حياتنا أحلي

مصاصو الطاقة.. كيف نمنعهم عن حياتنا؟

 

كأنها أفلام رعب حقيقية..

مصاصو الطاقة.. كيف نمنعهم عن حياتنا؟

 

شاهدنا كثيرا أفلام ومسلسلات رعب عن أبطال تحولوا إلى مصاصي دماء يشفطون دماء من يحبونهم كي تستمر حياتهم نشيطة وسعيدة، ولكن هل تعلم أنك تعيش فيلم مماثل ولكن في الواقع مع أبطال حقيقيون قد يكونون أقرباء أو أصدقاء أو زملاء عمل أو حتى من يعيشون حولنا، ولكن الفارق أنهم لا يمتصون دماءنا، بل طاقتنا وحيويتنا ويعكرون مزاجنا دون أن ندري أو نحسب لهم أي حساب أو نحمي أنفسنا منهم كما تقول الكاتبة في كتابها الشهير الحرية العاطفية و التي تحدد فيها صفات هؤلاء البشر وكيفية التعامل معهم.

 

كيف تعرف مصاص الطاقة؟

سؤال وجيه يجب أن نسأله لأنفسنا قبل أن نتهم الآخرين بمثل هذه التهمة  التي قد نكون نحن من نعاني منها ونصيب الآخرين بتبعاتها، وهنا تجيب الطبيبة النفسية جوديث اورلوف صاحبة الكتاب الاكثر مبيعا حول كسر جميع القيود  التي تحيط بنا وبمشاعرنا وتحولنا إلى سجناء بلا قيود «الحرية العاطفية»، وتقول إن مصاصي الدماء منتشرون بيننا انتشار النار في الهشيم وهم قادرون على تحويلنا إلى أجساد بلا طاقة ولا روح، مشيرة إلى أنهم جميعا يجتمعون على بعض الصفات منها.. إنهم دائمو الشكوى كثيرو العبوس يلقون دائما باللوم على الآخرين أو الحظ العثر معتقدين أنهم لا يخطئون ابدا، فبمجرد أن تقع عيناك عليهم حتى تبدأ اسطوانة الشكوى من الزوج أو الزوجة.. من الأطفال.. من العمل.. من ظلم الحياة، من كل ما يواجههم في حياتهم مهما كان حجمه والأخطر  أنهم لا يتوقفون عن التباكي مهما حاولت ذلك مع الاصرار الدائم على أن مشاكلهم بلا حل وان قدمت حلولا يكن الرفض أو التجاهل مصيرها فالأساس هو الشكوى ثم الشكوى.

 

كيف تعرف أنك وقعت فريسة مصاص الطاقة؟

عندما تشعر بالتعب وانعدام النشاط أو الطاقة والإحساس بالاكتئاب والتعب والتوتر والشعور بانعدام التركيز وفقدان التوازن والرغبة في ترك المكان أو بنزول غمامة من الحزن على قلبك وكل ذلك بدون أسباب واضحة ومحددة، فهناك احتمال قوي بأنك مع شخص أو  أشخاص يمتصون طاقتك ويجب اتخاذ التدابير اللازمة لوقف نزيف الطاقة فورا الذي سيحولك خلال دقائق إلى ما يشبه الجثة الهامدة فيما يزداد هؤلاء طاقة ونشاطا وحيوية بعد ان استنفدوا طاقتك وطاقة كل من في المكان.

 

انعدام الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات السبب

ويرجع مدربو التنمية البشرية ومنهم البريطانية جوديث إصابة هؤلاء البشر وهم أغلبية حسب قولهم إلى الجو الاسري الذي تربوا فيه والقائم على العنف والإحساس بانعدام الأمان والثقة بكل ما هو يحيط بهم ومن ثم لا يشعرون بأي تقدير للذات وهو ما يدفعهم دائما للفت النظر بالشكوى الدائمة وافتعال أزمات درامية بدون أسباب.

أيضا يميل هؤلاء إلى التفكير السلبي المدمر الذي يتلقى كل المعلومات الخارجية بشكل مخالف للواقع بحيث يحول الاحداث الايجابية إلى سلبية فقط للفت النظر أو يضخم ويفاقم الاحداث السلبية.

أيضا الاحساس الدائم بعدم الرضا وقبول الامر الواقع والمقارنة الدائمة بالآخرين ونعي الحظ ليل نهار مع الشعور بأن الحياة بخلت عليهم بالكثير.. كلها أسباب تزيد من إصابة هؤلاء البشر بفقدان الطاقة الايجابية والقدرة على الاستمتاع بالحياة وهو ما يمتصونه من الاشخاص الايجابيين والاكثر طاقة منهم دون ان يدري أي منهم ذلك.

 

أوقفوا النزيف قبل أن يتحول إلى مرض

لايعلم الكثيرون أن نزيف الطاقة لا يقل خطورة عن نزيف الدم، بل انه اخطر لأن فقدان الدم يمكن تعويضه طبيا ولكن كيف يمكن أن نستعيد طاقة الجسم ونوقف استنزافها المستمر والذي يتحول مع الايام من عرض لمرض وهنا تنصح جوديث باتخاذ بعض التدابير  التي من شأنها حماية الجسم واستعادة النشاط من جديد:

-1 ابتعدوا تماما عن أماكن تجمع أو الالتقاء بمن تعتقدون أنهم يستنزفون طاقاتكم اذا كانوا من الدائرة البعيدة عنكم كالزملاء في العمل أو الاصدقاء غير المقربين إن أمكن، أما اذا استحال ذلك فيجب وضع حدود واضحة وصارمة في التعامل حتى يبتعدوا عنكم تلقائيا.

-2 اذا كان هؤلاء الاشخاص من الدوائر المقربة  التي لا يمكن الابتعاد عنها، فيجب التعامل معهم بشكل يغير طريقة تفكيرهم من سلبية إلى ايجابية دون اعطاء ما يوحي بالتعاطف مع مشاكلهم المستمرة.

كن لطيفا ولكن صارما في نفس الوقت بحيث تعطيهم الانطباع بأنك لا تريد أن تغرق معهم في المشكلة، ولكن تريد أن تقدم حلولا أو ترشدهم إلى من يستطيعون المساعدة.. لا تقع فريسة من يفترسون طاقتك دون ان تدري.

-3 حاول أن تقود أنت دفة الحوار في بداية اللقاء، فهؤلاء لديهم القدرة على إدارة الحوار بشكل مستمر دون إعطاء الآخرين فرصة للتدخل.. هم يلقون بكل ما لديهم من شكاوى لمجرد التعاطف معهم، فكن أذكى وابدأ أنت الحديث بحدث إيجابي أو موضوع لا يمكن أن يتحول إلى شكوى.

في حال وقعت في الفخ فعليك، فورا تغيير الموضوع وقطع حبل الشكوى وإعطاء الانطباع بعدم الاكتراث بالمشكلة والتركيز على الحلول فهؤلاء الاشخاص يكرهون الاستماع إلى الحلول لأنها تقطع عليهم الطريق للمزيد من الشكوى وتشعرهم بالملل والفشل من اتمام المهمة وهو ما سيدفعهم إما للتوقف عن الحديث أو ترك المكان من الاساس.

-4 الكثير من الراحة يعيد التوازن إلى الجسم ويزيد من نشاطه كي يمكن ان يتحمل حجم الأفكار المسممة  التي تصل اليه من مصاصي الطاقة ومن ثم لا يتأثر بها ويخرجها خارج حيز تفكيره.. اعط  لجسمك ما يحتاجه من ساعات النوم المطلوبة ليلا والتغذية الصحية  التي ترفع طاقتك.

-5 تخلصوا بشكل مستمر من الطاقة السلبية  التي تمتصونها واستعيدوا طاقتكم بالسير حفاة على الرمال أو في الحدائق العامة على الحشيش، فهذا من شأنه مد الجسم بطاقة الارض القوية وسحب الطاقة السلبية منها.

-6 مارسوا تمرينات التأمل  التي تساعد على الاسترخاء والهدوء واستعادة النشاط والطاقة، وهناك الكثير من التمرينات المتاحة على مواقع الانترنت المهم ان تبدأوا بتلك المخصصة للمبتدئين، وفي حال عدم القدرة فيكفي الاستماع إلى موسيقى هادئة أو مشاهدة مسرحية أو فيلم فكاهي يعيد البهجة للنفس ومن ثم الطاقة من جديد.

-7 الاستحمام بماء مذاب به ملح خشن أو السباحة بماء البحر فالماء المالح يسحب الطاقة السلبية من الجسم ويعيد طاقته الايجابية.

-8 اقطعوا التواصل بينكم وبين من تخشونهم، وذلك بتربيع اليدين ووضعهما على الصدر أو بوضع رجل على الاخرى، فهذه الحركات تعد من أهم وأكثر الحواجز الدفاعية الغريزية انتشارا لمنع تواصل الطاقات المتبادلة مع الآخرين.

-9 جربوا حمام النور وهو من الأمور  التي يعلمها ممارسو الطاقة الحيوية، فقط اغمض عينيك وتخيل أن عمودا من النور الابيض ينزل من السماء ليدخل من رأسك ويزيح كل اللون الرمادي المتمثل في الافكار السوداوية أو السلبية  التي تملكها حتى تشعر بأن قوة النور الأبيض حلت محل الرمادي بالكامل، تخيل بعد ذلك أن نفس النور يتحرك إلى عينيك وكل عضلات الوجه والرقبة والصدر والبطن وباقي الجسم إلى أن تصل إلى القدمين بحيث يخرج اللون الابيض منهما.

هذه الحيلة تزيل كل الطاقة السلبية من الجسم وتستبدلها بأخرى إيجابية ومشعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق