  بلوحات فنية، رغبة مني في إعادة تعريفهم للأجيال الحديدة التي لم تشهد جمال الأغنية الكويتية، وتقديرا لدورهم في إثراء الفلكلور الشعبي الكويتي بالأغنيات الجميلة التي عبرت عن تراث الكويت من عادات وتقاليد ومناسبات وأحداث تاريخية ونمط عيش بأغنيات خالدة غرست في أذهاننا وما زالت تستخدم في المناسبات. وقد تم توثيق ٣٣ شخصية بين مطربين وملحنين وكتاب أغنية في لوحات، وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تم التنسيق لإقامة هذا المعرض بالتزامن مع مهرجان الموسيقى الدولي في مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا في يونيو الماضي، ولله الحمد حظي المعرض بأصداء طيبة من حيث الحضور والتغطية الإعلامية. كما أتقدم بالشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ممثلا بالأمين العام كامل العبدالجليل والأمين المساعد للفنون التشكيلية د.بدر الدويش على الدعم وأخص المستشار الاعلامي مظفر الراشد على جهوده في كتابة السير الذاتية للفنانين في الكتالوج الذي تم إعداده للمعرض.

 

أبدعت برسم الفلكلور الكويتي وأعدتنا الى الماضي الجميل.. هل ستستمرين في هذا النهج؟

– الفلكلور الشعبي جانب مهم في التراث الكويتي، ومجال ملهم للأفكار وإن شاء الله سيكون له خط مهم في مسيرتي الفنية.

 

ما الألوان التي ترتاحين لاستخدامها في لوحاتك؟

– الألوان التي استخدمها هي الألوان الزيتية، فهي الأفضل من حيث الجودة وتدرج الألوان وقابلة للتعديل والتصحيح.

 

حدثينا عن أسرتك الجميلة.. وماذا عن جائزة الأم المثالية؟

– أسرتي مكونة من ٤ أبناء ولله الحمد ، منهم اثنان تخرجا في الجامعة وصاحبا مشاريع،  بفضل الله، والصغرى  مازالت طالبة، وابني في الترتيب الثالث مصاب بطيف التوحد، وهو خلل نمائي شامل بأعراض تتعلق بالتواصل واللغة والسلوك وهو يعتبر من أصعب الإعاقات التطورية وكان تحدياً كبيراً في حياة أسرتي كما هو في حياة أي أسرة لديها مصاب بالتوحد ويبلغ من العمر الآن ٢٥عاما، وقد اكتشفنا الحالة عند عمر السنتين وبدأنا رحلة العلاج في برامج ومدارس  متخصصة لتعديل السلوك وأحد هذه المراكز مركز عبير ٢ الذي تشرف عليه دكتورة عبير الصفران، وقد تم ترشيحي لجائزة الأم المثالية عام ٢٠٠٦ وتسلمت الدرع من الشيخة فريحة، رحمها الله.

 

شاركت في الكثير من المعارض، فما أهم تلك المعارض التي تمثل لك ذكرى جميلة؟

– لله الحمد شاركت في العديد من المعارض ومنذ ٣ سنوات بدأت في التنسيق لإقامة معارض متخصصة بمواضيع تتعلق بالكويت ومعالمها بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثل معرض آثار وزوايا تشكيلية المتعلق بآثار فيلكا الجزء الأول والجزء الثاني، ومعرضي الشخص الأول «أيام كويتية» الذي كان حصيلة أعمالي على مدى أعوام، ومعرض «طيف للتوحد» بالتعاون مع «مركز عبير ٢»، معرض المباني التراثية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومعارض خارجية أهمها: «معرض الفن المعاصر» في سلطنة عمان بدعوة من جمعية الفنون التشكيلية العمانية ٢٠١٧، ومعرض «التراث الكويتي» بدعوة من معهد الشارقة للتراث ٢٠١٨، ومعرض دولي في إسطنبول «فنانون حول العالم». فكرة تعاوني مع رابطة الأدباء تعود إلى الدكتور حمد الهباد

من أحلامي التركيز على المزيد من المعارض التي تعزّز الهوية الكويتية

 

شاركت مؤخراً في أمسيات أقيمت برابطة الأدباء الكويتية امتزج فيها الأدب بالموسيقى بالفنون الجميلة، فلمن تعود هذه الفكرة؟ وهل ستستمر تلك الأمسيات؟

– فكرة تعاوني مع رابطة الأدباء ترجع الى الدكتور حمد الهباد، وهو بروفيسور في المعهد العالي للموسيقى، وكان ضمن الوفد الكويتي في أسبوع التراث الكويتي بالشارقة، وقد شاهد أعمالي المعروضة ومن ضمنها المتعلقة بالفلكلور الشعبي الكويتي وعرض عليَّ المشاركة بأعمالي  في محاضرة «فن السنكني» في رابطة الأدباء، فكانت البداية، وتكررت المشاركات بدعوة من الرابطة تبعاً لموضوع الندوات التي تقام، ثم أمسية الفنان عبداللطيف الكويتي للدكتور أحمد الصالحي، وأمسية الشاعر بدر بورسلي، فالفن  التشكيلي رافد مهم للثقافة في المجتمع.

 

بم تحلم ابتسام؟

– أحلامي  التركيز على المزيد من المعارض التي تعزز الهوية الكويتية وتعريف العالم بماضي بلادي وحاضره، والآن في هذه المرحلة الانطلاق  دولياً بأعمالي.

لقاء – فوزية الإبراهيم

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق