4 خطوات أساسية ضرورية من د. زامر قبل اللجوء إلى الجراحات التجميلية.. عمليات التجميل.. عندما يتحول حلم الجمال إلى كـابـوس
ما إن تبدأ عطلات الصيف الطويلة حتى تتنافس وكالات الدعاية والإعلان على مواقع السوشيال ميديا في الإعلان عن مراكز التجميل ذات الأسعار المتدنية التي تبيع الأوهام للسيدات الحالمات بالجمال واللعب عبثاً في عقارب الزمن، فتكون النتيجة عمليات فاشلة أودت بحياة البعض، أو تسببت في تشوهات والآلام لا حصر لها مع البعض الآخر لتكون النتيجة كارثية والعواقب وخيمة، ويتحول حلم الجمال إلى كابوس أبدي.
هذا هو الحال مع آلاف المريضات اللاتي حلمن باستعادة شبابهن من جديد أو تجميل قوامهن بأفضل الأسعار، وعلى أيدي استشاريين عالميين نشروا صورا لإنجازاتهم المزعومة عبر صفحات السوشيال ميديا المدفوعة، فكانت النتيجة كارثية.
اأ. سب سيدة جميلة في الخمسينيات من العمر أرادت أن تُجري بعض الرتوش البسيطة لشد بشرتها، وعلى الأخص منطقة الرقبة وحول العينين دون تدخل جراحي واعتمادا على تقنية الشد بالمنظار التي لا يقوم بها إلا عدد محدود من الأطباء أحدهم في تركيا، حسب ما شاهدت عبر أحد مواقع السوشيال ميديا.
بدأت السيدة في متابعة الصور المذهلة لمريضات قبل وبعد إجرائهن لعميات مماثلة على موقع أحد المراكز الطبية في تركيا، والذي قيل عن صاحبها دكتور اسليمان.تب إنه عالمي وبدأت المفاوضات التي انتهت بتحديد الموعد بعد دفع كامل المبلغ المطلوب.
سافرت السيدة، وكلها أمل بالعودة إلى بلدها وهي أصغر شكلاً بعشرات السنوات، حلم قالت إنه تحول إلى اكابوس مرعبب منذ وطئت قدماها المستشفى الذي لم تر فيه مريضا واحدا، بل لم تر الطبيب المفترض أنه مسؤول عن إجراء التقنية المزعومة، ووصفت المستشفى بـبالمفزعب.
وقالت: اما ان جلست على الكرسي المتحرك برفقة ابني، حتى أعطتني إحدى الممرضات مجموعة من الأوراق حتى أُوقع عليها، وهو ما قمت به بالفعل، دون أن أقرأ ما فيها، بعدها وضعوا المخدر في يدي بعد أن أوهموني أنه مجرد مهدئ، ولم أصح إلا على شعور مخيف بالاختناق من كم الأربطة الضاغطة التي وضعت حول رقبتي ووجهي مع إحساس مرير بالآلام المبرحةب.
واستطردت: اكنت أصرخ بعلو الصوت من الرعب والإحساس بالموت البطيء، ولا حياة لمن تنادي، لا أحد يرد، ولا ممرضات يوجَدن بالمكان وكأنني محبوسة في عزل انفرادي.. هرعت من حلاوة الروح إلى حقيبة مكياجي التي كنت قد وضعت فيها مقصاً صغيراً، وقمت بإزالة الأربطة كلها التي كادت فعلياً تقضي عليب.
وأضافت: الم تكن تلك هي المأساة الوحيدة، فما خفي كان أعظم فالطبيب الذي لم أره منذ دخلت المستشفى وحتى مغادرتي تركيا لم يستخدم المنظار كما قيل لي، بل أجريت العملية بالشكل التقليدي، وليتها كانت كذلك، فالجروح كانت مرعبة والخياطة لا يمكن أن تتم إلا على يد جزار – على حد وصفها – والآلام غير محتملة.
وتضيف: حاولت مقابلة الطبيب بشكل متكرر، ولكن دون جدوى، فقمت بالاتصال بطبيبي المعالج في مصر، والذي طلب مني العودة فوراً قبل أن تتفاقم الأمور، خصوصا أنني فقدت الإحساس بنصف وجهي الأيسر، وقد كان، ومن المطار إلى غرفة العناية المركزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
االآن أنا أعاني من شلل جزئي في النصف الأيسر من الوجه وتقرحات مفزعة في الجروح التي لم تلتئم حتى الآن، ويصعب على أي طبيب إصلاحها قبل مرور بضعة أشهر بسبب تهتك الأنسجة، وما علي سوى انتظار معجزة إلهية تعفيني مما أنا فيه.
وتضيف أنها ليست الضحية الوحيدة لهذا المركز، بل هناك العشرات من الضحايا ممن استطاعت التواصل معهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولا يمكن لأي منهن رفع قضية ضد ذلك المركز كونهن وقعن جميعاً على أوراق تثبت موافقتهن على أي عارض جانبي يمكن أن يحدث جراء العملية، وأصبح أملهن الوحيد هو فضح المركز والتحذير من الاندفاع وراء تلك الإعلانات الخادعة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحالة اأ. سب ليست الأسوأ، فهناك من فقدن حياتهن، أو بترت أعضاء من أجسامهن بسبب أخطاء طبية وقعت في مراكز غير مؤهلة لإجراء تلك العمليات وأطباء ليسوا على القدر الكافي من الخبرة والكفاءة التي تمكنهم من إجراء تلك العمليات.
«ديلي ميل» تكشف مآسي عمليات التجميل «الرخيصة» في تركيا!
وكانت صحيفة اديلي ميلب البريطانية قد كشفت عن مآسي عمليات التجميل الرخيصة في تركيا، وعرضت قصة فتاة بريطانية تبلغ من العمر 28 عاما تدعى ازارا رودريجيزب كانت من ضحايا إعلانات مراكز التجميل المضللة، وقالت إن الفتاة سافرت إلى إسطنبول بغية تكبير الثديين، وشد البطن، إلا أنها واجهت مشاكل كبيرة بعد ذلك، وبحسب الصحيفة فإن الفتاة اضطرت إلى التخلص من زرع الثديين في بريطانيا بعد الجراحة الفاشلة في إسطنبول، التي أغرتها بسبب أسعارها المنخفضة هناك.
وأضافت الصحيفة أن الفتاة تعرضت لتقرحات شديدة ظهرت في الصور المروعة التي نشرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تلجأ إلى استئصال الثدي تماما؛ ومن ثم إعادة إصلاحه من جديد.
قالت رودريجيز إنها اضطرت إلى توفير 5000 جنيه إسترليني أخرى للخضوع الجراحة التصحيحية في بلدها، مضيفة القد تركت مسطّحة تمامًا، وأفرغت جميع أنسجة الثدي، مع وجود آثار الندبات العميقة التي تمر عبر الصدرب.
وأضافت الفتاة أنها أجرت أبحاثاً مكثفة حول أماكن الذهاب للجراحة قبل اتخاذ قرارها، ولكنها لم تكن تعرف أن معظم المعلومات المنشورة كاذبة وغير صحيحة.
والمشكلة لا تخص تركيا فقط، بل كل مراكز التجميل غير المؤهلة عبر العالم التي تعتمد على جذب المرضى بفضل إعلاناتهم المدفوعة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وأسعارهم المغرية.
ضرورة توخي الحذر!
وفي ذلك، يؤكد استشاري جراحة التجميل بمركز بوشهري الطبي دكتور شريف زامر على ضرورة توخي الحذر في حال الإقبال على إجراء أي جراحة تجميلية، خصوصا أنها ليست امن الحالات الطارئة أو المستعجلةب التي تتطلب تدخلا سريعا، ومن ثم فعلى المريضة اتحسين فرصهاب وإعطاء نفسها الوقت الكافي لدراسة الموضوع بشكل واف.
وعدد د. زامر بعض الخطوات الأساسية التي يجب على المريضة اتخاذها قبل اللجوء لتلك الجراحات ومنها:
1. التأكد من شهادات الطبيب وخبرته في هذا المجال بعيداً عن إعلانات السوشيال ميديا المضللة والمدفوعة في أغلب الأحيان.
2. التأكد من مدى جاهزية المستشفى أو المركز الذي ستجرى فيه العملية.
من واجب الطبيب أن يشرح للمريضة كل أبعاد العملية المطلوبة السلبية منها قبل الإيجابية!
3. التحدث مع الطبيب في كل تفاصيل العملية، خصوصاً الأعراض الجانبية المتوقعة والنتائج المرجوة والفترة اللازمة للتعافي وفرص إصلاح أي مشكلة حال حدوثها.
وفي ذات الوقت من واجب الطبيب أن يشرح للمريضة كل أبعاد العملية المطلوبة السلبي منها قبل الإيجابي، حتى لا تفاجأ بعد العملية بما لم يكن في الحسبان.
4. عدم الانجراف وراء الأسعار التنافسية مع ضرورة التركيز على معيار واحد فقط، وهو مهارة الطبيب وقدرته على التعامل مع أي أعراض جانبية حال حدوثها.
وأضاف أنهم كأطباء تجميل يتعاملون كثيراً مع مريضات تعرضن لتشوهات حقيقية لها بسبب جريهن وراء تلك الإعلانات التجارية التي تعمل عمل بعض مراكز التجميل من خلال صور اما قبل وبعدب بعض العمليات التجميلية دون الأخذ في الاعتبار فبركة بعضها أو اللعب فيها عبر التقنيات الحديثة.. واعلى الطبيب الذي يلجأ إلى إعلان إنجازاته عبر مواقع السوشيال ميديا أن يتحدث أيضا عن إخفاقاتهب حتى يكون عادلاً في تقديم المعلومات، فأي عملية جراحية مهما كانت بسيطة لا بد أن تكون لها بعض الأعراض الجانبية التي يمكن للطبيب الماهر أن يتعامل معها فور حدوثها.
وقال إن استجابة الجسم لأي إجراء جراحي تختلف من شخص لآخر من حيث سرعة التئام الجروح وشكلها ولونها، وهو ما لا يمكن أن يعرفه الطبيب قبل إجراء الجراحة، ولكنه ومع الخبرة يمكنه أن يتعامل مع تلك العوارض بالشكل المناسب للمريض.
وفي هذا السياق، نوه د. زامر إلى أهمية إجراء تلك الجراحات في المكان الذي تعيش فيه المريضة حتى تتمكن من متابعة الحالة مع طبيبها المعالج بشكل منتظم، وحتى تحصل على النتيجة النهائية التي عادة ما تتطلب بعض الوقت.
وأكد ضرورة قراءة كل مريض للأوراق التي سيُوقع عليها قبل إجراء الجراحة المطلوبة، والتي تحتوي على كل الأعراض الجانبية المتوقعة منها حفاظاً على حقوق كلا الطرفين، المريض من ناحية والطبيب من ناحية أخرى.
توقعات خارج حدود المنطق
وأشار الطبيب أيضاً إلى ضرورة أن تكون طلبات المريضة في حدود المنطق والعقل، فلا يمكن أن تتوقع سيدة في السبعين من عمرها أن تعود بالزمن إلى عمر حفيدتها، وقال إن إحدى المريضات جاءته بصورة حفيدتها، وطلبت منه إجراء عملية شد بشرة تعيد شكلها وهي في عمر حفيدتها التي تحمل الملامح نفسها.
واستطرد د. زامر قائلا إنه يواجه دائما تلك الطلبات الغريبة غير المنطقية، وقال إنه عادة ما يرفض التعامل مع تلك الحالات التي لن ترضى عن أي نتائج مهما كانت، لأن سقف التوقعات عادة ما تكون خارج حدود العقل والمنطق.
حملات عالمية لدعم ضحايا التجميل
وفي السنوات الأخيرة ظهرت حملات إعلامية ممنهجة يقف وراءها نجمات عالميات وأيقونات موضة سابقات تعرض لعمليات تجميل فاشلة، وذلك لمساندة ضحايا عمليات التجميل ودعوتهن إلى العودة للحياة من جديد بدون خجل أو خوف من المواجهة، وبدأت تلك الحملة عارضة الأزياء العالمية ليندا إيفانجليستا جميلة جميلات حقبة التسعينيات التي اختبأت في منزلها لمدة خمس سنوات متتالية بعد تعرضها لتشوه وجهها وجسدها إثر إجرائها لعملية شفط للدهون المتراكمة على بعض أجزاء وجهها وجسدها عبر تقنية Cool Sculpting التي تعتمد على التخلص من تلك الدهون عن طريق تجميدها ودون أي تدخلات جراحية، ولكن النتيجة كانت مرعبة، فبدلا من أن تتخلص من تلك الدهون زادت نسبتها بشكل غير متساو في المناطق كلها التي تم شفطها مع آلام غير محتملة اضطرتها إلى العزلة عن العالم والاختباء من شدة الخجل والعار، كما قالت في منشور نشرته عبر موقعها على الانستغرام.
وقالت العارضة التي فاجأت العالم بمنشورها إنها لم تعد تريد الاختباء أو الشعور بالعار والخزي، بل قررت أن تظهر للعيان، وأن تحكي مأساتها على الملأ.
بعد منشور ليندا ظهرت عشرات المنشورات لنجمات عالميات روين قصصهن مع عمليات التجميل الفاشلة التي خضعن لها، وطالبن ضحايا تلك العمليات بالعودة والاندماج في الحياة من جديد دون خجل.
وكانت علامة فندي التجارية قد تفاعلت مع المنشور، ودعت العارضة للظهور في أحد عروض أزيائها الأخيرة، بل عينتها كموديل لعرض بعض منتجاتها، والأهم أنها ظهرت من جديد على أحد أغلفة امجلة فوجب العالمية، كما كانت تفعل وهي في أوج مجدها وجمالها.