تعالي معي
أخر الأخبار

منتجات‭ ‬تُصنع‭ ‬ببضعة‭ ‬دولارات‭ ‬وتباع‭ ‬بآلاف‭ ‬ المصانع‭ ‬الصينية‭ ‬تفضح‭ ‬الماركات‭ ‬العالميـة‭.. ‬والماركـات‭ ‬تـرد‭!‬

تصاعدت‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جديد،‭ ‬إذ‭ ‬بادرت‭ ‬مصانع‭ ‬صينية‭ ‬بنشر‭ ‬مقاطع‭ ‬مصورة‭ ‬وتقارير‭ ‬توثق‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‭”‬الاستغلال‭ ‬التجاري‭ ‬المفرط‭” ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الماركات‭ ‬العالمية‭ ‬الفاخرة،‭ ‬وذلك‭ ‬رداً‭ ‬مباشراً‭ ‬على‭ ‬القرارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬إضافية‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية‭.‬

وتداول‭ ‬ملايين‭ ‬المستخدمين‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ويبو‮»‬‭ ‬و«تيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬وصورًا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مصانع‭ ‬صينية،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬تصنيع‭ ‬منتجات‭ ‬لصالح‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬شهيرة‭ ‬مثل‭ ‬غوتشي،‭ ‬برادا،‭ ‬لويس‭ ‬فيتون،‭ ‬مايكل‭ ‬كورس،‭ ‬وهيرميس،‭ ‬وبيربري‭.‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬تلك‭ ‬المصانع‭ ‬إن‭ ‬التكلفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمكونات‭ ‬حقيبة‭ “‬بيركن‭” (‬الجلود‭ ‬والخيوط‭ ‬والاكسسوارات‭ ‬المعدنية‭ ‬والحواف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجلود‭ ‬الداخلية‭) ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬نحو‭ ‬1400‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬38‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬يستطيعون‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحقيبة‭ ‬نفسها‭ ‬فعلياً،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ “‬اللوجو‭” ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬القيمة‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬المضاعف‭.‬

حقائب‭ ‬يد‭ ‬تباع‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬بتكلفة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬80‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دولاراً‭ ‬فقط‭!‬

وأوضحت‭ ‬منشورات‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬تكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وسعر‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الغربية‭ “‬صادم‭”‬،‭ ‬إذ‭ ‬تُنتج‭ ‬حقائب‭ ‬يد‭ ‬تباع‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬بتكلفة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬80‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دولاراً‭ ‬فقط،‭ ‬شاملةً‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬والنقل‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬بعض‭ ‬المصنعين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأحذية‭ ‬الفاخرة‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬مقابل‭ ‬800‭ ‬دولار‭ ‬لا‭ ‬تكلف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬دولارًا‭ ‬لإنتاجها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تنتج‭ ‬قمصاناً‭ ‬وتيشيرتات‭ ‬تباع‭ ‬بأسعار‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬300‭ ‬و600‭ ‬دولار‭ ‬بتكلفة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و30‭ ‬دولاراً‭ ‬فقط‭.‬

وجّهت‭ ‬بعض‭ ‬المصانع‭ ‬اتهامات‭ ‬مباشرة‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات،‭ ‬متهمةً‭ ‬إياها‭ ‬بالضغط‭ ‬المستمر‭ ‬لتقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جودة‭ ‬المواد‭ ‬وحقوق‭ ‬العمال،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬بأسعار‭ ‬باهظة‭ ‬تحت‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬الفاخرة‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬نفت‭ ‬مجموعة‭ ‬Kering‭ ‬المالكة‭ ‬لغوتشي‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صحافي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬عمليات‭ ‬الإنتاج‭ ‬تخضع‭ ‬لمراقبة‭ ‬صارمة‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬أخلاقية‭ ‬وبيئية‭ ‬واضحة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬رفض‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬لويس‭ ‬فيتون‮»‬‭ ‬التعليق‭ ‬المباشر،‭ ‬مكتفيًا‭ ‬بوصف‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تشويه‭ ‬إعلامي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬مجتزأة‭ ‬من‭ ‬سياقها‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬خبراء‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬السوق‭ ‬العالمي‭ ‬تصاعداً‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬المستهلكين‭ ‬حول‭ ‬العدالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستغلال‭ ‬التجاري‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق