أزياء وموضةالنصف الحلو

من نجمة في بلاط صاحبة الجلالة إلى نجمة في سماء الموضة

فيرا وانغ مصممة الأزياء العالمية التي تنقلت ما بين عالم التزلج على الجليد إلى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ومنها إلى عالم الأزياء والموضة لتكون واحدة من أبرز الاسماء التي يحسب لها ألف حساب، خصوصا في مجال تصميم فساتين الافراح…

ولم لا وقد اختارتها نجمة هوليوود العالمية جنيفر لوبيز لتصميم فستان فرحها ولحقت بها الاختان كيم وكلوي كرداشيان وقبلهما مصممة الأزياء فيكتوريا بيكهام.

شاءت الأقدار أن تقع وانغ في مأزق البحث الحثيث عن فستان زفاف يناسب حجمها الصغير دون جدوى، وهو ما دفعها إلى تصميم الفستان بنفسها

ولدت وانغ الصينية الأصل في مدينة نيويورك في العام 1949 حيث نشأت في أسرة ميسورة الحال، فوالدها رجل اعمال وصاحب شركة منتجات طبية، بينما عملت الأم  مترجمة في منظمة الأمم المتحدة وهو ما أتاح للفتاة الصغيرة المدللة حياة راغدة تعلمت فيها في أرقى المدارس بالتوازي مع تدريبات مكثفة للتزلج على الجليد والتي حصلت من خلالها على بطولات محلية ودولية، ولكنها لم تصل إلى حد المشاركة في فريق الاولمبياد الأميركي.

 

من بطولات التزلج على الجليد إلى بلاط صاحبة الجلالة

انتقلت الفتاة بعد انتهاء المرحلة الثانوية إلى فرنسا لدراسة التاريخ بجامعة السوربون ومن ثم انتقلت مرة أخرى الى أميركا  لاستكمال دراستها بالقرب من عائلتها، في تلك الأثناء استمرت وانغ في ممارسة التزلج كلاعبة محترفة إلى ان أنهت دراستها الجامعية في 1971 حيث عملت  محررة بمجلة الفوج العالمية وكانت في الثالثة والعشرين من عمرها.

خلال عام واحد فقط من العمل الدؤوب بالمجلة استطاعت الصحافية أن تثبت كفاءتها لتعين بعد ذلك  مديرة لتحريرقسم الأزياء بالمجلة واستمرت في هذا المنصب لمدة خمسة عشر عاما تعرفت خلالها على دهاليز العمل في مجال الأزياء والموضة وتشربت المهنة بشكل تدريجي ساعدها فيما بعد على اختصار الكثير من العراقيل التي واجهت غيرها من المصممين.

معاناة البحث عن فستان زفافها تنقلها إلى عالم التصميم

استقالت المصممة من عالم الكتابة في الأزياء في 1987 لتنتقل إلى العمل بها وذلك  مديرة إبداع بقسم تصميم الإكسسوارات بدار رالف لورين للأزياء الذي استمرت فيه لمدة عامين كاملين قررت بعدهما الانتقال إلى القفص الذهبي والزواج من صديق العمر اوثر بيكر.

ويبدو أن النقلة لم تكن في حياتها الشخصية فقط، بل في حياتها المهنية بالكامل، حيث شاءت الاقدار أن تقع وانغ في مأزق البحث الحثيث عن فستان زفاف يناسب حجمها الصغير دون جدوى، وهو ما دفعها إلى تصميم الفستان بنفسها، وذلك برسمه على شكل سكتش تم تنفيذه بمنتهي الإتقان وبتكلفة وصلت إلى 10 آلاف دولار.

فى العام 1990 أي بعد عام من الزواج افتتحت وانغ اول بوتيك متخصص ببيع تصميماتها من فساتين الزفاف الموقعة باسمها ليذيع صيتها بشكل غير مسبوق في وقت اعتبرته الاوساط الاعلامية انه «قياسي»،

وزاد من سرعة انتشار تصميمات المصممة ارتداء عدد من نجمات هوليوود ومشاهيرها لبعض تلك التصميمات في حفلات زفافهن منهن جنيفر لوبيز وفيكتوريا بيكهام وماريا كاري والاختان كيم وكلوي كرداشيان وشيلسي كلينتون وايفانكا ترامب فيما تألقت أخريات بفساتين للسهرة من توقيع المصممة من بينهن ساندرا بولك وسوفيا فرجارا وميشيل اوباما.

وتتميز تصميمات وانغ بالاناقة والفخامة البسيطة التي تعتمد على الخامات المليئة بالأنوثة كالدانتيل والحرير المطرز يدويا مع الاعتماد على القصات الكلاسيكية التي تبرز جمال قوام المرأة ولكنها في نفس الوقت تتحرر من فكرة اللون الابيض التي ارتبطت بفستان الفرح وذلك باستخدام الوان اخرى تزيد من بهجة عروس وانغ وتعطيها بصمتها الخاصة.

حمام شاي يحرر فساتين زفاف وانغ من لونها الأبيض

ولكسر القواعد الجامدة في عالم أزياء الافراح قررت المصممة نقع كل الخامات التي ستستخدمها في تشكيلتها آنذاك في حمام من الشاي بحيث يكسر لونه الابيض، معطيا لونا غريبا وجديدا ويصعب الحصول عليه بألوان الصبغة الاعتيادية وقالت: لا يمكن لأحد أن يصدق أننا وضعنا كل الخامات في حمام من الشاي وكانت النتيجة رائعة.

وترجع وانغ عشقها للأزياء إلى والدتها التي كانت تصطحبها معها لحضور عروض الأزياء العالمية منذ كانت طفلة صغيرة، مشيرة إلى أنها لا تزال تتذكر عنوان اتيليه ايف سان لوران في باريس حيث كانت تذهب اليه مع امها.

بساطة فيرا وانغ .. تصميمات للجميع

ولم تكتف المصممة وانغ بخط فساتين الافراح الفخمة فقط، بل افتتحت في العام 2001 خطا جديدا من فساتين الافراح قليلة التكلفة التي تناسب كل المستويات الاجتماعية والمادية تحت اسم Simply vera فيما أطلقت دار فيرا وانغ للأزياء عددا من خطوط الانتاج الاخرى على مدار الاعوام اللاحقة لا تقل أناقة وفخامة عن الخط الاصلي ومنها الاكسسوارات والعطور وملابس النوم.

ويبدو أن الحس الصحافي لدى المصممة لم يفارقها طوال رحلتها المهنية، حيث قررت في بداية الالفية الثالثة ان تكتب كتابا يعد الاول لها يلخص  تجربتها في عالم تصميم أزياء الافراح تحت اسم وتشكيلة كبيرة من تصميماتها.

Vera Wang on Weddings

وقد حازت وانغ  عددا من الجوائز العالمية لمجمل أعمالها الإبداعية من بينها جائزة الفنون من جمعية هارفارد كليف الآسيوية- الاميركية في العام 2005، كما فازت بمنصب رئيسة مجلس مصممي الأزياء في الولايات المتحدة الاميركية.

قد لا يعرف الكثيرون أن ولع وانغ بفساتين السهرة لم يمنعها من عشق التي شيرتات فهي تمتلك غرفة كاملة مخصصة لتخزين كل ما تمتلكه من تي شيرتات قطنية أغلبها من اللون الاسود والرمادي والبنفسجي.

تؤمن المصممة بان الفشل في تحقيق أي شيء  أفضل كثيرا من عدم المحاولة من الاساس.. نحن نتعلم الجديد من الفشل.

وتقول وانغ إنها سعيدة مثلا بفشلها في الالتحاق مرارا وتكرارا بفريق الأولمبياد في إشارة إلى أنها توقفت عن المحاولات في عمر المرا هقة وبعد أن أيقنت أنها لن تستطيع الوصول إلى ما كانت تطمح اليه واعتبرت ان ذلك يعد نجاحا في حد ذاته لأنه  يضع أمام أعيننا معيارا يحدد إمكانياتنا للوصول إلى ما نصبو اليه: يكفي ان تحاول حتى لو فشلت ففي كل فشل نتعلم شيئا جديدا.

وتضيف أن فشلها بالالتحاق بالفريق هو ما دفعها للقبول بالعمل في الصحافة وتحقيق النجاح الذي وصلت إليه، ولكن هذا ليس كل شيء  فالأهم أنها أيقنت في الوقت المناسب وبعد سنوات طويلةمن العمل الناجح انها لن تصل لأكثر من ذلك، وكان قرار الاستقالة هو الحل المر والقرار الصعب.

ويبقى السؤال: اذا كانت قد نجحت في الصحافة بعد الفشل في التزلج فما المانع أن تنجح فيما بعد الصحافة وتحقق كل ما تريد؟

وتقول وانغ إنها لو لم تفكر بهذه الطريقة لما جازفت بما وصلت له ما وصلت لما هي فيه الآن من نجاح وسعادة وشهرة وتحقيق للذات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق