فرصة ذهبية لتجنّب الطلاق المحامية مريم البحر: العروس صُدمت يوم زفافها على ابن خالتها
المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر..
عندما نتحدث عن قضايا الطلاق بين الزوجين نجد أنفسنا أمام نماذج غريبة، فمثلا بعد انتهاء العروسين من إتمام العقد خرجت الزوجة من الباب، فتعثرت وسمعت زوجها يقول: اثولب.. بمعنى أنه ينعتها بـ االغبيةب، فرجعت إلى القاضي، وأصرت على فسخ العقد.. وفي قضية أخرى طلبت امرأة الطلاق من زوجها أمام إحدى المحاكم في الكويت، مبررةً طلبها بتفضيله والدته عليها ومحبتها أكثر من زوجته، وأنه ايحب أمه أكثر منهاب.
الكثيرون يتساءلون: لماذا تظهر بين الحين والآخر مثل هذه القضايا؟ لماذا ارتفعت نسب القضايا والخلافات الزوجية؟! في البداية أود أن أبارك لكل عروسين مقبلين على حياة زوجية جديدة، وأود أن أسلط الضوء على بعض النقاط المهمة التي يجب على كل عروسين مراعاتها عند الزواج والتي تجنبهما ما يسمى بالانفصال العاطفي بين الزوجين، أو حتى أن يصلا إلى مرحلة الطلاق.
الخطبة فترة تعارف شرعية بين الفتاة والشاب المقبلين على الزواج، ومع الأسف نحن كمجتمع خليجي عامة ومجتمع كويتي خاصة لا نقوم باستغلال هذه الفترة بشكل جيد، ونجد أن الفتاة لا تريد أن يفوتها قطار الزواج ولا أن تلقب بـ اعانسب، تلك الكلمة التي تحمل في طياتها كل الإجحاف والظلم لمكانة المرأة والتمييز بينها وبين الرجل، الذي إن تأخر في الزواج لا يقال عنه ذلك، بل توضع له المبررات الكثيرة وراء تأخره في الزواج.
ومن هذا المنطلق تقوم العديد من الفتيات بالإقدام على فكرة الزواج بدون تفكير صحيح بحيث إنها لا تعطي نفسها الفرصة لأن تتعرف على هذا الخطيب الذي سيكون الزوج والشريك في الحياة، فلا تتعرف على شخصه الخارجي وشخصه الداخلي، فقط تنظر إلى مظهره واسم عائلته والمركز الاجتماعي أو شهادته، فتوافق بناء على ذلك، ومع الأسف هناك إلى وقتنا هذا بعض الأسر ترفض أن يرى الخطيب خطيبته أو أن يجلس إليها، في هذه الحالة كثيراً ما يحدث عدم قبول بين الزوجين، أو يجدان اختلافا في الفكر، أو في الثقافة، واختلافا في نظرة كل منهما للآخر، ولكن بعد أن يكونا قد تزوجا بالفعل، وهنا تحدث المشاكل.
وهناك قضية شائكة لشقيقتين اتفقتا على أن تزوج الأولى ابنها لابنة الثانية، والعروس وافقت على ابن خالتها بناءً على رغبة والدتها، وما إن انتهت مراسم الزفاف والاستقبالات، وذهب الجميع وبقيت العروس مع زوجها، حتى فوجئت العروس ليلة عرسها، بأن العريس يصرح لها بأنه عاجز جنسيًا، وأنه تعمّد إخفاء الأمر عنها حتى تتم الزيجة، ليُثبت أمام الناس أنه رجلٌ فحل مكتمل الذكورة، هكذا واجهت العروس الشابة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها العقد النفسية لرجل عاجز جنسيًا، فاقد مروءة الرجال.
وبعد صدمتها، صارحت خالتها التي طالبتها بعدم فضح ابن خالتها، والتكتم على الأمر، ووعدتها بأنه سوف يذهب للطبيب للعلاج، وكل طلباتها مجابة من مال وهدايا. لم تحتمل الفتاة هذا الوضع، وتعرضت لانهيار عصبي وحالة نفسية،
فلجأت إلى أهلها، الذين قرروا حل المسألة بشكل ودي بعيدًا عن الفضائح لأنهم أهل، فعقدوا جلسات عرفية، لم يعترف فيها الزوج ولا أمه بحق العروس في مؤخر أو نفقة، ولم يتنازلا عن شيء، فاضطرت الفتاة والأهل إلى اللجوء إلى المحكمة.
وها هي الزوجة صاحبة أسرع طلاق في الكويت لم تنتظر لدقائق معدودة، وسارعت بطلب الطلاق لمجرد أنها سمعت منه كلمة أغضبتها، لا نلومها، ولكن يمكننا تجنب الكثير من هذه الأمور إذا تعاملنا وتعرفنا على طريقة حوار هذا الرجل ومدى احترامه لزوجته بعد ذلك، وأحيانا تأتي لي زوجة تشتكي قائلة تضايقني طريقة أكل زوجي أو ذوقه في الملابس، أو تزعجني طريقة حواره، أو تحرجني غيرته الزائدة والمبالغ فيها، والتي تصل إلى حد الشك، أقول لها هل تعرفت على زوجك في فترة الخطبة؟ لماذا لم تدققي على هذه الأمور قبل الزواج؟ ولكن غالبا الفتيات لا ينظرن إلى الزواج من هذا المنظور، وبالتالي لا تحاول التعرف على الزوج والتعامل معه في وجود المحرم الشرعي.
كذلك المرأة التي تقول بعد الزواج اكتشفت أن زوجي يعاني من أمراض نفسية، أو أن هذا الزوج بمجرد أن تقال كلمة لا تعجبه من الزوجة تظهر عليه ملامح الغضب الشديد، فيمسك أي شيء أمامه ويكسره، وأيضا حالة المرأة التي بررت طلبها للطلاق بأن زوجها يحب أمه أكثر منها، ورغم أننا لسنا بصدد الحديث عن القضية، فإن كل هذه الأمور كانت ستكون واضحة وجلية، فكلما كانت فترة الخطبة مدتها أطول استطاعت المرأة اكتشاف هذه الأمور في شخصية الرجل، وترى الجوانب الأخرى في شخصيته.
أحيانا لا يرى الرجل أن تعلق المرأة بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار مشكلة، ولا يركز على هذا الأمر قبل الزواج، ولكن بعد الزواج يرى أن ذلك يأخذ من وقت الزوجة الكثير، وأنها تقصر في حق زوجها وبيتها، وهنا أقول لماذا لا ننتبه لهذه الأمور قبل ذلك؟
من المفترض أن يتفق كل من الخطيب والخطيبة قبل الزواج على وضع بروتوكول بينهما أي اتفاق بين الزوجين يضم كل هذه الأمور، بمعنى لا بد أن يتفقا كيف يتدخل الأهل بينهما وما الحدود؟ وما المقبول وما المرفوض في علاقتهما؟
ولهذا أقول إذا وضعت النقاط على الحروف من بداية الخطبة ارتاح الطرفان، واتضحت أمامهما الأمور، وكانت رؤيتهما لرحلة زواجهما كاملة مضيئة.