ثقافةعصير الكتب
أخر الأخبار

من‭ ‬أفضل‭ ‬روايات‭ ‬عام‭ ‬2023 ‮«‬نادية‮»‬‭ ‬المصرية‭.. ‬‮«‬ميمي‮»‬‭ ‬الإفريقية‭.. ‬و«تِتي‮»‬‭ ‬ اليونانية‭-‬الليبية‭.. ‬ أرواح‭ ‬تنتمي‭ ‬للجذور

 

ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الروايات‭ ‬الخمس‭ ‬فائزة‭ ‬بالجائزة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مسابقة‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬لعام‭ ‬2023‭.. ‬لكن‭ ‬يكفي‭ ‬ترشحها‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجوائز‭ ‬الرفيعة‭ ‬كي‭ ‬تنال‭ ‬الاهتمام‭.. ‬بل‭ ‬إقبال‭ ‬القراء‭ ‬عليها‭ ‬يعد‭ ‬مقياسًا‭ ‬مهمًا‭ ‬أيضًا‭ ‬لقيمتها‭ ‬الأدبية‭.. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الروايات‭ ‬الخمس‭ ‬التي‭ ‬اخترناها‭:‬

‏‭ ‬تبدو‭ ‬قلادة‭ ‬فَرَس‭ ‬النهر‭ ‬التي‭ ‬تعلّقها‭ ‬في‭ ‬رقبتها‭ ‬وكأنّها‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الفراعنة‭.. ‬تهوى‭ ‬جمع‭ ‬الدُّمى‭ ‬ذات‭ ‬الرؤوس‭ ‬النطّاطة‭.. ‬وتدافع‭ ‬بجدٍّ‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬حضارتها‭ ‬المصريّة‭.‬
نادية‭ ‬والحقيقة‭ ‬السحرية‭ – ‬باسم‭ ‬يوسف‭: ‬
ما‭ ‬أجمل‭ ‬التمسك‭ ‬بالجذور‭!‬

هي‭ ‬قصة‭ ‬تعالج‭ ‬قضية‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬وضرورة‭ ‬التعايش‭ ‬بينها‭.. ‬وهي‭ ‬قصّة‭ ‬للناشئة‭ ‬كتبها‭ ‬الكاتب‭ ‬والكوميدي‭ ‬المصري‭ ‬باسم‭ ‬يوسف‭ ‬وكاثرين‭ ‬ر‭. ‬دالي،‭ ‬مع‭ ‬رسوم‭ ‬دوغلاس‭ ‬هولغيت،‭ ‬وذلك‭ ‬بترجمتها‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الإنجليزية‭ (“‬The Magical Reality of Nadia‭”) ‬عن‭ ‬دار‭ ‬هاشيت‭ ‬أنطوان‭.‬

‮«‬نادية‮»‬‭.. ‬شابّةٌ‭ ‬هاجرت‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬السّادسة‭ ‬من‭ ‬عمرها

‏‭”‬نادية‭” ‬بطلة‭ ‬القصة‭ ‬هي‭ ‬شابّةٌ‭ ‬هاجرت‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السّادسة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭. ‬تبدو‭ ‬قلادة‭ ‬فَرَس‭ ‬النهر‭ ‬التي‭ ‬تعلّقها‭ ‬في‭ ‬رقبتها‭ ‬وكأنّها‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الفراعنة‭.. ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭! ‬نادية‭ ‬تهوى‭ ‬جمع‭ ‬الدُّمى‭ ‬ذات‭ ‬الرؤوس‭ ‬النطّاطة،‭ ‬وتُخبّئ‭ ‬في‭ ‬جعبتها‭ “‬معلومة‭ ‬عالماشي‭” ‬لكلّ‭ ‬مناسبةٍ‭ ‬وحدثٍ‭.. ‬وتدافع‭ ‬بجدٍّ‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬حضارتها‭ ‬المصريّة‭. ‬تعيش‭ ‬اليوم‭ ‬محاطةً‭ ‬برفاقها،‭ “‬شلّة‭ ‬الدّحّاحين‭”.. ‬لكنّ‭ ‬يوميّاتها‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الصّعبة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬تلميذٍ‭ ‬جديدٍ‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬مضايقتها،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭” ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬التلميذ‭ ‬الجديد،‭ ‬وراح‭ ‬يسخرُ‭ ‬مِن‭ ‬جذورها‭ ‬المصرية‭! ‬والنتيجة‭ ‬إرباك‭ ‬تامّ‭ ‬خاصة؛‭ ‬بسبب‭ ‬العنصرية‭ ‬والتهكم‭ ‬لديه‭ ‬على‭ ‬جذور‭ ‬نادية‭ ‬المصرية‭! ‬كذلك‭ ‬ظهور‭ ‬رجلٍ‭ ‬صغيرٍ‭ ‬من‭ ‬تميمة‭ ‬أنتيكة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬فرس‭ ‬نهر‭ ‬أثار‭ ‬دهشتها،‭ ‬وأضاف‭ ‬إلى‭ ‬حياتها‭ ‬نكهةً‭ ‬مزجت‭ ‬بين‭ ‬الطرافة‭ ‬والغرابة‭.. ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلّةً‭ ‬أنّ‭ ‬قلادتها‭ ‬راحت‭ ‬تَلمع‭! ‬
وإذا‭ ‬بنادية‭ ‬تكتشف‭ ‬أنّ‭ ‬وراء‭ ‬فرس‭ ‬النّهر‭ ‬المعلّق‭ ‬في‭ ‬عنقها‭ ‬سرًّا‭ ‬فرعونيًّا‭ “‬مفيدًا‭” ‬وعجيبًا،‭ ‬
قد‭ ‬يحوّل‭ ‬حياتها‭ ‬إلى‭ ‬مغامرةٍ‭ ‬سحريّة‭!‬

القصّة‭ ‬تسلّط‭ ‬الضّوء‭ ‬على‭ ‬مواضيع‭ ‬ثقافيّة‭ ‬واجتماعيّة‭ ‬متنوّعة،‭ ‬ومنها‭: ‬الحضارة‭ ‬المصريّة‭.. ‬الافتخار‭ ‬بالجذور‭ ‬والتمسّك‭ ‬بها‭ ‬مهما‭ ‬بعدت‭ ‬المسافات‭.. ‬العنصريّة‭ ‬المتجذّرة‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ‭ ‬والحدّ‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬تعاون‭ ‬الأصدقاء‭ ‬المتحدّرين‭ ‬من‭ ‬أصولٍ‭ ‬متنوّعة‭ ‬وتقبّل‭ ‬اختلافاتهم‭.. ‬المشاكل‭ ‬بين‭ ‬الزملاء‭ ‬كالتفرقة‭ ‬العنصريّة‭ ‬وحبّ‭ ‬السيطرة‭ ‬وفرض‭ ‬الرأي‭ ‬على‭ ‬الآخر‭.. ‬آفة‭ ‬التنمّر‭ ‬بين‭ ‬التّلاميذ‭ ‬والرّفاق‭.. ‬أهمية‭ ‬التّرابط‭ ‬العائلي‭ ‬وضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأولاد‭.‬

باسم‭ ‬يوسف‭ ‬ذلك‭ ‬الكوميدي‭ ‬ومُقدّم‭ ‬برنامج‭ “‬ديلي‭ ‬شو‭” ‬السّاخر‭ ‬وصاحب‭ ‬التأثير‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬غزة‭ ‬وشعبها‭ ‬ضد‭ ‬التحيز‭ ‬الإعلامي‭ ‬الغربي‭.. ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬الكاتبة‭ ‬كاثرين‭ ‬ر‭. ‬دالي‭.. ‬وهي‭ ‬مؤلّفة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الموجهة‭ ‬للقراء‭ ‬الصغار،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬سلسلة‭ “‬بيتل‭ ‬بوشرز‭” ‬للمرحلة‭ ‬المتوسّطة،‭ ‬وكتاب‭ “‬بريلا‭ ‬أند‭ ‬ذا‭ ‬بترفلاي‭ ‬لاي‭” ‬من‭ “‬ديزني‭ ‬فيريز‭”. ‬تعيش‭ ‬حاليًّا‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬وكلبهم‭ ‬النّشيط‭ ‬جاك،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬بوسطن‭ ‬تيرير‭.‬
قام‭ ‬برسوم‭ ‬القصة‭ ‬دوغلاس‭ ‬هولغيت‭ ‬وهو‭ ‬رسّام‭ “‬ذا‭ ‬لاست‭ ‬كيدز‭ ‬أون‭ ‬إيرث‭”‬،‭ ‬سلسلة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعًا‭ ‬للمؤلّف‭ ‬ماكس‭ ‬برالييه‭.‬

تحدث‭ ‬باسم‭ ‬يوسف‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬قصة‭ ‬في‭ ‬ندوته‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الشارقة‭ ‬للكتاب،‭ ‬فقال‭: ‬
موضوع‭ ‬الكتاب‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكلام‭ ‬مع‭ ‬الوكيل‭ ‬الخاص‭ ‬بي،‭ ‬سألني‭ ‬هل‭ ‬تحب‭ ‬كتابة‭ ‬كتاب‭ ‬أطفال،‭ ‬أجبت‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬يوما‭ ‬بذلك‭. ‬قال‭ ‬لي‭ ‬اجلس‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬واستحضر‭ ‬ماذا‭ ‬ستقول‭ ‬لطفلتك‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬معها،‭ ‬وأنا‭ ‬بالطبع‭ ‬مهاجر‭ ‬مصري‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬فكيف‭ ‬أقوم‭ ‬بعمل‭ ‬كتاب‭ ‬يدمج‭ ‬حضارتين،‭ ‬الحضارة‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬أنا‭ ‬وما‭ ‬تعيشه‭ ‬طفلتي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬فكانت‭ ‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬الكتاب‭ ‬الرئيسية‭ ‬واسمها‭ ‬نادية‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬ابنتي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬مدرسة،‭ ‬وتعاني‭ ‬مشاكل‭ ‬لأنها‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬ومكان‭ ‬مختلف،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تملك‭ ‬أداة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬تاريخها‭ ‬القديم،‭ ‬واستلهمت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬علاء‭ ‬الدين،‭ ‬فكانت‭ ‬فكرة‭ ‬الكتاب‭ ‬الرئيسية‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاختلاف،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التعلم‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف،‭ ‬لأنني‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬تعلم‭ ‬مستمرة‭.‬

أيام‭ ‬الشمس‭ ‬المشرقة‭ – ‬ميرال‭ ‬الطحاوي
ترشحت‭ ‬لجائزة‭ ‬البوكر‭ ‬أو‭ ‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬للرواية‭ ‬العربية‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭. ‬كتبتها‭ ‬الروائية‭ ‬المصرية‭ ‬ميرال‭ ‬الطحاوي‭.‬

تبدأ‭ ‬رواية‭ ‬اأيام‭ ‬الشمس‭ ‬المشرقةب‭ ‬بانتحار‭ ‬جمال،‭ ‬الشاب‭ ‬الممزق‭ ‬الهوية،‭ ‬وتنتهي‭ ‬مع‭ ‬انتحار‭ ‬ميمي‭ ‬الفتاة‭ ‬الإفريقية‭ ‬الناجية‭ ‬من‭ ‬مذبحة‭ ‬عرقية‭ ‬في‭ ‬بلادها،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الحادث‭ ‬الأول‭ ‬والمشهد‭ ‬الأخير‭ ‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬صغيرة‭ ‬متخيلة‭ ‬تُسمى‭ ‬االشمس‭ ‬المشرقةب،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية‭ ‬لأميركا،‭ ‬وتشهد‭ ‬سواحلها‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬عمليات‭ ‬تهريب
العمّال‭ ‬والمهاجرين
غير‭ ‬الشرعيين‭. ‬
تسلط‭ ‬الرواية‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬مهمشة‭ ‬يظن‭ ‬الجميع،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الواقع،‭ ‬أنها‭ ‬الفئة‭ ‬الناجية،‭ ‬وتمنح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المهمشين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الغربي‭ ‬صوتاً،‭ ‬وتحفر‭ ‬عميقاً‭ ‬في‭ ‬أسئلة‭ ‬تخصهم‭. ‬اأيام‭ ‬الشمس‭ ‬المشرقةب‭ ‬نموذج‭ ‬مثالي‭ ‬لتيهة‭ ‬الهجرة،‭ ‬لكنها،‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬رؤية‭ ‬الغريب‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالتمرد‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬يخلق‭ ‬أسلوباً‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬قسوته‭.‬

كونشيرتو‭ ‬قورينا‭ ‬إدواردو‭ – ‬نجوى‭ ‬بن‭ ‬شتوان

كتبتها‭ ‬الروائية‭ ‬الليبية‭ ‬نجوى‭ ‬بن‭ ‬شتوان‭. ‬وهي‭ ‬أكاديمية‭ ‬وروائية‭ ‬ليبية‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬أجدابيا،‭ ‬ليبيا،‭ ‬عام‭ ‬1970‭. ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬كاتبة‭ ‬ليبية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭ ‬للجائزة‭ ‬عن‭ ‬روايتها‭ “‬زرايب‭ ‬العبيد‭” (‬2016‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭. ‬صدرت‭ ‬لها‭ ‬ثلاث‭ ‬روايات‭ ‬أخرى،‭ ‬هي‭: “‬وبر‭ ‬الأحصنة‭” (‬2007‭)‬،‭ “‬مضمون‭ ‬برتقالي‭” (‬2008‭)‬،‭ ‬و‭”‬كونشيرتو‭ ‬قورينا‭ ‬إدواردو‭” (‬2022‭). ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬39‭ ‬كاتباً‭ ‬عربياً‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬بيروت‭ ‬39‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬مهرجان‭ ‬هاي‭. ‬ودخلت‭ ‬روايتها‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭ ‬لجائزة‭ ‬البوكر‭ ‬أو‭ ‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬للرواية‭ ‬العربية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭.‬

تحكي‭ ‬رواية‭ “‬كونشيرتو‭ ‬قورينا‭ ‬إدواردو‭” ‬قصة‭ ‬فتاة‭ ‬ليبية‭ ‬ونشأتها‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتأثير‭ ‬السياسة‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬حياتها‭ ‬وأسرتها‭. ‬تنتمي‭ ‬البطلة‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬يونانية‭ ‬وهم‭ ‬أقلية‭ ‬عرقية‭ ‬ليبية‭ ‬لديهم‭ ‬ثقافتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والمتميزة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬متعدد‭ ‬الأعراق‭. ‬من‭ ‬منظور‭ ‬البطلة،‭ ‬نرى‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬وتبدلاته‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬السبعينيات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬أسقطت‭ ‬القذافي‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬سنة‭ ‬2014‭. ‬
تصف‭ ‬الرواية‭ ‬مقتل‭ ‬الأب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بالثورة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتأميم‭ ‬مصنع‭ ‬العائلة
وانعكاس‭ ‬التغير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الكبير‭ ‬
الذي‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأسرة‭ ‬وأفرادها‭. ‬تعرج‭ ‬الرواية‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مواضيع،‭ ‬منها‭ ‬يهود‭ ‬ليبيا‭ ‬وقصة‭ ‬خروجهم‭ ‬أو‭ ‬طردهم‭ ‬سنوات‭ ‬الستينيات؛‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬تهريب‭ ‬الآثار‭ ‬والعبث‭ ‬بالإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬لليبيا؛‭ ‬والتلاقح‭ ‬الثقافي‭ ‬والعرقي‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭. ‬الرواية‭ ‬ترسم‭ ‬بانوراما‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬ليبيا‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالثورة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انهارت‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬نفسها،‭ ‬وفتحت‭ ‬البلاد‭ ‬أمام‭ ‬انكسارات‭ ‬كبيرة‭- ‬حسب‭ ‬تعريف‭ ‬الجائزة‭ ‬للرواية‭.‬

من‭ ‬مقاطع‭ ‬الرواية‭: ‬
‏‭”‬كنا‭ ‬نتسلّل‭ ‬إلى‭ ‬غرفتها‭ ‬لنتأمّلها‭ ‬كيف‭ ‬تنام،‭ ‬واضعة‭ ‬أسنانها‭ ‬بجانبها‭ ‬على‭ ‬الكومودينو،‭ ‬مُسدلة‭ ‬على‭ ‬قدميها‭ ‬منشفةً‭ ‬للحيلولة‭ ‬دونهما‭ ‬ودون‭ ‬الكائنات‭ ‬غير‭ ‬المرئية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬لتأخذ‭ ‬أقدام‭ ‬النيام،‭ ‬وتمشي‭ ‬بها‭ ‬واضعة‭ ‬مكانها‭ ‬الكوابيس‭ ‬والأحلام‭ ‬المزعجة‭.‬
كنّا‭ ‬نحفظ‭ ‬شكل‭ ‬المنشفة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نمسّها‭ ‬بعد‭ ‬مغادرة‭ ‬تِتي‭ ‬أتريا‭ ‬إلى‭ ‬سوسة‭. ‬كما‭ ‬كنّا‭ ‬نربط‭ ‬كلامها‭ ‬أثناء‭ ‬النوم‭ ‬بأسنانها‭ ‬المنزوعةِ،‭ ‬ونومها‭ ‬ممدّدة‭ ‬على‭ ‬ظهرها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتأثّر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬إغريق‭ ‬قورينا‭ ‬وسوسة‭ ‬بالموتى‭ ‬الأزليين‭ ‬الذين‭ ‬يشاركونهم‭ ‬المدينة‭ ‬نصفًا‭ ‬بنصف‭. ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬الموتى‭ ‬لا‭ ‬يشخرون،‭ ‬وتِتي‭ ‬أتريا‭ ‬يصل‭ ‬شخيرها‭ ‬إلى‭ ‬روما‭. ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬أيوب‭ ‬يحيك‭ ‬لنا‭ ‬قصصًا‭ ‬مخيفة‭ ‬عن‭ ‬بيت‭ ‬تِتي‭ ‬أتريا‭ ‬وعن‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬غمر‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة،‭ ‬وسيغمر‭ ‬بيت‭ ‬جدي‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬تِتي‭ ‬أتريا‭ ‬إلى‭ ‬ربّها،‭ ‬لعله‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬رحيلها‭ ‬ليفعل،‭ ‬فالبحر‭ ‬ليس‭ ‬ببعيد،‭ ‬لكنّه‭ ‬لن‭ ‬يتمدّد‭ ‬ليُغرق‭ ‬امرأة‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭”.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق