تحقيقات
أخر الأخبار

سوزان‭ ‬رمسيس‭: ‬ رحلة‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا‭ ‬بدأت‭ ‬بأولاد‭ ‬وبنات‭ ‬اشترى‭ ‬لهم‭ ‬الألوان‭ ‬والأنوال

كان‭ ‬الفنان‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا‭ ‬واصف‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬ممن‭ ‬تخرجوا‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس،‭ ‬ثم‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬العمارة‭ ‬وتاريخ‭ ‬الفن‭ ‬بكلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬القرية‭ ‬المصرية‭ ‬عامرة‭ ‬بالفن‭ ‬والفنانين‭ ‬بما‭ ‬يحملونه‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬وتاريخ‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭ ‬لم‭ ‬يعكر‭ ‬صفوها‭ ‬ضجيج‭ ‬المدن،‭ ‬فاختار‭ ‬قرية‭ ‬‮«‬الحرانية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬أهرامات‭ ‬الجيزة،‭ ‬إحدى‭ ‬عجائب‭ ‬الدنيا،‭ ‬والتي‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬الفنان‭ ‬المصري‭ ‬القديم‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬فقرر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البداية‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬البساطة‭ ‬والفطرة‭ ‬السليمة‭.. ‬هكذا‭ ‬وصفته‭ ‬ابنته‭ ‬سوزان‭ ‬رمسيس‭.. ‬فكيف‭ ‬كانت‭ ‬البداية؟‭ ‬وكيف‭ ‬وصلت‭ ‬الفكرة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬والإبداع؟
أشارت‭ ‬سوزان‭ ‬رمسيس‭ ‬نجلة‭ ‬الفنان‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا‭ ‬واصف‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬رحلته‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الأولاد‭ ‬والبنات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شيد‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬الغرفة،‭ ‬واشترى‭ ‬لهم‭ ‬الأنوال‭ ‬والخيوط‭ ‬الملونة،‭ ‬جلس‭ ‬معهم،‭ ‬علمهم‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬البدايات،‭ ‬ثم‭ ‬تركهم‭ ‬يبدعون،‭ ‬لتتحول‭ ‬تلك‭ ‬الغرفة‭ ‬إلى‭ ‬صرح‭ ‬فني‭ ‬يشار‭ ‬إليه‭ ‬بالبنان‭ ‬يقصده‭ ‬طلاب‭ ‬الفنون‭ ‬والتربية‭ ‬الفنية‭ ‬والفنون‭ ‬التطبيقية‭ ‬من‭ ‬الأنحاء‭ ‬كلها،‭ ‬حتى‭ ‬ذاع‭ ‬صيت‭ ‬المركز‭ ‬عالميا،‭ ‬فشارك‭ ‬أبناء‭ ‬المركز‭ ‬بأعمالهم‭ ‬وبما‭ ‬نسجوه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬وحصدوا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬الحرانية‭ ‬ومركز‭ ‬رمسيس،‭ ‬ويصا‭ ‬مقصدا‭ ‬للفنانين‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬المركز‭ ‬احترم‭ ‬فنانيه‭ ‬منذ‭ ‬نشأته،‭ ‬فكان‭ ‬يمنحهم‭ ‬المكافآت‭ ‬تشجيعا‭ ‬لهم‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إبداعات‭ ‬الحرانية‭ ‬للعالمية،‭ ‬فكانت‭ ‬البداية‭ ‬مع‭ ‬الملحق‭ ‬الثقافي‭ ‬السويسري‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬الذي‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬معرضا‭ ‬للمركز‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بال‭ ‬السويسرية‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وطلب‭ ‬مسؤولو‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتاحف‭ ‬الأوروبية‭ ‬عرض‭ ‬منتجات‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬صالاتهم‭.‬
وأضافت‭ ‬ويصا‭ ‬أنها‭ ‬نشأت‭ ‬وسط‭ ‬عائلة‭ ‬تعشق‭ ‬فنون‭ ‬النسيج،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬والدتها‭ ‬ضمن‭ ‬فنانات‭ ‬المركز‭ ‬المتميزات،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الغزل‭ ‬على‭ ‬النول‭ ‬يعلم‭ ‬الصبر،‭ ‬مما‭ ‬دفعه‭ ‬لأن‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬منذ‭ ‬صغرهم،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الشباب‭ ‬منشغلين‭ ‬بدخول‭ ‬الميكنة‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬الصبر‭ ‬مثل‭ ‬الصغار‭ ‬ممن‭ ‬حرمتهم‭ ‬ظروفهم‭ ‬تارة،‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬خاصة‭ ‬الفتيات،‭ ‬فقرروا‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬حرفة‭ ‬فنية‭ ‬يعبرون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم،‭ ‬ويعيشون‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬للمركز‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تخريج‭ ‬مئات‭ ‬الفنانين‭. ‬
واللافت‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬المركز‭ ‬لا‭ ‬يغادرونه‭ ‬ولا‭ ‬يتركونه‭ ‬أبدا‭ ‬ضمن‭ ‬هؤلاء‭ ‬ممن‭ ‬التقيناهم‭ ‬في‭ ‬جولة‭ “‬أسرتي‭” ‬داخل‭ ‬المركز‭:‬

ماء‭ ‬وخضرة‭ ‬ووجه‭ ‬حسن
البداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬لطفية‭ ‬شعبان‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬69‭ ‬عاما‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬انضمت‭ ‬للمركز‭ ‬منذ‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬تقول‭: ‬جئت‭ ‬هنا‭ ‬مع‭ ‬ابن‭ ‬خالتي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬بالمركز،‭ ‬أحببت‭ ‬المكان‭ ‬وتعلقت‭ ‬به،‭ ‬تعلمت‭ ‬واجتهدت‭ ‬فتميزت،‭ ‬تقول‭: ‬بفضل‭ ‬تشجيع‭ ‬الفنان‭ ‬رمسيس‭ ‬لي‭ ‬كنت‭ ‬أبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدي،‭ ‬أواصل‭ ‬العمل‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬الريفية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬لوحاتي‭ ‬خضرة‭ ‬وماء‭ ‬ووجه‭ ‬حسن‭. ‬المركز‭ ‬أعطانا‭ ‬الأمان‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬معها‭ ‬مفتاح‭ ‬غرفتها‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حياتها‭ ‬بيتها‭ ‬الثاني،‭ ‬أقضي‭ ‬معظم‭ ‬وقتي‭ ‬بالمركز،‭ ‬واعتبرها‭ ‬من‭ ‬أسعد‭ ‬أوقات‭ ‬حياتي‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬أتجول‭ ‬مع‭ ‬المهندسة‭ ‬سوزان‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬المركز‭ ‬نسمع‭ ‬أصوات‭ ‬الطيور‭ ‬ونستوحي‭ ‬أفكارنا‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭.‬
محروس‭ ‬عبده‭: ‬
الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬معندوش‭ ‬صبر‭ ‬ولو‭ ‬عاد‭ ‬بي‭ ‬الزمن‭ ‬لاخترت‭ ‬العم‭ ‬رمسيس

وأما‭ ‬العم‭ ‬محروس‭ ‬عبده‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬58‭ ‬عاما،‭ ‬منها‭ ‬49‭ ‬عاما‭ ‬قضاها‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬المركز‭ ‬يقول‭: ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬مرتاح‭ ‬نفسيا‭ ‬وماديا،‭ ‬ولا‭ ‬ينقصني‭ ‬شيء،‭ ‬مهنة‭ ‬غزل‭ ‬النسيج‭ ‬اليدوي‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬الصبر،‭ ‬أقضي‭ ‬بالمركز‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬تتجاوز‭ ‬أحياناً‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬متواصلة‭ ‬لإنجاز‭ ‬لوحة‭ ‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬يقول‭: ‬فرحتي‭ ‬الكبيرة‭ ‬عندما‭ ‬انتهى‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬اللوحة،‭ ‬وأسمع‭ ‬كلمة‭ ‬ثناء‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬سوزان‭. ‬وأما‭ ‬عن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬فأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ “‬ماعندهمش‭ ‬صبر‭ ‬وعاوزين‭ ‬كل‭ ‬حاجة‭ ‬بسرعة،‭ ‬وده‭ ‬ماينفعش‭ ‬في‭ ‬مهنتنا‭”.‬

تحية‭ ‬إبراهيم‭: ‬
لوحاتي‭ ‬وصلت‭ ‬للعالمية‭ ‬ولن‭ ‬أتخلى‭ ‬عن‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضل‭ ‬عليّ

فيكتوريا‭ ‬وألبرت‭ ‬بلندن‭ ‬ومتحف‭ ‬الحضارة‭ ‬بفرنسا
وأما‭ ‬تحية‭ ‬إبراهيم‭ ‬إحدى‭ ‬فنانات‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول،‭ ‬فتقول‭: ‬وصلت‭ ‬للمركز‭ ‬وعمري‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬عماتي‭ ‬وأولاد‭ ‬عمي،‭ ‬كنت‭ ‬أجلس‭ ‬معهم‭ ‬يوميا‭ ‬أستمع‭ ‬وأشاهد‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬العمل،‭ ‬وأنتجت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭ ‬الفنية،‭ ‬ولي‭ ‬الشرف‭ ‬أن‭ ‬لي‭ ‬لوحة‭ ‬بمتحف‭ ‬فيكتوريا‭ ‬وألبرت‭ ‬بلندن‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2012‭ ‬ولوحة‭ ‬تانية‭ ‬بمتحف‭ ‬الحضارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬2017،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬بفضل‭ ‬المركز‭ ‬وما‭ ‬تعلمته‭ ‬فيه،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬العروض‭ ‬والمغريات،‭ ‬وأما‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬المنسوجات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بها،‭ ‬فقالت‭: ‬إن‭ ‬اللوحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نسيج‭ ‬الصوف،‭ ‬وينفذ‭ ‬على‭ ‬أنوال‭ ‬رأسية،‭ ‬وأما‭ ‬نسيج‭ ‬القطن،‭ ‬فيتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬أنوال‭ ‬أفقية،‭ ‬وأن‭ ‬الوقت‭ ‬المستغرق‭ ‬لإنتاج‭ ‬اللوحة‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬العام‭ ‬وعدة‭ ‬شهور‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭.‬

إكرام‭ ‬نصحي‭: ‬
مع‭ ‬شريكة‭ ‬حياتي‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المسيرة‭ ‬وفتح‭ ‬المركز‭ ‬لرواده

وأما‭ ‬مدير‭ ‬المركز‭ ‬إكرام‭ ‬نصحي،‭ ‬فيقول‭: ‬والدي‭ ‬كان‭ ‬صديقاً‭ ‬شخصياً‭ ‬للفنان‭ ‬رمسيس،‭ ‬وكان‭ ‬يصطحبني‭ ‬للمركز‭ ‬الذي‭ ‬تعرفت‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬شريكة‭ ‬حياتي‭ ‬سوزان‭ ‬رمسيس،‭ ‬واستمرت‭ ‬المسيرة‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬أبناء‭ ‬القرية‭ ‬وفتح‭ ‬المركز‭ ‬لرواد‭ ‬الفن،‭ ‬كما‭ ‬أوصى‭ ‬الفنان‭ ‬رمسيس،‭ ‬وعن‭ ‬وضع‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬السياحية‭ ‬لمصر،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يتمنى‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يزور‭ ‬مصر‭ ‬يتذوق‭ ‬هذا‭ ‬الفن،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬يتذوق‭ ‬الفن،‭ ‬ويعرف‭ ‬قيمته‭ ‬فأهلا‭ ‬به‭ ‬وسهلا‭.‬
ويقول‭ ‬المركز‭ ‬عامر‭ ‬بفنانيه‭ ‬ممن‭ ‬تتلمذوا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المؤسس‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا،‭ ‬ونفخر‭ ‬بأن‭ ‬لدينا‭ ‬تحية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬ولها‭ ‬لوحة‭ ‬بمتحف‭ ‬لندن،‭ ‬وأخرى‭ ‬بباريس‭ ‬عليها‭ ‬توقيعها‭ ‬الشخصي،‭ ‬واسم‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬له‭ ‬بحرفين‭ ‬W W‭.‬
كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬منا‭ ‬قدرة‭ ‬إبداعية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتلاشى‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬صقلها‭ ‬وتنميتها‭.‬

نجلاء‭ ‬فاروق‭: ‬
نحن‭ ‬مغرمون‭ ‬بالنسيج‭ ‬
ولا‭ ‬يشغلنا‭ ‬الإنترنت‭ ‬
أو‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي

الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والصبر
وأما‭ ‬نجلاء‭ ‬فاروق‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬المركز،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬والدتها،‭ ‬تقول‭: ‬تعلمت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬ماما‭ ‬سوزان‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والصبر،‭ ‬والكل‭ ‬هنا‭ ‬متعلق‭ ‬بالمركز‭ ‬وبمن‭ ‬فيه،‭ ‬ونأتي‭ ‬ونعمل‭ ‬ونحن‭ ‬سعداء‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬بالنسيج‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولا‭ ‬يشغلهم‭ ‬الإنترنت‭ ‬ولا‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

أجمل‭ ‬لحظات‭ ‬حياتي
وأما‭ ‬نجاح‭ ‬السيد‭ ‬فتقول‭: ‬جئت‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬سنة‭ ‬1990‭ ‬وعمري‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬ارتبطت‭ ‬بالمكان،‭ ‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬بالغربة،‭ ‬اكتشفت‭ ‬سوزان‭ ‬موهبتي‭ ‬وأن‭ ‬لديّ‭ ‬الحس‭ ‬الإبداعي‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السجاد‭ ‬اليدوي،‭ ‬ورغم‭ ‬الجلوس‭ ‬أمام‭ ‬النول‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬فإن‭ ‬أجمل‭ ‬أوقاتي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أقضيها‭ ‬بالمركز،‭ ‬فهو‭ ‬أحسن‭ ‬حاجة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬سنتيمتر‭ ‬أغزله‭ ‬أتعلم‭ ‬منه،‭ ‬فالتعليم‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصنعة‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا،‭ ‬إبداع‭ ‬جميل،‭ ‬وفن‭ ‬صادق،‭ “‬كل‭ ‬حد‭ ‬يزور‭ ‬المركز‭ ‬يشعر‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تملأ‭ ‬المكان‭”.‬

علي‭ ‬إبراهيم‭: ‬
الفن‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بمال‭ ‬وكل‭ ‬لوحة‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬صانعها

وأما‭ ‬العم‭ ‬علي‭ ‬إبراهيم،‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬72‭ ‬عاما،‭ ‬فيقول‭: ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬63‭ ‬عاما‭ ‬وعمري‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬ضمن‭ ‬أطفال‭ ‬القرية‭ ‬ممن‭ ‬انضموا‭ ‬للمركز،‭ ‬وبسؤاله‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬بك‭ ‬الزمان‭ ‬ماذا‭ ‬كنت‭ ‬ستفعل،‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬سيختار‭ ‬العمل‭ ‬نفسه‭ ‬ضمن‭ ‬أسرة‭ ‬مركز‭ ‬رمسيس‭ ‬ويصا‭ ‬قائلا‭: “‬دي‭ ‬عشرة‭ ‬عمر‭ ‬وكل‭ ‬سجادة‭ ‬هنا،‭ ‬وكل‭ ‬شبر‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬له‭ ‬قصص‭ ‬وذكريات‭”‬،‭ ‬ويروي‭ ‬لنا‭ ‬عما‭ ‬نسجه‭ ‬بخيوطه‭ ‬عن‭ ‬إخناتون‭ ‬أحد‭ ‬ملوك‭ ‬الفراعنة،‭ ‬وأخرى‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬القديم،‭ ‬وتعاقب‭ ‬الليل‭ ‬والنهار،‭ ‬ويروي‭ ‬العم‭ ‬علي‭ ‬ذكرياته‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬الأقصر‭ ‬وأسوان،‭ ‬والتي‭ ‬استغرقت‭ ‬أسبوعين‭ ‬والتي‭ ‬انطبعت‭ ‬في‭ ‬ذاكرته،‭ ‬وعاد‭ ‬للمركز‭ ‬ليسجل‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬استغرقت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬السنة،‭ ‬ويقول‭: “‬أنا‭ ‬من‭ ‬الحرانية‭ ‬ولم‭ ‬أخرج‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬سفراتي‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬سوزان‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1972‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬هو‭ ‬بيتي‭ ‬الأول،‭ ‬وهذه‭ ‬مهنتي‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬يومي‭ ‬هنا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الثامنة‭ ‬صباحا،‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬عصرا،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والإنترنت،‭ ‬كل‭ ‬حياتي‭ ‬عمل‭ ‬وفن‭ ‬وإبداع،‭ ‬أنا‭ ‬وزملائي‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭”.‬
وأما‭ ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬اللوحات،‭ ‬فقال‭: “‬إن‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بمال‭ ‬الدنيا‭ ‬كله،‭ ‬وبعض‭ ‬اللوحات‭ ‬تتخطى‭ ‬قيمتها‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬وفور‭ ‬انتهاء‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬يتم‭ ‬تقييمه‭ ‬ماديا،‭ ‬ويتقاضى‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬أجره‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬لبيع‭ ‬القطعة‭”.‬

‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان
مجدي‭ ‬فؤاد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق