روائية من طراز خاص ميرال الطحاوي.. تكشف عن النساء القـابعـات خـلـف أســوار الأقــدار!
ميرال الطحاوي روائية من طراز خاص وأكاديمية تعمل أستاذًا للأدب العربي بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة. صدرت لها عدة روايات وبعض الأعمال النقدية.
نشرت ميرال الطحاوي أول أعمالها ـ وكانت مجموعة قصصية ـ سنة 1995، وفي العام التالي أصدرت روايتها الأولى «الخباء».
التحقت ميرال الطحاوي بهيئة تدريس جامعة القاهرة، ثم انتقلت في سنة 2007 إلى الولايات المتحدة، حيث عملت أستاذًا مساعدًا بقسم اللغات الأجنبية بجامعة Appalachian في ولاية نورث كارولاينا، ومنسقًا لبرنامج اللغة العربية بالجامعة، وتعمل حاليًا أستاذًا مساعدًا بجامعة ولاية أريزونا.
حققت معظم رواياتها نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا منذ رواياتها الأولى اخباءب عام 1996 كما حققت روايتها ابروكلين هايتسب عام 2010 نجاحًا خاصاً، وفازت عنها بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، كما وصلت هذه الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. ومعظم رواياتها ترجمت إلى الإنجليزية. من رواياتها الأخرى: الباذنجانة الزرقاء، نقرات الظباء، امرأة الأرق، وآخرها أيام الشمس المشرقة العام الماضي. كما نالت العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة في الرواية عن روايتها الأولى االخباءب.
وقد اخترنا من أعمالها ثلاث روايات:
«الخباء»: النساء خلف أسوار الأقدار!
في رواية الخباء تكتب ميرال الطحاوي كعادتها عن عوالم مجهولة للقارئ العربي.. عوالم يغلفها الكبت والحرمان والانطواء خلف أسوار التقاليد الصارمة التي تهبط بوجود المرأة في مجتمع بدوي يقيم على مشارف الصحراء المصرية. واختارت ميرال أن تحكي حكاية االفتاة البدويةب فاطمة بلغة تناسب الكشف عن عالم النساء القابعات خلف أسوار البيت الكبير، مغيبات عما يحدث من تحولات في العالم الخارجي، مسيرات إلى أقدار الزواج ممن لا يحببن أو يرغبن مقيدات بأعمدة الخباء مقموعات ومدفوعات إلى عالم الجنون بلا ذنب ارتكبن، أو جريرة. إنها حقا رواية لافتة بعوالمها الغامضة وشخصياتها الغائمة الملامح والعتمات الكثيرة التي تظلل المكان والزمان فيها.
البطلة افاطمةب أو افاطمب كما كان يناديها أبوها، طفلة صغيرة متمردة في مجتمع بدوي صارم، تعبر عن مشاعرها بقوة ووضوح كطبيعة الصحراء التي تربت فيها.
الرواية تنقل لنا تفاصيل الحياة البدوية في الصحراء مثل البيت والملابس البدوية المتميزة والأغنيات الفلكلورية أو الشعبية التي تغنيها النساء. تحكي الرواية عن فاطمة التي تريد الهروب كل يوم من الواقع القاسي الذي تعيش فيه ومن بيت تحكمه الجدة بعصاها التي تنخز بها كل شيء، لكن الجو العام المحيط بفاطمة لا يخلو من أوقات تدليل من أخواتها الكبار.
ثم تنتقل البطلة فاطمة بمهرتها من عالم البدو القاسي إلى بيت االخواجايةب لتحدث نقلة نوعية كبرى في حياتها وشخصيتها، فتتعلم فيه اللغات وأسلوب الحياة المتحضرة، لكنها تعاني من غربة موحشة لا تبددها سوى الأحلام أو المنامات التي ترى فيها مجيء الأحباب إليها.
«الباذنجانة الزرقاء»: أسيرة توقعات عائلتها!
هذه الرواية لها تقنية غير معهودة، وقدرة عالية على السرد تسلط من خلالها ميرال الطحاوي الضوء على حال المرأة الشرقية وعوالمها المتمزقة. وبطلة االباذنجانة الزرقاءب إنسانة تقع أسيرة توقعات عائلتها: فأمها تريدها أميرة وأبوها يريدها عالمة فضاء وأخوها قديسة تصلي كثيراً. وبين هذه التوقعات العائلية والأحاسيس التي تتفجر داخل البطلة حرب دائماً خاسرة؛ فشل في علاقات المحبة، هزائم سياسية، خيبات اجتماعية.
الرواية تحكي عن اندىب وهي شابة مصرية ولدت أثناء نكسة عام 1967، لتعيش حياة حائرة وسط التوقعات المتضاربة من عائلتها الصغيرة في أسلوب سردي مبتكر، حيث تعرض وقائع لسلسلة من التعليقات والإخفاقات التي تتعرض لها ندى االباذنجانة الزرقاءب في رحلة بحثها عن الذات وعن دفء المشاعر الإنسانية، وسط حالة من التخبط في الحياة السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر في العقود الأخيرة من القرن العشرين.
من مقاطع الرواية المهمة:
اكانت تريدني أن أصبح أميرة فألبستني أحذية أصغر من مقاسيب.ت
«بروكلين هايتس»: أم وحيدة مع طفلها.. لاجئة تواجه عالمين!
هي الرواية الرابعة لميرال الطحاوي. صدرت للمرة الأولى عام 2010 ثم صدرت عن دور نشر أخرى. حازت اجائزة نجيب محفوظ للأدبب عام 2010، ودخلت في القائمة االقصيرةب للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2011..تابروكلين هايتسب حي سكني ثري في مدينة نيويورك التابعة للمنطقة الإدارية بروكلين، وفي الأصل تشير إلى قرية بروكلين.
تروي الرواية حكاية مهاجرين عرب إلى نيويورك من خلال قصة امرأة تستعرض تجاربها بين الولايات المتحدة بلدها المختار، ومصر بلدها الأم، فتكشف العلاقة المعقّدة بين الشرق والغرب. إنها قصة عن التسامح والأصولية، عن الخسارة والأمل في الحب، وهي تسترجع أجواء أميركا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
اهندب البطلة هي أم وحيدة مع طفلها البالغ من العمر سبع سنوات، والتي تترك وطنها، وتهاجر كلاجئة تعيش أجواء اللاجئين والمتعطلين والجيل الأول من عرب بروكلين.
البطلة التي تكتشف أنها تسترد ذاكرة طفولتها عبر جغرافية بديلة، فكل شخصية تقابلها تتماثل وتتقاطع مع الذاكرة، في رحلة البحث عن الذات وعن لقمة العيش. تكتشف البطلة عوالم جديدة تحملنا معها في رحلة مماثلة عبر أروقة ابروكلينب وعبر طفولتها.
تصف الرواية بمهارة نماذج مختلفة من المغتربين من بقاع الأرض في االتفاحة الكبيرةب، وتعرض البطلة عالمها الثرى بالتفاصيل الشرقية، وخباياه، ومحرماته التي تقهر الإنسان عامة والنساء خصوصا، وكيف استمرت في حياتها، رغم طعنة من هنا وضربة من هناك. ابروكلين هايتسب الرواية الرابعة لميرال الطحاوي بعد االخباءب واالباذنجانة الزرقاءب وانقرات الظباءب وتتقاطع مع أعمالها السابقة في البحث عن الذات والعناية بالتفاصيل، خاصة المرتبطة بالطفولة، ومليئة بزخم الذكريات والقدرة العميقة على تحويل الاسترجاع إلى متعة خالصة.