مؤسِّسة أول تطبيق عربي للكتب الإلكترونية إيمان حيلوز: «أبـجـد» يحارب قرصنة الكتب ويقدمها للقراء بطريقة تضمن الحقوق
جمعت بين
حب القراءة والبرمجة
مكتبة على هاتفك النقال أو جهازك اللوحي، هكذا حقق «أبجد» لمحبي القراءة حلمًا يمكنهم من إِشباع فضولهم المعرفي في أي وقت وبكل مكان، حيث يوفر أول تطبيق عربي للكتب الإلكترونية عشرات الآلاف من الكتب باشتراكات رمزية تتيح لهم التصفح واختيار كتبهم المفضلة من مكتبة واسعة ومتنوعة، كما وصل مستخدموه إلى ما يصل إلى مليوني مستخدم. أطلقت المهندسة إيمان حيلوز تطبيق أبجد في عام 2012، ولكن القفزة الحقيقية للتطبيق جاءت في عام 2017 ثم في سنة جائحة كورونا.
عن التطبيق والكتب الإلكترونية وتفضيلات القراء العرب تحدثنا إلى إيمان حيلوز مؤسسة تطبيق أبجد في الحوار التالي:
بداية لنتعرف أكثر على إيمان حيلوز مؤسسة تطبيق «أبجد» وقبل أبجد، كيف كانت علاقة إيمان بالكتب؟
- أنا من مواليد الكويت، وكانت المدارس لدينا في وقتها كثيرًا ما تركز على القراءة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، وكنت أحب الكتب كثيرًا خاصة الكتب العربية، وكثيرًا ما كنت أقرأ، كما كان أكثر أنواع الكتب التي أحببتها كتب الشعر، وهو ما أخذني إلى عالم الأدب، وصرت أقرأ باستمرار، لهذا ففكرة تطبيق أبجد بالتأكيد نابعة من حبي للكتب.
شعارنا «أبجد حيث تبدأ القراءة» لهذا اخترنا اسم أبجد لأنه أول أربع أحرف بالأبجدية العربية
كيف أبصرت فكرة تطبيق أبجد النور؟ وما السر في اسم أبجد؟
- اسم “أبجد” هو أول أربع أحرف بالأبجدية الأصلية وهي البداية التابعة للغتنا العربية، فجاء الاسم ليكون معبرًا عن بداية القراءة حيث كان شعارنا “أبجد.. حيث تبدأ القراءة”. درست البرمجة وعلوم الحاسوب، وعملت لمدة تصل إلى ثماني سنوات بشركات للبرمجة قبل إطلاق مشروع أبجد في 2012 فالبرمجة تخصصي، والكتب شغفي وأحببت الجمع بين الأمرين لكي تنطلق فكرة تطبيق أبجد. مع الوقت بدأت الفكرة في التطور بناء على طلبات القراء لدينا.
كثير من دور النشر لم تكن جاهزة للكتب الإلكترونية وكانت من الصعوبات التي واجهتنا
ما المصاعب التي واجهتكِ منذ تأسيس التطبيق حتى الآن؟
- توجد الكثير من المصاعب التي واجهتني أثناء التأسيس، فشركة ناشئة مثل “أبجد” أول ما قد يعوقها هو الحصول على التمويل لبناء الفكرة ثم طريقة تغطية نفقات العمل، وبالتالي يجب أن يكون نموذج الأعمال الخاص بنا ناجحًا ويتحول إلى عمل مستدام ويكبر. لذا جاء التمويل في مقدمة العقبات التي واجهتنا في إطلاق الفكرة، ثم جاءت الصعوبة في تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية وطرق الدفع للمستخدمين من المشتركين وكيفية أوجه استفادة دور النشر، وكذلك تحقيق ربح للتطبيق نفسه. في البداية دور النشر لم تكن جاهزة للكتب الإلكترونية، وبالتالي احتجنا إلى كثير من الوقت لاختراق ذلك العالم. وحتى الآن ما زالت دور النشر ليست جاهزة كليًا للكتب الإلكترونية، ولكن الوضع تحسن، ونأمل في تطور هذه الأوضاع بالفترة المقبلة.
نتعامل مع نحو
120 دار نشر من مختلف الدول العربية
تتعاملون مع عدد من دور النشر، فما عددها، ومن أي الدول؟
- نتعامل مع نحو 120 داراً للنشر من عدة دول عربية منها مصر والكويت ولبنان والأردن والسعودية والجزائر وفلسطين وسورية
وغيرها.
بعض التوقعات تشير إلى اقتراب الناس من الكتاب الإلكتروني مع العزوف عن الكتاب الورقي، فهل نشهد ذلك في العالم العربي أيضًا؟
- في الحقيقة حتى في الغرب نجد أن مبيعات الكتب الورقية ما زالت أعلى من الكتب الإلكترونية، والكتب الإلكترونية أعلى من الكتب الصوتية، فلست متأكدة من صحة هذه التوقعات بشكل تام. وأنا لا أرى أن الكتاب الإلكتروني سيتأثر إلى حد بعيد خلال الفترة المقبلة، فالمفهوم الذي يجب أن يتغير هو مواجهة الواقع. فغالبية الكتب العربية متوافرة بشكل مقرصن بصيغة PDF، ويقرؤها الأشخاص بالملايين، ولكن رغم ذلك فنحن لا نرى أن الكتاب الورقي اختفى، بالعكس نجد المبيعات للكتب الورقية تزداد. والسوق الذي نتوجه له ليس قراء الكتب الورقية، ولكن القراء الذين كانوا يقرأون الكتب المقرصنة وهم من يتحولون إلى الدفع لهذا المحتوى عوضا عن سرقته والحصول عليه بشكل ينتهك الحقوق.
وما الفترة التي حققت نقلة للتطبيق؟
- أول نقلة لـ “أبجد” كانت في عام 2017 حين بدأنا بالاشتراكات الشهرية، فقبلها كنا نبيع الكتب بشكل منفرد، ولكن مع إطلاق الاشتراكات الشهرية تغير الوضع كثيرًا. ثم جاءت النقلة الثانية للتطبيق في 2020 مع جائحة كورونا، إذ شهدنا إقبالا كبيرًا من القراء ودور النشر على تطبيق أبجد، واعتبر إلى حد ما أن النقلة الثالثة في 2022 حيث تعرض التطبيق إلى نمو كبير بين 2021 و2022 وبلغ نسبة النمو 170%.
هناك تخوفات لدى البعض من أن التحول نحو الكتب الإلكترونية قد يمثل خطرًا على القراءة، فكيف يمكننا طمأنة هذه المخاوف؟
- عليهم الاعتراف بأن الناس كانت تقرأ الكتب الإلكترونية منذ فترة بعيدة، ولكن بشكل مقرصن، وحتى الآن مازالت القرصنة موجودة، ولكن قطاعا كبيرا من هؤلاء القراء اتجه إلى التطبيق حين وجد بديلًا قانونيًا وكتابًا إلكترونيًا أفضل من الـ PDF، فبدأوا في التحول إليه، وفي الوضع الحالي يحقق إيرادات للناشر والكاتب كذلك.
لدى أبجد مكتبة واسعة من الكتب، فما أكثر أنواع الكتب التي تشهد إقبالا على القراءة لديكم، وبشكل خاص ما تفضيلات القراء في الخليج والكويت؟
- عربيًا وعالميًا الأدب هو رقم واحد في التفضيلات بين القراء، كما يوجد إقبال كبير كذلك على كتب الأعمال والتنمية البشرية المترجمة للعربية، وكذلك كتب الفلسفة. وفي الخليج والكويت بشكل خاص يرتفع الإقبال أكثر من غيرهم على كتب التنمية البشرية وعلم النفس والفلسفة، وكذلك كتب إدارة الأعمال المترجمة للعربية.
هل لديكم معايير محددة في إضافة الكتب لدى تطبيق أبجد؟
- لدينا بعض المعايير في التطبيق منها أن تكون الكتب بجودة عالية وعليها إقبال ومطلوبة، وأن تكون دور النشر من المعروفة والمرموقة، وتنشر محتوى جيدا.
ما الكلمة أو الموقف الذي شعرتِ فيه بأثر أبجد على الآخرين حولك؟
- شعرت بذلك حينما يقول لي البعض إن التطبيق كان سببًا في عودتهم للقراءة، أو جعلهم يقرأون مجددًا باللغة العربية، أو يساعدهم في القراءة أكثر. كذلك حين يُذكر لي أن الكتب المقرصنة في هيئة PDF أصبحت تتراجع هذه من الأمور التي تجعلني ألمس تأثير “أبجد” على القراء والمستخدمين.
هل تخططون لإضافة كتب بلغات أخرى؟
لا نخطط في المستقبل القريب لإضافة كتب بلغات أخرى غير العربية.
حصل «أبجد» على جائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية وجائزة الشيخ سالم العلي الصباح للتقنية
ما أبرز الجوائز التي حصدها أبجد خلال السنوات السابقة؟
- أبجد معروف بأنه ملك الجوائز، حيث حصدنا ما يصل إلى سبع جوائز واحدة منها في الكويت. من بين تلك الجوائز جائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية في عام 2019، وجائزة الشيخ سالم العلي الصباح للتقنية عام 2016 وجائزة سعيد خوري لرواد الأعمال والمبتكرين بالعام نفسه كما حصلت على جائزة سيدة الأعمال عن تطبيق أبجد لعام 2015.
في تجربتكِ كسيدة ترأس تطبيقا ناشئا، هل لمستِ اختلافًا أو معوقات خاصة لكونكِ سيدة؟
- من خلال تجربتي وعلاقاتي مع رواد الأعمال الآخرين أجد أنني كسيدة لم أتعرض لاختلاف أو معوقات خاصة، بل نتشارك جميعًا نفس الصعوبات والمشكلات والتحديات، فلا أتخيل أن هناك فارقا بين الرجل والمرأة في تحديات المشروعات الناشئة. وعلى العكس فقد لمست معاملة إيجابية بدعم عدد من الجهات مثل البرامج والجوائز للمشروعات النسائية.
إلى أي مدى تلمسين تحقيق أهدافكم من أبجد حتى الوقت الحالي؟
- لم نصل إلى السوق المستهدف كما نريد، فما زالت الكتب المقرصنة تشهد ملايين التحميلات على مواقع الإنترنت، وبالتالي ما وصل إليه أبجد من قراء لا يمثل إلا 10% تقريبًا من السوق المحتمل للتطبيق، ومن أهدافنا يمكن القول إننا حققنا نحو 40% منها، ونأمل بالاستمرار في الأعوام المقبلة.
أتطلع في السنوات المقبلة لأن تكون كل الكتب العربية موجودة لدينا في «أبجد»
أخيرًا.. ما الذي تأمل إيمان حيلوز أن يحققه أبجد في السنوات المقبلة؟
- أتطلع في السنوات المقبلة لأن تكون كل الكتب العربية موجودة لدينا في التطبيق، وتكون الكتب الجديدة أولاً بأول على أبجد، أي يُطلق ورقيًا وإلكترونيًا في الوقت ذاته، وتصبح عجلة إنتاج الكتب الإلكترونية أسرع وبالوقت الصحيح، وأتمنى أن يكون كل محب للقراءة موجوداً عندنا في أبجد.
«أسرتي» في كل مكان
داليا شافعي