فنمقابلات

الفنانة فاطمة الطباخ : درسنا النقد في مجتمعات تحرّم النقد!

النقد  يشترك فيه ذوق الناقد وفكره للكشف عن مواطن الجمال والقبح في الأعمال الفنية، والتمثيل هو تجسيد الفنان للأدب المكتوب وتحويله الى واقع تمثيلي.

وضيفتنا ناقدة درست النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم أصبحت فنانة تجسد أدوارا مختلفة على الشاشة.

ولأنها موهوبة وأداؤها طبيعي وغير متكلّف نجحت وبهرت المشاهدين بتلقائيتها، إنها الفنانة فاطمة الطباخ.

 

كيف تعرفين نفسك للقراء؟

– أنا شخصية متعددة المواهب.

 

لم أعلم بحبي

للتمثيل إلا بعد تخرجي في المعهد!

 

درست النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية.. لم لم تدرسي التمثيل؟

– للأسف لم أكن أعلم بأني أحب التمثيل إلا بعد أن تخرجت في المعهد، فندمت أني لم أتخصص بالتمثيل، لكن هذا لا يعني أني لم أستفد كفنانة من دراستي للنقد، بالعكس لقد استفدت كثيراً، فدراستي للنقد جعلتني أقيّم أي عمل يعرض علي وأحكم عليه وعلى نجاحه قبل أن أقبله.

 

ما دور النقاد في إصلاح المجتمعات؟

– للأسف بالرغم من أننا درسنا النقد، فاننا نعيش في مجتمعات حرام فيها أن ننتقد بصراحة.

وأنا رغم أنني ناقدة فاني لا أستطيع أن أنتقد بطريقة سليمة كي لا يزعل مني الناس، لذا نضطر لأن نجامل ولا نكون حياديين، لذا فقدنا جزءا مهما من النقد وهو المصداقية.

وهناك مدارس بالنقد كثيرة، لكنني اخترت أن أكون من مدرسة (النقد الجميل) مثل الدكتور علي الراعي، أبحث عن جماليات ما أراه، ثم أحصر الأشياء غير المحببة والتي يمكن تغييرها للمساهمة في تطوير العمل.

 

لماذا أصبحت الصحافة تنتقد النقد الشخصاني البعيد عن المهنية؟

– اليوم الكل أصبح ناقداً.. النقد له اتجاهات إما أن يتحول الى صحافة صفراء أم الى نقد جميل.

وللأسف لو تابعنا السوشيال ميديا نجد أن الكل أصبح ينتقد من حوله، مما أدى الى حالة إماتة للناقد الحقيقي وتراجع دور الناقد بمجتمعاتنا وانحصر في مجالات أدبية.

وللأسف الصحافة الفنية بدأت تحارب كل شخص يظهر بلون جديد أو شخصية مميزة أو قد يكون هناك فنانون قابلون للمحاربة كونهم يمشون ويقلدون فنانين سبقوهم ويحاولون تقليدهم بطريقة تجعل من حولهم ينتقدونهم.

وصلنا لمرحلة أن الشخص يجب أن يضرب وينتقد كي يشتهر وأصبح مقياس الشهرة  الأمور السلبية، واليوم بعض الفنانين يشكرون ناقديهم لأنهم ساهموا في تسليط الضوء عليهم وبالتالي شهرتهم وهذه لعبة نقدية جميلة.

 

سر نجاح مسلسل «جمان».. ذكاء كبير وقصة جميلة

 

كثيرون يرون أن مسلسل «جمان» نجح بالفنانين وليس بقوة النص، فما رأيك كناقدة بهذا الكلام؟

– لا استطيع أن أنتقد «جمان»، لأن مدرستي مدرسة النقد الجميل، ولو ذكرت ذلك سأمدح عملي.

أنا أرى أن العمل كان به ذكاء كبير، أولا لأنه استقطب توليفة من الشباب الفنانين المجتهدين حتى على السوشيال ميديا وتواصلهم مع الناس دليل نجاحهم، بالاضافة الى أنه عرض بمحطة عريقة.

ثم تم توظيف كل شخصية بمحلها والدور المناسب بعيدا عن الواسطة، كل شخصية أخذت الكراكتر الذي يناسبها بدون تدخلات سين وجيم.

أرى أن «جمان» ناجح بتوقيت عرضه بعد رمضان مباشرة بالصيف، وانه استثمر نجاحات فنانين قدموا أعمالا ناجحة برمضان.

بالاضافة الى  القصة الجميلة التي كتبتها علياء الكاظمي والتي تمس قضايا المجتمع، وهذا سر نجاح «جمان».

ولا يوجد عمل يخلو من السلبيات خاصة أنه تصاحبه ظروف عمل وتحديات وسرعة إنجاز ويبقى الحكم للجمهور.

لكن أسعدني المطالبة بجزء ثان  من مسلسل «جمان» وهذا أكبر دليل على نجاحه وحب الناس له.

 

نجاح مسلسل «لا موسيقى بالأحمدي» هل يعود لجمال النص أم جمال التجسيد أم روعة الإخراج؟

– كل العناصر اجتمعت، لكن المخرج كان له دور كبير في اختياره للنص الجميل وفي اختياره للممثلين وتوظيف كل شخصية بمحلها، فالمخرج هو العنصر الأول بنجاح العمل.

 

رسالتي بالحياة.. ألا أكون سبباً في إيذاء الآخرين

 

ما رسالتك بالحياة؟

– أن أكون مصدر سعادة للآخرين وإن لم أستطع إسعادهم، أكون عنصرا إيجابيا في حياتهم، ويكفيني أني لا أكون سببا في إيذاء الآخرين.

 

لا أفضّل أن تكون ابنتي «حور» فنانة.. ولكن!

 

هل من الممكن أن نرى ابنتك (حور) فنانة؟

– لا أفضل ذلك، أنا لو وجدت معها الموهبة سأشجعها لكنني لم أجد فيها هذه الموهبة.

 

«كوثروه» عوضتني عن الغياب فنياً

 

ما جديدك؟

– مازلت أقرأ عددا من النصوص ولم أقرر بعد أو أوافق على عمل معين، مازالت في طور الدراسة.

لو ما صار نصيب أن أظهر بعمل رمضاني «ما في مشكلة»، فأنا أفضل أن أتريث وأختار صح لأني أحب أن أقدم عملا و«كراكتر» يعلق بذهن المشاهد ولا ينساه الناس.

وصحيح أني توقفت عن التمثيل من 2013، وهذه فترة طويلة، لكنني كنت أكتشف موهبتي وذاتي واليوم رجعت وما ندمت على الغياب لأني بالمقابل استثمرت هالغياب بالدراسة والحصول على الماجستير والتحقت بعدة دورات وأمور كثيرة فادتني، ونضجت فنيا ثم ظهوري في كراكتر (كوثروه) في «لا موسيقى بالأحمدي) عوضني هذا الغياب.

 

حدثينا عن كوثروه.

– هذه شخصية كتبتها الكاتبة منى الشمري وقالت إنها شافت الشخصية فيني،

لما قرأت الدور أمامها وأمام المخرج في بروفة الطاولة.

وأنا سألتهم عن الشخصية قالوا: هي أرملة عندها عيال، فقمت بداخلي بدراسة أبعاد الشخصية الفسيولوجية، لذا نجحت في تجسيد هذه الشخصية.

 

ماذا نحتاج لإنعاش الساحة الفنية؟

– نحن لدينا مواهب مبدعة بحاجة الى تشجيع ودعم، يا ليت نعطيهم الفرصة ونمسك بيدهم كي يصلوا للنجاح، الى متى تتمسكون بنفس الوجوه، وأنا عن نفسي بعد أن قدمت شخصيتين ناجحتين بدأ البعض بمحاربتي.

أنا فنانة تعبت وثقفت نفسي، وكم تمنيت أن أجد التشجيع من الفنانين الكبار وأن يمسكوا بيدي.

وأقول للفنانين الشباب إياكم واليأس حتى لو كان هناك نقد سلبي حولوه الى إيجابي.

 

حاورتها: فوزية الإبراهيم

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق