النصف الحلو
أخر الأخبار

جنونها جعلها أعظم مصممي بريطانيا‏ Vivienne Westwood

على الرغم مما وصلت إليه من شهرة وثروة بلغت 40 مليون جنيه إسترليني، إلا أنها لم تترك منزلها الصغير بجنوب لندن، والذي لم يزد إيجاره على 400 جنيه فقط!
“فيفيان ويستوود” مصممة أزياء بريطانية من طراز خاص جداً، ليس فقط في بلادها بل في العالم كله؛ كونها فتحت الباب على مصراعيه لشكل جديد من تصميمات الأزياء الخارجة عن المألوف التي اجتاحت العالم في أواخر السبعينيات، وكسرت كل قوانين الموضة الانجليزية آنذاك، وعرفت في ذلك الوقت بموجة أزياء الـ Punks.
ولم تقتصر موضة البانكس التي اشتهرت “ويستوود” بتصميم أزيائها منذ بداية السبعينيات حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي على الأزياء الغريبة المعتمدة على الأحذية الكبيرة الحجم والتصميمات الغريبة المدون عليها كلمات ذات معان فاحشة مخلة بالآداب، بل أيضا طالت قصات الشعر الأكثر غرابة والمكياج غير المعهود، خصوصاً وسط محبي أغاني وموسيقى البانكس التي انتشرت في ذلك الوقت كانتشار النار في الهشيم.
إذن.. فمن هي تلك المصممة وسيدة الأعمال التي قلبت موازين الموضة في بريطانيا وتحول اسمها ما بين يوم وليلة إلى أهم وأبرز الأسماء في عالم الأزياء والموضة؟

كسرت كل قوانين الموضة الإنجليزية آنذاك بموجة البانكس

ولدت “ويستوود” في عام 1941 بقرية جلوسوب بمقاطعة ديربي البريطانية، وهي مقاطعة صناعية على حد وصف المصممة في وقت لاحق، موضحة أنها نشأت في مدينة لا تعرف المعارض الفنية أو الكتب المتخصصة في الفنون بكل أنواعها، بل إنها لم تكن تملك أي مسرح قد يثري من ثقافة قاطني تلك المقاطعة الكبيرة.
عاشت الفتاة الصغيرة حياة متعبة بسبب ظروف أسرتها الاقتصادية، ما دفعها إلى مغادرة المدينة بحثاً عن العمل والتعليم في نفس الوقت، حيث انتقلت وهي في السابعة عشرة من عمرها إلى لندن عاصمة الموضة والتحقت بمدرسة (هارو) لتعلم فن صياغة الحلي الفضية وأسست تصميم الأزياء، وبالفعل قامت بتصميم الحلى المعدنية وبيعها، وكذلك بعض القطع من الأزياء، ولكنها سرعان ما توقفت عن ذلك بشكل مؤقت بسبب قلة دخلها، وقالت: إن الفن لا يجلب المال للفقراء، وفضلت العمل كمدرسة مع تنمية موهبتها من خلال عمل اسكتشات لما تحلم بتصميمه سواء من ملابس أو حلي.

صممت فستان فرحها الأول بنفسها

في عام 1960 تزوجت “ويستوود” من زوجها الأول “دريك”، حيث صممت فستان فرحها بنفسها” وكانت تهوى التردد على الملاهي الليلية مرتدية أزياء غريبة عرفت بها لاحقا، وقد أثمر هذا الزواج عن إنجاب طفلها الأول “بن”، إلا أنها انفصلت عن زوجها بعد ثلاثة أعوام لم تحقق فيها أيا من أحلامها المهنية.

زوجها الثاني «ماكلارين» غيًر حياتها بالكامل.. وحقِّق أحلامها

خلال فترة بسيطة التقت المصممة المتمردة بالفنان “مالكوم ماكلارين” قبل أن يتحول لمدير لفرقة Sex pistols الغنائية، وتقول ويستوود: إن ماكلارين الذي أنجبت منه ابنها الثاني “جوزيف” غير حياتها بالكامل، حيث علمها كل ما كانت تريد أن تتعلمه، مشيرة إلى انه أعاد إليها حلمها القديم، بل وساعدها على تحقيقه من خلال تشجيعها على تصميم الأزياء ليكونا ثنائياً فريداً حقق من خلال عمله بالفرقة وعملها بالتصميم انتشاراً واسعاً بين الشباب آنذاك، ففي عام 1971 كانت تصمم أزياء البانكس الشبابية وتبيعها من منزلها إلى أن اشترى زوجها “مالكوم” في نهاية السبعينيات متجراً خاصا بوسط لندن ليعرض فيه تصميمات زوجته التي اتسمت بالجنون بسبب استخدامها للخامات الغريبة مع التركيز على الريش والجلود والألوان الغريبة، ولم تكمن وجه الغرابة في التصميمات فقط، بل في ديكور المحل المريب المعروضة فيه بضاعتها، والتي لم تخل من الجماجم السوداء المخيفة التي كانت تجذب الشباب يوما بعد يوم.

«ويستوود» تتحول لأيقونة البانكس في العالم أجمع

في تلك الأثناء كانت موهبة المصممة تزداد وتتعمق وفهمها للحياة يزيد ويزيد معه تمسكها بالحرية التي كانت تعكسها على كل ما يحيط بها، سواء في مجال عملها مصممة للأزياء حتى في التعبير عن أفكارها السياسية وما شابه ذلك.

انفصالهما لم ينه عملهما معًا.. ولكن!

ورغم انفصال الثنائي “ويستوود” و”مالكوم” بعد عدة سنوات من ارتباطهما العاطفي، إلا أنهما استمرا بإدخال موضة البانك بين الشباب إلى أن انفصلا مهنياً بعد فترة وجيزة بسبب طباعه غير المحتملة لتستمر وحدها في استكمال المشوار وحدها، لتتحول إلى أيقونة البانكس الذي انتشر في العالم كله وليس فقط في بريطانيا.
وعلى الرغم من تراجع تلك الموضة بل اختفائها، إلا أن “ويستوود” ما تزال تستخدمها ولكن بروح العصر الحديث كونها تمثل بالنسبة لها (رمز الثورية والانقلاب على كل ما هو معتاد ومعروف لدى مجتمعها).

من المحلية إلى العالمية ورحلة نجاح بلا حدود

لم تتوقف “ويستوود” عند هذا الحد فقط، بل توسعت في أعمالها وقررت أن تتحول إلى علامة تجارية تحمل اسمها، ففي عام 1981 أطلقت المصممة أوّل مجموعة لها ضمن أسبوع لندن للموضة وأسمتها (Pirate)، وقد اعتمدت المصممة على تقديم نمط جديد من التصميمات التي أعادت موضة الكورسيهات التي كانت تستخدم من قبل الحاشية الملكية في القرن الثامن عشر إلى الواجهة، ولكن بشكل يتماشى مع ذلك العصر ومع أفكارها أيضاً.
ولم يكن ذلك هو سبب شهرتها الكبيرة، بل كان لنمط الخياطة المقلمة التي ابتدعتها دوراً كبيراً في لفت الانتباه إلى موهبتها الفذة.
وقد لاقت تلك التشكيلة نجاحاً كبيراً دفعها إلى إطلاق المزيد من التشكيلات النسائية والشبابية المتميزة التي فتحت شهيتها على المشاركة في العديد من عروض الأزياء العالمية الأخرى التي زادت من شهرتها، وهو ما دفعها لافتتاح عدة محلات خاصة بها في عواصم الموضة لندن ونيويورك وهونغ كونغ ومن ثم باريس.
ولم تتوقف طموحات “ويستوود” عند تصميم الأزياء النسائية فقط، حيث قررت المصممة وسيدة الأعمال افتتاح عدد آخر من خطوط الإنتاج الموازية بدأتها في عام 1990 بالملابس الرجالية” ومن ثم الجلود والإكسسوارات والعطور.
وفى عام 1991 حصدت المصممة حصاد سنوات طويلة من العمل الدؤوب، حيث تم اختيارها مصممة العام في بريطانيا، فيما حازت لاحقا على العديد من الجوائز الإبداعية العالمية.

عارضت «ويستوود» رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر من خلال ارتداء أزياء مخصصة لذلك

أزياء.. وأعمال خيرية وسياسة
ولم تتوقف تصميمات “ويستوود” عند حد الجرأة في التصميمات فقط، بل اتخذت من بعض أزيائها وسيلة للتعبير عن أنشطتها الخيرية ومواقفها السياسية المعارضة أيضا، ولا سيما في حقبة رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر التي كانت تعارضها من خلال ارتداء ملابس مخصصة لذلك وأيضا مناهضتها لاتفاقية البريسكت الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من غرابة وجرأة تصميمات “ويستوود” التي تجاوزت السابعة والسبعين من العمر، إلا أن نجاحها ما يزال مستمراً حتى الآن، وإن كانت قد خففت تلك الحدة بعض الشيء بحكم السن كما تقول، وأيضا بسبب انخراطها في إطلاق خطوط إنتاج جديدة، حيث اقتحمت عالم كماليات الحواسيب وتصميم بعض إكسسوارات ومفروشات المنازل، وهو ما جعلها تستحق عن جدارة الحصول على لقب أعظم مصممي بريطانيا.
وكانت “ويستوود” قد تزوجت من مساعدها Andreas Kronthaler الذي يصغرها بـ 25 عاماً، وقالت إن فارق السن لم يمثل أي مشكلة بالنسبة لهما فهما متفقان جداً، وقصة حبهما قد بدأت من النظرة الأولى حسب تصريحات إعلامية لها، مشيرة إلى أنها تعرفت عليه أثناء رحلتها إلى فيينا لإعطاء دروس في فن التصميم.
وقالت إنه كان من أكثر الطلاب موهبة وقدرة على الابتكار، وهو اليوم يساعدني كثيراً في عملي، فهو مصمم مبدع يضع اللمسات الأخيرة على مجموعاتي، ويشرف على التسويق بجدارة.

ناشطة في حماية البيئة والحيوان

عرفت “ويستوود” بكونها ناشطة في مجال حماية البيئة وحماية الحيوان، وأقامت عدة حملات ناجحة لصالح القضايا التي تؤمن بها، كما عارضت اتفاقية البريسكت التي بموجبها خرجت انجلترا من الاتحاد الأوروبي، وكان لها حملات منظمة أقامتها في شوارع لندن.

أشد المعارضين لـ «تاتشر»

كانت “ويستوود” من أشد المعارضين لسياسات رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر، ونشرت صورة لها على غلاف إحدى المجلات وهي تسخر منها مرتدية تايور لها، وقد لاقت الصورة رواجًا غير مسبوق.

40 مليون استرليني وتسكن منزلاً إيجاره 400 جنيه!

كانت سيدة غريبة الأطوار، ليس فقط في ملابسها ولكن في حياتها أيضا، فبالرغم مما وصلت إليه من شهرة وثروة بلغت 40 مليون جنيه استرليني، إلا أنها لم تترك منزلها الصغير بجنوب لندن والذي لم يزد إيجاره عن 400 جنيه فقط، بل كانت تذهب يوميا إلى مقر عملها بدراجتها الصغيرة إلى أن انتقلت لمنزل آخر مع زوجها الأخير الذي نشر بعض الصور الخاصة بمقر إقامتهما شديد التواضع.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق