دارت الاياممقالات

رمز ثقافي متميز انطلق من الكويت

رمز ثقافي متميز انطلق من الكويت

قبل 59 عاما وتحديدا في ديسمبر عام 1958 انطلق من الكويت رمز ثقافي عربي متميز.. بدأ عملاقا.. احتضنته الكويت ورعته فاستمر متطورا ناميا، وجسد مفهوما جديدا للمجلة الثقافية، فكانت مجلة «العربي».

 

ودارت الأيام..

اختارت الكويت «باشا» مصريا ليكون أول رئيس تحرير لمجلة العربي.. ويمكن تصنيفه على اعتبار أنه المؤسس للمجلة.. إنه الأستاذ الدكتور أحمد باشا زكي،

من مدينة السويس بمصر، ومن الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد زكي غاص حتى الأعماق في علوم الكيمياء، حمل حقيبة وزارية في مصر قبل أن تختاره الكويت ليؤسس «العربي».

ويجمع النقاد والمؤرخون على أن د.أحمد زكي أحد أعلام النهضة الأدبية العربية الحديثة.. تميز أحمد زكي بمنهجه وأسلوبه الذي يجمع بين روعة الأدب، ودقة العلم.

أصدر العديد من الكتب، ويأتي في مقدمة كتبه من حيث الأهمية كتابان: الكتاب الأول بعنوان «مع الله في السماء» والثاني بعنوان «مع الله في الأرض».

واستمر الدكتور أحمد زكي في رئاسة تحرير العربي حتى انتقاله الى رحاب الله عام 1975.

 

اختارت الكويت خليفة للأستاذ الدكتور أحمد زكي، فكان اختيارها للكاتب الكبير الصحافي المصري أحمد بهاء الدين، وبهاء الدين أسس مجلة «صباح الخير».. اختار لها شعار «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»،

ثم تولى رئاسة مجلس الإدارة ورئيس تحرير دار الهلال والأهرام، وأخيرا اختارته الكويت ليرأس تحرير مجلة «العربي» في الفترة ما بين 1976 و1982.

وجدير بالذكر أن أحمد بهاء الدين هاجم بقسوة «سياسة الانفتاح التي انتهجها الرئيس السادات، وأطلق عليها وصف سياسة السداح مداح»!

 

عقب أحمد بهاء الدين تولى رئاسة تحرير مجلة العربي الدكتور محمد غانم الرميحي في الفترة من 1982 الى 1999، والدكتور الرميحي أستاذ بجامعة الكويت، وكان عنوان رسالة الدكتوراه التي حصل عليها

«التغير السياسي والاجتماعي في البحرين».

ترأس الرميحي رئاسة تحرير العربي لمدة 17 سنة، وفي أثناء الغزو الصدامي الصادم ترأس تحرير جريدة «جون الكويت»،

ثم تولى مسؤولية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة من 1998 حتى 2003 ورئيس تحرير مجلة «حوار العرب» التي تصدر عن مؤسسة الفكر العربي – بيروت، وتولى مسؤولية «مستشار مركز عبدالعزيز البابطين».

حصل الرميحي على جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة العويس للثقافة في دبي، ودرجة فارس في الثقافة من فرنسا.

 

بعد الرميحي تولى رئاسة تحرير «العربي» الدكتور سليمان إبراهيم العسكري وهو أيضا أستاذ في جامعة الكويت في الفترة من 1972 حتى عام 1978.

حصل على درجة الماجستير من مصر وعلى درجة الدكتوراه في «تاريخ الخليج والجزيرة العربية» من بريطانيا.

أشرف على سلسلة «عالم المعرفة» وسلسلة المسرح العربي العالمية،

وترأس تحرير مجلة «عالم الفكر»، وأصدر «العربي الصغير» وملحق «العربي العلمي» عام 2005 ومجلة «العربي العلمي» 2011.

 

تولى مسؤولية رئاسة تحرير مجلة «العربي» بعد د.سليمان العسكري الدكتور عادل سالم العبدالجادر أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الكويت، وذلك منذ 2013، ومايزال حتى الآن رئيس التحرير الخامس لمجلة «العربي».

وضع الدكتور عادل العبدالجادر شعارا لهذه المرحلة يتلخص في «ثقافة التسامح والسلام» والتواصل الخلاق مع الثقافة الإنسانية.

 

ودارت الأيام..

في ديسمبر 2017 أتمت مجلة «العربي» عامها التاسع والخمسين لتبدأ في يناير 2018 عامها الستين.

وبقيت مجلة «العربي» مجلة يحررها كل العرب ليقرأها كل العرب على امتداد الوطن العربي.

ومن كبار الكتاب والمفكرين الذين استضافتهم مجلة العربي:

د.طه حسين وعباس محمود العقاد، ونجيب محفوظ، ونزار قباني، ود.يوسف إدريس، والشاعر صلاح عبدالصبور، ود.جابر عصفور، والمرحوم بإذن الله الشاعر الأديب فاروق شوشة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق