تحقيقات
أخر الأخبار

هل‭ ‬أصبح‭ ‬رفض‭ ‬الفتاة‭ ‬الارتباط‭ ‬ بأي‭ ‬شاب‭ ‬جريمة‭ ‬شنيعة؟ إما‭ ‬الزواج‭ ‬أو‭ ‬القتل‭.. ‬جرائم‭ ‬باسم‭ ‬الحب‭!‬

كم‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬ترتكب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬اسم‭ ‬الحب‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬توالت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الحب‮»‬،‭ ‬وهل‭ ‬تصدق‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬ومن‭ ‬الحب‭ ‬ما‭ ‬قتل‮»‬،‭ ‬هل‭ ‬يكون‭ ‬الحب‭ ‬دافعاً‭ ‬للانتقام‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬القتل؟،‭ ‬وما‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الحبيب‭ ‬للانتقام‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬البشعة؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬غزو‭ ‬فكري‭ ‬أم‭ ‬أزمة‭ ‬أخلاق‭ ‬أم‭ ‬هذا‭ ‬مجرد‭ ‬تبرير‭ ‬الانتقام‭ ‬للكرامة‭ ‬والرجولة‭ ‬وليس‭ ‬الحب،‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬تجيب‭ ‬عنها‭ ‬‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬

شهدت‭ ‬مصر‭ ‬3‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬باسم‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬آخرها‭ ‬طالبة‭ ‬المنوفية‭ ‬أماني‭ ‬الجزار،‭ ‬التي‭ ‬لقيت‭ ‬مصرعها‭ ‬رمياً‭ ‬بالرصاص،‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬شاب‭ ‬تقدم‭ ‬لخطبتها‭ ‬لكنها‭ ‬رفضته‭.‬
لقيت‭ ‬طالبة‭ ‬عشرينية‭ ‬حتفها‭ ‬تدعى‭ ‬إيمان‭ ‬رشيد،‭ ‬بعدما‭ ‬أطلق‭ ‬شاب‭ ‬الرصاص‭ ‬عليها،‭ ‬داخل‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬شمال‭ ‬العاصمة‭ ‬عمّان‭.‬
الغريب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬أنها‭ ‬ارتكبت‭ ‬باسم‭ ‬الحب،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬الجناة‭ ‬لثقافة‭ ‬الرفض‭ ‬والاختلاف،‭ ‬فكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬يبرر‭ ‬جريمته‭ ‬بأن‭ ‬محبوبته‭ ‬رفضته،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬من‭ ‬تحب؟‭ ‬لماذا‭ ‬يعطي‭ ‬نفسه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬غرائزه‭ ‬على‭ ‬الآخرين؟

من‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف‭ ‬بداية‭ ‬الجرح
الطالبة‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف‭ ‬لقيت‭ ‬مصرعها‭ ‬ذبحاً‭ ‬بالسكين‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬أشعل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬لدى‭ ‬ليس‭ ‬المصريين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬تفاصيل‭ ‬وحيثيات‭ ‬كثيرة‭ ‬تكشفت‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬عن‭ ‬ملابسات‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف،‭ ‬والتي‭ ‬شغلت‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬الجريمة،‭ ‬وعواقبها‭ ‬ونتائجها‭ ‬التي‭ ‬ستسفر‭ ‬عنها‭.‬
ولاقت‭ ‬مجريات‭ ‬محاكمة‭ ‬القاتل‭ ‬أيضا‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً،‭ ‬وتسارعت‭ ‬فيها‭ ‬الأحداث‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬رواية‭ ‬القاتل‭ ‬وشرح‭ ‬دوافعه‭ ‬التي‭ ‬جعلته‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬نيرة‭ ‬وما‭ ‬قاله‭ ‬القاضي‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬الجلسة‭.‬
ولا‭ ‬تزال‭ ‬قضية‭ ‬مقتل‭ ‬نيرة‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬قوائم‭ ‬البحث‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬المحامي‭ ‬فريد‭ ‬الديب،‭ ‬وهو‭ ‬مدافع‭ ‬عن‭ ‬القاتل‭ ‬مذكرة‭ ‬الطعن‭ ‬لمحكمة‭ ‬النقض،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬إبعاد‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬عن‭ ‬القاتل‭.‬

‮«‬هقتلك‭ ‬زي‭ ‬ما‭ ‬البنت‭ ‬المصرية‭ ‬اتقتلت‮»‬‭.. ‬نص‭ ‬رسالة‭ ‬قاتل‭ ‬الطالبة‭ ‬الأردنية‭ ‬إيمان‭ ‬رشيد

‏‭”‬راح‭ ‬اجي‭ ‬الجامعة‭ ‬لكي‭ ‬بكرة‭ ‬وإذا‭ ‬رفضتي‭ ‬سوف‭ ‬أقتلك‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬قتلت‭ ‬الفتاة‭ ‬المصرية‭” ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬تداولت‭ ‬الصفحات‭ ‬الأردنية‭ ‬قصة‭ ‬الطالبة‭ ‬إيمان‭ ‬رشيد‭ ‬وهي‭ ‬قصة‭ ‬فتاة‭ ‬أردنية‭ ‬قتلت‭ ‬داخل‭ ‬جامعتها‭ ‬بعد‭ ‬رفضها‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬زميلها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬قصة‭ ‬الطالبة‭ ‬المصرية‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف‭.‬
الطالبة‭ ‬إيمان‭ ‬مؤيد‭ ‬رشيد‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬تخصص‭ ‬تمريض‭ ‬جامعة‭ ‬العلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬حيث‭ ‬دخل‭ ‬شاب‭ ‬حرم‭ ‬جامعتها‭ ‬متنكراً‭ ‬ومرتدياً‭ ‬ملابس‭ ‬ترتبط‭ ‬بمهن‭ ‬تعتاد‭ ‬دخوله‭ ‬وأطلق‭ ‬خمس‭ ‬رصاصات‭ ‬اخترقت‭ ‬جسدها‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬لأداء‭ ‬امتحان‭ ‬في‭ ‬تخصصها‭.‬
القاتل‭ ‬فر‭ ‬هارباً‭ ‬من‭ ‬حرم‭ ‬الجامعة‭ ‬بعدما‭ ‬فعل‭ ‬فعلته،‭ ‬وتم‭ ‬تحديد‭ ‬مكان‭ ‬اختبائه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المزارع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بلعما،‭ ‬وقد‭ ‬تحركت‭ ‬قوة‭ ‬أمنية‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لتداهم‭ ‬الموقع،‭ ‬وحاصرت‭ ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬أشهر‭ ‬سلاحه‭ ‬باتجاه‭ ‬رأسه،‭ ‬رافضاً‭ ‬تسليم‭ ‬نفسه‭ ‬ومهدداً‭ ‬بالانتحار،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬القوة‭ ‬بمفاوضته،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬ذلك‭ ‬وأطلق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬نفسه‭.‬

سلمى‭ ‬ضحية‭ ‬جديدة‭ ‬تدمي‭ ‬القلب
وفي‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الانشغال‭ ‬الكبير‭ ‬بقضية‭ ‬مقتل‭ ‬الطالبة‭ ‬الجامعية‭ ‬نيرة‭ ‬أشرف‭ ‬والطالبة‭ ‬إيمان‭ ‬رشيد،‭ ‬صعق‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬بشعة‭ ‬وقعت‭ ‬أيضا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لطالبة‭ ‬جامعية‭ ‬تدعى‭ ‬سلمى،‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الشروق‭ ‬بمصر‭.‬
حيث‭ ‬أقدم‭ ‬شاب‭ ‬على‭ ‬إزهاق‭ ‬روحها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬طعنها‭ ‬بـ‭ ‬17‭ ‬طعنة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬جسدها،‭ ‬أمام‭ ‬مدخل‭ ‬إحدى‭ ‬البنايات‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬الزقازيق‭ ‬بمصر‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬صدمة‭ ‬كبرى‭ ‬لبشاعة‭ ‬الجريمة‭.‬
وبعد‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬اعترف‭ ‬المتهم‭ ‬أمام‭ ‬النيابة‭ ‬بأنه‭ ‬هدد‭ ‬سلمى‭ ‬بذات‭ ‬مصير‭ ‬نيّرة‭ ‬أشرف،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضحيته‭ ‬خافت‭ ‬من‭ ‬تهديده‭.‬
وقرر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬المصري‭ ‬بعدها‭ ‬إحالة‭ ‬القاتل‭ ‬إسلام‭ ‬محمد،‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬المختصة‭ ‬لمعاقبته‭ ‬بجريمة‭ ‬قتل‭ ‬سلمى‭ ‬بهجت‭ ‬عمداً‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭.‬

أماني‭ ‬تُقتل‭.. ‬والقاتل‭ ‬ينتحر‭.. ‬والجريمة‭ ‬تتكرر‭!‬
الجريمة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬مصر،‭ ‬جاءت‭ ‬بعدما‭ ‬أطلق‭ ‬شاب‭ ‬النار‭ ‬من‭ “‬خرطوش‭” ‬باتجاه‭ ‬طالبة‭ ‬جامعية‭ ‬تدعى‭ ‬أماني‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬الارتباط‭ ‬بها،‭ ‬ورفض‭ ‬طلبه،‭ ‬مكرراً‭ ‬بعدها‭ ‬نفس‭ ‬مسلسل‭ ‬العنف‭ ‬المأساوي،‭ ‬الذي‭ ‬يرتكب‭ ‬بسم‭ “‬الحب‭”.‬
وفي‭ ‬تفاصيل‭ ‬الجريمة،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أهل‭ ‬الضحية‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬بقتلها‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الشارع‭ ‬ذاته،‭ ‬وطالما‭ ‬حاول‭ ‬اعتراضها‭ ‬بالمعاكسات،‭ ‬وطلب‭ ‬الزواج،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جدياً،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يتقدم‭ ‬لخطبتها‭ ‬باصطحاب‭ ‬أسرته،‭ ‬ودخول‭ ‬منزل‭ ‬الضحية‭ ‬مطلقاً‭.‬
وأكدت‭ ‬أسرة‭ ‬أماني‭ ‬أن‭ ‬ابنتهم‭ ‬اشتكت‭ ‬من‭ ‬مضايقات‭ ‬الشاب‭ ‬مراراً‭. ‬وعقب‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬قاصدة‭ ‬االمخبزب‭ ‬لدفع‭ ‬ثمن‭ ‬الخبز،‭ ‬وعقب‭ ‬عودتها،‭ ‬وأثناء‭ ‬دخول‭ ‬المنزل‭ ‬باغتها‭ ‬بطلقة‭ ‬من‭ ‬سلاح‭ ‬ناري‭ “‬خرطوش‭” ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاتها‭.‬
وفي‭ ‬مفاجأة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬المصرية،‭ ‬انتحار‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬الواقعة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬أمر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬المصري‭ ‬بسرعة‭ ‬إنهاء‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬الطالبة‭ ‬أماني‭.‬

ريما‭..‬
حرقها‭ ‬حية‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬لأنها‭ ‬رفضت‭ ‬الزواج‭ ‬منه‭!‬

حتى‭ ‬وقت‭ ‬نقاشنا‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬حادثة‭ ‬الفتاة‭ ‬الجزائرية‭ ‬ريما،‭ ‬التي‭ ‬تصارع‭ ‬الموت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أحرقها‭ ‬شاب‭ ‬رفضت‭ ‬الزواج‭ ‬منه،‭ ‬تثير‭ ‬تفاعلا‭ ‬واسعا‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬ولدى‭ ‬جمعيات‭ ‬نسوية‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬تصاعد‭ “‬قتل‭ ‬النساء‭” ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭.‬
الحادثة‭ ‬المأساوية‭ ‬وقعت‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬الشابة‭ ‬ريما‭ ‬عنان‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬28‭ ‬عاما،‭ ‬تنتظر‭ ‬الحافلة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬قرى‭ ‬ولاية‭ ‬تيزو‭ ‬وزو‭ ‬بمنطقة‭ ‬القبائل،‭ ‬لتلتحق‭ ‬بالمدرسة‭ ‬التي‭ ‬تعلّم‭ ‬فيها‭ ‬اللغة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬لتُفاجأ‭ ‬بشاب‭ ‬يسير‭ ‬نحوها‭ ‬ويسكب‭ ‬عليها‭ ‬البنزين‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬بحرقها‭ ‬على‭ ‬الملأ‭.‬
ووفق‭ ‬روايات‭ ‬لأقارب‭ ‬الضحية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬الزواج‭ ‬بـ‭ “‬ريما‭” ‬لكنها‭ ‬رفضت‭ ‬ذلك،‭ ‬فبدأ‭ ‬بمضايقتها،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬والدها‭ ‬قصد‭ ‬أهل‭ ‬الشاب‭ ‬وأخبرهم‭ ‬بالأمر،‭ ‬لكن‭ ‬محاولته‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬لإبعاده‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ابنته،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬بهذا‭ ‬الشخص‭ ‬لارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭.‬

وبمعرفة‭ ‬مصير‭ ‬قاتل‭ ‬الطالبة‭ ‬الجامعية‭ ‬أماني‭ ‬وإيمان‭ ‬يبقى‭ ‬مصير‭ ‬قاتل‭ ‬نيرة‭ ‬وسلمى‭ ‬مجهولاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معطيات‭ ‬المحاكمات‭ ‬المتغيرة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تتقدم‭ ‬به‭ ‬هيئات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬كلا‭ ‬المتهمين‭.‬
ولكن‭ ‬الراسخ‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬هو‭ ‬سؤال‭ ‬يبحث‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬عنه‭: ‬هل‭ ‬أصبح‭ ‬رفض‭ ‬الشاب‭ ‬للارتباط‭ ‬بأي‭ ‬فتاة‭ ‬جريمة‭ ‬شنيعة؟‭ ‬وهل‭ ‬أصبحت‭ ‬الفتاة،‭ ‬وخاصة‭ ‬طالبة‭ ‬الجامعة‭ ‬تهدد‭ ‬وتقتل‭ ‬من‭ ‬شاب‭ ‬طائش‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬يدها‭ ‬للزواج‭ ‬ولم‭ ‬توافق‭ ‬عليه؟

الاختصاصية‭ ‬النفسية‭ ‬هيفاء‭ ‬إبراهيم‭:‬
ليس‭ ‬للقتل‭ ‬مبرر‭.. ‬ولكن‭!‬

وعن‭ ‬الأسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬وراء‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬هذه،‭ ‬تقول‭ ‬الاختصاصية‭ ‬النفسية‭ ‬هيفاء‭ ‬إبراهيم‭: ‬بمجرد‭ ‬ذكر‭ ‬مقتل‭ ‬فتاة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬فأول‭ ‬ما‭ ‬يتبادر‭ ‬الى‭ ‬الذهن‭ ‬أنها‭ ‬جريمة‭ ‬شرف‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬وأقساها،‭ ‬ولكن‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬بحق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬تختلف‭ ‬تماما‭ ‬وتشترك‭ ‬جميعاً‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬تمت‭ ‬بدافع‭ ‬الحب،‭ ‬صدق‭ ‬الأصمعى‭ ‬حين‭ ‬قال‭ “‬ومن‭ ‬الحب‭ ‬ما‭ ‬قتل‭”‬،‭ ‬وصغر‭ ‬سن‭ ‬القاتل‭ ‬والضحية‭ ‬وتخطيط‭ ‬وإصرار‭ ‬القاتل‭ ‬على‭ ‬جريمته‭ ‬وتهديد‭ ‬الضحية‭ ‬والإعلان‭ ‬عما‭ ‬ينوي‭ ‬فعله‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬الجريمة‭ ‬لحظة‭ ‬غضب‭ ‬أو‭ ‬جنون‭ ‬مفاجئ‭ ‬أصاب‭ ‬القاتل‭ ‬وقتها،‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬التخطيط‭ ‬لها‭ ‬وتنفيذها‭ ‬علناً‭ ‬كأنها‭ ‬انتصار‭ ‬قام‭ ‬بتحقيقه‭ ‬وبمنتهى‭ ‬العنف،‭ ‬وكأن‭ ‬قتل‭ ‬الضحية‭ ‬فقط‭ ‬لم‭ ‬يطفئ‭ ‬نار‭ ‬الغضب‭ ‬والانتقام‭ ‬بداخله‭ ‬لرفضها‭ ‬له‭. ‬
الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬بشعة‭ ‬تمت‭ ‬بحق‭ ‬سيدات‭ ‬لمجرد‭ ‬محاولتهن‭ ‬الطلاق‭ ‬والانفصال‭ ‬عن‭ ‬الزوج،‭ ‬ومن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬يرجح‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬أنها‭ ‬وراء‭ ‬انتشار‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬مثل‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭:‬

تعاطي‭ ‬المخدرات
يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأقوى‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الجرائم،‭ ‬غياب‭ ‬العقل‭ ‬والقوة‭ ‬الزائفة‭ ‬التي‭ ‬يسببها‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬والهلاوس‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬القاتل‭ ‬لفعل‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬بدماء‭ ‬باردة‭ ‬ودون‭ ‬الإحساس‭ ‬بالذنب‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الضحية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬ومستقبله‭.‬

انتشار‭ ‬العنف‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬عالمياً
أصبحت‭ ‬أخبار‭ ‬القتل‭ ‬والاغتصاب‭ ‬والحروب‭ ‬بالأمر‭ ‬العادي،‭ ‬فيكفي‭ ‬أن‭ ‬تشغل‭ ‬التلفاز‭ ‬أو‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حتى‭ ‬تنهال‭ ‬عليك‭ ‬مشاهد‭ ‬الحروب‭ ‬والعنف‭ ‬والقتل‭ ‬وكأن‭ ‬العالم‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬حولك‭.‬

غياب‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬واحتواؤها‭ ‬للأبناء
كل‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬سبقها‭ ‬إعلان‭ ‬وربما‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذها‭ ‬بوقت‭ ‬طويل،‭ ‬فلم‭ ‬نجد‭ ‬تدخلا‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬لمنع‭ ‬القاتل‭ ‬ونصحه،‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬القاتل‭ ‬عبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬جريمته‭ ‬استغاثة‭ ‬للمساعدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬أغلب‭ ‬الضحايا‭ ‬رغم‭ ‬تهديدهم‭ ‬بالقتل‭ ‬لم‭ ‬يلجأوا‭ ‬لإخبار‭ ‬الأهل‭.‬

قلة‭ ‬الدين‭ ‬والبُعد‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬
من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬لانتشار‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬بقوة‭ ‬ضعف‭ ‬الوازع‭ ‬الديني،‭ ‬فالقرب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬يهذب‭ ‬النفس‭ ‬ويجعلها‭ ‬تميل‭ ‬للخير‭ ‬وترفض‭ ‬العنف‭ ‬وتستنكره‭.‬

عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمرض‭ ‬النفسي
ما‭ ‬زال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬صعوبة‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بوجود‭ ‬مشكلة‭ ‬نفسية‭ ‬والحاجة‭ ‬للذهاب‭ ‬لطبيب‭ ‬أو‭ ‬اختصاصي‭ ‬نفسي‭ ‬لطلب‭ ‬الدعم‭ ‬والعلاج‭.‬

الشهرة
أصبح‭ ‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬وهوس‭ ‬بالشهرة‭ ‬سببه‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فأصبح‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬والتضليل‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬مشروعا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشهرة،‭ ‬وحتى‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتم‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات‭ ‬وفي‭ ‬العلن‭ ‬ورغبة‭ ‬بعض‭ ‬القتلة‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬المقابلات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والأحاديث‭ ‬الصحافية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الطبيعي‭ ‬يتوارى‭ ‬خجلاً‭ ‬من‭ ‬فعلته‭.‬

بروفيسور‭ ‬علم‭ ‬الجريمة‭ ‬جين‭ ‬سميث‭:‬
قرابة‭ ‬400‭ ‬جريمة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬دوافع‭ ‬عاطفية

جين‭ ‬سميث،‭ ‬بروفيسور‭ ‬علم‭ ‬الجريمة‭ ‬بجامعة‭ ‬جلوستشير‭ ‬البريطانية،‭ ‬حللت‭ ‬قرابة‭ ‬400‭ ‬جريمة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬دوافع‭ ‬عاطفية،‭ ‬لتحديد‭ ‬8‭ ‬سلوكيات‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬قاتل‭ ‬محتمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬
وتقول‭ ‬خبيرة‭ ‬بريطانية‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬إن‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬شريكاتهم‭ ‬اتبعوا‭ ‬نسقا‭ ‬معينًا‭ ‬يمكن‭ ‬للشرطة‭ ‬أن‭ ‬تستدل‭ ‬به‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭.‬

من‭ ‬العلامات‭ ‬المبكرة‭ ‬وجود
ماض‭ ‬عنيف‭ ‬لدى‭ ‬القاتل

وبحسب‭ ‬الدراسة،‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬العلامات‭ ‬المبكرة،‭ ‬وجود‭ ‬ماض‭ ‬عنيف‭ ‬لدى‭ ‬القاتل‭ ‬من‭ ‬مضايقات‭ ‬للمحيطين‭ ‬به،‭ ‬أو‭ ‬تعديه‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭.‬
وتضيف‭ ‬جين‭ ‬أن‭ ‬العلامة‭ ‬التالية‭ ‬تكون‭ ‬ببداية‭ ‬صلة‭ ‬القاتل‭ ‬بضحيته،‭ ‬إذ‭ ‬يشوب‭ ‬تعامله‭ ‬معها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬علاقة‭ ‬من‭ ‬طرفين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬المشكلات‭ ‬باستمرار‭.‬
ويتلو‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬ظهور‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التحكم‭ ‬والامتلاك‭ ‬للضحية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القاتل‭ ‬المحتمل،‭ ‬وميله‭ ‬نحو‭ ‬فرض‭ ‬السيطرة‭ ‬المطلقة‭ ‬عليها‭.‬
وتكون‭ ‬المرحلة‭ ‬الرابعة‭ ‬هي‭ ‬الفارقة،‭ ‬بظهور‭ ‬تهديد‭ ‬لسيطرة‭ ‬القاتل‭ ‬المحتمل،‭ ‬سواء‭ ‬برفض‭ ‬الضحية‭ ‬العلاقة‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬بتعرضه‭ ‬لأزمة‭ ‬تهدد‭ ‬استمرار‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬الضحية،‭ ‬كالأزمات‭ ‬المادية‭.‬
وتكون‭ ‬المرحلة‭ ‬الخامسة‭ ‬بتوجه‭ ‬القاتل‭ ‬المحتمل‭ ‬نحو‭ ‬أسلوب‭ ‬التهديد‭ ‬والمضايقة‭ ‬للضحية‭.‬
ويكون‭ ‬السلوك‭ ‬السادس‭ ‬للجاني‭ – ‬بحسب‭ ‬الدراسة‭ – ‬ميله‭ ‬للتفكير‭ ‬الانتقامي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاستسلام‭ ‬لرفض‭ ‬الضحية‭ ‬له‭.‬
وتكون‭ ‬المرحلة‭ ‬السابعة‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬التخطيط،‭ ‬وتظهر‭ ‬لدى‭ ‬المحيطين‭ ‬بالجاني‭ ‬عند‭ ‬ظهور‭ ‬اهتمامه‭ ‬باقتناء‭ ‬الأسلحة‭ ‬والحديث‭ ‬عنها،‭ ‬وتظهر‭ ‬لدى‭ ‬الضحية‭ ‬بمحاولات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجاني‭ ‬للانفراد‭ ‬بها‭ ‬واستمرار‭ ‬تتبع‭ ‬حركتها‭.‬
وفي‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تدارك‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ذوي‭ ‬الجاني،‭ ‬أو‭ ‬أخذ‭ ‬الضحية‭ ‬الحذر،‭ ‬تقع‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬تنفيذ‭ ‬الجاني‭ ‬لجريمته‭ ‬بقتل‭ ‬الضحية،‭ ‬أو‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬ذويها‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق