تحقيقات
أخر الأخبار

وليد اسبيته: النفايات الإلكترونية كنوز يمكن أن تتحول إلى قنابل

 

قادرون على معالجة أكثر من 10 أطنان
من النفايات يوميًا

تراكم النفايات قنبلة موقوتة، يزداد عدد السكان، ويزداد الاستهلاك، ويتم تصنيع الإلكترونيات لتدوم في إطار زمني أقصر للحفاظ على الشراء، الكميات تتزايد أضعافا مضاعفة، ولا بد من طرح الحلول، هذا الحلم أصبح حقيقة على يد الشاب الكويتي المدير التنفيذي لشركة “انفيروسيرف” وليد اسبيته، الذي أقام مصنعًا لتدوير هذه النفايات الخطرة ليحصل منها على مواد كثيرة يمكن إعادة استخدامها في صناعات مستقبلية، وكان لنا معه هذا اللقاء:

نود أن نعرف من أين جاءت لك فكرة تدوير النفايات الإلكترونية؟

– خطرت لي الفكرة أثناء البحث عن الصناعات التي ستعمل بشكل جيد في المستقبل، وأثناء بحثي وجدت أن العالم يتفق بالإجماع على أن أفضل طريقة للمضي قُدمًا هي الموارد المتجددة، سواء كانت للطاقة أو التصنيع.. ولأوضح ذلك، وجدت أنه إذا كان بإمكاني إنشاء نظام يمكنني من خلاله استعادة المواد الخام، خاصة في مجال تدوير النفايات الذي ينمو بأسرع معدل، فيمكنني حينئذٍ إنشاء مصدر متجدد للمواد الأولية في تصنيع جميع أنواع الالكترونيات، لنكون مجال عمل مستدام.
وأضاف:
بالطبع، الأمر كانت بدايته مثل أي عمل آخر صعبة، خاصة أن خبرتي وتعليمي في مجال التمويل والإقتصاد، ومع ذلك، تمكنت من تعليم نفسي من خلال السفر إلى المنشآت الدولية التي تعمل على الشيء نفسه، والتعرف على أشخاص يعملون في هذه الصناعة.. واليوم، معرفتي ومعرفة موظفي شركتنا هي ما منحتنا اليد العليا في هذه الصناعة.

كيف كانت بدايتك؟

– بدأت صغيرًا من خلال التركيز على وعي الأشخاص ثم اتجهت للتركيز على التجميع من الشركات، والتي تعد حتى اليوم أكبر أسواقنا.. لاحقًا، اتجهنا إلى تقديم خدمة التجميع من المنازل، والتي تعد إضافة مهمة جدًا لأعمالنا.. حيث إنه من المهم أن نقدم للجميع في الكويت خيار إعادة تدوير نفاياتهم الإلكترونية والمعدنية.
حرصنا على تطوير المشروع بالتوسع وإضافة معدات لكل مادة او مصدر نفايات متكرر، والتعلم في كل مرة نقوم فيها بتحسين أسلوب إدارة العمل، وتقدمنا سريعًا، حتى توصلنا اليوم إلى احدث مصنع مجهز بالكامل قادر على معالجة أكثر من 10 أطنان من النفايات يوميًا.

يمكن أن تكون النفايات مفيدة إذا تم تنظيمها وفصلها من البداية

نود منك شرحا بسيطا عن الفكرة؟

– الفكرة بسيطة جداً، نحن بحاجة إلى المعادن المختلفة لصنع الأشياء التي نستخدمها كل يوم، والإلكترونيات ليست استثناء، فإذا أخذنا الكمبيوتر المحمول كمثال، لنعرف ما يمكننا استخراجه منه فهي مصنوعة من الألمنيوم، ولوحة الدائرة بداخلها تحتوي على آثار من الذهب والبلاديوم، ومعادن ثمينة للغاية، والأسلاك التي تشغلها مصنوعة من النحاس.
كل هذه العناصر التي توجد في الكمبيوتر المحمول أصبح إنتاجها نادرًا وصعبًا ومكلفًا مع زيادة الطلب من عدد متزايد من السكان.. ومع ذلك، فإن الشيء الجيد في المعادن أنه يمكن إعادة تدويرها وإعادة استخدامها بلا حدود تقريبًا.
نحن نعمل على جمع هذه العناصر وتطوير طرق لاستخراج هذه المعادن، بحيث يمكننا إعادة تدويرها وإرسالها مرة أخرى إلى الشركات المصنعة لإعادة استخدامها كمواد خام.. إنها بهذه السهولة.
بالطبع الجوانب الفنية أكثر تعقيدًا، لكن المفهوم حقًا بهذه البساطة، يتزايد عدد سكان العالم بأسرع معدل على الإطلاق، وقد أصبحت العناصر التي نصنعها قابلة للتدوير بشكل متزايد.. لذلك يجب أن نبدأ في صنع الأشياء مع وضع فكرة إعادة التدوير في عين الاعتبار، حتى نتمكن من إعادة استخدام المواد الخام في إنتاج عناصر جديدة، يمكن أن تكون النفايات مفيدة إذا تم تنظيمها وفصلها من البداية، وإذا لم نفعل ذلك، فإن الضرر الذي سيحدث لكوكب الأرض سيكون أسوأ بكثير مما نتوقعه.

النفايات الإلكترونية..
لن تتحلل أبدًا!

هل النفايات الإلكترونية كنز أم قنبلة؟
– كلاهما نوعًا ما.. هناك مواد ثمينة جدًا في النفايات الإلكترونية أصبحت نادرة بشكل متزايد.. لذلك يمكن اعتبارها كنزًا، في الوقت نفسه، تحتوي الكثير من الأجهزة الإلكترونية على مواد كيميائية ومعادن ضارة جدًا مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ.. إذا تم إلقاء الإلكترونيات في مكبات النفايات على مدى مئات السنين، فإن هذه المواد الكيميائية ستتسرب إلى الأرض والمياه الجوفية مما يجعلها غير مجدية وربما سامة لزراعة المحاصيل أو الاستفادة من المياه.. لا يعتبر التعامل مع الأجهزة الإلكترونية أمرًا خطيرًا، لكن تركها في مكبات النفايات يعني أنها لن تتحلل أبدًا وتتسبب فقط في الضرر، ناهيك عن شغل مساحة كبيرة.. وبالطبع، إذا لم نتمكن من تحقيق الإستدامة للاقتصاد والتصنيع، فإننا نستنزف هذه الموارد الثمينة.

من الذي شجعك على تنفيذ المشروع؟

– لقد عشت نصف حياتي خارج الكويت، و لقد كسبت الخبرة والثقافة من شتى البلدان وعبر التعرف على شخصيات مثقفة ومتنوعة، حيث استفدت من خبراتهم وأفكارهم المتنوعة، من هذه المعارف اكتسبت درسا مهما، وهو أهمية إعادة هيكلة نمط الحياة عبر انشاء مصادر طاقة متجددة وإعادة تدوير المواد المستعملة للاستفادة منها من جديد، على سبيل مثال، عندما علمت ان الكويت أنشأت صندوق تمويل مشاريع صغيرة للمبادرين، سارعت بالتقديم على تمويل، ولله الحمد، تمت الموافقة على مشروعي ودعمه من قبل الصندوق. أردت أن أفعل شيئًا لرد الجميل للكويت، لرد كل ما قدمته لنا كشعب، مع ذلك، ولسوء الحظ، أدركت أنه يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية للغاية في الكويت حتى تتحسن الأمور.

الكويت صغيرة ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للوصول إلى مصادر النفايات

نظام إدارة النفايات لدينا قديم للغاية وضار بالبيئة، الكويت ليس لديها مبادرات لفرز النفايات وإعادة التدوير، الشيء المؤسف أن الشباب الكويتي ذكي للغاية وموهوب ويعمل بجد، مما يعني أنه على استعداد لبذل الجهد والطاقة لتحسين مستويات المعيشة وتحسين بيئتنا.. علاوة على ذلك، فإن الكويت صغيرة، ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للوصول إلى حل لجميع مصادر النفايات تقريبًا.. الآن بعد أن رأيت أن هذه الفكرة يمكن أن تنجح، أجد نفسي أحمل مسؤولية كل يوم لتحسينها، وإضافة المزيد من الكميات.. في السنة الأولى من التشغيل تمت معالجة 100 طن، وفي العام الثاني 500 طن، وفي العام 2021 نخطط لتجميع 1000 طن، أي مليون كيلوغرام، وهو إنجاز كبير جدًا لشركة صغيرة.

هل هناك صعوبات وتحديات واجهتك؟

– بالطبع.. كانت أصعب الأمور العثور على أرض صناعية مناسبة. حيث لا توجد أراض صناعية مخصصة في الكويت، باستثناء Agility، التي لا توجد بها دائمًا مواقع شاغرة.. الكويت بحاجة إلى منطقة صناعية ضخمة بها آلاف من قطع الأراضي والمواقع للناس لممارسة الأعمال التجارية عليها.
النضال الثاني الذي واجهته وما زلت أواجهه المساعدة الحكومية في وضع المبادئ التوجيهية والقواعد واللوائح لإعادة تدوير المعادن والنفايات الإلكترونية.. هذا السوق مجزأ للغاية، حيث يستخدم الكثير من الأشخاص فيه طرقًا ضارة للغاية مثل حرق الكابلات لاستخراج النحاس أو صب حمض من بطاريات الرصاص الحمضية في نظام مياه الصرف الصحي.. تحدث هذه الأشياء كل يوم.
من الجيد أن أذكر انه تم تمويل هذا المشروع من قبل الصندوق الكويتي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي كان بمثابة مساعدة لا تصدق في القدرة على القيام بذلك في المقام الأول، لكن الحل يكمن في الشراكة بين جميع الجهات الحكومية.. القطاع غير مقيد، وإذا كان الأمر كذلك، فيمكننا البدء في رؤية أعمال لا تصدق تنشأ، وتنظيم لا مثيل له والتقدم في جميع القطاعات وليس فقط إدارة النفايات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق