تيمناً بالزيتون وزيوته في شهر رمضان مـازن الشيـبـانـي: نوى الزيتون.. لوحات تدعو إلى المحبة والتعايش
لوحة سور الصين
العظيم استخدمت فيها 80 ألف حبة
لا شك أن الزيتون من الأطعمة المحببة إلى الشعوب العربية، خاصة زيت الزيتون، ويزداد استخدام الزيتون وزيوته في شهر رمضان الكريم مع السلطات وفول السحور، وإذا كنا جميعا نتخلص من نوى وبذور الزيتون بعد أكلها، إلا أن الفنان السوري مازن الشيباني الذي خسر منزله ومحله خلال سنوات الحرب قرر عدم التخلص منها وتحويلها إلى لوحات فنية ثلاثية الأبعاد، فراح يجمع نوى الزيتون من كل مكان من الجيران والأصدقاء والشوارع، وهو يطمح للوصول إلى العالمية من خلال رسم معالم شهيرة حول العالم. شارك الشيباني في العديد من المعارض: معرض دمشق الدولي ومعرض في خان أسعد باشا، وكذلك في المراكز الثقافية والجامعة.
يقول الشيباني عن اتجاهه للرسم بنوى الزيتون، رغم صعوبته ووجود أدوات وخامات أكثر سهولة: عانينا كثيرا وما زلنا نعاني، ومن ويلات الحروب، خاصة في بلدي سورية، والزيتون يرمز للمحبة والسلام، فقمت باستخدامه كنوع من التعبير عن حاجتنا الضرورية للسلام والأمان بعد سنوات طويلة من الحرب، إلى جانب أنها طريقة مختلفة ومميزة للتعبير عن فنك بأسلوب مبتكر.
هناك مواد كثيرة أخرى لا بد من وجودها مثل الخشب والكرتون المقوى وألياف القطن
وعن المواد والمستلزمات الأخرى التي تدخل مع نوى الزيتون في صناعة لوحاته، يقول: هناك مواد كثيرة أخرى لا بد من وجودها مثل الخشب والكرتون المقوى والخشب الناعم والغراء الذي يساعد على تماسك ومتانة اللوحة لفترة طويلة، وكذلك ألياف القطن حتى لا تتأثر اللوحة بالماء والزجاج المعشق الملون لإضافة الشكل الجمالي وغيرها من المواد التي تساعد على متانة اللوحة وإظهار جمالياتها.
وعن الصعوبات والمعوقات التي قابلته، يذكر أن الصعوبة الشديدة في الحصول على عشرات الآلاف من نوى الزيتون لتنفيذ لوحاتي، وربما تصل إحدى اللوحات إلى ما يقرب من تسعين ألف حبة، كذلك قمت أيضا بتنفيذ لوحة أخرى تجسد سور الصين العظيم، والتي كانت من أصعب اللوحات ثلاثية الأبعاد، واستغرقت نحو أربعة أشهر، واستخدمت فيها 80 ألف حبة. الصعوبة في ظل ارتفاع سعر النفط ونقصه في السوق، وهذا يدفع الأهالي لاستخدم النوى في التدفئة المنزلية لتزداد معاناتي، ولو وجدت الكميات التي أحتاج إليها، فكل بذرة تكون في حالتها العادية لولبية الشكل، فنقوم بنحتها خمس مرات لتأخذ شكل الحجر حتى تكون صالحة للاستخدام كحجر بناء قابل للتركيب، وهذا يسبب الألم في الأصابع بسبب الاحتكاك، كما أعاني من عدم وجود مكان مناسب أعمل به بشكل دائم إلى جانب ارتفاع أسعار الخامات؛ مما يضطرني إلى التوقف أحياناً.
وعن موضوعات لوحاته التي يختارها يحدد الشيباني الحضارات الدمشقية والأيوبية والفاطمية والعثمانية والمغربية والعيش المشترك في محبة وسلام بين الشعوب والأديان.
وقد استخدم الشيباني أسلوبا مبتكرا، حيث يقول: تحتاج كل لوحة إلى وقت طويل، خاصة إذا كان المجسم كبيرا، ولا بد في البداية من تحضير كمية النوى التي تحتاج إليها اللوحة قبل أن تبدأ فيها، ثم تتسلح بالصبر الشديد، وأنت تبذل هذا الجهد؛ لأن أقل لوحة قد تستغرق شهرين، ويزداد الوقت مع زيادة حجم اللوحة.