فن
أخر الأخبار

صدر عددها الأول في 28 مارس 1932 مجلة «الكواكب» أول شاهدة على معارك وقضايا الفن

حينما تقترب من مؤسسة دار الهلال تستنشق عبق التاريخ وأنت تتأمل فخامة مبناها الذي صممه المهندس الإيطالي ألبيرت زنانيري وسط أيقونات معمارية وتعليمية وتنويرية، وعندما تدخل إلى المبنى تجد في استقبالك التماثيل الأربعة التي تقف بثبات على جانبي الدرج وتجسد كل منها امرأة ترفع يدها اليمنى حاملة مشعلاً يرمز إلى الاستنارة والحرية، في حين يطل بورتريه مميز نُحت لمؤسس الدار جورجي زيدان الذي أصدر أول أعداد مجلة (الهلال) في سبتمبر عام 1892 وتعتبر أقدم مجلة ثقافية في العالم العربي منتظمة الصدور لتتوالى إصدارات ومطبوعات دار الهلال التي تحافظ على صدورها رغم الأزمات المالية التي تعرضت لها طوال تاريخها مثل مجلة “حواء” و”المصور” و”طبيبك الخاص”، وكذلك مجلة “الكواكب” التي نجحت منذ عددها الأول عام 1932 أن تحتل مكاناً متميزاً بين كل المجلات الفنية في تلك الفترة من حيث المضمون والشكل، وفي هذا التحقيق نتناول بعض جوانب تاريخ هذه المجلة العريقة:

مجلة “الكواكب” إحدى أشهر المجلات الفنية الموجودة في مصر صدر عددها الأول في 28 مارس عام 1932 وكان ثمنها عندما طرحت في الأسواق للمرة الأولى فقط (5 مليمات) اهتمت في أعدادها الأولى بنشر ملخصات لأفلام الأسبوع ومقالات لنجوم السينما، إضافة إلى أخبار الأفلام التي يجرى تصويرها واستطاعت “الكواكب” أن تظل على الساحة بنفس النجاح الذي حققته منذ عددها الأول.

موضوعات متنوعة
قدمت “الكواكب” عبر تاريخها الطويل مئات وربما آلاف القضايا والموضوعات التي تطرقت إلى نجوم الفن منذ انطلاقتها في عام 1932 وحمل غلافها الأول صورة للفنانة نادرة، كما تناولت موضوعات عن أفلام مثل: “أولاد الذوات” و”كفري عن خطيئتك” و”الضحايا” و”أنشودة الفؤاد” لنجوم ذلك الزمان: عزيزة أمير وبهيجة حافظ والمطربة نادرة وأمينة رزق ويوسف وهبي وزكي رستم وفاطمة رشدي كما تطرقت الى حياتهم الخاصة عبر باب في المرأة و”بيوت النجوم” كما اهتمت “الكواكب” بمتابعة أخبار وموضوعات عن نجوم هوليوود مثل جاريتا جاربو وكلارك جيبل وغيرهما ونشرت في باب “عالم المسرح” أخبار الفرق المسرحية ومسابقات وإعلانات طريفة عن الفرق التمثيلية.

قضايا فنية
ومن القضايا التي أثارتها “الكواكب” على مدار تاريخها صراع زكي طليمات لإنشاء معهد التمثيل والتحاق الفتيات للدراسة به، وقد احتفت المجلة بالفنانة زوزو حمدي الحكيم أول من تخرجت في المعهد وتصدرت صورتها أحد أعدادها، وكذلك ما أثير في عدد “الكواكب” الصادر في 21 أغسطس 2012 حول عدم تحلل جسد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ورأي أهل الدين والعلم في ذلك.

معركة منيرة المهدية
استعانت منيرة المهدية بعدد من فتوات عماد الدين الذين تستخدمهم لتأديب من يتطاول عليها وعلى فنها بعدما هاجمها الناقد المسرحي عبد المجيد حلمي وطالبها بالاعتزال أو تطوير نفسها هجم الفتوات على حلمي وصحبه وهو جالس بأحد مقاهي شارع عماد الدين واستطاع عبد المجيد وأصدقاؤه الهرب بعد أن تحول المقهى إلى حطام وعرف عبد المجيد حلمي بأنه هو المقصود من هذا الهجوم فازداد عناداً وشن حملة واسعة على منيرة المهدية استمرت لمدة شهرين حتى انها أثرت على إيرادات شباك التذاكر لسلطانة الطرب ورأت منيرة المهدية بعد تأثير هذه الحملة عليها أنه لا سبيل لها إلا الصلح ومخاطبة ود الناقد الفني وأن تعتذر له فدعت عددا من الصحافيين والكتاب والفنانين في بيتها وعقدت جلسة صلح بينها وبين عبد المجيد حلمي، ولكن هذه المعركة تركت أثرها خلال هذه الفترة في الوسط الفني وأوعزت لبعض أصحاب الفرق باستخدام الفتوات والبلطجية لتأديب كل ناقد تسول له نفسه أن يهاجم صاحب الفرقة أو ما تقدمه من روايات.

رؤساء تحرير الكواكب
في الفترة ما بين سنة 1932 و1949 لم يعين جورجي زيدان مؤسس دار الهلال رئيس تحرير لمجلة الكواكب، حيث كان إميل وشكري زيدان ابنا جورجي زيدان يقومان بالإشراف على إصدارات الدار، لكن منذ العام 1949 تولى فهيم نجيب رئاسة تحريرها ليصبح أول رئيس لتحرير “الكواكب” وتوالى رؤساء تحريرها مجدي فهمي 1959، سعد الدين توفيق 1962، رجاء النقاش 1966، راجي عنايت 1970، كمال النجمي 1971، حسن إمام عمر 1981، حسن شاه 1984 رجاء النقاش مرة أخرى 1992، محمود سعد 2002 (استقال عام 2006)، فوزي إبراهيم 2006 – أكتوبر 2011، هشام الصواف أكتوبر 2011 – أغسطس 2012، أشرف غريب أغسطس 2012 -2016، محمد المكاوي من 2016-2020، سمر الدسوقي من 2020 حتى الآن.
لتظل “الكواكب” واحدة من أهم المجلات الفنية في الوطن العربي التي عاصرت معظم نجوم السينما والمسرح وتطرقت الى حياتهم الخاصة والفنية في موضوعات شائقة وجذابة بالرغم من ضعف إمكانات الطباعة والإخراج الفني في ذلك الزمان.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق