حكايات من الزمن الأخضرمقالات

حبيبتي يا كويت

وحتى يتحول حبي لأرضي واقعًا حيًّا، فإليكم بعضًا من الأرقام التي ضمتها سجلاتي مرسومة بالحبر الأخضر المميز.

آخر سجل بين يدي الآن لون غلافه أزرق غامق وتواريخ زياراتي الميدانية بدأت من سبتمبر 1988 حتى 3/4/1989، لنبدأ أحبائي موضوعنا بلغة الأرقام ولكم الحكم.

أولا: مدرسة الرميثية «ثانوية البنين» ناظرها الأستاذ الفاضل عبدالله اللقمان، لديه 1000 طالب، بينهم ثمانون من الكويتيين فقط، موزعين بين الأول الى الرابع ثانوية بقسميه الأدبي والعلمي، عندما كان السلم التعليمي واضحا وذا تقسيما عادلا للفئات العمرية.

ثانيا: ثانوية عبدالله العسعوسي تضم 651 طالبا بينهم 14 كويتيا موزعين بين الصفوف.

ثالثا: ثانوية خيطان للبنين عدد طلابها 1150 نسبة الكويتيين 25٪.

رابعا: ثانوية أنس بن مالك، طلابها 964 بينهم 132 كويتيا فقط.

أتوقف لأنتقل بكم إلى نماذج رقمية لبعض مدارس الإناث:

أولا: أم العلاء الانصارية، عدد طالباتها 921 طالبة والكويتيات من الأول الى الرابع ثانوي بقسميه الأدبي والعلمي عددهن 120 طالبة فقط.

ثانيا: باحثة البادية الابتدائية بنات، عددها الكلي 444 تلميذة بينهن ثماني عشرة طفلة كويتية من الأول الى الرابع الابتدائي.

ثالثا: ثانوية الخالدية بنات عدد الطالبات 557 بينهن 86 كويتية.

 

حبيبتي

أعزائي.. تبقى هي حبيبتي بكل مقاييس الحب الصادق، هي التي تفرح قلوبنا وهي التي تؤلمنا لو تألمت، جروحنا من جرحها لو مسها سوء ما أروعها من أم، رعتنا وأعطتنا وعلمتنا، تظل المعطاءة، ونسعى لتضميد جرحها لو جنح البعض أو بعد عن طريق السلامة، عيدها عيد لنا، حبيبتي، أبناؤك كانوا بكل فئات أعمارهم يتغنون ويغنون لك.

لا أدري لماذا تحول اللحن الحنون المثير الى لهو مؤذ؟ ملأ أرضية شوارع الخليج بمياه يصوبها الأطفال والصبية ذكورا وإناثا من مسدسات بلاستيكية بقوة دفع تبلل السيارات والمارة ومن كان داخلها.

تمنيت يومها بل منذ سنوات مضت لو أن أولئك الصغار والصبية والشباب يتغنون بكل حرف من حروف حبيبتي بالأناشيد الوطنية التي تملأ القلوب بالحماس بدلا من الأذى ومن تعرضهم لحوادث الطرق..لباس أولئك من مشتقات العلم، ولكن تعبيرهم بفرحة العيد لا صلة له بالواقع.

حماك الله حبيبتي، وأصلح الله من حاد عن الصواب ويملأ الله قلوب أبنائك بطاعتك وتعود أعيادك ونحن حولك يا درة البلاد.

حبيبتي:

ما أروعك وبقلبك الذي يفيض حنانا بخزائنه التي أكرمها الله بالمال الوفير، فسخرت الكثير منها لأبنائك، ولم تتخط إخوتهم من أبناء الوافدين، فرخصت بالكثير دون تفرقة.

حبيبتي:

لرجالك مواقف زرعت في نفوس جيلنا محبة وتآلفًا، فكان ذلك دافعا لعطاء لا يقاس.

حبيبتي:

كان لتدرجي الوظيفي مكاسب شخصية جمعتها برغبتي فأعانتني أن أسخرها لك، فعندما جاءت ترقيتي مديرة لإدارة التعليم الثانوي بعد أن تخطيت عدة عتبات لمراكز أمدتني بخبرات تربوية أحببتها رغم صعوبات صادفتني، إما مع المسؤولين أو مع أشخاص داخل الميدان، رغم ذلك زادتني ثقة وعلمتني كيف أكتسب الايجابيات وكيف أعالج السلبيات.

حبيبتي:

كلفت بالإشراف على المدارس المسائية التي أمرت أنت بتشغيلها لاستيعاب الطاقات البشرية من أبناء الوافدين بعد أن اكتفت المدارس الصباحية بأعدادها من الطلبة والطالبات، ولعل الأرقام السابقة توضح ما أقصده بالطاقة النهارية.

حبيبتي:

عندما بدأت بزياراتي لتلك المدارس حاملة معي سجلي الشخصي لملاحظاتي كمسؤولة استمدت من السجلات الرسمية للمدرسة معلوماتها وإحصائياتها دخلت مدارس البنين والبنات، لم أجد أي من أبنائك.

حبيبتي:

بين تلك الأعداد الهائلة، فالكل غير كويتي تكلفة أولئك آلاف مؤلّفة، من مبان وما داخلها من مختبرات وطلاب ومدرسين وملاعب، وموجهين ومشرفين من خارج مدارسهم، وكتب ومكتبات ولكل ميزانيته.

حبيبتي:

كم أنت كريمة ورائعة بمواقفك الإنسانية، فأنا واحدة من أبنائك وممن استمتع بالعمل معك ومن أجلك إن كان ذاك صباحا أو مساءً.

حبيبتي:

ملأت قلبي بالكثير من الحب وعلمتني كيف أعطي دون أن أزن ذلك بالمقابل.. أبقى أحبك ويزداد حبي لك حبيبتي الكويت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق