إعلامية ومضيفة طيران «السفيرة عـزيــزة» احترفت البحث عن الكنوز وبيع الأنتيكات

أرستوقراطية دخلت كلية الفنون الجميلة ثم الآداب، وطبقت اقتراحاتها شركات الطيران «تعرضت لأزمات مادية صعبة بعد خسائر في تجارة العقارات.. فبعت أثاث البيت وتحفي الثمينة.. وبدأت من الصفر».
تغير ملامحها، وترتدي العباية و«الشبشب» كلما ذهبت للأسواق الشعبية، أسست شركة توزيع سينمائي، واختلفت على توزيع فيلم «الإنس والجن» لعادل إمام.
دخلت كلية الفنون الجميلة، وعملت مذيعة وإعلامية ثم مضيفة طيران، وأسست شركة للتوزيع السينمائي قبل أن تتفرغ لتجارة الأنتيكات، إنها السفيرة عزيزة التي تقول إن البحث عن النادر والنفيس من الأمور الصعبة والشاقة وتسويق هذه الكنوز هو التحدي الحقيقي، وهو ما قامت به الست عزيزة في رحلتها مع الحياة طوال سبعة عقود من عمرها تحولت فيها إلى منقبة عن الكنوز والأنتيكات وبيعها، الرحلة لم تكن مفروشة بالورود، بل كانت تمشي على أشواك الإخفاقات، وتلهث خلف الأسواق الشعبية وتحمل معها إرثا أرستوقراطيا، فتعيش داخل متاهة من المتناقضات، في السطور التالية تروي حكايتها مع النجاح والخسائر وعالم الأنتيكات:
يستهويني الإرث الإنساني في كل بلد
من أين نبدأ من «السفيرة عزيزة»، أم «برنسيسة الدقي»، أم «الست زوزو»؟
- هي حكاية واحدة بدأت بحلم أن أكون مذيعة أو مضيفة في مطلع السبعينيات، ودخلت كلية الفنون الجميلة على عكس رغبة أبي الذي رفض، وعندما وافته المنية حولت اتجاهي إلى كلية الآداب قسم تاريخ، وفور تخرجي عملت مع الإعلامية الكبيرة كريمان حرك في التلفزيون، ولم أستمر في العمل معها فترة كبيرة؛ بسبب مظهري وشرط لبس الحجاب، وهو ما رفضته واتجهت إلى العمل مضيفة طيران لمدة عشر سنوات في شركة تابعة للدولة، وكان لي اقتراحات أصبحت مطبقة في شركات الطيران الكبرى مثل المجلة التي توضع أمام المسافر، وسافرت كل دول العالم، واحتككت بعوالم وأشخاص وأماكن، كان يستهويني الإرث الإنساني في كل بلد، كما أطلقوا علي في شركة الطيران السفيرة عزيزة.
أسست شركة إنتاج وتوزيع سينمائي وكنت سأوزع فيلم «الإنس والجن»
حققت نجاحا كبيرا كمضيفة طيران، فلماذا هجرت هذا العمل المميز؟
- بعد عشر سنوات شعرت بأن عمري يسرق، لذا تقدمت باستقالتي وابتعدت فترة، وعندما حاولت العمل أسست شركة إنتاج وتوزيع سينمائي، وبدأت العمل وكنت سأوزع فيلم “الإنس والجن” لعادل إمام مع المنتج حسين القلا، لكنني اختلفت معه، وشعرت بأن التوزيع “ليس مجالي” فأغلقت الشركة وعدت إلى مجال الطيران مرة أخرى مضيفة في عدة شركات، وفي عام 2000 قدمت استقالتي مرة أخرى وقررت العمل في مجالات حرة مثل بيع الأراضي وغيرها، لكن تكبدت خسائر كثيرة.
من أين جاء لقب «برنسيسة الدقي»؟
- تعرضت لأزمات مادية صعبة بعد خسائر في تجارة العقارات، لدرجة أنني قمت ببيع أثاث البيت، وكانت به تحف ثمينة جمعتها من خلال سفرياتي، بل بعت شقتي وبدأت من الصفر في شراكة لبيع التحف والأنتيكات، ولكنه نُصِب عليّ، فقررت العمل بمفردي، وفتحت محلا خاصا بي في منطقة الدقي، ومن هنا أطلقوا عليّ “برنسيسة الدقي”.
هذه المهنة أطلق عليها
«صبر أيوب ومال قارون»
كيف تحصلين على الأنتيكات ومدى معرفة أهميتها؟
- لدي خبرة في هذا المجال من خلال السفريات وبعض من تعاملت معهم، لذا كنت أجوب كل الأسواق الشعبية من سوق الجمعة بإمبابة إلى سوق التونسي وباب الشعرية والمرج وغيرها، وكنت أغير ملامحي الأرستوقراطية، وأرتدي العباية و”الشبشب” حتى لا يطمع البائعون، وأشتري التحف التي أعرف قيمتها وأعرضها، فهذه المهنة أطلق عليها “صبر أيوب ومال قارون” لأنها تحتاج إلى أموال كثيرة وصبر لبيع هذه النوادر والتحف.
ما حكاية «الجنيه أبو جملين» الذي كان سببًا في الخسائر ودخولك هذا المجال؟
- في فترة التسعينيات انتشر في الصحف أن الجنيه المصري المرسوم عليه جملان يباع بمبالغ طائلة، وكثيرون طلبوا الجنيه مني، وبالفعل بحثت عنه كثيرًا، واشتريته بـ 92 ألف جنيه ولم يشتره أحد من الذين طلبوه، مما سبب لي أزمة مالية في السيولة وحاولت بيعه كثيرًا حتى إنني اضطررت إلى بيعه بـ 22 ألف جنيه وخسرت، لكنني تعلمت درسا مهما.
كيف تعرفين قيمة قطعة الأنتيك لشرائها؟
- بالخبرة، وأعرف أحدد سعرها بشكل جيد، وأفرق بينها وبين الزائف، ولذلك أصبحت تأتي التحف لي إلى باب محلي، فكل من لديه قطعة أنتيك يأتي بها لي وأعرضها وأحدد نسبتي في القطعة قبل بيعها.
هل ما زال هناك من يحرص على شراء الأنتيك في ظل الحداثة الآن؟
- أكيد وإلا كنت توقفت، فهناك أشخاص مغرمون بالأنتيك وتحويل بيوتهم لمتاحف، صحيح “مش كتير” ولكنهم متواجدون ولديّ زبائن كثر.