اكسسواراتالنصف الحلو

Jimmy Choo.. لقاء إبداع عامل النظافة بطموح صحافية «فوج»

قصة النجاح بدأت بطموح شاب ماليزي في بريطانيا

هل استغلت محررة الموضة بمجلة فوج البريطانية تمارا ميلون اسم مصمم الأحذية العالمي جيمي تشو وموهبته لتحقيق أرباح طائلة وباعته مع أول مشكلة.. أم انه بلا موهبة حقيقية كما تقول ولا يعدو أكثر من إسكافي؟!

أسئلة تداولتها وسائل الإعلام العالمية بقوة عند إعلان ميلون الانفصال عن الشركة التي أسساها معاً في 2013 وحققت مبيعات خيالية أثناء إدارتهما لها، لكن أيا كانت الاجابة فالنتيجة واحدة وهي إعلان الشركة للبيع في منتصف 2017 واستحواذ دار مايكل كورس الأميركية لكل أسهمها ليتحول تشو إلى مجرد مصمم للدار فيما حولت الشريكة اهتماماتها إلى عالم الموضة والأزياء.

وتبدأ قصة شركة جيمي تشو لتصميم الأحذية اليدوية بطموح ذلك الشاب الماليزي  جيمي الذي جاء إلى بريطانيا لتتويج موهبته بالدراسة حتى ولو على حساب راحته ليصل إلى ما وصل اليه اسمه من شهرة في كل أنحاء العالم.

 

ولد جيمي لعائلة ماليزية متوسطة الحال معروفة بصناعة الأحذية اليدوية

 

إذن من الشاب المبدع «جيمي»؟

ولد جيمي لعائلة ماليزية متوسطة الحال بمدينة بينانج في عام 1961 وقد اشتهرت العائلة بصناعة الأحذية اليدوية ولكن ليس إلى الحد الذي يمكن وصفهم بالمصممين حيث لم يصل أي منهم إلى حجم الشهرة التي حصل عليها ابنهم جيمي، ولكن هذا لا يعني أنهم لم يكونوا جزءا من نجاحه خاصة بعد تصفية أعمالهم في بلدهم الأم واللحاق به لمساعدته في بداية حياته العملية.

فقد ورث الفتى الصغير حب المهنة من أسرته، حيث صمم وصنع أول شبشب يدوي له وهو في الحادية عشرة من عمره وهو ما جعل الأسرة تهتم بموهبته وتنميها.

 

حوّل مبنى قديماً لمستشفى إلى مصنع خاص به لتصميم مجموعة متميزة من الأحذية!

 

من عامل نظافة لأشهر مصمم أحذية

سافر جيمي إلى بريطانيا لدراسة التصميم ولم يمكن يمتلك آنذاك مصاريف دراسته، والتحق الشاب بجامعة هاكني لتصميم الأحذية بلندن وتخرج عام 1983.

في تلك الاثناء اضطر جيمي الطالب المغترب إلى العمل عامل نظافة في أحد مصانع الأحذية كي يتمكن من تسديد رسوم دراسته التي كانت تفوق إمكانيات أسرته.

ولم يتوقف طموح الشاب عند إكمال دراسته والعودة إلى بلاده، ولكنه صمم على البقاء في لندن للعمل فيها فهي إحدى أهم عواصم الموضة العالمية التي يمكن أن تصل باسمه إلى العالمية، بالفعل استأجر في العام 1986 مبنى قديما لمستشفى وقام بترميمه وتحويله خلال فترة وجيزة إلى مصنع خاص به صمم فيه مجموعة متميزة جداً من الأحذية فلفتت الانظار اليها، خاصة من المهتمين بعالمي الأزياء والموضة وبعض المشاهير، فقد كانت تجمع  بين الاناقة والراحة بشكل خاص. وسرعان ما بدأت تصميمات جيمي تنتشر وتصبح حديث وسائل الاعلام ولاسيما مجلة فوج العالمية التي التقته وقامت بفرد 8 صفحات كاملة عرضت فيها تصميماته المتنوعة وهو ما فتح له أبواب الشهرة الحقيقية خاصة بعد الدعم الذي قدمته الأميرة ديانا دوقة ويلز للماركة البريطانية القادمة في الطريق.

 

شاركته محررة الإكسسوارات بمجلة فوج البريطانية تمارا ميلون في 1996

 

كان افتتاح أول محل لعلامة جيمي تشو التجارية بمنطقة نايتسبريدج بقرض من «ميلون»

 

شراكة الإبداع بالصحافة والمال

استمر المصمم في تقديم إبداعاته إلى أن شاركته محررة الاكسسوارات بمجلة فوج البريطانية تمارا ميلون في 1996 حيث تقول في مقابلة صحافية معها إنها آمنت بعمله وموهبته ودعمته ماديا من خلال قرض أخذته من والدها لتكون البداية بافتتاح أول محل لعلامة جيمي شو التجارية بمنطقة نايتسبريدج.

وتقول: لقد أقرضني والدي مبلغا قيمته 150 ألف جنيه، وقال لي: «فقط تأكدي من أن العائد الذي تجنينه أكبر من نفقاتك».

وقد شكلت حقبة التسعينيات نجاحا كبيرا لشو وشريكته، حيث انطلق اسم الماركة بسرعة الصاروخ خصوصا مع ارتداء بطلات مسلسل «الجنس والمدينة» الذي عرض آنذاك لتصميماته  التي لاقت نجاحا منقطع النظير.

وتقول ميلون إن النجاح الذي شهدته الماركة شجع والدها على رفع دعمه لها إلى مليون جنيه استرليني وهو ما مكنها من افتتاح متجر آخر كبير في مدينة نيويورك وهو ما حقق للشركة أرباحاً طائلة استمرت لسنوات طويلة.

 

باع حصته فذاع صيته!

واستمرت نجاحات الشريكين حتى بلغت ذروتها في عام 2001 حيث قرر جيمي أن يبيع نصف حصته في هذه الشركة لميلون وعدد آخر من المستثمرين مقابل 10 ملايين يورو؛ ليتمكن من إطلاق خط الأزياء الخاص به تحت اسم «جيمي تشو» والذي توسع ليشمل خط حقائب يد وبعض الاكسسوارات الأخرى.

وبسبب نجاح «جيمي تشو» غير المتوقع، اتسعت دائرة علاقات العمل الخاصة بتمارا ميلون حيث تم تعيينها في مجلس إدارة شركة «ريفلون» في عام 2008.

وفي عام 2010، عيّنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في منصب سفيرة لقطاع الأعمال، للقيام بالترويج لبريطانيا بالخارج، بموجب ترشيح من جوناثان مارلاند، عضو مجلس اللوردات وزميل عمل سابق لتمارا. وفي العام نفسه، كرمت من قبل الملكة إليزابيث الثانية على الخدمات التي قدمتها لقطاع الموضة.

ولكن يبدو أن سوء الادارة الجديدة تسببت في إعلان ميلون المفاجئ عن بيع حصتها في الشركة عام 2013 لتبدأ مشوارها الجديد مع شركتها الخاصة للملابس بنيويورك حيث اصبحت تعيش الآن.

 

ميلون ظالمة أم مظلومة؟!

ولم تسلم ميلون من انتقادات بعض وسائل الإعلام البريطانية التي صورتها على أنها سيدة أعمال ميكيافيلية تبني نجاحها على التسلق على أكتاف من حولها خاصة بعد أن باع شو أسهمه، حيث قيل إنها تحكمت فيه وقللت من صلاحياته فيها لتتركها بعد عشر سنوات وتحديدا في 2013 لإطلاق شركتها الخاصة لتصميم الملابس. كما وُصفت ميلون بالانتهازية والعدوانية؛ لأنها نحت جانبا الرجل الذي كان اسمه على شعار الماركة التي لا تزال المفضلة لدى الكثير من ايقونات موضة القرن   الـ21 رغم تراجع مبيعاتها مؤخرا.

 

ميلون تهاجم تشو: «إسكافي ولم يصمم حذاء واحداً»!

أكدت ميلون أثناء استضافتها في أحد البرامج الحوارية، أن شراكتها مع تشو ذهبت باتجاه معاكس بعدما أدركت أنه لا يتمتّع بالمقدرة على تصميم الأحذية، وقالت: كانت الفكرة الأساسية هي أن جيمي سيصمم المجموعة، وأنا سأدير التجارة. ولكن سرعان ما بدا واضحاً أن موهبة جيمي لا تكمن في تصميم الأحذية بل في صناعتها إنه إسكافي..

وقالت إنها لم تتسلم أي اسكتش لتصميماته أبدا، مشيرة إلى أن من كانت تصمم الأحذية هي ابنة أخيه المصممة ساندرا تشوي.

 

جيمي تشو تنتج مجموعة من السلع الفاخرة بالإضافة إلى الأحذية

في 2017 أعلنت شركة جيمي تشو المساهمة عن بيع أسهمها وتقدمت العديد من الشركات العالمية لشرائها، إلا أن الاختيار   وقع على علامة مايكل كورس الأميركية مقابل 896 مليون جنيه استرليني (1.2 مليار دولار).

 

أسرة تشو

تزوج  جيمي تشو من فتاة من هونج كونج وأنجب منها ولداً وبنتاً، ومازال يحلم بأن يفتتح مصنعا لتعليم صناعة الأحذية في بلاده بنفس مستوى ما وصل إليه من عالمية.

وتبقى أحذية واكسسوارات جيمي  تشو هى المفضلة لدى مشاهير هوليوود والعالم أجمع ومن بينهم كيت ميدلتون وبيونسيه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق