ثقافة
أخر الأخبار

كتب محمد مرعي عن مثلث «أولاد الغنيم» زواياه: العلم والأدب والتاريخ أضلاعه: «يعقوب» و«مرزوق» و«عبدالله» يوسف الغنيم

مثلث كونه ثلاثة أكاديميين من عائلة الغنيم، حصلوا على درجة الأستاذية بعد الدكتوراه، اهتموا بالفكر والعلم.. والأدب نثراً وشعرًا وتسجيل وقائع التاريخ.. وفيما يلي نستعرض أضلاع المثلث الرائع:

الضلع الاول
الأستاذ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم.. صاحب الثورة اليعقوبية
ولد عام 1939 في حي (جبلة) في (فريج المناوي).. درس في مدرسة ملا محمد بن ملا أحمد، ثم في مدرسة الأحمدية ثم مدرسة المفتي، ثم المعهد الديني، ثم التحق بجامعة القاهرة في كلية دار العلوم وحصل على درجة الليسانس وعلى درجة الماجستير والدكتوراه في نفس الجامعة، وكان يرتبط بعلاقة قوية مع المفكر المصري محمود شاكر.
شغل الوظائف التالية بعد تخرجه: مدرس لغة عربية بثانوية الشويخ، – ثم انتقل إلى وزارة الإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام حاليًا)؛ حيث عمل مديرًا لتلفزيون الكويت، ثم عمل وكيلاً لوزارة التربية عام 1965 ولمدة أربعة عشر عاما، – ثم وزيراً للتربية عام 1981.

أحدث أ.د. يعقوب خلال فترة تواجده وكيلا لوزارة التربية ما يمكن أن نسميه أو نُطلق عليه (الثورة اليعقوبية) في مناهج وبرامج وطرق التدريس والأنشطة المدرسية التي تمثل أحدث نظريات التربية، والتي كان لي شرف المشاركة فيها.

الدكتور يعقوب الغنيم أديب.. وشاعر.. ومفكر.. ومؤرخ.. وهو الآن أشهر مؤرخ في تاريخ الكويت.
أصدر صاحب (الثورة اليعقوبية) أكثر من عشرة كتب في اللغة وعن مفكرين وأدباء وشعراء ومواقع تاريخية في الكويت.. وله تلاميذ ومريدون كثيرون في الوطن العربي.
خلال فترة شغل الدكتور يعقوب الغنيم وكيلاً ووزيراً للتربية.. كان يحضر إلى مقر وزارة التربية في منطقة (المرقاب) مبكراً.. كان يجلس عند (شعيب) مندوب العلاقات العامة عند الباب الرئيسي للوزارة.. وكان يلتف حوله كبار المسؤولين من وكلاء مساعدين ومديرين ورؤساء أقسام في الوزارة، وعندما تصل الساعة إلى السابعة يتحرك نحو مصعد الوزارة للصعود، كان مكتبه في الدور السادس.
ومن الطرائف أنني كنت أصعد في المصعد الخاص بالموظفين ولعلاقتي بعامل المصعد الخاص بالوزير والوكلاء كان يدعوني للصعود معه.. وكان مكتبي في الدور الثالث، وفي أحد الأيام دعاني عامل المصعد للصعود معه، ولكن الوزير يعقوب وصل.. تراجعت لكنه قال لي:
تعال.. فركبت معه وكنت أضع سلسالا ذهبيا في عنقي وكانت (سوالفي) طويلة، قال لي:
هذا مو ثقيل عليك؟ لكني لم أرد.. وكان يكرر السؤال وأنا لا أرد، ثم قال:
وهام كمان لابس سلسلة ذهب، وانتزعها من عنقي.. تكرر المشهد ثلاث مرات، وفي المرة الرابعة أمسكت بيده، وقلت له حكاية خيالية:
معالي الوزير أخشى أن أخلع السلسال الذهب فتموت أمي! سألني كيف؟
قلت له: أنا الولد الوحيد اللي عاش لأمي بعد سلسلة من الأبناء الذين انتقلوا إلى رحاب الله وألبستني أمي في عنقي وأنا طفل (طوقا من الحديد) مثبت فيه وعلى صدري كثير من الأحجبة لحمايتي.
كنا قد وصلنا إلى الدور السادس وطلب مني أن أصحبه إلى مكتبه، دخلت معه.. قال لي: خذ سلسالك الذهبي، وحكى الحكاية لابن عمي وهو في نفس الوقت ابن خالي الأستاذ المرحوم أحمد مرعي، وقال له حكاية ابن عمك وأمه أثرت في، وفوجئت بأحمد مرعي يقول لي: ليه تظلم عمتي؟!

الضلع الثاني
الأستاذ الدكتور مرزوق يوسف الغنيم.. أعد وشارك في إعداد كثير من البحوث التربوية
ولد في حي (جبلة) في الأربعينيات من القرن العشرين، تخرج في جامعة الكويت عام 1970، عمل مدرساً بعد تخرجه في ثانوية الشويخ ثم مدرسا أول، ثم انتقل إلى معهد المعلمين، ثم انتقل إلى كلية التربية الأساسية، وتميز بتفوقه في مادة الرياضيات، لذلك رُشح للعمل في شركة نفط الكويت، لكنه كان يحس أنه (معلم)، لذلك بدأت رحلته للعمل مدرسا للرياضيات والكيمياء في معهد التربية للمعلمين ثم في كلية التربية الأساسية.

أعد وشارك في إعداد كثير من البحوث التربوية، وله العديد من المؤلفات، وعمل مديراً للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج العربية، وتولى مسؤولية المركز العربي للتأليف وترجمة العلوم الصحية.. وتولى أمينا عاما مساعدًا للمركز.

ومن الجدير بالذكر أن المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية (أكملز) منظمة عربية منبثقة عن مجلس وزراء الصحة العرب وأنشئت عام 1980 ومقرها الدائم في دولة الكويت.

الضلع الثالث
الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم.. صاحب الرصاصة الأولى في قلب (صدام)
جغرافي.. أستاذ محاضر في قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الكويت، – قام بالتدريس في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومورفولوجية شبه الجزيرة العربية منذ عام 1976.. رئيس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها جامعة الكويت في الفترة من 1980 وحتى عام 1985.. مدير معهد المخطوطات العربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في الفترة من 1989 إلى عام 1990.. رئيس قسم البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.. عضو مجمع اللغة العربية – سوريا عام 1992.. عضو مجمع اللغة – مصر عام 1994.. تولى الوزارة مرتين: وزارة التربية 90/1991، وزارة التربية ووزارة التعليم العالي 96/98.. عضو المجمع العلمي المصري 1995.. عضو المجمع الأكاديمي الدولي لمركز البحوث والدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد منذ عام 2003.. عضو مجلس إدارة متحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية.. عضو في العديد من المراكز والمجالس العلمية العربية والعالمية، له مؤلفات ودراسات وأبحاث علمية عديدة، فقد أصدر أكثر من 40 كتابا ودراسة علمية متخصصة.

لكن.. في اعتقادنا أنه صاحب (الرصاصة الأولى) التي أصابت قلب صدام حسين وقلوب الغزاة ممثلة في كتابه الذي أصدره بعنوان (الكويت وجوداً وحدوداً.. الحقائق الموضوعية والإدعاءات العراقية/ وترسيم الحدود الكويتية – العراقية).

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق