أخبار فنيةفن

رحيل أبو بكر سالم صاحب الحنجرة الذهبية وعاشق الطرب الأصيل

برحيل الفنان اليمني السعودي أبو بكر سالم تفقد الساحة الفنية الخليجية والعربية وجها استثنائيا جسد الانتماء العربي في تنوعه الجغرافي والفني مما جعل صدى أغانيه وأعماله يتردد في جميع  أرجاء العالم العربي، خاصة منطقة الخليج.  رحل وترك قصة من قصص الكفاح التي جعلت منه رمزاً عروبياً وأيقونة خالدة في عالم الفن العربي.

البدايات

نشأ أبو بكر سالم في بيئة مثقفة تقدر العلم والعلماء في مدينة تريم بحضرموت جنوب اليمن، والتي ما زالت تحتفظ بمكانتها العلمية إلى يومنا الحاضر، ثم انتقل إلى مكة وعاش فيها فترة من بدايات عمره ثم عاد إلى تريم من جديد،

أمه كأنها تشعر بأن صوت ابنها سيكون أغلى وألذ من العسل الحضرمي، لذا لم تقف في طريقه أو تتصدى لمحاولاته، وكانت تزهو  به كلما شنّف الأسماع بالأناشيد الصوفية.

مرحلة الشباب

في العشرينيات من عمره كان مولعاً بالأدب والثقافة والإنشاد، لذا عمل معلماً للغة العربية لمدة قاربت 3 أعوام، ولأن الفن يسكنه ويجري منه مجرى الدم، حزم حقائبه واتجه إلى عدن التي تعتبر في الخمسينيات من القرن الماضي، وجهة الفن والفنانين، حيث شهدت البث الحي لثاني إذاعة في الوطن العربي، وذلك في عام 1954 بعد إذاعة القاهرة.

وفي تلك المرحلة أطلق روائعه الغنائية مثل: «24 ساعة» و«متى أنا أشوفك»، والتي كانت من لحنه وكلماته.

وفي مرحلة بيروت قدم تعاونات فنية مثل أغنية «من نظرتك يازين» مع نجاح سلام وأغانٍ  مع هيام يونس، وتعلق بلبنان إنساناً وفناً، وظل يتردد بين بيروت وعدن مروراً بجدة إلى أن قرر أن يضع حداً للرحيل والترحال وأن يبدأ مرحلة فنية جديدة في جدة،

حصل بعدها بفترة على الجنسية السعودية، وقدم عدداً من الأغاني الوطنية من أشهرها «يا بلادي واصلي»، «يا مسافر على الطايف» وتم تسجيلها في بيروت، وبعدها استقر في العاصمة الرياض.

وتميز سالم طوال مشواره بحفاظه على هويته الغنائية وقربه من الجمهور دون أن تأخذه الموجات الفنية المتقلبة كغيره من فناني جيله، لذا يعد من القلة في العالم العربي التي لم تُخضع أصواتها للتجارب تحت أي ظرف من الظروف.

الكرة قبل الطرب

فجّر الشاعر والفنان الكبير أبو بكر سالم، مفاجأةً من العيار الثقيل، خلال الحفل الجماهيري الكبير بمدينة الملك عبد الله الرياضية لمناسبة اليوم الوطني السعودي، عندما أكد أنه كان لاعبًا في صفوف فريق الاتحاد، قبل أن يتجه بكامل تركيزه للطرب والفن.. وهو ما لاقى ترحيبًا واسعًا من قبل الجماهير.

مرضه

عانى الفنان أبو بكر سالم بلفقيه من مشاكل صحية في الـ10 أعوام الأخيرة، على إثرها أجرى عملية قلب مفتوح في ألمانيا، ثم أدخل إحدى المصحات لفترة امتدت لأشهر، وكان قد رقد لفترات متقطعة في مستشفى الملك فيصل بالرياض لإجراء فحوص طبية.

وكان آخر ظهور عام له خلال حفل أقيم في جدة خلال سبتمبر بمناسبة اليوم الوطني السعودي، حيث أطل من فوق كرسي متحرك، وتم تكريمه ومنحه درعا، بصفته رمزا وطنيا فنيا. كما حصل سالم خلال مسيرته الفنية على العديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات، وكان آخر أعمال سالم  بعنوان «يا بلادي واصلي» في سبتمبر الماضي.

وداعاً أبو بكر سالم  فقد عزفت الحزن على أوتار القلوب، ولا يزال صوتك حياً يسري بعنفوانه في مسامعنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق