ثقافة

تُحلّق‭ ‬مُغرِّدة‭ ‬بألوانها‭ ‬خارج‭ ‬السرب فاطمة‭ ‬الشيباني‭: ‬ امتلأت‭ ‬حواسي‭ ‬ورئتاي‭ ‬بنكهة‭ ‬وشهية‭ ‬الألوان

وكأن‭ ‬الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬القطرية‭ ‬فاطمة‭ ‬الشيباني‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬قدرها‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬جعلها‭ ‬ترفض‭ ‬كل‭ ‬موروث‭ ‬يشكّل‭ ‬حالة‭ ‬اتّباع‭.. ‬صاحبة‭ ‬كاريزما‭ ‬فنية‭ ‬خاصة،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬يشبهها‭ ‬أحد‭.‬
التقت‭ ‬‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬بالفنانة‭ ‬فاطمة‭ ‬الشيباني‭ ‬لنتعرف‭ ‬ من‭ ‬اسمها‭.. ‬فنانة‭ ‬كل‭ ‬الحالمين‭ ‬بالحرية‭.. ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬تاريخها‭ ‬المشرق‭.. ‬ريشتها‭ ‬وفنها‭ ‬بالغا‭ ‬التأثير‭ ‬مقترنان‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬نذرت‭ ‬نفسها‭ ‬للقيام‭ ‬به،‭ ‬في‭ ‬بصمة‭ ‬فنية‭ ‬عالية،‭ ‬وجيشان‭ ‬أدبي‭ ‬صاخب،‭ ‬متدفق‭ ‬كنهر‭ ‬عارم،‭ ‬مع‭ ‬موهبة‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬لقيود‭.‬
أصبحت‭ ‬أتأمل‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬جهد‭ ‬ولا‭ ‬تعب‭ ‬وكأنني‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تشكيل‭ ‬صامتة
بعد‭ ‬مشوار‭ ‬فني‭ ‬بديع‭.. ‬كيف‭ ‬كبرت‭ ‬حالة‭ ‬التشكيل‭ ‬الصامتة‭ ‬وتلمست‭ ‬طريقك‭ ‬للفن‭ ‬مبكراً؟
‏‭- ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬المشوار‭ ‬الطويل‭ ‬أصبحت‭ ‬أتأمل‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬جهد‭ ‬ولا‭ ‬تعب،‭ ‬وكأنني‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تشكيل‭ ‬صامتة،‭ ‬حتى‭ ‬امتلأت‭ ‬حواسي‭ ‬ورئتاي‭ ‬بشهية‭ ‬الألوان‭ ‬والمواد‭ ‬الخام‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأحاول‭ ‬أن‭ ‬أحلق‭ ‬بمفردي‭ ‬دائماً‭ ‬خارج‭ ‬السرب‭ ‬المعهود‭ ‬لدينا‭ ‬كطائر‭ ‬مغرد‭ ‬يرتدي‭ ‬الألوان‭ ‬باستفزازية‭ ‬الفرح‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬وأحاول‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬صقل‭ ‬موهبتي‭ ‬وعملي‭ ‬بالممارسة‭ ‬والتنقل‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الجديد‭ ‬وغير‭ ‬المألوف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيامي‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬التدريبية‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬أهم‭ ‬معاهد‭ ‬الفنون‭ ‬العالمية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قيامي‭ ‬بعمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭.‬
مررت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬وبحور‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬ورسوت‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬التجريد‭ ‬والأعمال‭ ‬المجسمة‭.. ‬فلماذا؟
‏‭- ‬بالفعل،‭ ‬مررت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬بحور‭ ‬ومدارس‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬سواء‭ ‬الواقعي‭ ‬أو‭ ‬الانطباعي‭ ‬أو‭ ‬فن‭ ‬العامة‭ ‬والفيديو‭ ‬آرت‭ ‬والفن‭ ‬المفاهيمي‭ ‬والسنوغرافيا‭ ‬الفنية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬آثرت‭ ‬وفضلت‭ ‬بحر‭ ‬التجريد‭ ‬التعبيري‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬وآثرت‭ ‬النحت‭ ‬والأعمال‭ ‬المجسمة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬كفن‭ ‬مفاهيمي‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬لأنني‭ ‬أجد‭ ‬نَفْسِي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬وتميزت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬ولأن‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬البحر‭ ‬بحر‭ ‬صعب‭ ‬جداً‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬النساء‭ ‬يتقنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الخليجي‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الفنانة‭ ‬منى‭ ‬السعودي،‭ ‬رحمها‭ ‬الله،‭ ‬وبعض‭ ‬الفنانات‭ ‬العربيات،‭ ‬وهذا‭ ‬بحر‭ ‬جدا‭ ‬صعب‭ ‬ومرهق‭ ‬ومتعب،‭ ‬وعليك‭ ‬مواصلة‭ ‬التجديف‭ ‬فيه‭ ‬وعدم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أعماقه‭!‬
قلت‭ ‬‮«‬إن‭ ‬النحت‭ ‬والمجسمات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فنان‭ ‬مغامر‮»‬‭.. ‬حدثينا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬
‏‭- ‬أحب‭ ‬وأحترم‭ ‬الفن‭ ‬والفنان‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬قضية،‭ ‬ويجعلني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬والناس‭ ‬ونفسي‭! ‬وهذه‭ ‬مغامرة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬حيث‭ ‬تضع‭ ‬أعمالك،‭ ‬وتجعل‭ ‬المتلقي‭ ‬يفسرها‭ ‬ويؤولها‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ويشاهده،‭ ‬وسر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬هو‭ ‬الشغف‭ ‬والفضول‭ ‬لدى‭ ‬الفنان،‭ ‬وهو‭ ‬المفتاح‭ ‬السري‭ ‬للسعادة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬وكان‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يلهمني‭ ‬ويلفت‭ ‬انتباهي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفنون،‭ ‬وبالأخص‭ ‬حين‭ ‬أقرأ‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬سبأ‭.‬
ماذا‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭.. ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك؟
‏‭- ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬هو‭ “‬خلع‭ ‬الأقنعة‭ ‬والمشي‭ ‬تحت‭ ‬المطر‭ ‬بصوت‭ ‬عارٍ‭ ‬من‭ ‬الزيف‭”.‬
والفن‭ ‬للفن‭ ‬لا‭ ‬يقنعني‭!‬
ولوحة‭ ‬الجوكندا‭ ‬لدافنشي‭ ‬لا‭ ‬تهزني‭!‬
كيف‭ ‬تنسج‭ ‬حرارة‭ ‬النار‭ ‬أعمالك‭ ‬الفنية‭ ‬المعبرة؟
‏‭- ‬قال‭ ‬تعالى‭ (‬وَأَلَنَّا‭ ‬لَهُ‭ ‬الْحَدِيدَ‭). ‬وهنا‭ ‬أتذكر‭ ‬أن‭ ‬الحديد‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬النبي‭ ‬داود‭ ‬كالطين‭ ‬المبلول‭ ‬يصرفه‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬كيف‭ ‬يشاء‭.‬
بالعزلة‭ ‬يستعين‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬صلاح‭ ‬قلبه‭.. ‬
فالقلب‭ ‬يُفسِده‭ ‬الزحام
العزلة‭ ‬شرط‭ ‬الإبداع‭ ‬والوحدة‭ ‬هي‭ ‬مدرسة‭ ‬العبقرية،‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طقوس‭ ‬تدفق‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭. ‬
‏‭- ‬هذا‭ ‬صحيح‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬العزلة‭ ‬شرط‭ ‬الإبداع،‭ ‬والوحدة‭ ‬هي‭ ‬مدرسة‭ ‬العبقرية،‭ ‬والمبدعون‭ ‬يمنحون‭ ‬معنى‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬فدائماً‭ ‬ما‭ ‬يوجد‭ ‬لكفاحهم‭ ‬ذاكرة‭.‬
وطقوسي‭ ‬كفنان‭ ‬مشاغب‭ ‬وغير‭ ‬منظم‭ ‬وعلاقتي‭ ‬مع‭ ‬اللوحة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬كعلاقة‭ ‬حبيب‭ ‬بحبيبته‭ ‬علاقة‭ ‬سرية،‭ ‬وألجأ‭ ‬إلى‭ ‬اللوحة‭ ‬أو‭ ‬المجسم‭ ‬الفني‭ ‬كلما‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬أكبر‭ ‬وأصعب‭ ‬مما‭ ‬أتحمله،‭ ‬فأطلق‭ ‬بعناني‭ ‬لممارسة‭ ‬عشقي‭ ‬معه،‭ ‬وأسافر‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬أجنحة‭ ‬اللامعقول‭ ‬واللاممكن،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬تضايقت‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬تركتها‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬العشاق‭ ‬أرجع‭ ‬إليها‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬اشتياق‭ ‬عارم‭ ‬أو‭ ‬جامح،‭ ‬فحالة‭ ‬العشق‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬لديَّ‭ ‬لا‭ ‬تنزل‭ ‬للأرض،‭ ‬ولا‭ ‬تهبط‭ ‬مطارات،‭ ‬إنها‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلكي‭ ‬الخاص،‭ ‬وأدور‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬المجرة‭ ‬نفسها‭ ‬حالة‭ ‬لا‭ ‬يفهمها‭ ‬إلا‭ ‬الملائكة‭ ‬والمبدعون‭ ‬أو‭ ‬الفنانون‭ ‬فقط‭.‬
‏والعزلة‭ ‬تهمة‭ ‬تلاحق‭ ‬صاحبها،‭ ‬وقد‭ ‬يصفونه‭ ‬بالغرور‭ ‬والتكبر‭ ‬وانفصال‭ ‬النخبة‭ ‬عن‭ ‬الشارع‭ ‬العام،‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬أتفق‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬والمبدع‭ ‬إبراهيم‭ ‬الكوني‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬دعوة‭ ‬مفكر‭ ‬لاعتلاء‭ ‬مسرح،‭ ‬فكيف‭ ‬سيزوره‭ ‬الإلهام‭ ‬بين‭ ‬الجماهير؟‭ ‬وبرأيي‭ ‬فسباق‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬تدمر‭ ‬النخبة‭ ‬وتساويها‭ ‬بالعامة‭. ‬وبالعزلة‭ ‬أو‭ ‬الوحدة‭ ‬أحياناً‭ ‬يستعين‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬صلاح‭ ‬قلبه،‭ ‬فالقلب‭ ‬يُفسِدهُ‭ ‬الزحام‭.‬
ما‭ ‬الخامات‭ ‬التي‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬أناملك‭ ‬في‭ ‬النحت؟
‏‭- ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخامات‭ ‬من‭ ‬برونز‭ ‬وحديد‭ ‬وستانليس‭ ‬ستيل‭ ‬وطين‭ ‬ورزين‭ ‬وجبس،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يستوعبه‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكنني‭ ‬أفضل‭ ‬الخامات‭ ‬القوية‭ ‬والصعبة‭ ‬مثل‭ ‬البرونز‭ ‬والستانليس‭ ‬ستيل‭ ‬والحديد‭.‬
من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬دعموا‭ ‬فاطمة‭ ‬الشيباني‭ ‬وكانوا‭ ‬لها‭ ‬سنداً؟
‏‭- ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬منذ‭ ‬بداياتي‭ ‬وأنا‭ ‬أجد‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬ومسؤولي‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وبالأخص‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬والرشيدة،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يحب‭ ‬فاطمة‭ ‬كإنسانة،‭ ‬وليس‭ ‬كفنانة‭ ‬ومبدعة‭ ‬فقط،‭ ‬والدعم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬وإنما‭ ‬بالخليج‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬كافة،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬جدًا‭ ‬بناء‭ ‬اسم‭ ‬لك،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬وبطريقة‭ ‬تراكمية‭.‬
ما‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬إيصالها‭ ‬للمتلقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معرض‭ ‬قصص‭ ‬رويت‭ ‬بالفولاذ؟
‏‭- ‬معرض‭ ‬قصص‭ ‬رويت‭ ‬بالفولاذ‭ ‬يمثل‭ ‬فنانتين‭ ‬متميزتين‭ ‬في‭ ‬مجالهما‭ ‬في‭ ‬الفولاذ‭ ‬أو‭ ‬المعدن،‭ ‬وتم‭ ‬نقل‭ ‬ثقافتهما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬والخليج،‭ ‬وبين‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬تميز‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬واشتهر‭ ‬في‭ ‬مجتمعه‭ ‬ووطنه،‭ ‬وهذا‭ ‬المعرض‭ ‬كان‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأنها‭ ‬متميزة‭ ‬بجميع‭ ‬المجالات‭ ‬وإعطاء‭ ‬واجهة‭ ‬حضارية‭ ‬وثقافية‭ ‬للمرأة‭.‬
كيف‭ ‬ترين‭ ‬تعاونك‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬الألمانية‭ ‬غابرييلا‭ ‬فون‭ ‬هابسبورغ؟
‏‭- ‬كان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬الألمانية‭ ‬غابرييلا‭ ‬فون‭ ‬هابسبورغ،‭ ‬حيث‭ ‬لديها‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬وكان‭ ‬تعاونا‭ ‬مثمرا‭ ‬ورائعا‭ ‬سيثمر‭ ‬تعاونا‭ ‬مستقبليا‭ ‬أكبر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬
ما‭ ‬أكبر‭ ‬مدة‭ ‬استغرقتِها‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬وما‭ ‬هو؟
‏‭- ‬أكبر‭ ‬مدة‭ ‬استغرقت‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمل‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬العاديات،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬9‭ ‬خيول‭ ‬تمثل‭ ‬أسهم‭ ‬العلم‭ ‬القطري‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬19‭ ‬مترا‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬5‭ ‬أمتار‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬البرونز،‭ ‬وأخذ‭ ‬مني‭ ‬فترة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬10‭ ‬أشهر‭ ‬تقريباً،‭ ‬وتم‭ ‬تثبيته‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬وفندق‭ ‬مرسى‭ ‬اريبيا‭ ‬اللؤلؤة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭.‬
المرأة‭ ‬والكرة‭ ‬تمثلان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مجسماتك‭.. ‬فماذا‭ ‬وراء‭ ‬الرمزين؟
‏‭- ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجسم‭ ‬البخنق‭ ‬القطري،‭ ‬وهو‭ ‬لباس‭ ‬قديم‭ ‬تلبسه‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬والخليج‭ ‬قديما،‭ ‬وقد‭ ‬تميزت‭ ‬فيه،‭ ‬وأثناء‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬2022‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬سوفنير‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬22‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تصميم‭ ‬ليمثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬جميعا‭ ‬كقطريين‭ ‬وعرب‭.‬
أنا‭ ‬ناقدة‭ ‬قاسية‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬نفسي‭.. ‬ولولا‭ ‬النقد‭ ‬لما‭ ‬تقدمت‭ ‬وتميزت
ما‭ ‬من‭ ‬فنان‭ ‬مبدع‭ ‬إلا‭ ‬ويكمن‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬ناقد‭ ‬حصيف،‭ ‬فما‭ ‬النقد‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬أعمالك‭ ‬منك؟
‏‭- ‬هذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬ويقولون‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬المديح‭. ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬النقد،‭ ‬لأن‭ ‬النقد‭ ‬البنّاء‭ ‬مثل‭ ‬المطر‭ ‬والغيث‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬يسيراً‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬ليغذي‭ ‬نمو‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدمر‭ ‬جذوره‭! ‬ويقال‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬مبدع‭ ‬ناقد‭ ‬مضمر،‭ ‬ودائماً‭ ‬ما‭ ‬أمارس‭ ‬نقدا‭ ‬لأعمالي‭ ‬بغية‭ ‬الحرص‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬تجويدها‭ ‬وإضافة‭ ‬روح‭ ‬جديدة‭ ‬لها،‭ ‬لذلك‭ ‬أنا‭ ‬ناقدة‭ ‬قاسية‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬ولولا‭ ‬النقد‭ ‬لما‭ ‬تقدمت‭ ‬وتميزت‭.‬
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق