كلمة محبةمقالات

المسامح كريم.. وليس غبيًّا

المسامح كريم.. وليس غبيًّا

قصتان لبطلتين مختلفتين، كلتاهما أخطأت في حق من حولها من صديقاتها.. فهل لنا أن نسامحهما؟ هل ننسى ما مضى ونرجع «زي زمان»؟!

الأولى هجرت كل من كان حولها، لم تعد تزور أحدًا، ولا تشارك في الأفراح حتى مجالس العزاء لم تعد تذهب إليها لأداء الواجب، ولم تتواصل مع صديقاتها لتعتذر.

انزعج كثير من صديقاتها لتجاهلها لهن في تلك المناسبات، وتدريجيًّا أصبحت في طي النسيان، ولكن إذا التقت بأية صديقة سابقة، اعتذرت لتقصيرها!

أما الأخرى، فإنها تغيب عن المشاركة في جميع المناسبات الاجتماعية ولا تتواصل مع صديقاتها، ولكن تعود للمجتمع ولصديقاتها بمزاجها وهواها، وعندما ترغب في الغياب مرة أخرى، تتصنع أية مشكلة، وقد تتشاجر مع صديقاتها وتجرحهن ثم تغيب لتظهر بعد أشهر وتعتذر وتريد السماح.

كان السؤال: هل نسامحهما؟

بعض الصديقات تعاطفن مع الأولى، وأردن مقاطعة الأخرى، وبعضهن قلن: المسامح كريم؛ فلنكن أفضل منهما ونسامحهما.

وعن رأيي، فأقول لكم:

بعد أن بلغتُ هذا العمر، وقد خضت كثيرًا من التجارب، ولي صديقات، وقابلت أناسًا كثيرين من مختلف البيئات والثقافات، توصلت إلى أنه يجب أن نلتمس العذر لغياب الأولى.. صحيحٌ انها لم تقدر العلاقة السابقة بيننا وبينها، واعتزلت المجتمع كله، وضرت نفسها لابتعادها عمن يحببنها، ولكنها قد تعاني من أمور نفسية أو اجتماعية، نحن – صديقاتها – نجهلها، ولا يحق لنا معرفتها؛ لذلك علينا أن نسامحها ونتعاطف معها ونقبل اعتذارها.

أما الأخرى المزعجة، فعلينا أن نكون حذرين في علاقتنا معها، ولا نعاملها كما كنا نعاملها بحميمية الصداقة؛ لأنها آذتنا نحن – صديقاتها – وجرحت مشاعرنا.. نسامح نعم، ولكن لا ننسى أذاها، وعلينا أن نضع لها حدودًا وخطوطًا حمراء في علاقتها المستقبلية.. نعم، المسامح كريم، ولكنه ليس غبيًّا ليلدغ من الجحر كذا مرة!!

كما لا بد أن تكون العلاقة بين الأقارب والأصدقاء صادقة نقية شفافة، فإذا لم تكن كذلك، فإنها تندرج تحت مسمى علاقة مجاملات فقط!

في «كلمة محبة» أقول:

«التسامح لا يعني الضعف أو الغباء»!

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق