صحة اسرتيصحة وتغذية

علميًا ونفسيًا.. كيف نتعامل مع مريض الزهايمر؟

 

تحت شعار «يدًا بيد لمساعدتهم» الزهايمر.. إلى أين؟

الزهايمر هذا المرض الذي فرض نفسه على الأوساط العلمية والصحية بل الاجتماعية نظرًا لانتشاره الواسع رغم حداثة اكتشافه، تم تناوله في ندوة طبية أقامتها محافظة حولي ضمن أنشطتها الصحية تحت عنوان «الزهايمر.. إلى أين؟».

 

علامات تحذيرية مهمة للزهايمر

قدم الدكتور إبراهيم الحمادي علامات تحذيرية لمرض الزهايمر وضعتها جمعية الزهايمر الأميركية وطلبت بأخذها في الاعتبار لتشخيص حالة الإصابة في حال الاشتباه بوجودها بين أحد أفراد العائلة، وهي:

  • التغير بالذاكرة وخاصة الذاكرة القريبة وتأثير ذلك على سير الحياة اليومية للفرد.
  • عدم القدرة على التخطيط أو حل المشكلات.
  • الصعوبة في إتمام واجبات اعتيادية في المنزل، أو في العمل، أو في وقت الفراغ.
  • الارتباط بالزمان أو المكان.

ثم تناول الدكتور إبراهيم الحمادي فكرة العيادات التخصصية وأهميتها لمريض الزهايمر، فقال:

غالبا ما يعاني مريض الزهايمر من أمراض عضوية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، كما تظهر على المريض أعراض نفسية واضطرابات سلوكية مثل الاكتئاب والتوتر  واضطرابات النوم، واضطرابات النوم، لذا حرصت مختلف الدول المتقدمة على تخصيص عيادات لمرضى الزهايمر واضطرابات الذاكرة الاخرى تقدم رعاية متخصصة تناسب احتياجات المريض ومقدمي الرعاية.. ويعمل في هذه العيادات فريق ذو خبرات متعددة منها الطبيب النفسي والاخصائي النفسي واخصائي العلاج الطبيعي والمهني واخصائي التغذية وممرضة، فالطبيب النفسي يقوم بفحص المريض وتشخيص الحالة وطلب الفحوصات اللازمة وشرح طبيعة المرض، بينما يقوم الاخصائي النفسي بعمل اختبارات الذاكرة التي تساعد على التشخيص في المراحل المبكرة من المرض، بينما يساعد الاخصائي المهني المريض على المحافظة على المهارات اليومية، وفي المراحل المتقدمة للمرض يفقد المريض القدرة على الحركة ويحتاج الى بعض التمارين التي يقوم بها اخصائي العلاج الطبيعي لمساعدة المريض على الحركة.

كما تقوم العيادات بتقديم التثقيف الصحي للمريض ومقدمي الرعاية الذين يكونون في أمس الحاجة لفهم المريض وكيفية التعامل مع الأعراض المختلفة، ومن أهمها تعلم مهارات التواصل المناسب مع المريض، فالنسيان يجعل المريض يكرر الأسئلة بشكل مستمر ويعيد نفس القصص مما يسبب الملل لمن حوله.

وقد يعاني المريض من اضطرابات في الإحساس بالوقت فلا يعرف الأوقات المناسبة للصلاة أو أوقات الطعام، أو ينام معظم النهار ويبقى ساهرا سائر الليل، مما قد يسبب الإزعاج للآخرين.

وفي مراحل المرض المتطورة يمكن أن يتوه المريض اذا خرج من المنزل لوحده مما يعرضه للخطر ويصيب مقدمي الرعاية بالقلق الشديد، لذا تم استحداث تكنولوجيا جديدة تساعد على تعقب المريض اذا خرج من المنزل، مما يسهل العثور عليه وإعادته للمنزل، وتتمثل هذه التكنولوجيا بساعة يدوية تحتوي على جهاز للتعقب مرتبط بالأقمار  الصناعية عبر تقنية الـ «جي بي أس» GPS ويتم ربط الساعة بهاتف مقدم الرعاية، فإذا خرج المريض من المنزل تقوم الساعة بإرسال إشارات للهاتف تحدد فيها موقع المريض.

ومن أهداف العيادة التخصصية:

الإشراف على الأبحاث العلمية التي تسهم في فهم مرض الزهايمر في المجتمع وكيفية مساعدة المرضى على ا لحياة باستقلالية حتى بعد التشخيص، ومحاولة إيجاد حلول غير دوائية للتقليل من تدهور المرض وما يصاحبه من ضغوطات نفسية لدى مقدمي الرعاية.

 

الجانب النفسي لمرض الزهايمر

وحول نشاطات مساعدة لأشخاص يعانون من مرض الزهايمر وأمراض خرف أخرى، قدمت أ.د. عبير محمود عيسى – استشاري الطب النفسي – مستشفى الأهلي – الدوحة – قطر، أستاذ المخ والأعصاب والطب النفسي مدير وحدة طب نفس المسنين – كلية طب جامعة عين شمس – مصر، مشاركة في فعاليات ونشاطات ذات معنى وغاية لها دور مركزي في جودة حياة الاشخاص حيثما كانوا، ويتضمن ذلك الأشخاص المرضى بالخرف وبالزهايمر.

وقالت:

عملية الإصابة بمرض الخرف يمكن أن تكون عملية طويلة، يرافقها فقدان تدريجي لمهارات إدراكية، مثل: الذاكرة، المفهوم المكاني، المفهوم الزمني وغيرها، وكذلك فقدان مهارات القيام بأعمال تلقائية وبأعمال معرفة على أنها «اعتيادية».

في المراحل الأولى، لا تجد علامات عملية الإصابة بالخرف تعبيرا لها بشكل قاطع وواضح، والشخص (مثل أفراد أسرته والأشخاص في محيطه أيضا) يرون «حالات الخلل» في الذاكرة، في الإلمام وما شابه كحالة عرضية، تعب، أو كعبء عاطفي وغير ذلك.. مع ذلك عندما تتفاقم هذه الحالات من الضياع، وأحداث «حالات الخلل» تتكرر أكثر فأكثر، يبدأ الشخص بالفهم أن شيئا ما قد تشوش،

 

 

الزهايمر  حول العالم

تشهد دول العالم تزايدا ملحوظا في عدد السكان من فئة كبار السن وتقدر الاحصائيات العالمية لعام 2015 عدد السكان فوق الـ 60 من العمر بـ 840 مليونا، ومن المتوقع أن يتصل الى ميليارين بحلول عام 2050.

يعتبر مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعا، وهو عادة ما يصيب كبار السن ويعتبر التقدم في العمر من أهم أسباب الإصابة بالمرض، وتشير الدراسات العالمية الى أن احتمالية الإصابة بالزهايمر في عمر 65 تصل الى 5٪ ثم يتضاعف كل 5 سنوات ليصل الى 10٪ في عمر الـ 70 و20٪ فوق عمر الـ 80.

وحسب إحصائيات الجمعية العالمية للزهايمر لعام 2015، يصل عدد المرضى المصابين بالخرف في العالم الى 46٫8٪ ومن المتوقع أن يصل إلى 74٪ عام 2030.

وحاليا ليس هناك إحصائيات دقيقة عن عدد مرض الخرف في الدول العربية، لكن الدراسات التقديرية تشير الى أن العدد يماثل الموجود في الدول المتقدمة.

 

وتبدأ عملية الشعور بالثقة بالذات تتضعضع، تضرر الصورة الذاتية وتنشأ أحاسيس غضب وخوف من المحيط.

 

تدخلات سلوكية من أجل مرضى الخرف

  • تدخلات إدراكية:

معروضة تدخلات من نوع التدريب على مهارات تفكير وتعزيز الشعور بالواقع، ويحتمل أن لها تأثيرا إيجابيا في مراحل مبكرة من المرض، رغم أنه طفيف وعابر.. ومن المهم أن تتم النشاطات من هذا النوع بشكل محترم ولطيف بالنسبة للشخص المريض بالخرف.

  • تدخل بيئي:

مرضى الخرف يعانون من عدم القدرة على التكيف مع بيئة جديدة أو تغييرات بيئية.. لذلك من المهم ملاءمة البيئة لقدرات المرضى ومحدودياتهم وخلق بيئة آمنة وسليمة بالنسبة لهم.. على سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص مع خرف الذين يعانون من «التسكع» – المشي بدون هدف واضح والميل الى الضياع، يجب ملاءمة نشاط مشي لا يعرضهم الى الخطر.

  • تدخلات ممتعة (تسبب المتعة):

من المهم تشخيص التدخلات التي تسبب المتعة والسرور لدى المريض بالخرف، حسب شخصيته، عاداته في الماضي وحالة مرضه، مثل العلاج بالموسيقى أو العلاج اللمس.

وبخصوص هذه التدخلات يمكن استشارة مختص، من مجال العلاج الوظيفي (العلاج بالتشغيل).

وعبر كيفية الحفاظ على القدرات الادراكية لدى شخص يعاني من الخرف في المراحل الاولى من المرض، قالت:

ان الأمر المهم بتدخل العلاج الوظيفي هو الحفاظ على ما هو موجود، على المستوى الإدراكي للشخص. كلما ازدادت «حالات الخلل» في الذاكرة، في الإلمام وما شابه، من المهم أن عززنا لدى الشخص مهارات الانتظام، التي تمكنه من تعويض «حالات الضياع» عقب عملية الاصابة بالخرف.

على سبيل المثال:

  • عدم بذل جهود لتذكر جدول الأعمال، وإنما الاستعانة بوسائل لكتابة تذكيرات، مثل تقويم سنوي كبير مع مكان لكتابة التذكيرات فيه، دفتر لتسجيل الرسائل وما شابه ذلك.
  • الحرص على مكان دائم للأغراض الضرورية مثل المفاتيح، النظارات والمحفظة.
  • نوصي بتعليق قصاصة ورق واضحة في مكان بارز وعليها أرقام هواتف مهمة لأفراد الأسرة أو لأشخاص مهمين باالنسبة للشخص.
  • قصاصات في الأماكن الملائمة تذكر بأعمال مصيرية، مثل «الفحص بأن الغاز مقفل»، «الفحص اذا كان الباب مقفلا».

إضافة إلى ذلك من المهم أن تدمجوا بالنظام اليومي نشاطات للتمرين على قدرات التفكير (تدريب إدراكي)، على سبيل المثال قراءة جريدة خلال اليوم ومحادثة مع أفراد أسرة ومعارف عن مواضيع الساعة يمكنها أن تساعد في عملية الحفاظ علىالقدرات التفكيرية، يجب التشديد على أن التدريب الإدراكي للشخص، من المهم أن يتم بطريقة تحترم الشخص، قدراته، احتياجاته ومحدودياته.

 

كيف نتصرف نفسيا مع مريض الخرف (الزهايمر)؟

  • مساعدة الشخص الذي يعاني من الخرف على تطوير المهارات التي تخفف عنه.
  • تعزيز صورته الذاتية عن طريق تشجيع الذاكرة للمدى البعيد (التي تحفظ أكثر)، بواسطة نشاطات مثل كتابة سيرة حياة، ترتيب صور في ألبومات، البحث عن معلومات على شبكة الانترنت عن أحداث تاريخية وغيرها.
  • جانب مهم في عملية تكيف العائلة والمحيط هو تطوير مهارات تواصل تقوم على الاحترام والحساسية، ولا تحرج الشخص الذي يعاني من الخرف.

سلوكيات يوصى بالامتناع عنها:

  • الامتناع عن ردود «فزعة»، مثل: احذر! نسيت مرة أخرى!
  • عدم وضع الشخص الذي يعاني من الخرف في حالات امتحان، مثل: «هل تذكر ما هو اسمي؟»، «هيا حاول التذكر، سأعطيك تلميحا، يبدأ بـ..».

 

نشاطات نفسية ممتعة لمريض الخرف

من المهم إيجاد نشاطات تمتع الشخص المصاب بالخرف ودمجها في دجول الأعمال، على سبيل المثال:

  • إنشاء حديقة من أصص الزرع داخل البيت.
  • توفير نشاطات ممتعة مثل الري وتنظيف الأوراق اليابسة.
  • اختيار أصص ذات أزهار ملونة أو أوراق ملونة الى جانب نباتات عطرية، كل عملية مرور بجانبها وبالتأكيد ملامسة لها تثير موجة رائحة قوية تشكل تحفيزا لحاسة الشم.
  • توفير حل لحاجة الأشخاص المصابين بالخرف الى التجوال كجزء من جدول الأعمال.
  • التنزه في الخارج حين يسمح الطقس بذلك.
  • التعرف على المحيط واختيار مسارات توجد فيها حفزات متنوعة – نباتات عطرية أو ملونة، حركة أشخاص ومركبات، حديقة كلاب يمكن مشاهدة الكلاب وهم يلعبون فيها وحدائق ملاهي للأطفال.
  • دمج النزهة في الخارج مع تجربة تحفز حاسة الذوق، تناول فواكه، بوظفة، شرب قهوة أو مشروب لذيذ وغيرها.
  • الاستماع الى الموسيقى – يمكنه أن يكون ممتعا جدا، مهدئا في لحظات الغضب والسلوك العاصف وموقظا في حالات النعاس والانقطاع، من المهم إيجاد الموسيقى الملائمة للشخص ولثقافته والطريقة لاسماعها في فراغ البيت أو بواسطة سماعات.
  • مشاهدة التلفاز – في بعض الأحيان فإن مشاهدة التلفاز تغيظ الأشخاص المرضى بالخرف لأنهم لا يجدون اهتماما بابرامج الكلامية ولا يفهمون تسلسل الأمور في برامجه الترفيه.. لذلك ننصح باختيار (من القنوات المتنوعة) ما هو ملائم، ويجعل الشخص يجلس ويشاهد بدافع المتعة.. على سبيل المثال، برامج الطبيعة تقدم أفلاما عن الحيوانات وجرائها.. في قنوات الرياضة: برامج التزلج على الجليد المرافقة بموسيقى لطيفة يمكنها أن تشكل مصدر متعة، قنوات الموسيقى الكلاسيكية أو أخرى حسب ذوق الشخص: قنوات بلغات مختلفة تعيد الشخص الى لغته الأم وغيرها.

 

أهمية التشخيص المبكر للزهايمر

  • يساعد التشخيص المبكر المريض وأفراد أسرته على فهم التغيرات التي يمر بها والأعراض التي تظهر عليه.
  • حفظ حقوق المريض ورعايته بشكل أفضل، فلا يقع فريسة للابتزاز من الآخرين.
  • يُمكِّن مريض الخرف من الاستفادة من العلاجات المتاحة.
  • يحافظ على استقلاليته لفترة أطول.
  • تشخيص الأمراض الأخرى.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق