الفنانة التشكيلية السعودية صاحبة اللوحة الفنية المليونية سمر الحريّص: الفن لغة تخاطب يفهمها كل شعوب العالم
تبقى الفنون مساحةً تُعبّر عن صانعها وعمن يراها ويمتع ناظريه بها، منذ نعومة أظفار الفنانة التشكيلية السعودية سمر الحريّص عشقت كل أشكال الفن، ومع مرور الوقت استطاعت أن تطور موهبتها الفنية، وتقدم العديد من الأعمال الفنية الساحرة التي لفتت الأنظار لموهبتها الفريدة.
الحريّص بدأت مشوارها الفني باكراً وليترافق مع إبداعها في تصميم الأزياء وفن الكاريكاتير والفنون الرقمية والعديد من المواهب الأخرى. تتميز لوحاتها بالعمق ودقة اختيار الألوان التي تعكس فلسفتها الفنية الفريدة التي تظهر في لوحاتها المميزة. وكان معها هذا اللقاء:
بداية حدثينا عن تجربتك مع الفن التشكيلي، وكيف كانت الانطلاقة إلى هذا العالم الجميل؟
- حب الفن بدأ معي منذ الصغر، ووجدت من الريشة أداة للتعبير عمّا كان يدور في داخلي، وأكملت دراستي الجامعية، وحصلت على بكالوريوس التربية الفنية، وعملت على تطوير نفسي ومستواي الفني بالممارسة والمشاركة في المعارض والعمل التطوعي لخدمة الفن التشكيلي.. وأحرص على أن تكون أعمالي الفنية عبارة عن رسائل تعبر عما يجول من مشاعر في نفسي أو أحداث من حولي أو حصيلة بحث عن شيء معين يبدأ معه الإلهام لولادة أفكار جديدة.
حدثينا عن معرضك الشخصي الأول تحت عنوان «هوية» ولماذا اخترت هذا الاسم له؟
- بعد أن جربت مختلف الأساليب التشكيلية، ونميت موهبتي وأردت أن تكون لي بصمة خاصة، اخترت اهويةب عنوانًا لمعرضي الشخصي الأول؛ لأنه يمثل هويتي الفنية من ناحية الأدوات و(التكنيك) المستخدم في رسم اللوحات، وقدمت أكثر من 20 لوحة فنية تجسد لمحات لهويات مدن من بيئتنا وبعض البلدان الأخرى، حيث أعرض لوحات للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس، وأجسد نجد والشمال، إضافة إلى دول الخليج ومصر واليابان وإسبانيا وأوكرانيا.
معرض «هوية» مشروع متكامل استغرق عمل ما يقارب السنتين
كم استغرق منك الإعداد لهذا المعرض؟
- معرض اهويةب مشروع متكامل استغرق مني عمل ما يقارب السنتين دون أن أفصح لأي أحد عن أي عمل من هذه المجموعة، وبنفس الوقت استمررت في أعمال أخرى بأسلوبي السابق أو حتى تجارب جديدة، لكن مشروع المعرض حفظته طي الكتمان لتكون انطلاقته من خلال معرضي الشخصي الأول، والحمد لله على توفيقه.
ماذا عن لوحتك التي حققت صدى كبيراً وكانت «ترند» في وسائل الإعلام؟
- شاركت رسم هذه اللوحة مع طفلة بعد أن تلقت دعوة إلى المشاركة بمبادرة اريشة طيفب حيث إنني من محبي العمل التطوعي الذي يخدم فئة بحاجة ماسة لوقوف المجتمع معها، وبدأت أقرأ عن طيف التوحد وكيفية التعامل مع المصاب به، فزاد هذا الأمر من شعور الحماس لدي للمشاركة في الفعالية لإسعاد أحد المصابين به.
بدأت بعدها برسم هذه اللوحة التي نثرت بها مشاعري، كما حاولت جعل الطفلة المصابة بالتوحد التي شاركتني فيها أن تعبّر، ولو بخطوط وضربات الفرشاة، عما بداخلها في هذا العمل الفني.
ماذا عن شعورك لبيع اللوحة بمليون ريال؟
- من أسعد اللحظات إلى قلبي، فالعطاء دائماً له مذاق مختلف، وأن تكون سبباً في أن يُغدق العطاء لمن يستحق، فهذا شعور سعادة يفوق الوصف، وانتابني شعور بالفخر والاعتزاز لبيع لوحتي بهذا السعر.
كونك مديرة إدارة الفعاليات في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، كيف تقيمين الواقع التشكيلي في المملكة؟
- أصبحت هناك ثقافة عامة للتذوق الفني، وهذا غير كثيراً من نظرة المجتمع للفن التشكيلي، وخاصة بعد القرارات السامية حول اقتناء اللوحات الفنية للقطاعات من فنانين سعوديين، والتي أعطت نظرة أوسع للفن التشكيلي.
كيف جاءت فكرة «إيقاع الفن»؟
- اإيقاع الفنب عبارة عن فكرة تكونت بعد تخطيط فترة طويلة لإنجاز مكان يضم اليوم سبعة من الفنانين والفنانات السعوديين، وهدفنا الأول والأساسي جعل هذا المكان صالة للأعمال الفنية وتسويقها وملتقى للورش الفنية والحوارات الثقافية التي تهتم بالفن والفنون وجلسات الحوار، وأن تكون صالة للفن تجمع كل ما يخص في الفن التشكيلي تحت سقف واحد.
هل خدمت السوشيال ميديا الفن التشكيلي؟
- لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في توجيه الأنظار نحو الفن التشكيلي، وساهمت في التسويق للأعمال الفنية، حيث كان الفنان من قبل يعتمد فقط على المعارض، وكان تسويق الأعمال يتم بصعوبة، وكان تقريباً شبه محتكر من الفنانين الكبار، لكن الجيل الواعد الذي لا يزال في بداية المشوار لم يكن تتاح له المشاركة كثيراً في القطاع، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأ الفنانون والفنانات ينطلقون انطلاقة واسعة، ويسوقون لأنفسهم عبر السوشيال ميديا، وهذا خدمهم بشكل كبير.
وماذا عن دور صالات العرض الفنية؟ هل ما زال دورها فاعلاً؟
- صالات العرض الفنية تفتح المجال لانتشار هذا الفن بين كل طبقات هذا المجتمع، فعندما تكون الصالات في شوارع رئيسية في المدينة، وعندما تكون داخل المراكز التجارية نضمن وصول الأعمال إلى كل الناس.
إلى جانب دورها في تسويق الأعمال الفنية فهي وتكوين القبول لكل أنواع الفنون، فالفنان في صالة إيقاع الفن وغيرها من الصالات لديه رسالة دائماً يسعى لإيصالها من خلال أعماله الفنية، فالفنان يكون بطبعه حساسا ومتفاعلاً مع كل الأحداث أو الفترات التي يمر فيها المجتمع، ويعبر عنها بطريقته الخاصة.
ماذا عن فن الجداريات؟
- لدي العديد من الجداريات في مقدمتها جدارية بورتريه للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي في سفارة دولة الإمارات.
أشخاص تدينين لهم بالفضل في مساعدتك وتشجيعك ودعمك للارتقاء بموهبتك؟
- وجدت الدعم من عائلتي في البداية، كما وجدت الدعم من الوسط الفني من خلال تواجدي في االملتقى التشكيليب بقيادة الراحل الفنان سعد العبيّد، إضافةً إلى دعم االجمعية السعودية للفنون التشكيلية.ب
كلمة أخيرة تودين توجيهها.
- الفن لغة تخاطب يفهمها كل شعوب العالم، تصل للقلوب وتحرك المشاعر، لذلك أرى أن العمل الفني هو أكبر المؤثرات في أي مشاركة إنسانية.
ماذا تعني لك هذه الأشياء (اللوحة، الألوان، الطبيعة)؟
- اللوحة والألوان هما المتنفس وهما أدوات التعبير لكل ما يجول في داخلي. أما الطبيعة فهي مصدر الإلهام.
هل تأثر فنك بكون والدك الشاعر سليمان الحريّص؟
- تأثرت فنيا بوالدي؛ لأنه طالما كان الداعم لي ومرافقي أينما كنت في الورش الفنية والمعارض حتى إني جعلته يمارس الرسم معي في الورش الفنية.
ماذا تروي خطوطك الفنية في لوحاتك من حكايات؟
- تروي خطوطي حكايات حياتي، فكل قطرة لون وضربة فرشاة تحوي داخلها موضوعا وهدفا، وتحتاج إلى التأمل حتى تصل إلى أعماق اللوحة.
أين تجد سمر الحريص نفسها.. فنانة تشكيلية أم مصممة أزياء؟
- أجد نفسي فنانة تشكيلية قبل أن أكون مصممة أزياء.. فالفن التشكيلي هو الذي جعلني أبدع في التصميم واختيار الألوان وتنسيقها والرسم على الخامات باحترافية.