تحقيقات
أخر الأخبار

نوف العماري: ارتدائي «الثوب الكويتـي التراثـي» في الحفـل العالـمـي أسعدنـي وأبكانـي!

صاحبة فكرة «ثمين الكويت»

طالما أعتدت أن يحملني وطني ولكن هذه المرة كنت أنا من يحمل وطني!

لاقت الموسوعة دعماً سامياً من صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله ومن مؤسسات عريقة بالكويت وشخصيات كويتية عالمية بارزة

حملت علم وطنها الحبيب (الكويت) في تظاهرة دولية كأول كويتية عربية تفعل ذلك وخاضت في مجال القانون والإدارة، وهي محاضر ومدرّب معتمد، ومستشار في العلاقات العامة وتطوير أداء المؤسسات.. كانت عضواً بعدد من المنظمات المحلية والدولية.. كانت لها تجربة مهمة في العمل الدولي خاصة في الأمم المتحدة في سنغافورة.. كما قيل عنها إنها صُنفت كأول امرأة عربية لها حضور في الحدث الدولي الذي أقامته أضخم منظمة تعليمية في العالم (Toastmasters International) عام 2010 بالولايات المتحدة الأميركية.. إنها الكويتية نوف العماري التي التقتها «أسرتي» عبر هذا اللقاء:

مبادرة «ثمين الكويت» تعني أن في الكويت الكثير من الطاقات التي يمكن الاستثمار فيها وتنميتها بطريقة عملية ومبتكرة

حدّثينا عن تجربتك المتميزة مع منظمة Toastmasters International، وكيف تم اختيارك كامتياز لبلدك والنساء العربيات؟
– في البدء أحب أن أقول إنني أمتلك ولاء استثنائياً لمنظمة Toastmasters International كون عضويتي بها قد ساهمت في تشكيل وصقل أجزاء من (نوف)، كونها منظمة غير ربحية فروحها تطوعية وأنا أعشق العمل التطوعي، كما أنها تعليمية بطريقة عملية.. لقد التحقت بها عضوا ومؤسسا لأكثر من ناد منذ عام 2005 حتى العام 2018. يقام سنويا للمنظمة في الولايات المتحدة الأميركية لكافة الأعضاء والمهتمين بمهارات التواصل وفن الخطابة والإلقاء، حدث دولي (International Convention) يحضره ممثلون من 145 دولة، وهذه هي الرحلة الأولى بالنسبة لي إلى حدث دولي بهذه الضخامة والذي أقيم حينها في ولاية كاليفورنيا، في الافتتاح الرسمي للحدث تكون هنالك مسيرة أعلام للدول الأعضاء في المنظمة، وكنت حينها العضو الوحيد من دولة الكويت، لذلك طلبت اللجنة المنظمة أن أحمل علم دولتي الكويت وأسير به مع بقية ممثلي الدول، خصوصا أنني ألبس «الثوب الكويتي التراثي»، هذه اللحظة أسعدتني كما أبكتني أيضا لأنني لطالما أعتدت أن يحملني وطني ولكن هذه المرة كنت أنا من يحمل وطني، لقد كنت أول عضو من الكويت يحمل علمها بنفسه في تاريخ المنظمة، كما كنت أول امرأة عربية تحمل بنفسها علم دولتها، كل ذلك لم يكن مخططا له، وهو فخر لي كامرأة وكمواطنة يقابل ذلك مسؤولية أن يكون لحياتي معنى، كما أن اللحظات التي كنت أسير فيها بين عشرات الأعلام المختلفة وكل من يحملها يلبس ثيابه الوطنية وزيه التقليدي أشعرني بثراء واتساع العالم وأن هناك الكثير مما ينتظرني لاكتشافه بالقراءة والسفر أو حتى بالتحدث بكل عفوية مع الناس.

عملنا في «ثمين» كمجموعة أصدقاء متطوعين في دائرة صغيرة كخدمة مجتمعية بعيداً عن الأضواء

كنت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ومبتكرة لفكرة (ثمين الكويت).. ماذا كانت رؤية هذه المجموعة وما الهدف من ورائها؟

– عملنا في البداية كمجموعة أصدقاء متطوعين في دائرة صغيرة كخدمة مجتمعية، بخطوات صغيرة وبعيدة عن الأضواء، لكن حالما أمسكت بي الفكرة ولكوني أعتنق في أسلوبي الإبداع، أردت أن نحقق قفزة أكبر من خلال مشروع له معنى وطابع فني يحمل فكرة «ماذا تحب؟! ما شغفك؟! كيف يمكن لذلك أن تخدم به مجتمعك ووطنك وإنسانيتك؟! إن الرؤية الرئيسية التي تجسدها «ثمين الكويت» إبراز الطاقات الشبابية المتميزة وتوجيه المجتمع نحو استثمارها على الصعيدين المحلي والعالمي..
ونجحت» ثمين الكويت» في ذلك، حيث عرضت موسوعة» ثمين الكويت» قصص نجاحات لشباب كويتي متميز ساهم في إحداث تغيير حقيقي في عدة مجالات مختلفة اخترنا منها عشرة أساسية، كما لاقت هذه الموسوعة دعماً سامياً من صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، ومن مؤسسات عريقة بدولة الكويت وشخصيات كويتية عالمية بارزة.

وهل حققت الفكرة الهدف والرؤية من ورائها؟

– نعم بالطبع، حتى في يوم حفل إطلاق موسوعة (ثمين الكويت) عشنا تجربة استثنائية مع شخصياتها وذويهم أيضا الذين كانوا ممتلئين بالفخر وأمطرونا بكلمات شكر لا تحصى، كما ظل صدى (ثمين الكويت) متداولاً لسنوات بعد الإطلاق.. كانت الرؤية تأخذ مجراها في صمت وفي اتجاهات عدة، فهناك الكثير من الشخصيات التي كانت ضمن المشروع قد شقت طريقها الخاص، أو توسعت في شغفها والبعض انطلق إلى العالمية، فهناك تأصيل أكبر للحلم، وكانت (ثمين الكويت) في الحقيقة محركاً محفزاً للكثيرين للسعي نحو أحلامهم.. أتذكر بعد الإطلاق كان يتواصل معنا كفريق عمل الكثير من المنجزين والمؤثرين يسألون عن الإصدار الجديد بالموسوعة وكيفية الالتحاق به، هذه المبادرة تعني أن في دولة الكويت الكثير من الطاقات التي يمكن الاستثمار فيها وتنميتها بطريقة عملية ومبتكرة.

أثمرت فكرة «ثمين الكويت» الموسوعة الشاملة لشخصيات كويتية مؤثرة.. فكيف جاءتك الفكرة؟ وكيف تم تنفيذها؟ وماذا عن ردود الأفعال باعتبارها تأريخا جميلا لعناصر بشرية كويتية أثّرت وأثرت؟

– كنت أجلس في مقهى مجاور لأحد المعارض الفنية في بيروت أتصفح أحد الكتيبات الموضوعة على الطاولة، لتقع يدي على كتيب سيرة ذاتية بالأسود والأبيض لفنانين معاصرين بالفرنسية، عندها وُلدت في مخيلتي الفكرة، التي نُفذت تطوعا من محترفين كُل في مجاله، وفكرة مشروع «ثمين الكويت» في بدايتها مجرد فكرة كتيب للمنجزين، لكن بعد لقائي المصور المحترف فيصل البشر ومناقشته بأبعاد الفكرة خرجنا معا بصياغة مختلفة تماما عن الفكرة الأساسية التي تحولت إلى أيقونة فنية، وهي كتاب مُصور فاخر يضم (100) شخصية كويتية منجزة ومبدعة، من ضمنها فريق العمل باللغتين العربية والإنجليزية، حيث صُنفت الفكرة كأحد المشاريع المنبثقة من المشروع الوطني للشباب الذي أطلقه أمير دولة الكويت الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله) باعتباره قائداً للإنسانية، كما انطلقت موسوعة «ثمين الكويت» حينها برعاية سامية وكريمه من سموه (رحمه الله) في شهر مايو من العام 2015، ويحتوي كتاب الموسوعة على عشرة فصول تشكل أسساً لا غنى عنها للدولة الحديثة، منها الفنون والرياضة ونمط الحياة المبدع والمؤلفات والباحثين والعلماء والتنمية البشرية وغيرهم، ولإضفاء جانب الخبرة على روح الشباب المعاصرة استضاف الكتاب عشرة شخصيات لامعة في دولة الكويت حسب فصوله العشرة لتفتتح كل شخصية فصلاً بكلمة خاصة منها كعالم الفلك د. صالح العجيري، والشيخة انتصار سالم العلي الصباح، والنجم الرياضي جاسم يعقوب، ورجل الأعمال المتميز محمد الشايع وغيرهم من رجالات و نساء الدولة، كما ساهمت العديد من الجهات الحكومية ومؤسسات وشركات ضخمة من القطاع الخاص وجمعيات النفع العام في المشاركة وتقديم الدعم في إنجاز هذا العمل، الذي لم يولد في حينه بل تطلب الكثير من الجهد و الوقت فلم يصدر إلا بعد عامين ونصف العام تقريبا من العمل المتواصل.

الملاحظ أيضا أن هذه الموسوعة بُذل فيها مجهود كبير شكلا ومضمونا.. كيف كانت آلية العمل فيها؟ وكيف خرجت إلى النور بهذا الشكل الجميل؟

– الروح التطوعية هي ما أضفت على فكرة «ثمين الكويت» التفرد، فلم يسبق أن قُدم عمل تطوعي بهذا القدر من الاحترافية، كما أن استقلالية الفكرة كونها ولادة خالصة من الشباب أنفسهم يؤكد أن «ثمين الكويت» رحلة فكرة إبداعية، العمل تطلب تعاوناً لا يمكن إلا لكلمة (جبار) وصفه من فريق تطوعي، كما تطلبت التزاماً لا مثيل له، من التنسيق العام، والتصوير والإخراج وصياغة المحتوى، والترجمة، التسويق، والمحاسبة المالية، والاتصالات وغيرها من المهام، فمن الغلاف حتى الغلاف إلى حفل التدشين ومعارض اللوحات لن تجدوا طاقما كبيرا ضخماً، بل تجدوا فريقاً صغيراً للغاية، لكنه عمل باحترافية عالية، لأن هذه طبيعتهم المتأصلة بشغفهم للتعبير عن أنفسهم وتقديم أفضل مكنوناتها.

كل شخصيات الموسوعة تمتلك حلماً خاصاً تحاول من خلاله الإسهام بطريقة مجدية هادئة ونتائج ذات مغزى

مَن من شخصيات تلك الموسوعة أثّر فيك بشكل خاص؟ ولماذا؟

– لا يمكن أن أحدد، إذ ليس هناك أكثر أو أقل، إنما كل شخصية كانت تخلق بعدا شاسعا في نفسي وتثير داخلي صنفا مختلفا من الحماس إما للتجربة أو المعرفة، أو حتى اكتساب الشخص نفسه ليكون في دائرة المعارف أو الأصدقاء، وما أثر بي في الحقيقة بشكل متفرد، هو أن كل هذه الشخصيات تمتلك حلما خاصا تحاول من خلاله الإسهام بطريقة مجدية، فكل شخص منهم تجده يعمل بغرض تحقيق أشياء عظيمة، والأجمل أن ذلك يكون بطرق هادئة بنتائج ذات مغزى.

نطمح إلى أن يتم إصدار مشروع «ثمين الكويت» في نسخته الثانية، على شكل منظومة مؤسسية

هل تفكرين في إعادة إصدارها مرة أخرى؟ أو هل ترين أن الموسوعة تحتاج إلى مزيد من الإضافات كي تستمر في هدفها النبيل الإيجابي؟

– نطمح الى الاستمرار في العطاء والإبداع في خدمة المجتمع، ونأمل في المستقبل القريب أن يتم إصدار مشروع (ثمين الكويت) في نسخته الثانية، على شكل منظومة مؤسسية يمكنها أن تتبنى عملاً بمثل هذه الضخامة وتقدم الدعم المطلوب بما يمكن اعتباره نقلة نوعية وحقيقية في المجتمع الكويتي، بل وحتى العالمي.

من أفكارك: «أن تنتشر المساحات الخضراء والنوافير بكل مكان، ونرتقي بالمرافق الثقافية لاستقطاب فعاليات عالمية»، كيف نقترب أكثر إلى هذا الواقع في الكويت؟

– أجد في الحقيقة أن ذلك قد تحقق نوعا ما في دولة الكويت بعد سنوات مما كتبته، فقد تنوعت المقاهي وازدادت المكتبات، كما أن المشاريع الصديقة للبيئة أصبح لها وجود منها (حديقة الشهيد) المكان المفضل لدي، حتى إن الفعاليات الثقافية والمراكز الفنية أخذت طريقها نحو التصاعد، وهذا في الحقيقية ينم عن تطور في عقلية الجمال والثقافة التي أحب أن أراها وأعيش فيها، لكن حتما نحتاج إلى المزيد من ذلك في الأحياء السكنية ليس في العاصمة فحسب أو قرب الأماكن التجارية، كما من الجميل تحول شكل أماكن العمل والمدارس والجامعات من مكعبات إسمنتية إلى أيقونات فنية خضراء، فأنا أؤمن بأن النفس تحتاج إلى الراحة والاسترخاء بقدر حاجتها إلى التركيز للتجديد، فوجود مثل تلك المساحات والأماكن متطلبات ثمينة للاستمتاع بحياتنا الداخلية.

كلمة أخيرة لك.

– أؤمن بأن كل شخص يمهد للعالم طريقا استثنائيا نحو الجمال والعلم والثقافة، لذلك عليك أن تستمر في الحلم، وأن تعيش وفق طبيعتك الأعمق، بتطوير شخصية تتمكن من الاستمتاع بروعة الحياة والعالم بأكبر قدر من الإحساس والحب.
كما أشكر مجلة» أسرتي» على هذا اللقاء الشائق.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق