تحقيقات

الشيخة فرح الصباح: حَدَّدتُ فكرتي.. فخرج «بقشة» إلى النور

 

مجلة «أسرتي» التقت صاحبة معرض بقشة الشيخة فرح العذبي المالك الصباح التي تؤمن بأن العمل الحقيقي يتطلب دوما المخاطرة للوصول إلى النجاح، ولأنه بعد كل فشل نجاح، وبعد كل نجاح نجاح أكبر وأعظم.. بدأت حياتها العملية بتأسيس مشروعها الخاص.

حتى نتعرف على المزيد من التفاصيل أدعوكم لقراءة السطور التالية:

 

بداية.. نودُّ التعرف على ضيفتنا الكريمة الشيخة فرح العذبي الصباح؟

– عاشقة للكويت .. شخصية إيجابية إذا واجهتني بعض المواقف الصعبة أحب أن آخذها من زاوية تفاؤلية، أحب الحياة، طموحة، عندي القدرة على اتخاذ القرارات.

 

ماذا درست في الجامعة؟

اخترت تخصص التمويل ودرسته في جامعة الكويت، وحصلت على تقدير امتياز بمرتبة الشرف.

 

ولماذا اخترت هذا التخصص بالتحديد؟

– لأنني كنت أحب دراسة التجارة، وأحببت هذا المجال ووجدت أن المواد التي ندرسها متميزة ومناسبة، فأنا من الشخصيات التي تحب الأرقام والحسابات.

 

كيف كانت خطواتك التالية بعد التخرج؟

– طبعي حركي وأحب أن أشغل وقتي بالعمل، كما يقال «حركية»، شعرت بأن لديَّ طاقة ورغبة في العمل، واستشرت والدي فقال قدمي للعمل كما يقدم الخريجون، فهو لا يفضل اللجوء إلى فكرة «الواسطة» للحصول على أي شيء.

 

وماذا  بعد؟

– قدمت للعمل في الخدمة المدنية كما قال لي والدي، ولكن تفكيري كان يقودني نحو تأسيس مشروع خاص، وسمعت الكثير من الآراء، وعُرضت عليَّ فكرة تنظيم معرض مميز في الكويت، لأنني أحب تنظيم المناسبات والحفلات التي تخصني وعائلتي، درست جيدا المشروع من جوانبه المختلفة، وانطلقت لتأسيس مجموعة معارض «بقشة».

 

حدثينا أكثر عن مشروعك؟

– أردت أن يكون عندي عملي أو مشروعي الخاص، وكانت هناك العديد من الأفكار فكنت في البداية محتارة جدا، لأنني كنت أود تقديم عمل مختلف ومميز في نفس الوقت، ففكرت في تجهيز مجموعة من المعارض على مستوى راق وبشكل جاذب لمشاركين من الكويت وخارجها، فهناك الكثير من الشباب الذين لديهم وقت فراغ وطاقات شبابية إبداعية لم تستثمر بعد، ويودون إقامة مشاريع صغيرة يسوقونها عن طريق معارض «بقشة»، وشاركتني شقيقتي نورة في المشروع، فحددت فكرتي وسرت عليها، وخرج  «بقشة» إلى النور.

 

أعشق التراث الكويتي الأصيل

 

لماذا اخترت اسم «بقشة» تحديدا؟

– لأني أعشق التراث الكويتي الأصيل، فذهبت أبحث في كتب التراث عن اسم لمشروعي، فلمع في ذهني كلمة «بقشة» ووقع اختياري عليها، حيث حاز إعجاب الكثيرين، حيث ان «بقشة» كلمة استخدمت قديما في الكويت وتعني قطعة القماش التي يجمع بها الأشياء وتمثل في وقتنا الحالي الحقيبة، حيث توضع كل مستلزمات الشخص فيها، سواء كان رجلا أو امرأة.

 

كيف تجدين المرأة العاملة؟ وما مدى إعجابك بأهمية العمل؟

– أحترم المرأة العاملة جدا لأنها تمتلك شخصية مستقلة وكيانا، وتتعلم الالتزام والجدية وسبل اتخاذ القرار، فالعمل مهم جدا لمن أراد أن يضفي على حياته نوعا من النظام والترتيب، كما أنه يمنح الشخص بعدا معرفيا وكما من المعلومات والخبرة والتجربة الحقيقية ويطور الشخص.

 

هل المرأة أكثر نجاحاً من الرجل في تنظيم المعارض؟

– ليس بالضرورة فالأمر يعتمد على الكفاءة وليس نوع الشخص، وهناك  نساء يتميزن بالذكاء والنجاح في مجالات عديدة، وهناك رجال أيضا أثبتوا تفوقهم وريادتهم، لذا تجدين أن الأمر غير محدد بنوعية الشخص قدر ما يرتبط بإمكانياته وقدراته الذاتية والمهارات الإبداعية، أنا أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ولدينا شخصيات نسائية أثبتن نجاحهن.

 

من قدوتك في الحياة؟

– أي إنسان يمر بحياتي وأعجب بشيء من شخصيته أحاول أن آخذ الجزء الذي أعجبني فيه، فأنا لا أقتدي بشخص محدد، ولكن أقتدي بالصفات المتميزة.

هل توافقين على أن أفضل الأعمال هي التي تقوم على المخاطرة؟

– نعم.. أوافقك على هذه العبارة، فالعمل الحقيقي يتطلب دوما المخاطرة، فبدونها لا نجاح، لأنه بعد كل فشل نجاح، وبعد كل نجاح نجاح أكبر وأعظم.

 

هل لديك وقت معين كل يوم للاهتمام بأناقتك ورشاقتك؟

– هذا شيء أكيد، فالأناقة والرشاقة تعنيان لي الكثير، ولا يمكن أن أخرج من البيت إلا وأنا أرتدي ما يناسب سواء كنت متوجهة للعمل أو للخروج مع الصديقات، فأنا أحب أن يكون شكلي مرتبا تماما ومتناسق الألوان والاختيارات.

 

ماذا عن حياتك الاجتماعية؟

– بطبيعتي شخصية اجتماعية، وأحب الناس وأحب التواصل الاجتماعي، وهو ما ساعدني في مشروعي، بل أصبحت حياتي الاجتماعية أكثر تواصلا.

 

«أبوي العين..

وأمي نظرها»

 

من الشخص الذي تقولين له شكرا لقد أثرت في حياتي؟ ومن يدعم فرح ويساندها؟

– من المؤكد أنهما والداي الله يحفظهما، فيكفيهما تربيتهما لنا واهتمامهما ورعايتهما، «فأبوي العين وأمي نظرها»، أمي الغالية وفاء خالد المضف وقفت إلى جانبي كثيرًا، وكل ما وصلت إليه بمساعدتهما، التربية شيء مهم جدا، ولقد نشأت على احترام عاداتنا وتقاليدنا.

 

ما اهتماماتك وهواياتك؟

– أحب السفر والعمل التطوعي والقراءة خاصة باللغة العربية.

 

«خنقتني العَبرة» عندما تذكرت جدي رحمه الله

 

ما سر حبك للغة العربية؟

– جدي خالد أحمد المضف هو الذي جعلني أحب اللغة العربية، كان يعتز كثيرا بها وهو تقلد العديد من المناصب التربوية من معلم إلى وكيل مدرسة، حتى أصبح ناظرًا للمدرسة الشرقية في عام 1960وخاض انتخابات مجلس الأمة، وقد قدم قانون التعليم العالي الذي نتج عنه إنشاء جامعة الكويت، وقد تولى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أيضا.

 

عيناك تدمعان الآن .. لماذا؟

– الصراحة «خنقتني العَبرة» عندما تذكرت جدي لأنني كنت مرتبطة به جدا، وأذكر أنه كان مقررًا أن أقدم كلمة حفل تخرجي في الثانوية باللغة العربية، ولكنني لم أستطع لوفاته رحمة الله عليه.

 

من تغضبين منه وتقررين مقاطعته؟

– أنا إنسانة بطبعي صبورة جدا، و من يدخل حياتي من الصعب أن أتخلى عنه (سواء كانوا من أهلي أو أصدقائي) ، لأنه لا يهون عليَّ، وكثيرا ما أعطي فرصة وفرصة ولكن أصل إلى مرحلة أقول فيها لنفسي: «يكفي ذلك» وأقاطع بهدوء وتدريجيا.

 

هل أنت من الشخصيات التي تشعر بالندم على أي شيء يحدث؟

– لا.. أبدا، لأنني أفكر في الأمر بطريقة أخرى، فكل شيء يمر في حياتي أعتبره تجربة سواء كانت جيدة أو سيئة، إلا أنني أتعلم منها، وكل ما يواجهني في الحياة فرصة جيدة لأتعلم أكثر، وحاليا في عملي الخاص تحدث لي مواقف كثيرة، ومع ذلك لا أندم أبدا عليها، ولكن أقول «ما يخالف» فأنا أتعلم، فكل ما يمر بالشخص سواء كان إيجابيا أو سلبيا هو شيء ممتاز، لأننا نستفيد ونتعلم، وهذا أثر كثيرا في شخصيتي.

 

أمر تحرصين عليه في حياتك.. فما هو؟

– أحرص على الاستماع لكلمات الآخرين لأتعلم منها أكثر وأكثر وأستفيد في حياتي، أحب الشخصيات التي لديها خبرة ومعلومات ووجهة نظر مختلفة.

 

أتوافقين على انتقاد الغير لك؟

– نعم، عادي.. ربما أتضايق بعض الشيء لكنني أنظر للانتقاد وكيف يكون، فهناك أناس ينتقدونك لمجرد الانتقاد، وهناك أناس آخرون ينتقدونك ليوجهوك نحو الشيء الجيد والصحيح ويحبونك.

 

ما مشروعاتك القادمة؟

– أتطلع إلى أن يكون «بقشة» في كل مكان بداية من دول الخليج وانتشارًا في جميع أنحاء العالم  بإذن الله تعالى.

 

كلمة ختامية.

– لقد سعدت كثيرا بلقائكم وبهذا الحديث المتواصل، وكلمة ختامية لبنات جيلي أود أن أقول:

إن من تضع في بالها فكرة ما أو مشروعا وتخاف الإقدام على هذه الخطوة أقول لها انطلقي لتحققي حلمك، فلابد أن تتحملي هذه المخاطرة؛ لأنه من الرائع أن تقومي بالتجربة، وتعرفي قدراتك وإمكاناتك، ومن الرائع أن تخوضي العمل الذي تحبينه، لأنك بالتأكيد ستنجحين فيه، وإذا فشلت فمن المؤكد أنك ستعرفين نقاط القوة والضعف وستنجحين في المرة التالية، وأعتقد أننا مازلنا صغارا في رحلة الحياة وهذا هو أنسب وقت لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق