أخر الاخبار

معرض الخط العربي والتشكيلات الحروفية

إبداع تجليات الحرف والرؤى الجميلة

 

مع بزوغ فجر الحضارة الإسلامية منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً ظهر 14 نوعاً من الخط, منها سبعة هي المستخدمة بكثرة ما بين الخطوط الأكاديمية والكلاسيكية.

ويجتمع علماء العربية على أن أصل الخط أخذ من الخط النبطي المأخوذ من الخط الآرامي ثم تطور الخط عبر مدرستين أولهما الكوفية والثانية الحجازية،

أما الخط الكوفي فكان مع القسوة، بينما يمتاز الحجازي بليونته وسهولة كتابته إبان الدعوة الإسلامية،

وقد بدأ التدوين القرآني في عهد الخلفاء الراشدين، واستمر تطور الخط ووضع القواعد له حتى العصر العثماني على يد مصطفى الراقم الذي سار على نهجه بقية الخطاطين العثمانيين.

 

حسن الخط يجلب الرزق

 

هناك قول لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «عليكم بحسن الخط فإنه مفاتيح الرزق»، لذا كان الاهتمام بالخط العربي قديما وحاضرا،

ونجد اهتمام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مبادرة طيبة لاستكمال مسيرة السابقين، فقد افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة

معرض الخط العربي المشترك بين الفنان علي البداح والفنان فاضل الرئيس اللذين قدما لوحات غاية الروعة من تشكيلات حروفية تجمع ما بين تجليات الحرف والرؤى الفلسفية.

 

وفي كلمته خلال افتتاح المعرض، أكد الأمين العام للمجلس الوطني علي اليوحة أن الفنان علي البداع،

والفنان فاضل الرئيس مثل غيرهما من المعاصرين المعروفين والمهتمين بالخط العربي في أرجاء الوطن العربي والإسلامي، الذين ابتكروا أشكالا جديدة، مستفيدين من طواعية الخط العربي وليونته،

فجعلوا منه عنصر تشكيليا ووسيلة لإنتاج لوحات فنية منفردة ذات قدرة تعبيرية عالية، حتى وإن لم يتقدموا بالقواعد والأوزان التقليدية للخط العربي.

 

حكم وأمثال

اعتمد الفنان علي البداح في لوحاته بمختلف أشكاله على تقديم عدد من الحكم في القرآن والسنّة والأقوال المأثورة من الصحابة والتابعين،

إضافة إلى عدد من الأمثال العربية والكويتية المشهورة، وبعض شعر الحكمة لشعراء الكويت الراحلين أمثال فهد العسكر.

واستطاع البداح من خلال هذه اللوحات أن ينقل صورة ذهنية فريدة إلى المشاهد ويجعله يتأثر بتلك الانطباعات البارزة على اللوحة التي تحمل عددًا من

الحكم مثل (الحلم، سيد الأخلاق، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وأما بنعمة ربك فحدث)،

ومن الأمثال الشعبية العربية والكويتية «لا يطاع من لا رأي له، إذا فات الفوت لا ينفع الصوت، الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئا»

وغيرها من الحكم والأمثال التي صارت مضربا في كل الأحوال وشكلت وجدان الأمة العربية والإسلامية على مدى تاريخها الطويل.

 

أما الفنان فاضل الرئيس، فجاءت لوحاته لتعبر عن رؤى فلسفية تبرز جماليات الحرف العربي وقدرته على التشكيل والتغيير،

حيث جعل الحرف مقرونا بالصورة المعبرة التي تؤكد أن الحروف العربية طيعة ومتحركة ومرنة ويمكن تشكيلها بسهولة.

وتعددت لوحات فاضل الرئيس التي ارتكزت على عدد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وبعض الحكم المكتوبة بطريقة تداخل الحروف معتمدا على إبراز

قيمة الزخرفة الإسلامية باستخدام لوحات إكريلك التي استطاعت أن تجسد هذا الفن وتنقل صورة ذهنية واضحة للمشاهد.

المعرض كما عبّر عنه الحضور من رواد هذا الفن ومشاركتهم في الورشة التي أقيمت على هامش المعرض،

يعد من أهم معارض الخط العربي، بمشاركة فنانين كبار لهم بصمة واضحة خليجيا وعربيا وعالميا، ويعد إضافة حقيقية لمسيرة هذا الفن الجميل وأحد إفرازات الحضارة الإسلامية على مر العصور.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق