أخر الاخبار

هل ستهبط إلى المحيط وتختفي؟

Venice

 

«فينيسيا العائمة»..

فوق أمواج التاريخ المرسوم بالماء

 

تقع فينيسيا العائمة أو «البندقية» كما يسميها العرب في شمال إيطاليا، وهي أكبر مدينة في إقليم فينيتو، وهي عاصمته أيضاً.

في هذه المدينة العائمة يعيش على أمواجها وطرقاتها المائية الضيقة احيانا حوالي 271 ألف شخص.. إنها مدينة التاريخ والتراث الكبير، بالإضافة إلى جمالها الطبيعي الذي يأسر الألباب.

يأتي اسمها القديم «فينيسيا» من المفردة اللغوية القديمة التي تعني «البندق»، وربما لهذا السبب اطلق العرب عليها اسم «البندقية»، وهو اسم مأخوذ من لقب «بونودوتشيا» الدوقية الجميلة كما يذهب أحد التفسيرات لهذا الاسم.

تنقسم فينيسيا أو البندقية إلى ست بلديات رئيسية، حيث يقع مركز المدينة التاريخي في وسط البحيرة وهو أحد أكبر المراكز التاريخية في أوروبا وإيطاليا، ويقسم هذا المركز التاريخي إلى 6 مناطق رئيسية هي سان ماركو ودورسودورو وكانيراجو وكاستيلو وسانتا كروتشه وسان باولو، كما تقع الأحياء على امتداد القناة العظمى وهي الطريق الرئيسي في هذه المدينة، إذ يتفرع من هذه القناة ما يقرب من 158 قناة صغيرة. كما تحتوي فينيسيا على العديد من الجزر التي لا يقطنها الناس، مثل جزيرة بورانو وجزيرة مورانو وجزيرة تورشيللو وجزيرة باللسترينا وغيرها.

مناخ البندقية هو مناخ لطيف وجميل فأدنى درجة حرارة في فصل الشتاء تقترب من 3 درجات مئوية، وأعلى درجة حرارة في فصل الصيف تصل إلى 24 درجة مئوية في المتوسط.

تضم البندقية في أحضانها المائية العديد من العرقيات والجنسيات، حيث تقدر نسبة العرقيات بحوالي 10% من إجمالي نسبة السكان في المدينة، ومن هذه العرقيات سكان من بنجلاديش والمالديف وأوكرانيا ورومانيا والصين ومقدونيا والفلبين وسريلانكا وصربيا وألبانيا ورومانيا، أما اللغات المنتشرة في هذه المدينة فهي اللغة الإيطالية أساساً، إلى جانب لهجات مختلفة أخرى.

تعتمد هذه المدينة العظيمة العائمة بشكل أساسي على صيد السمك في اقتصادها بطبيعة الحال.

تعتبر مدينة فينيسيا متحفا مفتوحا لأرقى الفنون والحضارة التي افرزت هذه الفنون، فأينما يتوجه السائح أو الزائر لهذه المدينة العريقة، فسوف يتمتع بصره بكم هائل من الفنون البصرية كالرسم والنحت والزخارف والعمارة القديمة والتماثيل.. لذلك تعتبر فينيسيا من أكثر الجهات السياحية جاذبية على مستوى العالم فكل سائح حول العالم يحلم بركوب الجندول الشهير في شوارع وطرقات بل أزقة فينيسيا المائية.

من أشهر الأفلام بل الروايات الأدبية التي كانت وحيا واستلهاما من مدينة فينيسيا العريقة رواية وليم شكسبير « تاجر البندقية» والتي تم تحويلها إلى الفيلم بالعنوان نفسه من بطولة آل باتشينو وجيرمي أيرونز وجوزيف فاينسهو، وهو فيلم درامي يقترب من روعة التحفة الادبية الأصل، ويصور جمال وعراقة مدينة فينيسيا وقد تم إنتاجه في إيطاليا ولوكسمبورغ سنة 2004.

لكن العالم بأسره يساوره القلق على غرق تلك المدينة العريقة بالمياه.. فقد أكدت دراسة تلو الأخرى أن خطر الغرق أصبح يهدد هذه المدينة التاريخية بشكل أكبر نظرا لارتفاع مستوى مياه البحر فيها وهبوطها بمعدل مليمترين في السنة.. كما أوضحت دراسة حديثة أن مدينة فينيسيا أصبحت تميل إلى جهة الشرق.

وتنبأت هذه الدراسة بأنه إذا استمر ارتفاع مستوى المياه في بحيرة فينيسيا بالمعدل نفسه فإن المدينة ستهبط بمعدل 0.08 متر إلى المحيط بحلول العام 2023. لكن بعض العلماء الإيطاليين يرون أن المعدل الحالي لهبوط المدينة لا يشكل خطرا كبيرا عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق