تحقيقات
أخر الأخبار

وسط احتجاجات كبار السن والشباب والأطفال أزمة المناخ لعام 2021 تُدخل عالمنا في المجهول

أكثر من 100 دولة تلتزم بحماية (رئة) كوكب الأرض.. ولكن هل يتحقق هذا الالتزام؟!

ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي، وأعاصير وحرائق الغابات، هطول الأمطار الذي يدمر أساسيات الحياة، الدول الصناعية نفسها تضرّرت بشدة، الجفاف في مناطق عديدة بالأرض، الجراد يلتهم غذاء البشر، كلها ظواهر تنطق بل تصرخ بدخول العالم في نفق مجهول بسبب أزمة المناخ والتي شهدت تصاعدا واضحا عام 2021! فكيف وصلت أزمة المناخ في أرضنا إلى كل هذا السوء والخطر إلى حد وقوع الكوارث؟!

دعوة قوية لإنقاذ الأرض!
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعوة حثيثة إلى دول العالم لـ (إنقاذ الأرض)، في افتتاح المؤتمر الذي تزامن مع انتهاء أشغال قمة العشرين، وهي القمة نفسها التي أرسلت مؤشرا سلبيا نحو مؤتمر المناخ بغلاسكو، حيث فشلت اقتصادات العالم الكبرى المسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية، في الاتفاق على موعد محدد لتحييد أثر الكربون مكتفية في البيان الختامي بعبارة (منتصف القرن) الحالي – حسب وكالة رويترز على موقع الأمم المتحدة!

المناخ العالمي دخل في المجهول!
عددت الأمم المتحدة في تقرير لها الكوارث الناتجة عن تغير المناخ أو الطقس على كوكب الأرض، ومن هذه الكوارث في العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في افتتاح مؤتمر COP26، عن أن السنوات (2015 -2021) هي على الأرجح أكثر الأعوام طقسا حارا سجل حتى الآن، والمناخ العالمي (دخل في المجهول). أمين عام الأمم المتحدة اعتبر هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ (يكشف أن كوكب الأرض يتحول أمام أعيننا، من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب).

ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي
في تقرير يلخص تحقيقات لأجهزة الاستخبارات الأميركية فإن ذوبان الجليد وفي أماكن أخرى ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات القصوى لتقلبات الطقس (هناك خطر متزايد لحدوث نزاعات على المياه والهجرة خصوصا بعد العام 2030).

السكان الأصليون في أميركا اللاتينية: جرفت السيول الجسور وغذاءنا ومحاصيلنا وكل شيء!

.. وأعاصير وحرائق الغابات
إعصار (اولاف) الذي ضرب سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر، وهو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. كذلك التزايد الرهيب في الأعاصير وحرائق الغابات حول العالم، فجاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية كما يذكر تقرير رويترز.
مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة وحدها خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن “العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي” .
السكان الأصليون في أميركا اللاتينية يموتون وقد جرفتهم الفيضانات الغزيرة ودمرت منازلهم، والمدارس مليئة بالأطفال المحاصرين. في احتجاجاتهم يصرخون: جرفت السيول الجسور وغذاءنا، ومحاصيلنا، وكل شيء!

.. وهطول الأمطار يدمر أساسيات الحياة
فقد أصبحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الحالي، الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.

وألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر، لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة (آرفايلر).

الجفاف الشديد في أفغانستان حوّل نهر كابول إلى ما يشبه البرك الموحلة!

في أفغانستان أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.

والجراد يلتهم غذاء البشر
بسبب سوء المناخ العالمي، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرسة بشكل متزايد في المناطق الجبلية، حيث تسبب أضراراً جسيمة لم تحدث من قبل والسبب تغير المناخ.

حتمية الانقطاع عن قطع الأشجار!
بالرغم من أن التزام أغلب زعماء العالم في في إطار مؤتمر (كوب 26) للمناخ بغلاسكو بالعمل على لجم قطع أشجار الغابات بحلول 2030. وميزانية ضخمة رصدت لذلك. فإن ردّ فعل خبراء البيئة جاء متفاوتاً بين مرحب ومحذر من أن يتيح ذلك قطع الأشجار لعقد قادم!
والدليل على ذلك غابات الأمازون بالبرازيل التي توصف بأنها رئة العالم، ورغم ذلك تتواصل عملية قطع الأشجار فيها بشكل مستمر!
كما اتفق أكثر من 100 زعيم عالمي على إنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.

بين مرحب ومنتقد
واستقبل هذا الاتفاق بشكل متفاوت من قبل الخبراء والنشاطين. فقسم منهم رحبوا بهذا الالتزام، الذي سيعلن عنه رسمياً في مناسبة يعقدها رئيس الوزراء البريطاني، يتم خلالها الاعتراف بدور السكان الأصليين في حماية الغابات. وقسم آخر على غرار منظمة غرينبيس، اعتبروا أن هدف 2030 بعيد جداً ويعطي الضوء الأخضر (لقطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي من الزمن).
كما أن هناك من حذر من أن الوفاء بالالتزامات المعلنة في هذا المؤتمر يقتضي التركيز المزدوج على حماية الغابات القائمة إلى جانب التركيز على إصلاح الغابات المتدهورة. ويقول معهد الموارد العالمية إن الغابات تمتص نحو 30 ٪ من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض. لكن هذا الحائل الطبيعي دون تغير المناخ يختفي سريعا؟

شباب العالم يحتج ويطالب بـ «العدالة المناخية»!

احتجاجات قوية لم يسبق لها مثيل ضد انتهاك البيئة والمناخ لكوكبنا الأرض وتلويث رئته صدرت من شباب العالم ونشطاء من كل الجنسيات على مدار العام، وخاصة أثناء انعقاد مؤتمر المناخ الشهر الماضي، فالناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ تحاول الضغط على قادة العالم المشاركين في (كوب 26) على التحرك ووقف (الثرثرة) واتخاذ موقف حاسم من مصير الأرض الصعب وذلك خلال تظاهرة في مكان انعقاد المؤتمر في غلاسكو حسب تقرير رويترز، كذلك آلاف الشباب تقدموا الصفوف للمطالبة بالعمل من أجل المناخ مرددين: (ماذا ننشد؟ العدالة المناخية! متى نريدها أن تتحقق؟ الآن!) وقد رددوا ذلك وهم يجوبون شوارع مدينة غلاسكو خلال (يوم الشباب) ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو.
وعلى الرغم من أن المسيرة نظمت، في البداية، بواسطة حركة (أيام جمعة من أجل المستقبل)، وهي حركة يقودها الشباب مستوحاة من الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، إلا أن الناس من جميع الأعمار تجمعوا في ساحة جورج للمطالبة بالعمل المناخي.

الأطفال والشيوخ يتظاهرون لأجل الأرض!
من الأطفال الصغار الذين يلوحون بلافتات احتجاج مصنوعة يدوياً، إلى كبار السن الذين يطالبون بمستقبل أفضل لمن سيأتون بعدهم، شهدت المدينة المستضيفة لمؤتمر الأطراف السادس والعشرين حضور مواطنين ناشطين بأعداد غير مسبوقة تجمعوا لإيصال رسائلهم.
كما حملت جين مانسفيلد لافتة كُتب عليها: (رمز أحمر للإنسانية)، وهي عبارة استخدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أعقاب آخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، نُشر في وقت سابق من هذا العام، وحذر من كارثة مناخية تلوح في الأفق. وقد قالت الناشطة الشابة لأخبار الأمم المتحدة: (أنا أهتم حقا بالعالم الذي سنورثه للأجيال القادمة. أعيش في جنوب غرب ويلز، ومن الواضح أن تغير المناخ يحدث الآن، لكننا لا نعي حجم ما يحدث في أجزاء أخرى كثيرة من العالم وأنا خائفة).

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق