تقليد محفوظ بعناية من الأجداد زين وأمينة تنقشان «الحنّاء» في القصر الملكي
حنّينا العروس وبالحب غمرناها.. بتلك العبارة علقت الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، على حفل الحناء لابنتها الأميرة إيمان، والذي كان حديث العالم أجمع خلال الفترة الماضية، ودائمًا ما يميز هذه الليلة رسم حناء العروس وصديقاتها، وهي ليلة تشيع فيها البهجة والسرور في منزل العروس ورسامة الحناء هي من تترأس تلك الليلة، وتكون في قلب اهتمام الحضور، برسوماتها للعروس وكل من يشارك الحفل.
«أسرتي» التقت برسامتي الحناء الأردنيتين السيدة أمينة والمهندسة زين الشرف الخضور، اللتين كانتا في حفل الحناء الملكي الأردني، لنتعرف معهما على تفاصيل ليلة الحناء منهما.
أمينة: من طقوس الحنة صنع سلال من القش ووضع الحناء فيها
في البداية تحدثنا مع رسامة الحناء السيدة أمينة عن حفل حناء الأميرة إيمان حيث قالت: تشرفت بدعوتي على حفل حناء الأميرة إيمان وبضيافة ملكتنا أم الحسين الملكة رانيا، وقمنا بالتحضيرات من تصميم الثوب وما يناسبه من إكسسوارات ليكون متناسقا مع ديكورات وألوان قاعة الحناء من التراث الأردني.
وزاد حفل الحناء بهجة وسروراً عندما تشرفت بلقاء الملكة رانيا وسؤالها واستفسارها عن الحنة من ألوان ورسوماتها وتقديرها لعملنا ومشاركتنا فرحتهم.
وتابعت: بدأت رسم الحناء منذ 18 عاما، وكانت بالنسبة لي هواية لأني أهوى رسم اللوحات، وعلى الخشب والزجاج، ثم لاحظت الإقبال عليها وحب النساء لها، فأصبحت بالنسبة لي مهنة.
وأضافت: من عاداتنا في طقوس الحنة صنع سلال من القش، ووضع الحناء فيها والشموع والورد والحلويات التي تحملها العروس وأقاربها وصديقاتها، ويصاحبها أغان تراثية شعبية والرقص عليها.
وعن أكثر المواقف التي لا تنساها قالت: “بصراحة من أجمل المواقف عندما دُعيت لحفل خيري ورسمت الحناء لمجموعة من الفتيات الأيتام، وأدخلنا السرور والفرحة على قلوبهن الصغيرة”.
وتابعت رسامة الحناء أمينة: تطور جدا نقش الحناء عما كان في الماضي، فلم يكن النقش والرسم على الأيادي برسمات معينة، بل كانت النساء يضعن الحناء بشكل عشوائي في باطن اليد وعلى الأصابع، أما الآن فتطورت برسم نقشات كثيرة ومتنوعة على الجسم، وهناك طلبات خاصة مثل كتابة أسماء أو أبيات شعر أو ورود وطيور ورموز معينة.
م.زين: تخصصت بالهندسة المعمارية وأبدعت في رسم الحنة
أما المهندسة زين الشرف الخضور، أو كما تحب أن تعرف نفسها فهي شخصية طموحة وموهوبة، استفادت من دراستها في التصميم بالهندسة المعمارية لتعمل في مجال رسم الحناء، وهي صاحبة مشروع نقش حناء ومدربة محترفة.
قالت الخضور في حديثها إنها بدأت الرسم بالحناء من 7 سنوات لتنفق على نفسها ودراستها الجامعية ولتدعم عائلتها.
وتابعت: لأني أحب الرسم، فكانت الحناء واحدة من الأشياء التي أعشقها ضمن فنون الرسم، بدأت أرسم للمقربين في البيت، ثم بدأت أرسم لصديقاتي، وفي يوم من الأيام وبعدما دخلت كلية الهندسة، واخترت قسم الهندسة المعمارية، شعرت بأنني أحتاج إلى مصدر دخل حتى أعتمد على نفسي مادياً وأكمل دراستي، وبدأت برسم الحناء كعمل بالإضافة إلى أنني استثمرت معرفتي بالسوشيال ميديا، كما أنني استثمرت أيضا أني أخذ دورات في الرسم والتصوير، كما أن تخصصي بالهندسة المعمارية كان حافزا على تطوير موهبتي، فوجدت هذا المجال عالما بحد ذاته.
ولفتت الخضور إلى أنها بعد أن حصلت على خبرة كافية في الحنة وألوانها وأنواعها أصبحت تقوم بإعداد دورات تُعلم بها السيدات رسم الحنة، ومنها دورات “أونلاين” لسيدات في الدول الأخرى.
العرائس بشكل عام يحببن الحنة البيضاء
أما عن الحناء التي تفضلها العرائس حاليا، فقالت: العرائس بشكل عام يحببن الحنة البيضاء، لأن هذه الحناء لها ميزات جيدة، يمكن التخلص منها بسهولة، وخاصة إذا كان حفل الزفاف في اليوم التالي لحفل الحناء مباشرة، العروس بشكل عام تحب ترسم الحنة على جسدها، كما أن رسومات الحنة أحياناً تعبر عن ثقافة الفتاة وشخصيتها، فهناك من تحب رسم عبارة تؤمن بها أو رمز، أو شيء خاص بمناسبة معينة، وأحياناً نرسم حناء تناسب الفستان الذي ترتديه العروس تكون مناسبة للموديل، وأنا في كل الأحوال أحاول أطور نفسي حتى ألبي جميع الطلبات والأذواق.
وعن حفل حناء سمو الأميرة إيمان، قالت المهندسة زين: شعرت بأنه تقدير لجهدي وتعبي السنوات الماضية، فالحناء بالنسبة لي هي بنتي الثالثة، وفرحتي بتقدير سمو الأميرة لي وأني كنت جزءا مهما من الحفل فرحة لا توصف.
وأضافت: لن أنسى أنني عندما قابلت جلالة الملكة رانيا، حكيت لها عن شغلي في رسم الحناء وعرفتها أنني أيضا مهندسة معمارية وشجعتني كثيرا، وقمت بالرسم لعدد من الأميرات من الحضور، وأرادت جلالة الملكة رسم الحنة، إلا أنه لضيق الوقت لم تقم بذلك، ووجود الحنة في الحفل أضاف بهجة للحضور ودفع السيدات للتجربة.
يتم تحضير حنة مجبولة داخل صينية بها ورد
أما عن الطقوس الخاصة برسم الحناء في المملكة الأردنية، فقالت: الطقوس تختلف في الأردن حسب المنطقة المتواجدين بها، فمثلا أهل الشمال لهم طقوس تختلف عن طقوس أهل الجنوب، لكن المعروف لدى الجميع أن ليلة الحنة هي الليلة التي تسبق يوم العرس، وأحياناً أهل العروس يقيمون ليلة حنة وحدهم، وأحياناً تكون هناك حفلة عائلية مشتركة للحنة يحضر فيها العروسان، ومن المعروف أن ليلة الحنة لها زي معين، حيث تلبس العروس الثوب ذا اللون الأبيض مع طرحة مطرزة، ويتم تحضير حنة مجبولة داخل صينية بها ورد، ومع التطور بدأت العروس تختار نوع الرسمة المميزة التي تفضلها.