بعض الساعات زاد سعرها لأكثر من %400 وقت الأزمة! الساعات الثمينة.. استثمار عكس عقارب الساعة!

تناولنا في العدد الماضي كيف أن أزمة كورونا لم تؤثر على الذهب، بل بالعكس أنعشت سوقه وضاعفت من بريقه كنوع من الاستثمار الجديد.. وينطبق الحال أيضا على الساعات الثمينة في الكويت التي لاقت وتلاقي رواجا مستمرا على المستوى التجاري لدى الوكلاء المعتمدين لأشهر الساعات العالمية، بل أيضا وبشكل خاص لدى أصحاب الحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث البيع المباشر للجديد أو المستعمل والثمين.
الساعة التي كانت تساوي أكثر من ألف دينار صارت تتعدى الخمسة آلاف دينار في المزادات وقت كورونا!
الأزمة.. تزيد من قيمة الساعات!
خلال أزمة كوفيد-19 زاد الطلب على الساعات الثمينة بشكل غير مسبوق. فالساعة التي كانت تساوي أكثر من ألف دينار صارت تتعدى الخمسة آلاف دينار! وهناك حالات زاد فيها سعر الساعة الثمينة الواحدة أكثر من 400%، وتعود الأسباب في ذلك وربما من أهمها الرغبة في الاستثمار بعد توقف مصادر استثمار أخرى كانت معتادة قبل الأزمة التي عصفت بالكويت والعالم بأسره. كذلك – وكما يحدد الخبراء الاقتصاديون – سببا آخر مهما لتلك الظاهرة وهو أن تأجيل القروض لبضعة أشهر بسبب الأزمة الاقتصادية من جراء كورونا قد دفع البعض إلى محاولة استثمار ما هو متاح من أموال في أشياء ثمينة مثل الساعات الفاخرة على أمل بيعها بعد ذلك بأثمان أعلى من أثمان الشراء. الأمر الذي تسبب في وجود مبالغات في عمليات الشراء والبيع والأسعار خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أن المعروض من الساعات الفاخرة خاصة بعد انتهاء أزمة كورونا صار في بعض الأحيان أكثر من المطلوب وبالتالي نزول الأسعار وليس العكس! طوابير في انتظار الدور.. لشراء أفخم الساعات.
لا نستطيع أن ننسى ذلك المشهد الذي نقلته بالصور الكثير من وسائل الإعلام والسوشيال ميديا في أوج أزمة كورونا، عندما كانت المحال التجارية تفتح لأوقات محددة.
وكان ينتظر أمام توكيلات الساعات الفاخرة الغالية جدا طوابير من البشر كي تفتح هذه المحال أبوابها وليأخذ كل شخص دوره كي يشتري الساعات التي تفوق الآلاف من الدنانير في بعض الحالات!
على السوشيال ميديا.. رواج كبير للمزادات!
هناك العديد من مزادات الساعات الثمينة في الكويت على مواقع السوشيال ميديا وخاصة الانستغرام.. ومن أهم الخصائص لتلك المواقع أو الحسابات الشخصية أنها مرخصة من وزارة التجارة في الكويت وتسجل رقم التسجيل في صدارة الحساب.. منها ما يحمل أسماء أشخاص ومنها ما يحمل أسماء تجارية، لذلك توقع بعض خبراء الاقتصاد، وخاصة خبراء الساعات الفاخرة أن تلك الموجة أو “الفقاعة” التي تعاظمت بشكل مبالغ فيه ستنفجر يوماً ما بعد انتهاء تداعيات كورونا الاقتصادية ومن هؤلاء خبير تجارة الساعات في الكويت عبدالغفار الحمود في رأيه المنشور بجريدة الجريدة، حيث كشف عن أسلوب غير سليم لبيع هذه الساعات الثمينة في مزادات علنية في طريقة مبتكرة جديدة، يقوم بها عدد من رواد المزادات، حيث يطرح ساعة خلال المزاد ويقوم شخص (قد يكون على صلة بالمزايد) بالمزايدة، ليرفع السعر، ومن ثم يبيعه بالسعر الجديد، ليقوم الآخر بوضعها في المزاد بالسعر المتضخم الجديد أعلى من السابق! على حد ما نشر في جريدة الجريدة في لقائها معه لتحليل ظاهرة موادات الساعات الثمينة في الكويت.
الأمر الذي جعل هناك تخوفات من تعاظم أو ازدياد حجم الظاهرة مما يؤثر سلبا على نزاهة العملية من حيث البيع أو الشراء خاصة في المزادات الافتراضية أو المزاد أونلاين!
اقتناء الماركات العالمية للساعات ليس فقط مواكبة الموضة بل أيضاً استثمار مستقبلي
سوق الساعات.. إقبال منذ 2015!
يقول أمير براك صاحب متجر سكوير لبيع الذهب والمجوهرات، ان سوق الساعات بالكويت لم يتأثر بتداعيات وباء كورونا منذ عامين وأكثر، بل شهد رواجا كبيراّ!
وأشار إلى أن الإقبال على الساعات ذات الماركات العالمية المعروفة زاد منذ 2015 حيث أصبح اقتناء تلك الماركات ليس فقط من باب الوجاهة الاجتماعية والتماشي مع الموضة، بل أيضا من حيث الاستثمار المستقبلي، إذ يرتفع سعر تلك الساعات مع الزمن.
وأضاف:
”لقد وصل الحال إلى درجة أن بعض هواة جمع الساعات الثمينة يرتدون مع كل دشداشة ساعة جديدة” ونوه إلى أن أسعار تلك الساعات المرغوب فيها لا يعتمد على نوع المعدن المصنوعة منه كالذهب أو البلاتين بل على الاسم والبراند.
أمير براك: الإقبال على الساعات ذات الماركات العالمية المعروفة زاد منذ أزمة كورونا
وأشار إلى زيادة الإقبال على المزادات الإلكترونية العالمية والمحلية المتخصصة في بيع الساعات الثمينة بشكل كبير جدا أثناء العامين الماضيين بالمقارنة بالأعوام السابقة، علما بأن ظاهرة تلك المزادات بدأت بشكل فعلى في 2016 وكانت مقصورة على المهتمين بعالم الساعات التي قد تصل أسعارها عالميا إلى ملايين الدولارات.
ويبدو أن تلك المزادات الحية التي باتت تقام عبر مواقع الانستجرام المختلفة وينظمها أفراد أو مجموعات باتت تلقى رواجاً كبيرا بين فئة معينة من المجتمع يزداد نطاقه بشكل كبير في الكويت وأجزاء كبيرة من العالم ليس فقط فيما يخص الساعات أو الذهب والمجوهرات بل أيضا كل المقتنيات الفخمة أو النادرة التي قد تصل أسعارها إلى أرقام فلكية.
وتبقى مزادات الساعات هي الأكثر شيوعاً بالكويت، حيث الحسابات الكثيرة التي تروج لها عبر البث المباشر الذي يتابعه العشرات من عشاق هذه الساعة أو تلك لتكون من نصيب من يتقدم بأعلى سعر.
الضمانات التي تكفل للعميل حقه
وهناك العديد من الضمانات التي يتطلب من العميل التحقق منها قبل المشاركة الفعلية في أي من تلك المزادات الافتراضية حتى يكفل حقه منها ضرورة التأكد من حصول الشركة المنظمة للمزاد على اعتماد رسمي من قبل وزارة التجارة والصناعة إلى جانب فاتورة أصلية للبضاعة المختارة مع كرت الضمان الصادر من الشركة الأم وبيان مفصل يضمن مطابقتها مع البيانات المدونة في كرت المصنع المرفق بها.