تحقيقات
أخر الأخبار

مسلسل‭ ‬درامي‭.. ‬يفضح‭ ‬المسكوت‭ ‬عنه التحرش‭ ‬بالأطفال‭.. ‬جريمـة‭ ‬مفزعـة‭!‬

التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬بالأطفال‭ ‬جريمة‭ ‬مفزعة‭ ‬تسلب‭ ‬البراءة،‭ ‬وتترك‭ ‬ندوبًا‭ ‬نفسية‭ ‬لا‭ ‬تُمحى،‭ ‬والأسوأ‭ ‬أن‭ ‬ضحيته‭ ‬غالبًا‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬حتى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬البوح،‭ ‬فتعاني‭ ‬في‭ ‬صمت‭.‬

في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬2025‭ ‬وقعت‭ ‬كارثة‭.. ‬مصيبة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬مناطق‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬تعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬عن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الطرق،‭ ‬ويعاني‭ ‬أضرارا‭ ‬جسدية‭ ‬نتيجة‭ ‬تعرضه‭ ‬لاعتداء‭ ‬جنسي‭.‬
وعلى‭ ‬الفور،‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬هوية‭ ‬الجاني‭ ‬وضبطه،‭ ‬وأقر‭ ‬المتهم‭ ‬واعترف‭ ‬بارتكابه‭ ‬الجريمة‭ ‬جملةً‭ ‬وتفصيلًا،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السوابق‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مماثلة،‭ ‬كما‭ ‬يحمل‭ ‬سجلًا‭ ‬إجراميًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المخدرات،‭ ‬وهنا‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬حائط‭ ‬المخدرات‭ ‬التي‭ ‬دائما،‭ ‬وأبدا‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الشنيعة‭.‬

جاء‭ ‬المسلسل‭ ‬المصري‭ “‬لام‭ ‬شمسية‭” ‬للمخرج‭ ‬كريم‭ ‬الشناوي‭ – ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬2025‭- ‬ليُسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬فداحة‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الفجاجة‭ ‬أو‭ ‬التوظيف‭ ‬غير‭ ‬المسؤول،‭ ‬رافضًا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬مجرد‭ ‬قصص‭ ‬تُروى‭ ‬ثم‭ ‬تُنسى،‭ ‬بل‭ ‬معركة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬يُسمع‭ ‬صوت‭ ‬الضحايا‭.‬
ما‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬أن‭ ‬تكوني‭ ‬أُمًّا‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكونَ‭ ‬مسؤولًا‭ ‬كأب‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬هواجس‭ ‬تربية‭ ‬أطفاله‭ ‬وحمايتهم‭ ‬والاعتناء‭ ‬بهم،‭ ‬وأن‭ ‬أكثر‭ ‬المسؤوليات‭ ‬حساسية‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحماية‭ ‬أطفالك،‭ ‬لكنك‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصرف‭ ‬ذلك‭ ‬الصوت‭ ‬بسهولة،‭ ‬صوت‭ ‬المخاوف‭ ‬والوساوس‭ ‬التي‭ ‬تخبرك‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬طفلي‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬أيضا؟

‏1‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬أطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاعتداء‭ ‬الجنسي

في‭ ‬البداية‭.. ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعرفه‭ ‬عن‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الأكثر‭ ‬حداثة‭ ‬ودقة،‭ ‬أن‭ ‬1‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬أطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاعتداء‭ ‬الجنسي،‭ ‬وتأتي‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬موضع‭ ‬ثقة‭ ‬أو‭ ‬ذي‭ ‬معرفة‭ ‬مسبقة‭ ‬بالطفل،‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬جارا‭ ‬أو‭ ‬قريبا‭ ‬أو‭ ‬صديقا‭ ‬للعائلة،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬للمجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬لعلاج‭ ‬صدمات‭ ‬الأطفال‭ ‬الأميركية‭ (‬NCTSN‭).. ‬وهنا‭ ‬يميل‭ ‬المعتدي‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ “‬الاستمالة‭”‬،‭ ‬أي‭ ‬مصادقة‭ ‬الطفل‭ ‬وأسرته‭ ‬والتقرب‭ ‬منهم‭ ‬بغرض‭ ‬اكتساب‭ ‬ثقتهم،‭ ‬ليتسنى‭ ‬له‭ ‬الانفراد‭ ‬بضحيته‭ ‬والاعتداء‭ ‬عليها‭.‬

علامات‭ ‬جسدية‭ ‬وسلوكية‭.. ‬
تنذر‭ ‬بتعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للتحرش
هناك‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬الجسدية‭ ‬والسلوكية‭ ‬تنذر‭ ‬بأن‭ ‬الطفل‭ ‬تعرض‭ ‬للتحرش،‭ ‬كإبداء‭ ‬ممانعته‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬رغبته‭ ‬وخوفه‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬شخص‭ ‬بعينه،‭ ‬والتشبث‭ ‬بأبويه،‭ ‬وتردده‭ ‬في‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقضيه‭ ‬مع‭ ‬أحدهم،‭ ‬وانسحابه‭ ‬إلى‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬عادته،‭ ‬وقلقه‭ ‬وسرعة‭ ‬انفعاله،‭ ‬وزيادة‭ ‬شهيته‭ ‬للطعام‭ ‬أو‭ ‬نقصانها،‭ ‬وارتداده‭ ‬إلى‭ ‬عادات‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬كف‭ ‬عنها،‭ ‬كالتبول‭ ‬اللاإرادي،‭ ‬ومص‭ ‬الإبهام،‭ ‬ورؤيته‭ ‬المتكررة‭ ‬للكوابيس،‭ ‬وامتلاك‭ ‬مخاوف‭ ‬جديدة،‭ ‬كالخوف‭ ‬من‭ ‬الظلام،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬منها‭ ‬كثرة‭ ‬النوم،‭ ‬ليبدو‭ ‬على‭ ‬محياه‭ ‬استياء‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يفصح‭ ‬عنه‭ ‬بأن‭ ‬يجهش‭ ‬بالبكاء،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬اكتشاف‭ ‬نقود‭ ‬أو‭ ‬أشياء‭ ‬شخصية‭ ‬أخرى‭ ‬بحيازة‭ ‬الطفل‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬الأبوين‭ ‬بمصدرها‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬حصوله‭ ‬عليها‭.‬
وقد‭ ‬يظهر‭ ‬الطفل‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬أحيانًا‭ ‬شكلا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الطاعة،‭ ‬أو‭ ‬شكلا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التمرد،‭ ‬كما‭ ‬يقضي‭ ‬وقتا‭ ‬أكبر‭ ‬بمفرده،‭ ‬وتظهر‭ ‬عليه‭ ‬محاولات‭ ‬تجنب‭ ‬التجرد‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬لتغييرها‭ ‬أو‭ ‬الاستحمام،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬يخشى‭ ‬أماكن‭ ‬بعينها،‭ ‬كالمراحيض‭. ‬ويبدي‭ ‬معرفة‭ ‬بأمور‭ ‬تفوق‭ ‬إدراكه‭ ‬أو‭ ‬عمره،‭ ‬آتيا‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬كلمات‭ ‬وتصرفات‭ ‬جديدة‭ ‬غير‭ ‬لائقة،‭ ‬بها‭ ‬إيحاءات‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬ذاتي‭ ‬مفاجئ‭ ‬بأمور‭ ‬أو‭ ‬ألفاظ‭ ‬جنسية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬أن‭ ‬التحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متضافرة‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬أي‭ ‬علامات‭ ‬جسدية،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬الجزم‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الانتهاك‭ ‬الجنسي‭ ‬حقا‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬لكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التبدلات‭ ‬التي‭ ‬يستشف‭ ‬منها‭ ‬الأبوان‭ ‬وجود‭ ‬خطب‭ ‬ما‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬طفلهما،‭ ‬تستدعي‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بجدية‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفكيكها‭.‬

ماذا‭ ‬إذا‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬بالفعل‭ ‬للتحرش؟
يحدث‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له،‭ ‬ويفضل‭ ‬إخفاءه‭ ‬عن‭ ‬والديه‭ ‬لاعتبارات‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الحسبان،‭ ‬كحرمانه‭ ‬من‭ ‬العطايا‭ ‬التي‭ ‬يغدقه‭ ‬بها‭ ‬المعتدي،‭ ‬أو‭ ‬لتعرضه‭ ‬للتهديد‭ ‬بالضرب‭ ‬أو‭ ‬العقاب‭ ‬إذا‭ ‬باح‭ ‬لأحد،‭ ‬أو‭ ‬لأن‭ ‬أبويه‭ ‬سيوبخانه‭ ‬إن‭ ‬علما‭ ‬بما‭ ‬حدث‭.‬
ويقدم‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬طه‭ ‬استشاري‭ ‬ومدرس‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬تحليلا‭ ‬لحالة‭ ‬الطفل‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ “‬يوسف‭” ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ “‬لام‭ ‬شمسية‭”‬،‭ ‬وعن‭ ‬أول‭ ‬شعور‭ ‬للطفل‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للتحرش‭ “‬هو‭ ‬أنه‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬لما‭ ‬حدث،‭ ‬وهناك‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬ذهنه،‭ ‬ويكون‭ ‬أسيراً‭ ‬لها‭”.‬
ويضيف‭: ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬الثاني،‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬عند‭ ‬معظم‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتحرش‭.. ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالذنب‭.. ‬تصور‭! ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الضحية‭.. ‬لكن‭ ‬عقله‭ ‬الباطن‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬تفسير‭ ‬لأسئلة‭ ‬مثل‭ “‬ليه‭ ‬ده‭ ‬حصل‭ ‬معايا؟‭”‬،‭ “‬اشمعنا‭ ‬أنا؟‭”‬،‭ “‬أنا‭ ‬عملت‭ ‬إيه؟‭”‬،‭ ‬غير‭: ‬أكيد‭ ‬أنا‭ ‬ليا‭ ‬دور‭.. ‬أنا‭ ‬مذنب‭! ‬وهو‭ ‬شعور‭ ‬قاتل‭ ‬وترتب‭ ‬عليه‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭”‬،‭ ‬أما‭ ‬الشعور‭ ‬الثالث‭.. ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬أصعبهم‭.. ‬فهو‭ ‬الشعور‭ ‬بالعار‭.. ‬أنا‭ ‬سيئ‭…. ‬أنا‭ ‬مكسوف‭ ‬من‭ ‬نفسي‭.. ‬أنا‭ ‬وجودي‭ ‬عار‭.. ‬أنا‭ ‬جسمي‭ ‬عار،‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬وغيرها‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬للتحرش‭ ‬بفترة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذنب‭ ‬والعار‭ ‬لأنه‭ – ‬كما‭ ‬يفكر‭- ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬مقدوره‭ ‬إيقاف‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬ووافق‭ ‬على‭ ‬الاستسلام،‭ ‬ولإبقائه‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬سرًا،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬به‭ ‬أحدا‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬أما‭ ‬إحساسه‭ ‬بالخزي‭ ‬فمرده‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الشائن،‭ ‬وأنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يحب‭ ‬المعتدي‭ ‬لمكانته‭ ‬القريبة‭ ‬منه‭.‬
‏‭”‬أما‭ ‬وقت‭ ‬التعرض‭ ‬للتحرش‭ ‬فتكون‭ ‬له‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬لحظي‭ ‬يعني‭ – ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬إيلامًا‭.. ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬بتقاوم‭.. ‬تضرب‭.. ‬تفلفص‭.. ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭ ‬يكون‭ ‬أقوى‭.. ‬أطفال‭ ‬أخرى‭ ‬تجرى‭.. ‬تهرب‭.. ‬تهرول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اتجاه‭ ‬وبأقصى‭ ‬سرعة‭.. ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الخوف‭ ‬والذعر،‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭ ‬الأخير‭ ‬وأيضا‭ ‬يكون‭ ‬الأصعب‭ ‬ونُطلق‭ ‬عليه‭ ‬Freezing response‭.. ‬الطفل‭ ‬يتجمد‭ ‬في‭ ‬مكانه‭.. ‬استسلام‭ ‬تام‭.. ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الرعب‭ ‬والحيرة‭ ‬والارتباك‭.. ‬وأحيانًا‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬مقاومة‭ ‬أو‭ ‬فشل‭ ‬الهروب‭”.‬

لماذا‭ ‬علينا‭ ‬الانتباه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬أطفالنا‭ ‬قد‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتحرش؟
قد‭ ‬لا‭ ‬يقول‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬شيئا؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يهتم‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬لهم،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الآخرون‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقولوا،‭ ‬لكن‭ ‬الإنصات‭ ‬الجيد‭ ‬للتفاصيل‭ ‬اليومية‭ ‬للطفل‭ ‬واحترام‭ ‬رغبته‭ ‬إحدى‭ ‬السبل‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬يشدد‭ ‬عليها‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭.‬

ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬عندما‭ ‬يظل‭ ‬يحبس‭ ‬سر‭ ‬التعدي‭ ‬عليه؟
يصعب‭ ‬تقبل‭ ‬أمر‭ ‬كهذا،‭ ‬وإن‭ ‬ظل‭ ‬طي‭ ‬الكتمان‭ ‬داخل‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه،‭ ‬فهو‭ ‬ينال‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬في‭ ‬شخصيته،‭ ‬فيظهر‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬وفقدان‭ ‬الإحساس‭ ‬بالأمان‭ ‬والقلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬وضعف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الانفعالات،‭ ‬لكن‭ ‬الأشد‭ ‬خطرًا‭ ‬هو‭ ‬وضوح‭ ‬جوانب‭ ‬مرضية،‭ ‬كتنامي‭ ‬نزعة‭ ‬انتقامية‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬نفسية‭ ‬تتضح‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬في‭ ‬تصرفاته‭ ‬المستقبلية‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الجاني‭ ‬بممارسة‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬مستقبلا،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ “‬يوسف‭” ‬في‭ ‬المسلسل‭ ‬بأن‭ ‬تحرش‭ ‬بأخيه‭ ‬الصغير‭ “‬ياسين‭”‬،‭ ‬وإن‭ ‬بقي‭ ‬الأمر‭ ‬سرًا‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬فسترافقه‭ ‬الصدمة‭ ‬في‭ ‬الكبر،‭ ‬وتشوش‭ ‬على‭ ‬إدراكه‭ ‬لبعض‭ ‬الأمور‭.‬
التصدي‭ ‬للمتحرش‭ ‬واحتواء‭ ‬الطفل
من‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬فعلها‭ ‬إبعاد‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬تحرش،‭ ‬وتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬له،‭ ‬ويمكن‭ ‬إخطار‭ ‬الشرطة‭ ‬بالأمر‭ ‬أو‭ ‬هيئة‭ ‬مختصة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تحرش،‭ ‬والأمر‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬عرض‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬المختص‭ ‬النفسي‭.‬

ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬حين‭ ‬أتيقن‭ ‬من‭ ‬
أن‭ ‬طفلي‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬للتحرش؟
توجد‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬اتباعها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف،‭ ‬وهي‭:‬
التماسك‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهدوء‭ ‬والتحلي‭ ‬بالصبر،‭ ‬والاستماع‭ ‬للطفل‭ ‬باهتمام‭ ‬ودون‭ ‬مقاطعة‭ ‬مع‭ ‬منحه‭ ‬كامل‭ ‬الاهتمام،‭ ‬حاول‭ ‬عدم‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬ودع‭ ‬الطفل‭ ‬يتحدث‭ ‬دون‭ ‬مقاطعة،‭ ‬صدق‭ ‬طفلك‭ ‬وأخبره‭ ‬بأنك‭ ‬تصدقه،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بدا‭ ‬كلامه‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬لأول‭ ‬وهلة،‭ ‬أخبر‭ ‬طفلك‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬خطأه،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬مسؤولًا‭ ‬عما‭ ‬حدث،‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يُعَاقَب‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الأمر،‭ ‬أخبر‭ ‬طفلك‭ ‬بأنه‭ ‬فعل‭ ‬الصواب‭ ‬بإخبارك،‭ ‬وأنه‭ ‬طفل‭ ‬شجاع،‭ ‬ويجب‭ ‬احترام‭ ‬شجاعته،‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬طفلك‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬مساعدته‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان،‭ ‬وكن‭ ‬مستعدًا‭ ‬لفعل‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬طفلك‭ ‬منك‭.‬
وقد‭ ‬يطرح‭ ‬الطفل‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة،‭ ‬أو‭ ‬يقول‭ ‬أشياء‭ ‬مثل‭ ‬هل‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أحتفظ‭ ‬بالأسرار؟‭ ‬يمكنك‭ ‬الرد‭ ‬بقول‭: “‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬عليك‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالأسرار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬بأنها‭ ‬مناسبة‭”‬،‭ ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬أشياء‭ ‬غريبة؟‭ ‬يمكنك‭ ‬الرد‭ ‬بسؤال‭: ‬ما‭ ‬الأمر‭ ‬الغريب‭ ‬الذي‭ ‬يفعله‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص؟‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬يلعبها‭ ‬فلان،‭ ‬يمكنك‭ ‬الرد‭ ‬بسؤال‭: “‬كيف‭ ‬تلعب؟‭”‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق