تحقيقات
أخر الأخبار

براثن خبيثة تختبأ خلف الشاشات .. المحامية مريم البحر: النساء والأطفال.. أول ضحايا الابتزاز الإلكتروني

المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع كدراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.

«لصوص القلوب خلف الشاشات».. كلامهم معسول ووعودهم مزيفة!

معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر، عندما نتحدث عن قضايا الابتزاز الالكتروني نجد أنفسنا أمام أكثر النماذج تكرارا، وهو ما أطلق عليه «لصوص القلوب خلف الشاشات»، تبدأ الحكاية بكلام معسول ووعود مزيفة بالزواج بهدف الابتزاز والنصب والاحتيال، كما حدث مع فتاة تدعى «منى» وهو مجرد «اسم مستعار»، وهي منهارة وهذا أقل ما يصف حالتها، وكأن السماء أطبقت على رأسها، هذه الفتاة تعرفت على شاب ونشأت بينهما علاقة عاطفية، ووعدها بالزواج، وطال حديثهما في الهاتف وتبادلا الرسائل، وأحكم سيطرته عليها، وأقنعها بأنها زوجة المستقبل، وعليها أن تطيعه، لترسل له صورها التي طلبها بملابس البيت ليراها على طبيعتها وغيرها من الحجج، وتحصّل على أرقام هواتف أهلها وأقاربها.

ليحدث ما لم تتوقعه، ويظهر هذا الشاب وجهه الخفي، وتتعرض الفتاة للابتزاز، من حيث لم تحتسب، فيهددها تارة إما أن تحول له أموالا من حسابها الخاص أو تقيم معه علاقة جنسية واذا لم يتم له ما طلب، سوف يقوم بفضحها أمام اهلها والمحيطين بها وعمل حساب على وسائل التواصل الاجتماعي وينشر به صورها والفيديوهات. وتم تحرير محضر بكافة الرسائل والصور والتهديدات وعمل التحريات من قِبل الإدارة العامة للمباحث الجنائية التي تستقبل الشكاوى الخاصة بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات والتي تتميز بالسرية والجدية في التعامل مع مثل هذه القضايا.

ظهر الهزال على الطفل فاكتشفوا ابتزازه.. بلعبة!

الجديد في الأمر والكارثي في الوقت نفسه أن هذا الابتزاز الإلكتروني أصبح يمارس على الأطفال، عن طريق «لعبة» وهي في ظاهرها كذلك، وباطنها تدمير وخطر كبير، فهذا طفل لاحظ عليه والداه الضعف والهزال بشكل غير طبيعي، وحالته النفسية غير مستقره، هو طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره.
الأم قامت بمراقبة هاتف الطفل والآيباد الخاص به، لتكتشف المفاجأة، حيث وجدت مقتطفات من محادثات غير كاملة كما لاحظت أن طفلها مرتبك، ثم قام الأب بتوصيل الهاتف بالكمبيوتر للحصول على المحادثات كاملة، وجرى اكتشاف أن هناك شخصا يتحدث ويتواصل مع الطفل من رقم خارجي ويقوم بإغرائه ويثير فيه الفضول للحصول على أحدث ما في هذه اللعبة.

المبتز قام بإرسال فيديوهات اباحية لأطفال وطلب من الطفل تقليدها

وهذا الشخص عرف نفسه للطفل بأنه من احدى الدول ولكنه يعرف عنه تفاصيل كثيرة، وقام باستدراجه من خلال إغرائه بالألعاب والأسلحة التي تتضمنها هذه اللعبة، وطلب منه أن ينفذ أوامره مقابل مبلغ من المال، وهو قيمة كارت الشحن الذي يجري شراؤه من store، وبعد ان وافق الطفل، قام الشخص المبتز بإرسال فيديوهات اباحية لأطفال كانوا ضحاياه سابقا، وطلب من الطفل أن يقوم بتقليد هذه الفيديوهات وتصوير نفسه وإرسالها له مرة اخرى.
لم يكتف المحرض بهذا الامر بل طلب من الطفل أن يطبق هذا الأمر على باقي الأطفال في الاسرة، ويقوم بإرسالها له مرة اخرى، وهنا دخل الطفل في حالة نفسية سيئة نتيجة أن المحرض حرص على أن يتواصل مع الطفل لعدة أيام متواصلة، وواصل الضغط على الطفل وابتزه بكل الطرق حتى يضمن أن يكون تحت سيطرته.
وبعد أن اطمأن الطفل، وعرف الوالدان ما تعرض له ابنهم، توجه الوالدان لادارة مكافحة الجرائم الالكترونية، وتمت طمأنة الطفل وتهدئته واجراء التحريات اللازمة وإغلاق الحسابات.
ولا نغفل أن الرجال أيضا ليسوا بمنأى عن الابتزاز الالكتروني، فهذا شاب تعرف على فتاة عن طريق أحد برامج التواصل الاجتماعي تحادثا، ومن بعده وُجد الإعجاب بينهما، وتطور الأمر لتبادل الصور الشخصية الخاصة.
وهنا حدث ما لم يكن يتوقعه، حيث وجد من يرسل له صوره مهددا إياه بفضحه إذا لم يدفع مبلغا ماليا كبيرا، ليتضح له حقيقة الأمر أن من كان يتحدث معه ما هو إلا رجل يتخفى وراء شخصية امرأة وحتى يصحح هذا الخطأ وقع في خطأ كبر وخضع للمبتز ودفع له المبلغ المالي ولكن لم يكتف، عاد المبتز وهدد الرجل مرة أخرى.

الابتزاز الإلكتروني ..
كارثة تحتاج إلى أكثر من القانون

وواجبي هنا أن أقدم النصيحة لكل شخص يقع في فخ الابتزاز الالكتروني، بأن يتدارك الأمر، ويتوجه الى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه كل شخص يقوم بابتزاز الغير.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق