تحقيقات

عاكف سلامة.. أمل جديد للصم والبكم وأطفال التوحد

جيش من المشاعر ممزوجة بعبرات من الفرح والأمل.. أصوات تسمع وكلمات تصدر لأول مرة على لسان من عجز عن السمع والكلام.. فرحة عارمة تجتاح قلوب عانت سنوات.

وعلى الرغم من الاهتمام بالصم والبكم وأطفال التوحد في العالم أجمع، إلا أن العلم لم يتوصل على مدى سنوات لحلول تخترق جدار الصمت.

اليوم ومع التطور التكنولوجي الهائل توصل الخبير العالمي للسمع والكلام عاكف سلامة إلى تقنية جديدة تم تسجيلها في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (wipo) بالنمسا منذ عام 2008. وكان لنا معه هذا اللقاء:

 

تقنية حديثة أحدثت ثورة في عالم ذوي الاحتياجات الخاصة

 

في لقاء حصري لمجلة «أسرتي» قال عاكف سلامة: في القرن الحادي والعشرين من حق الإنسان أن يكون بؤرة اهتمام العلماء ونقطة انطلاق للأبحاث والابتكارات العلمية التي تخدم احتياجاته،

وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل لابد من تطويع كل الإمكانات التكنولوجيه والعقلية المتاحة لخدمة البشرية.

وأضاف: لقد تمكنا من تسجيل براءة الاختراع وعملنا على إعادة السمع والكلام باستخدام نظم وبرمجيات الحاسبات الصوتية غير الطبية التي تعمل

بالتردد الصوتي للالكترون البوزيتروني بعد تحليل التردد الصوتي الصادر من الطفل وتعديله لمنظومة التردد الصوتي الذي يسمح بإعادة تنشيط القوقعة البشرية وعصب السمع ومراكز السمع والكلام في المخ بطريقة آمنة باستخدام أجهزة الكمبيوتر،

واستطعنا بحمد الله تنفيذ العديد من الحالات وتحويلها للسمع والكلام المتزن، ونحن الآن بصدد تقديم الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم.

 

يجمع العالم على عدم وجود علاج للتوحد في ظل تزايد الحالات المصابة به في الفترة الأخيرة.. فهل تمكنتم من تحويل طفل التوحد إلى طفل طبيعي؟

– ليس هناك إحصائية دقيقة للأطفال المصابين بالتوحد نظرا للحساسية الزائدة لدى المجتمع تجاه مصطلح التوحد المتعارف عليه بالرغم من سهولة تصحيح الحالات عند التشخيص الدقيق لقصور التردد الصوتي للخلايا ومراكز السمع والكلام والانتباه والتركيز والإدراك.. وقد تمكنا من إعادة السمع والكلام المتزن للعديد من الحالات المصابة بالتوحد.

وأضاف:

التوحد عبارة عن خلل في استيعاب المعلومات والتفاعل والتواصل ناتج عن خلل في خلايا السمع والإبصار والإحساس بتشتيت التردد الصوتي، فعندما يقل عن 16 هرتز لا يسمع أو يدرك أو ينتبه، أو بتكثيف التردد الصوتي،

فعندما يرتفع عن 16 ألف هرتز يسمع الصوت المنخفض كصراخ فيصرخ، ويشعر باللمسه كألم، ويرى الصوره قريبة مختلة مخيفة خاصة التي لم يألفها، فيتم معالجة الخلل بقياس الانحرافات وتصميم برنامج للتردد الصوتي بالالكترون البوزيتروني باستخدام أجهزة الكمبيوتر لإعادة التوازن للخلايا فيسمع ويتكلم بفهم وإدراك وانتباه واتزان.

 

وماذا عن الصمم والبكم؟

– الصمم والبكم قصور ناتج عن ضمور في خلايا القوقعة أو عصب السمع أو مراكز السمع والكلام.

وفي العالم أجمع يتم التعامل مع الصمم والبكم والتوحد بشكل خارجي من خلال لغة الإشارة أو زراعة القوقعة، وما نقدمه اليوم إنما هو إعادة تنشيط للقوقعة والعصب ومراكز السمع والكلام بالتردد الصوتي المعدل للأصم بالالكترون البوزيتروني لأجهزة الكمبيوتر.

 

عندما نكون أمام تقنية مصنفة رقم واحد على مستوى العالم في رفع مستوى السمع وإعادة النطق للأصم والأبكم.. فما هدفك؟

– إذا كان تحركي يشمل كل الأمور بما تتضمنه من الحصول على التمويل المادي الكافي لاستمرار البحث العلمي الذي بدأناه منذ عام 2001 للوصل لأسرع تقنية لتحويل العديد من حالات الصم والبكم في نفس التوقيت، فإن المظلة الرئيسية لهذا التحرك تتمثل في الفرحة التي تظهرعلى شفتي كل أم عندما تسمع لأول مرة كلمة ماما من ابنها أو ابنتها الصغيرة.

هذا الأمر هو المحصلة النهائية لأي تطور تكنولوجي سواء أكان يشمل السرعة في الأداء أو النتيجة الأعلى أو الأفضل أو تطوير وتطويع الأجهزة، بحيث تكون مقنعة للأهل ومريحة لهم وتقلل عليهم الإجهاد أو الخوف والقلق من ان تكون لهذه الأجهزة آثار سلبية.

وأضاف: التطويع والتطوير التكنولوجي للأجهزة تم تحويلها مرحليا إلى أن وصلت لأجهزة لاب توب وهيد فون يستخدمها الطفل في بيته، هذا وإذا كان يبلغ قمة الحدث، لكن في النهاية ما يفوقه الفرحة التي نشاهدها على الام عندما تسمع ابنها وهو يقول لها ماما.

 

المبيدات الزراعية والكلور في أحواض السباحة من الأسباب الرئيسية لتزايد حالات التوحد

 

ما السبب الرئيس للإصابة بالتوحد والصمم والبكم؟ ولماذا تزايدت الإصابة بها في الفترة الأخيرة؟

– السبب الرئيسي يرجع إلى نقص الحديد الذي يحمل الأكسجين اللازم لاكتمال نمو الخلايا في الأيام الأولى لتكوين الجنين.

وهناك أسباب أخرى غير نقص الحديد ناتجة عن نقص الأوكسجين أثناء تعثر الولادة وأسباب بعد الولادة نتيجة الإصابة بالحمى الشوكية أو الصفرا.

أما سبب تزايد الحالات في الفترة الأخيرة، فهذا بسبب تلوث الهواء والماء والغذاء نتيجة استخدام المبيدات الزراعية والأغذية المسرطنة وتصنيع أعلاف الحيوانات من مخلفات الحيوانات، فلا يجوز أن يتغذى جنس على نفس جنسه، وكذلك نتيجة استنشاق الكلور الموجود في أحواض السباحة.

 

هل يقتصر التنشيط الالكتروني على الصم والبكم وأطفال التوحد؟

– لا يقتصر التنشيط الالكتروني على الأطفال بل يشمل كل الأعمار وأيضا حالات فقدان النطق نتيجة الجلطات.

 

ما فترة تحويل الحالة من الصم والبكم وأطفال التوحد إلى السمع والكلام المتزن؟

– بالنسبة للصم والبكم في خلال 29 يوما، أما التوحد فخلال 90 يوما.

 

ما نسب النجاح المحتملة؟

– ٪73، وفقا للنتائج التي تم الحصول عليها.

 

ما المعوقات التي واجهتك؟

– الإصرار على الانطلاق من مصر والمنطقة العربية في ظل الاعتقاد أن أعلى التقنيات لابد أن تأتي من الغرب.

 

ما طموحك؟

–  طموحي إنشاء أول جامعة في العالم لتخريج الصم والبكم مؤهلين لاستخدام أجهزة الحاسبات وهم يسمعون ويتكلمون.

 

وهل هناك خطوات جدية تجاه تحقيق هذا الهدف أم أنه بعيد المنال؟

– إذا كنا توصلنا للتقنية التي تتيح لنا إعادة السمع والكلام للأصم والأبكم وطفل التوحد، فبالتأكيد سيكون تحقيق هذا الهدف أسهل بكثير، والموضوع قيد الدراسة.

 

كلمة أخيرة.

– أتمنى أن نصل لكل من يحتاج لهذه الخدمة في شتى أنحاء العالم، وأن نساهم في رسم بسمة أمل لكل من يعاني، وهذا هو هدفنا الرئيسي الذي نعمل لأجله، وأود أن أقول إننا بهذه التقنية لم نصل لنقطة النهاية، بل ما زال البحث العلمي مستمر وسنظل بإذن الله مستمرون في العمل على خدمة البشرية بالعلم والتطوير التكنولوجي.

 

أسرتي في كل مكان

مصر – نسرين خورشيد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق