منال بوجيري: . «Smart Boxes». الخبيرة الزراعية الحاصلة على جائزة الأميرة سبيكة لتشجعنا عى حب الزراعة

الناشطة والخبيرة الزراعية منال محمد بوجيري الحاصلة على جائزة الأميرة سبيكة لأفضل منتج محلي وصديق للبيئة، امرأة بحرينية ملهمة في مجال علوم البيئة تؤمن بأن الزراعة تخلق الطاقة الإيجابية والقوة والعزيمة، وضعت حلولا لبقايا الطعام، خاصة في شهر رمضان.
منال بوجيري زوجة وأم، ناشطة زراعية في الوسط العربي، التدريب الزراعي وإقامة المحاضرات والورش، قارئة نهمة وكاتبة في مجلة الأمن، تعمل مشرفة زراعية في القطاع الحكومي البحريني وهي من محكمي المعارض الزراعية، وتسعى الى التطوير والتثقيف في المجال الزراعي، وإليكم الحوار:

شعاري.. «أينما كنا وأينما نعيش فالرغبة بأن نزرع لا يمنعها أي شيء»

متى بدأ شغفك وحبك بالزراعة؟

– من صغري وأنا أحب أن أزرع في حديقة منزلنا، وأحب أن أسمع صوت العصافير في الصباح الباكر، فأصبحت هاوية للزراعة والتنسيق والعناية بالنباتات الداخلية والخارجية، محبة للآخرين، أستمتع بالعطاء وبطموح يفيض بلون الزهور يملأ كل مكان، عائلتي ووطني البحرين في المقام الأول دائما.
رؤيتي وهدفي في الحياة أن على كل بقعة خضراء على أرض الوطن أجد ان الزراعة هي علم وتعلم، هي درس في النظام والمسؤولية، هي ثمر وغذاء، هي قدرة خالق، هي تواصل مع الطبيعة الخضراء، هي قوة وعزيمة، هي صحة وراحة، صبر ومتابعة، سلوك ومهارة، تعاون وترابط بين الأرض والناس، هي طاقة وإيجابية، هي روح حلوة وإحساس طيب، هي سيكولوجية رائعة، من الحب والمتعة، وأحلاها جميعا هي أجر وصدقة.
رسالتي تكمن في تعميق الريادة في المجال الزراعي نحو الأفضل، وفق طرق محترفة ورؤية عالمية تكشف وتنمي أنجح وأسهل الطرق للزراعة العضوية ومبادئها من خلال الممارسات الزراعية، وتعزيز أهمية التواصل مع الطبيعة الخضراء.

وما الذي شجعك على فتح حسابك (AlManal Farm)؟

– حسابي مشروع بحريني يهدف إلى نشر الوعي الزراعي وتعزير مفهوم أهمية منتوج أرض الوطن، عن طرق المحاضرات، التدريب، الورش وإرشاد والاستشارات الزراعية المتاحة للجميع، هذا الحساب الذي كان نقطة الوصل لفئات عديدة من المجتمع، من داخل مملكة البحرين وخارجها، وشعاري في ذلك “أينما كنا وأينما نعيش فالرغبة بأن نزرع لا يمنعها أي شيء”.

ماذا عن جائزة الأميرة سبيكة لأفضل منتج محلي وصديق للبيئة التي حصلت عليها؟

– فخورة بفوزي بهذه الجائزة، وهذا التميز من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المفدى، رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمملكة البحرين في سنة 2019.

هل لنا أن نتعرف على هذا المنتج؟

‏- (Smart Boxes (DIY KIT العلب الذكية والتي تسهم في رسم خط بداية الذي يدفع إلى تحبيب الجميع بأن يزرعوا ويستمتعوا معا في أي مكان سواء داخل المنزل أو في الحديقة أو حتى على سطح المكتب.
وأضافت: هذه الفكرة تهدف وتشجع على ممارسة الزراعة بخطوات بسيطة أزرعها بنفسك المعتمدة على (Do it Your Self – DIY)لجميع الأعمار، والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المملكة الغالية مملكة البحرين، ويسهم في الحفاظ على البيئة ويشجع الأفراد على الزراعة بكل المستويات العمرية وهي إحدى سلسلة مجموعة من العلب كل علبة تختلف فكرتها عن الأخرى.
كما أن هذا المشروع يسهم في الرؤية الاقتصادية 2030م، وحرصا على تطبيق مبدأ الاستدامة والابتكار والتعليم. إن التنمية المستدامة في أبسط صورها تتمثل في تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الحياة والبقاء، وذلك يعني التوزيع المناسب والعادل للموارد والحقوق والثروات بين الأفراد على مر الزمن والمساواة المتبادلة بين الأجيال المختلفة وبين أفراد الجيل الواحد.

هل لنا أن نتعرف على فكرة كل علبة؟

1- علبة أزرعها بنفسك كانت للكبار: عبارة عن علبة مبين عليها طريقة كيفية الزراعة وتتكون محتوياتها من: بذور محلية من تجميع، أصيص كارتوني قابل للتحلل صديق للبيئة، كيس كومبوست محلي من صنعي.
2- علبة هيا نزرع للصغار: تحتوي على بذور مختارة للطفل نموها سريع، أصيص ملون، عود خشبي، كيس كومبوست، مناسبة لسن 4- 12 سنة.
3- البيضة السحرية للأطفال: عبارة عن بيضة فخارية بداخلها كومبوست وبذور مناسبة لسن 4- 12 سنة.
هذه المنتجات صديق للبيئة: من خامات وتعبئة، يعاد تدويرها وقابلة للتحلل البيولوجي منتج بحريني من جميع محتوياته.
الحمد لله وصلت هذه المنتجات لطلبة المدارس جميع الأعمار والمراحل وأيضا أصحاب الهمم والعزيمة فئة الاحتياجات الخاصة. ومن فئة البالغين: مبتدئين للزراعة، هاوي الزراعة، ربات البيوت، أصدقاء البيئة.

التبذير في الطعام له
آثار سلبية بيئية واقتصادية واجتماعية

أوضحت أن بقايا الطعام تشكل نحو 44% من إجمالي المخلفات المنزلية، كيف يمكننا أن نستفيد من بقايا الطعام خاصة مع موائد إفطار رمضان؟

– هناك الكثير من الحلول لبقايا الطعام التي تكثر معنا خاصة مع موائد إفطار شهر رمضان، ولكن من تجربتي الشخصية أصنع كومبوست من مخلفات الطعام الزائد، حيث أستفيد منه بعد أن يتحول الى سماد عضوي ناتج عن تخمير البقايا النباتية، كما أنني أقوم بإطعام عصافيري وأرانبي من بقايا الطعام، وإذا كان هناك طعام صالح للأكل أتبرع به لعمال التنظيف في الشوارع.

هل يمكن للمرأة أن تصنع “الكومبوست” في منزلها؟ وكيف ذلك؟

– نعم ممكن صناعة الكومبوست في المنزل، حيث إن أجهزة صناعة الكومبوست تطورت وتعددت، منها في البرميل اليدوي ومنها أجهزة كهربائية لتجفيف وطحن الطعام الزائد، فالعلم تطور في التصنيع.
كلها مواد عضوية من مخلفات الطعام النيتروجينية الخضراء والكربونية البنية متوافرة في المنزل.

الكثير يستهين بالآثار السلبية لهدر الطعام، فهل لنا أن نتحدث عنها؟

– إن التبذير في الطعام له آثار سلبية بيئية واقتصادية واجتماعية، كلها عوامل لها تأثير سلبي كبير على مواردنا المحدودة. في الوضع الراهن يستدعي تطوير عادات غذائية بطرق أفضل. واحتراما للطبيعة ونعم الله الذي أنعمنا علينا بها.

طالبت باتباع مبدأ “لا تشتري أكثر من حاجتك من الطعام” فكيف يمكننا عمل ذلك؟

1 – إعداد قائمة تسوق محددة بأهم المشتريات والحرص على عدم تجاوزها.
2 – شراء المواد الغذائية وخاصة الفواكه والخضراوات بكميات حسب الحاجة، لأنها أكثر عرضة للتلف.
3 – لا تغريك عروض التخفيضات بشراء كمية كبيرة لا تحتاجين اليها.
4 – الحرص على تقديم الكمية المناسبة للجميع. (لا تطبخي أكثر من حاجتك).
5 – تعبئة بقايا الوجبات في المناسبات، والتبرع بها قبل أن تصبح نفايات.
6 – اتبعي سياسة العدد في الأصناف، تحديد العدد لكل شخص.

كيف تختار كل امرأة مشتريات منزلها بحيث تكون صديقة للبيئة؟

– إن دور المرأة مهم في هذا الجانب، فهي التي تحدد مشتريات منزلها من كمية وعدد، لأنها المدبرة للمنزل دائما. فالأفضل شراء كميات حسب الحاجة لعدم تعرضها للتلف وزيادة النفايات.
وفي الختام نصيحتي هي: “بدلاً من البحث عن حلول” كأفراد أو مؤسسات، فمن الأفضل التقليل أصلاً من هدر وإنتاج هذه المخلفات الغذائية وعدم استهلاكها بطرق مبذرة. قال الله تعالى: في سورة الأعراف (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).